إن مررتمْ في ديارنا ... فهي بشوق إليكمْ...اللوتس المهاجر

من طرف اسحق قومي الثلاثاء مارس 23, 2010 3:32 am

عبثاً يركضُ الخيالْ

اسحق قومي
21/3/2010
ألمانيا

كان معي حينَ رتبتُ له همس الليالي، وكان يزرع الهمس بالخجل وربما لايعرفُ كيفَ سيؤرخُ لباقي الأشياء المبعثرة في مساحة العمر،هو ظلٌ لدهشة ٍ فارقت الروح حين اغتالها النعاس من أصابعي العشرة.كان لا ينام إلا على لثم ٍ وضم ٍ وقبلة على الجبين، وفجأة يتحول الظل ويتناثر في المعاني الموغلة بباقي تلويحة الأيادي المتعبة وهو يودع قامة القصيدة فعلى أيِّ الدروب سيقف الشاعر وينتظر المجيءْ؟!!!
الظلُ يتحول فجأة ً في اليوم الأول ماقبل الهمس حينَ ودع الشاعرَ إلى مجهول لا أعرف إنْ كان حلمي يوقظه على عذابٍ طويل أم هي بقايا سكرة ٍ لا زال الظل يعيشها؟!! تتوهمُ أيّها الشاعر مصائر الظل المهاجر. وأنتَ لستَ عرّافة العصور.ومع هذا فالظل يبقى ذاك الوحي المقدس عندكَ أيها الشاعر...ولن
تخبركَ عنهُ أية ِ حورية ٍ لأنهنَّ يعشن خلف سياجات الوهم، وأنتَ لن تسافر كي تقطف رهيق الظل إلا في مواسم الغربة ،وحين يشتاقك الظل شوقاً وهيماً،،،عندها لن تعود كما أنتَ... لستَ هنا كبائع الصبار ولا ديدمونة ولا حتى تلك التي قالت: سأظل أغزل الصوف حتى يعود حبيبي...
في منتصف العمر وما قبل الأربعين تجاوز الفجر مداه، ورسمت للظل بوابات عشتار وتخليت عن أساطيرك المؤجلة إلى حيث كان اللقاء الأخير.
نصفُ عام ٍ وأنتَ والظل تتسابقان في ساحة الدهشة حتى أن َّ الظلّ تعهد أنهُ مغرمٌ بالشاعر والشاعر ليس
بائع حلوى في أسواق النخاسة، الشاعر ومضة ٌ عابرة وتمضي الفصول إلى حتميتها، الشاعر إحساس مرهفٌ
وقصيدة مغناة ، وهو الذي وعلى يديه تتوب النساء شهقة ً، لو كان الشاعر يُغرم بالمظاهر لكانت المصيبة كبرى، لو كان الشاعر يتاجر بالقصيدة لسرقت منه آلهة الشعر وحيه، الشاعر يا عزيزي الظل راهبٌ وضوءٌ وقامة لا تقوَ عليها الأعاصير ولا يمرها الزمن فتبقى قامة شامخة ً فل تريد أيها الظل تنصهر في أتون الشاعر والشاعر ينصهر في أتونك. تعالَ أيّها الظل ، تعال فهو يُحبك .
تعال َ.
***
انتهى إلى وقت آخر سيبدأُ الشاعر يُغني ولكنه أقسم ألاّ يُغني بدون وهجك