إسحق قومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النزيف 2

اذهب الى الأسفل

النزيف 2 Empty النزيف 2

مُساهمة من طرف yazid ashor الثلاثاء أبريل 13, 2010 2:15 pm

النزيف2
يزيد عاشور


ـ يا اخي وطي صوت ها لحمار اللي عم يجعر ..خلينا نفهم، اي نعم وبعدين؟
ـ اش بعدين ، كان كل كبوهاورا الاسكان العسكري.
ــ والله مو عرف اش قصة يي ، في منن يقولون اخوا وفي يقولون ابن عما.الله يستر.
وتقف ا لراحلة ثانية على الطريق المتعرج الطويل، احد سكان القرى المنتشرة على حافتي الطريق يصعد للحافلة، يتكئ على اكتاف المقاعد المرصوفة بانتظام ، السلام عليكم ... وعليكم .. هلا هلا ،تراقبه العيون المفرغة والباردة اواللا مبالية او المتعبة حتى يلقي بجثته على احد المقاعد محدثا بعض الجلبة.
تتابع الحافلة طريقهاملقية التحية على حقول الفتها وهي منتشرة على طرفي الطريق باطوال مختلفة ودرجات متفاوتة في اللون الأخضر، بعض الأشكال البشرية تظهر هنا وهناك ولا يخلو الطريق من بعض الكلاب الغاضبة وهي تعدوا مزمجرة خلف الحافلة.
اانه الربيع يعلن احتضاره ليعلن ميلاد الصيف.
ـ واللة المواسم تعباني الله يعين الناس، وفوق هذا ممنوع الفلاح يخلي كيس حنطة لبتو مشان يطعمي ولادو اي شلون يعيش بالله؟
ـ ياخي غير هالسيري الله يستر عليك، نحني مو ناقصين ابوي، بدك تودينا لبيت خالتنا مشان الفلاح ياكل، اي بجهنم ما ياكل.
وتميل الحافلة ببعض الغنج وهي تكتظ بروادها ، رائهة العرق وثقل الهواء، انفاس المسافرين المحملة بالحسرة والخوف الأمنيات تظفي ثقلآ اضافيا على العجلات.
العجلات التي تعرف طريقها الى القامشلي،هي الفت كل المنعطفات، تدري اين تكبح جماح سرعتها، وتدري اين تضاعفها،المطبات القاتلة ، الحفر التي انتشرت على طول الطريق والتي تم اصلاهحاباهمال وعلى عجل او بقيت دون اصلاح.
هي تعرف حتى المسافرين اين يصعدون واين يترجلون،حتى صارت تميزهم من روائحهم.
ـ اي شباب قربنا على مطار القامشلي ادا حدا بدو ينزل قبل الكراج/ ولم يزل صبح الصبيح ولك علوش /يملأ فضاء الحافلة.
ـ يني كبوها كبوها؟
ـاي اي كبوها لكان خللوها.
نعم قيل ان هذا ما فعلوه،وقيل بصوت منخفض انها كانت تحب من غير دينها،ياللعار.
تحاوروا بعض الشئ واقترح احدهم ان يتاكدو ا من علاقتها معه اولآ، لكنه واجه غضبا غير منتضر
ـ هل ستاسئل الناس ان كانت تقابله ، واين؟ وماذا كانا يفعلان ؟؟ ها هل انت حمار شي / يعني اللي ما كان يعرف ..راح يعرف /

وتبرع احدهم في ان غرس بين اجنابها طعنتين ، وانتهى الأمر
ليش هيه صناعة صاروخ،
هي ادركت ان روحها قد غادر الجسد، حلق عليا في السماء ،هناك التقت الأرواح الكثيرة، الهادئة.الصاخبة. العدوانية والوديعة،ازدحمت بهم السماء وعند اطراف الأثير التقت بالأرواح الصغيرة بحجم الياسمين وبعبق الياسمين ونقاء الياسمين،والتي تعوودت امتشاق دمعات المطر والهبوط على الأرض سريعا، هناك يلتقون بقاتليهم .
الآرواح الصغيرة تعرف كل شئ، تعرف اسماء واماكن القتلة ترى الخناجر في مقابضهم وتشتم رائحة الدم.
كان علينا ان ندفنها،
ندفنها لو كانت مت ربها ، لكنها مجرد جيفة
ـ فعلآ فعلآ
سارعت حينها قوات الأمن الجنائي ترافقهم سيارة الاسعاف بالوصول للمكان، وراء الاسكان العسكري ،بالخرابة هناك،،
انسدل شعرها على زند رجل الاسعاف وهو يحاول نقلهاان يسجيها على المقعد الخلفي للسيارة ،كان جسدها مطواعا متعاونامع الرجل،فقط يدها تدلت من ساعده الأيسر وبانت شريطة ملونة على معصمها وخاتم فضي رخيص كانت قد اشترته من القوتلي.
برشاقة اهتز جسدها وهي تتسجى على القعد الخلفي للسيارة البيضاء.
عيناها نصف مغمضتين بقايا ابتسامة هادئة لم تفارق محياها.
تووووووت وغادرت السيارة مسرعة ، خفت الأصوات والهمهمات وتلاشت بعد حين،، هناك على طرف الطريق بقيت بعض الدماء الطازجة ولم يكترث لوجودها احد.
عند المساء سيلتقون مجددا مع فسحة اكبر للحوار، سوف يسالون عن اسمها واسم امها وخلاتها واولاد عمومتها وكيف احبته واين كانا يلتقيان ولكي يضفيان على الحديث نكهة خاصة سيقولون انها انجبت منه طفلآ والقت به خلف المسلخ.
هم لن ينسوا في نهاية السهرة ان يرددوا..هاي اخر الدنيي الله يستر علينا...يا عذرا احمينا. الله يستر على كل الناس نحني ما النا علاقة.....
ـ يلا عمو وصلنا الكراج
ـ اش فيك وراك كلب انتا وي عطي صبر ابني ،، اش جيل وي هذا...
يترجل من الحافلة يمضي باتجاه رجل يعرفعه يشتمان معا هذا الغلا في الأسعار وهذا الجو البهدلي وهذه العيشة الزفت ...ويضيعان في الزحام .


يزيد عاشور

yazid ashor
عضو جديد
عضو جديد

ذكر
عدد الرسائل : 18
العمر : 61
الموقع : sweden
العمل/الترفيه : free jop
تاريخ التسجيل : 13/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى