إسحق قومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإيقاع في الشعر دراسة مقارنة بين العربية والسريانية...نزار حنا الديراني.

اذهب الى الأسفل

الإيقاع في الشعر دراسة مقارنة بين العربية والسريانية...نزار حنا الديراني. Empty الإيقاع في الشعر دراسة مقارنة بين العربية والسريانية...نزار حنا الديراني.

مُساهمة من طرف اسحق قومي الأحد مارس 07, 2010 10:57 am

موضوع: الايقاع في الشعر - دراسة مقارنة بين العربية والسريانية (شوهد 825 مرات)

نزار حنا الديراني
عضو

الايقاع في الشعر - دراسة مقارنة بين العربية والسريانية
« في: أبريل 02, 2006, 11:22:11 pm »
الايقاع في الشعر*
دراسة مقارنة بين العربية والسريانية

تأليف
نزار حنا الديراني

*قدمت كبحث في ندوة المجمع العلمي العراقي ـ هيئة اللغة السريانية في 16-6-1999
وقدمت كمحاضرة في جمعية اشور بانيبال في 30/6/1999
وطبعت ككتاب تحت رقم في دار الكتب والوثائق ببغداد 544 في سنة 2000


كلمة لا بد منها :حضارة العراقيين من اقدم الحضارات الإنسانية هذا ما تشهد له وتقره آثارهم الشاخصة وما خلفوه للإنسانية من نتاج فكري عظيم حفظته لنا عشرات الألوف من الرقم المفخورة والتي تشمل حقول المعرفة كلها من علوم وآداب وفنون... ويكفينا فخرا ومجدا بأننا أصحاب اعظم إنجاز في حقل الحضارة البشرية ألا وهو فن الكتابة... فمن هذه الأرض الطيبة انبثق شعاع الحضارة إلى أرجاء المعمورة... وعلى الرغم من كل المحاولات الرامية إلى تضليل الحقيقة والرأي العالمي في ان أهل العراق وشعبه بحضارتهما ليسا من نتاج هذه الأرض لكونهما قبائل رحلا غزت بلاد الرافدين منذ عهود بعيدة، ومن انهم غزاة يمتازون ببسالة حرب، ولم يقدموا للبشرية سوى الحرب والدمار... كل هذه المحاولات لن تنجح في اجتثاث ما تميزت به حضارة العراق التي سندت بكد أهلها وعرقهم ودمائهم.. فارض الرافدين المنبسطة والخصبة وذات المياه الوفيرة والمناخ المعتدل (ولا سيما في الشمال) كانت قادرة على نفخ قوة الروح الدافعة في أول إنسان ولد. وسلحته بالفكر والطموح لتطبع بصماته الحية وسماته الزاهية على عشرات الآلاف من الألواح، فكانت ارض العراق ومنذ ولادة الإنسان موطنا وقلبا نابضا بالحياة لتكون بناة اول حضارة في تاريخ البشرية... والعراقي اليوم ليس اقل من نظيره حتى نشكك في انتمائه إلى أرضه وتمسكه بوطنيته...وإذا كان الأكثر مما دونوه قد تعرض للضياع والاندثار إلا أن أرضه وخزائنه ما زالت حبلى بآلاف الرقم والشواهد الحضارية والمخطوطات وهي كافية لتقديم صورة واضحة لانتمائه إلى أرضه وكونه شعب حضارة عريقة زاخرة بشتى العلوم ومن ضمنها فنون القتال... وان كشف الحقيقة أمانة مقدسة مناطة بكل الخيرين من الأدباء والكتاب والسياسيين... ولا يزال الوقت كافيا لدراسة خزائن كتبنا وبطون أراضينا، وساحتنا تساعد على كل ذلك لوجود اكثر من لغة عريقة وثقافة تساعدنا للوصول إلى كثير من الحقائق لا سيما وان شعب العراق قد تميز عبر تاريخه الطويل بنظرته الواسعة وافقه الرحب الذي يتجاوز الأنانية والعنصرية... هذه النظرة تميزت بالتسامح، وإقرار مبدأ التعايش السلمي في الحياة والانفتاح على حضارات الآخرين... وأن دراسة ما هو موجود في خزائننا والمقارنة فيما بينها وبين سابقاتها من حضارة سومر وبابل وآشور ستكشف لنا الكثير مما نجهله وسنعثر على تلك الحلقات المفقودة منذ سقوط الدولة الآشورية والبابلية إلى مطلع القرن الثاني الميلادي... فمن يتطلع على الأدب السرياني الذي وصل إلينا منذ القرن الثاني الميلادي والأدب الجاهلي العربي منذ القرن الخامس الميلادي سيكتشف أن هناك حلقات مفقودة لكلا الأدبين سبقت ما هو موجود بين أيدينا بقرون عديدة... فعلينا البحث عنها على الرغم من ان الخوض في هذا المضمار لا يتطلب من الباحث معرفة واسعة في الثقافات التي عاشت وتعيش على هذه الأرض فحسب، وإنما تقتضي أيضا ان يكون للباحث الفطنة والذكاء والعلمية لتمكنه من جمع الأشتات المتفرقة من الآداب والعلوم والحضارات ليصنع منها صورة صحيحة من دون تحيز أو تشويه كما يتطلب من الباحث الشجاعة والثقة للتجرد من الأنانية وقول الحقيقة... ومن حقنا ان نضع أمام أعيننا تاريخنا العريق الذي يمتد قبل الإسلام والمسيحية بعشرات القرون...وعلينا ان لا ننسى ان ما موجود على هذه الأرض هو ملك لنا ونحن أحق من غيرنا بدراسته وتحليله... ومن حقنا ان نشكك فيه بغية التوصل إلى اقتناع حاسم... فكل ما نتوصل إليه يصب في روافد دجلة والفرات وسيروي حقول هذه الأرض الطيبة التي ضحى آباؤنا من اجلها أغلى ما عندهم...
إنها المحاولة الأولى... عسى أن تكون مفتاحا لمحاولات أخرى... وهي دعوة لطلبة الدراسات العليا لنيل شهاداتهم... والله ولي التوفيق
المؤلف
دراسة مقارنة بين السريانية والعربية

الايقاع (1): هو مجموعة اصوات متشابهة تنشأ في الشعر خاصة من المقاطع الصوتية للكلمات اي انه الوزن، فالشئ الموزون هو الشىء الموقع وبمعنى اخر هو" تردد ظاهرة صوتية على مسافات زمنية محددة النسب. اذن الايقاع هو العلاقة بين الصوتية والموسيقية. بين الاصوات والكلمات، وان اساس الايقاع في الشكل التقليدي هو مجموعة من المقاطع الصوتية المتشابه في كل بيت 0 ولو صح لي دراسة القصيدة السريانية والعربية على اساس الموسيقى لصنفت كليهما ضمن الشعر الكمي وذلك لاعتمادها على عدد معين من المقاطع الصوتية (دعامات/ تفعيلة). ان دراسة الشعر في كلا الادبين ليس سهلا وذلك لوجود حلقات مفقودة مما يجعل البحث عسيرا، فما وصل الينا من الشعر السرياني والعربي كان على درجة عالية من النضج. وهذا يعني انه لا بد ان يكون قد سبق هذا النضج تطور في المعنى وفي المبنى وكان هذا التطور طويلا الا ان الكثير منه ضاع والسبب في ذلك ان جدودنا حين اعتنقوا المسيحية ضحوا في سبيل ذلك بكل ما لديهم كي لا يقع احفادهم في شرك التوثن كما ان هذا الادب لم يصل الينا عن طريق الروي كي يبقى شئ منه في الذاكرة اما ما وصلنا من الادب العربي فان جدودنا حين اعتنقوا الاسلام احرقوا او اتلفوا ما لديهم من الادب في سبيل دينهم الجديد، فما وصل الينا منه كان عـن طريـق الـروي فقسم منه لم يحفظ، وقسم اخر زال مع الرواة الكثيرين الذين ماتوا في حروب الفتح. وهذا لا يعني ان العرب لم تكن لديهم ابجدية يكتبون بها لغتهم في تلك الفترة، فلغة القران كانت على درجة من الرقي مما يؤكد انها مرت بطور التطور ولفترة لا تقل عن قرنين او ثلاثة.في حين يؤكد الباحثون(2) ان الكتابة قد جاءت بلاد العرب الداخلية في ازمنة مختلفة وقد جاءت قلب الجزيرة عن ثلاثة طرق اقدمها ما جاءها عن طريق الشمال الشرقي، وهـذه فـي الاغلب كانت متأثـرة بالكتابة الاشورية البابلية وكانت من الصعوبة بحيث لم تلبث ان حلت محلها حروف اخرى جاءتها من الجنوب والشمال معا، وبقيت هذه الحروف زمانا طويلا فكانت الارامية والمسند اليمني وسيلتين للكتابة في قلب شبه الجزيرة وقد تطورت هذه الحروف في ازمنة متأخرة الى الحروف الاخيرة المعروفة بالعربية. ويؤكد ذلك الطبري(3) حين يقول (ظهر على ضهر الجماء ـ جبل بالعقيق قرب المدينة ـ فوجد حجرين وفيهما كتاب فحمل احدهما فعرضه على اهل السريانية فلم يعرفوا كتابه وعرضه على من يكتب بالزبور من اهل اليمن ومن يكتب بالمسند فلم يعرفوه...والظاهر انه كان في الاغلب اشوريا) فأقدم ما وصل الينا من الشعر السرياني يرجع الى ما قبل المسيحية بفترة قصيرة استنادا الى ما وصل الينا من اشارات في بعض الدراسات القديمة. كقصائد وفا الارامي (ق0م) التي اشار اليها انطون التكريتي في كتابه علم الفصاحة(4)، وهناك المزامير والتسابيح الواحد والستون التي نسبت الى سليمان الحكيم وهي على وتر مزامير داود(5) اكتشفها الانكليزي رندل هاريس عام 1909 ويقول عنها شابو(6) انها موضوعة في اواخر القرن الاول الميلادي. الا ان المعاصرين يعتبرون برديصان (154-222م) ابو الشعر السرياني وصانع اوزانه، اما في العربية فاقدم شعر وصل الينا من الادب الجاهلي يرجع الى اواخر القرن الخامس للميلاد والنصف الاول من القرن السادس، اي سبق ظهور الاسلام بنحو قرن ونصف القرن ولكنه لم يصل الينا مكتوبا بل كما قلنا على ألسنة الرواة، كمحزمة بن نوفل وحويطب بن عبد وهما من القريش. وفي زمن الاسلام حماد الراوية (771م) وخلف الاحمر (796م) والاصمعي عبد الملك بن قريب (828م) وغيرهم. فهو لم يسلم من التحريف لان الرواة لم يعاصروا اولئك الشعراء بل نقلوه من رواة قبلهم، الا ان العلماء اهتموا بتدوينه من القرن الثامن للميلاد في مجموعات كديوان الحماسة لابي تمام وكتاب الاغاني للاصفهاني وغيرهما... الا ان ما وصل الينا من كلا الشعرين كانا كاملي البناء تامي الموسيقى لهما لغة مهذبة واستقامة في الوزن مما يؤدي بنا الى ان نقول:
1- ان تاريخ الشعر في كلتا اللغتين يرجع الى ما قبل ذلك بكثيــر وقد كان محقا اسحق ساكا حين قال(7)" ان السريان قرضوا الشعر قبل برديصان بعهد بعيد غير ان برديصان توسع في اوزانه وتفنن فيها. فمن يقرا هذين الادبين سيصل الى نتيجة مفادها ان مثل هذه الامور لا تتهيا للامم طفرة واحدة بل نتيجة تطور في اصول بعيدة تبدأ صغيرة بسيطة ثم تتطور بعملية من عمليات النمو الطبيعي، وهذا يقودنا الى احتمال ثان.
2- او ان ادب كلا الشعبين كان نتيجة متواصلة لاداب المنطقة كالسومرية والبابلية والاشورية ولو حظي هذا العلم اهتمام الباحثين لوجدوا تشابها واواصر مشتركة بين تلك الاداب والتي تلتها كالسريانيـة والعربيـة والعبريـة. وانا اتفق مع الاستاذ طـه باقـر( حين قال ( ليس عندي شك في ان اوزان الشعر البابلي واساليب تاليفه ونظمه قد اثرت كثيرا في في اشعار الامم القديمة التي كان لها اتصالات مباشرة وغير مباشرة بحضارة وادي الرافدين اخص بالذكر منها الشعر العبراني والارامي والشعر الفارسي القديم " الاخميني" ) لا بل اصرعلى ان بعضها ان لم اقل جميعها هي تواصل لمسيرة هذا الادب ومن ضمنها الادب العربي سواء كانت بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة اعني من خلال الادب السرياني ولو توفرت لدينا هذه الحلقات المفقودة لاتضح ذلك اكثر، فعلى سبيل المثال لو اخذنا من الادب البابلي(9) قصيدة حوار بين صديقين يرقى تاريخ تدوينها الى حدود الالف الاول ق.م والتي وجدت في مكتبة اشور في القرن السابع قبل الميلاد، بحيث لو اخذ المقطـع الاول من كل بيت مـن ابياتـها وجمعت المقاطع بعضها الى بعض لتكون منها اسم ناظم القصيدة وشئ من الدعاء الى الاله والملك، وعلى هذا الوجه تؤلف المقاطع الاولى من القصيدة العبارة (انا ساكل- كينام-اوبب) وهو كاهن المشمشو وعابد الاله والملك. وهذا الفن لاحظناه في الشعر السرياني الذي اشتهر به مار افرام (306- 373م) وفي الشعر العبري في منتصف القرن السابع الميلادي وهي تشبه المزمور 119.ومراثي ايرميا 1،2،3،4 التي كانت تستعمل النظام الابجدي في ترتيب الابيات.الا اننا لم نعثر على هذه الحلقات المفقودة" سوى كتاب احيقار بالسريانية (الذي عثر عليه فــي جزيرة ام الفيلة بمصر يرقى الى حدود سنة 680 ق م وهو ليس شعرا بل حكما" والسبب في ذلك ان جدودنا حين اعتنقوا المسيحية ضحوا في سبيله باغلى ما لديهم فاحرقوا جميع الكتب خشية ان توقع احفادهم في شرك التوثن، وهكذا الحال عندما اعتنقوا الاسلام... فلم يصل الينا من العربية شىء سوى المعلقات التي عاصرت بعضها الاسلام وعن طريق الروي.
اما الموازين فيعتبر كل من الخليل بن احمد الفراهيدي (712-778م) وانطون التكريتي الملقب بالبليغ (المتوفى سنة840م) اول من وضع موازين الشعر العربي والسرياني واللذين حكم كل واحد منهما حسه وذوقه الموسيقي وبقيت هكذا الى يومنا هذا، فكل المحاولات التي جرت بعدهم لم تذهب الى ابعد من ذلك.
فخليل بن احمد الفراهيدي اعتمد في قاعدته على مجموعة تفاعيل وهي:
1- التفعيلات الثلاثية - اي لها ثلاث حركات وهي (فعولن- فاعلن).
2- التفعيلات الرباعية - اي لها اربع حركات وهي (فاعلاتن- مفاعيلن- مستفعلن- مفعولات).
3- التفعيلات الخماسية اي لها خمس حركات وهي (مفاعلتن- متفاعلن).
وتتألف هذه التفعيلات من مقاطع صوتية هي:
1- السبب: وهو حرفان وينقسم الى:
ا- سبب خفيف /5 متحرك ساكن مثل لم، كن
ب- سبب ثقيل // متحرك متحرك مثل بك، لك
2- الوتد وهو ثلاثة احرف ينقسم الى:
1-وتد مجموع //5 حرفان متحركان فساكن مثل نغم،
2- وتد مفروق /5/ حرفان متحركان بينهما ساكن مثل قام
3- الفاصلة وتنقسم الى:
ا- فاصلة صغرى ///5 ثلاث حروف متحركة يليها ساكن مثل ذهبت
ب- فاصلة كبرى ////5 اربعة متحركات يليها ساكن مثل قتلهم
على الرغم من ان بعض العروضيين لا يذكرون الفاصلتين لانهما عبارة عن:
1- فاصلة صغرى ///5 = سبب ثقيل // + سبب خفيف /5
2- فاصلة كبرى ////5 = سبب ثقيل // + وتد مجموع//5
فالتفعيلات تتالف من هذه الاسباب والاوتاد وهي كالاتي:
1- ان تفعيلتي:
(فعولن //5/5 = وتد مجموع //5 + سبب خفيف /5)
وفاعلن /5//5 = سبب خفيف /5+ وتد مجموع//5)
تتألفان من وتد مجموع وسبب خفيف
2- ان تفعيلتي:
(متفاعلن ///5//5 = سبب ثقيل // + سبب خفيف /5 + وتد مجموع//5 ومفاعلتن//5///5 = وتد مجموع //5 + سبب ثقيل // +سبب خفيف/5)
تتألفان من سبب ثقيل وسبب خفيف ووتد مجموع 0
3-التفاعيل
(فاعلاتن/5//5/5 = سبب خفيف /5+ وتد مجموع //5+ سبب خفيف/5
ومستفعلن /5/5//5 = سبب خفيف /5+ سبب خفيف /5 + وتد مجموع//5
و مفاعيلن //5/5/5 = وتد مجموع //5 + سبب خفيف /5+ سبب خفيف/5)
تتألفان من سببين خفيف ووتد مجموع.
4- ان تفعيلة
مفعولات /5/5/5/ = سبب خفيف/5+ سبب خفيف/5 + وتد مفروق/5/
تتألف من سببين خفيفين ووتد مفروق.
اما انطون التكريتي فأعتمد في قاعدته على مجموعة دعامات وهي:
1- ثنائية (اي حركتين) كما في بيةا (بي + ةا)
2- ثلاثية (ثلاث حركات) كما في بيةنٍىرين (بية +نى + رين)
3- رباعية (اربع حركات) كما في شبخ لمريا (ش+بخ+لمر+يا) شبح لمريا
1- خماسية (خمس حركات) كما في بةرعخ خننا
(بةر + عخ + خ + نا + نا) بترعاخ حنانا
5- سباعية (سبع حركات) كما في خد جزا زعورا مفق (خد + ج + زا + زعو + را + م + فق) حد كزا زعورا مفق
الا ان العرب عكس السريان اوجدوا لانفسهم قواعد صعبة في فن الشعر... فبعد ان كان الشعر عند السريان موزونا على نسق واحد من جهة الحركات اعتمد العرب في ضبط اوزانهم امرين وهما عددها اولا وقدرها ثانيا لان الحركات في السريانية لها كلها قدر واحد، اذ هي اما مشبعة او مطبقة وذلك سيان في الوزن. لذا لافرق عندنا بين:
(فاعلن وفعولن) ولا بين ( فاعلاتن - مفاعيـلن – مستفعـلن - مفعـولات ) ولا بيـن ( مفاعلتن – متفاعلن) لان لها العدد نفسه من الحركات.
وكذلك لا فرق عندنا بين: سبب ثقيل//، وتد مجموع //5، وتد مفروق /5/
لقد وضع الخليل موازين الشعرالعربي على اساس وجود خمسة عشربحرا واضاف اليها الاخفش (ابو الحسن سعيد بن مسعدة) بحرا اخر فاصبحت ستة عشر بحرا. جمعت فـي خمس مجموعات سماها دوائر كان الاساس فيها تشابه المقاطع الصوتية من الاسباب والاوتاد وهذه الدوائر هي:
1- دائرة المختلف : المتضمنة اربع عشرة حركة وتحتوي على الابحر الاتية:
ا- الطويل ووزنه (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ب- المديد ووزنه(فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن)
ج- البسيط ووزنه (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
2- دائرة المؤتلف : المتضمنة خمس عشرة حركة وتحتوي على الابحر الاتية:
ا- الوافر ووزنه (مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن)
ب- الكامل ووزنه (متفاعلن متفاعلن متفاعلن)
3- دائرة المجتلب المتضمنة اثنتي عشرة حركة وتحتوي على الابحر الاتية:
ا- الهزج ووزنه (مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن)
ب- الرجز ووزنه (مستفعلن مستفعلن مستفعلن)
ج- الرمل ووزنه (فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن)
4- دائرة المتفق المتضمنة اثنتي عشرة حركة ويحتوي على :
ا- المتقارب ووزنه (فعولن فعولن فعولن فعولن)
ب- المتدارك ووزنه (فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن)
5- دائرة المشتبه المتضمنة اثنتي عشرة حركة وتحتوي على:
ا- السريع ووزنه (مستفعلن مستفعلن مفعولات)
ب- المنسرح ووزنه (مستفعلن مفعولات مستفعلن)
ج- الخفيف ووزنه (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن)
د- المضارع ووزنه (مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن)
هـ- المقتضب ووزنه (مفعولات مستفعلن مستفعلن)
و- المجتث ووزنه (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن)
الا ان هذه الابحر تلحقها حالات اخرى نتيجة دخول زحافات وعلل عليها مما ادى بالبعض ان يحصى عدد ابحر الشعر العربي الى اكثر من هذا العدد بكثير.
اما الراهب انطون التكريتي فقد وضع سبعة عشر بحرا وعلى اساس عدد الحركات وهي*:
1- البحر المتساوي (4 حركات) 2- المتوسط (5 حركات)
3- البحر المتقارب (6 حركات) 4- المزدوج (7 حركات)
5- البحر الانطوني (8 حركات) 6- المتناهي (9 حركات)
7- البحر السريع (10 حركات) 8- البسيط (11 حركة)
9- البحر المنسرح (12 حركة) 10- (13 حركة)
11- البحر الطويل (14 حركة) 12- 15 حركة
13- البحر البعيد (16 حركة) 14- 17 حركة
15- 18 حركة 16- 19 حركة
17- 20 حركة
وقد اورد لكل بحر اشكالا عدة استنادا الى نوع الدعامات وعدده، فمثلا قد يأتي البحر المتوسط على شكل دعامة واحدة ذات خمس حركات، واحيانا من دعامتين (2+3) وهكذا في البحر المتقارب قد تكون دعامة واحدة ذات ست حركات واحيانا دعامتان 3+3 او (4+2).. الا ان الفرق بين الوزنين السرياني والعربي يكمن في:
1- اعتماد العربية على عدد الحركات وقدرها (حركة سكون) اما السريانية فعلى الحركات فقط.
2- تكون الدعامة في السريانية ذات بنية متكاملة اي ذات معنى مفهوم، اما في العربية فاحيانا لا لانها (التفعيلة) احيانا تتكون من نصفي كلمتين فلا تعطي معنى.
3- لا يجوز التدوير في السريانية لا بين الدعامات كما قلنا ولا بين الابيات، يجوز ذلك في العربية.
4- اعتماد العربية على مجموعة زحافات وعلل ولا يجوز ذلك في السريانية.
ولو رجعنا مرة اخرى الى الاوزان فلا بد لنا ان نتساءل لماذا هذا الاختلاف على الرغم من ان الموقع الجغرافي في هذه الفترة على الاقل متداخل، وحتى في الجزيرة كان السريان عندما نقلوا معهم تبشيرهم المسيحي نقلوا معهم ميامرهم ومداريشـهم أي شعرهــم وبالاخص في فترة المعلقات... لذا علينا ان نتساءل من اين جاء الخليل بقاعدته الشعرية التي بناها على حركة وسكون؟ الامر الذي ادى الى تعقيده لقواعد الشعر على عكس جميع الاداب المجاورة؟ أبناها على الموروث الشعري الذي تركه لنا شعراء العرب من قبله؟ ام انه اعتمد على قواعد شعرية جاهزة لامم اخرى وطوعها كي تلائم الشعر العربي؟ وللاجابة عن هذه التساؤلات نقول:
اولا: ان كان الخليل قد بنى قاعدته الشعرية استنادا الى الموروث لما احتاج الى هذا الكم من الزحافات والعلل الى حـد يمكن عد عدد الاوزان الشعرية الى اكثر من مئة بحر بدلا من ستة عشر، وذلك لان كل بحر يلحقه عدة ابحر اخرى، خذ مثلا البحر الطويل الذي وزنه الصحيح ((فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)) الا انه تلحقه عدة اشكالات نتيجة دخول زحافات وعلل عليه فياتي:
1- المقبوض العرض والضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.
2- المقبوض العروض المحذوف الضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعلن فعولن فعولن.
3- المكفوف الاثلم فعلن مفاعيل فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيل فعولن مفاعيلن
4- الاثرم /ف/ عول مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
5- الاثلم /ف/ عولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهكذا الحال في بحر المديد الذي وزنه (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن) فياتي:
1- المحذوف العروض المقصور الضرب (فاعلاتن فاعلن فاعلن/ فاعلاتن فاعلن فاعلان).
2- المحذوف العروض والضرب)فاعلاتن فاعلن فاعلن/ فاعلاتن فاعلن فاعلن)
3- المحذوف العروض ابتر الضرب (فاعلاتن فاعلن فاعلن/ فاعلاتن فاعلن فعلن)
4- المحذوف العروض والضرب مخبونهم (فاعلاتن فاعلن فعلن/ فاعلاتن فاعلن فعلن).
5- المسدس المزاحف ـ المخبون (فاعلاتن فعلن فعلاتن/ فعلاتن فعلن فعلاتن)
6- المكفوف(فاعلات فاعلن فاعلات / فاعلات فاعلن فاعلاتن).
7- المشكول(فعلات فاعلن فعلات/ فاعلاتن فاعلن فاعلاتن).
8- المربع(فاعلاتن فاعلن/ فاعلاتن فعلن).
وهكذا الحال في بقية الابحر... فلنتساءل من جديد لماذا هذا الكم من الزواحف والعلل ان كان الخليل قد بنى قاعدته فعلا على الموروث الشعري، فلا بد لنا من دراسة الشعر قبل الخليل لنرى مدى التزام شعراء تلك الحقبة باوزان الخليل الصافية.
ثانيا- او ان يكون العروض قد ولد متكاملا او اشبه بالمتكامل في ذهن الخليل وان كان كذلك سيثير الاشتباه (كما يقول كل من د.صفاء خلوصي والاستاذ كمال ابراهيم) ويحملنا على الاعتقاد بانه محاكاة لنموذج اجنبي متكامل لان امر كهذا (ولادة عروض متكاملة في ذهن الخليل) امر بعيد عن الواقع(10).
ثالثا- او ان يكون الخليل قد حاكى نموذجا عروضيا جاهزا" واستطاع بعبقريته ان يطوعه بالشكل الذي يلائم الشعرالعربي. وللاجابة عن هذا التساؤل نقف مع ما يقوله د. صفاء خلوصي استاذ العروض في تقديمه لكتاب القسطاس المستقيم نقلا عن ابي الريحان البيروني المتوفى سنة 1048 م في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذولة) في فصله الموسوم (ذكر كتبهم في النحو والشعر) ما يلي(11):
((يرجـع العروض العربي واليوناني الى الاصل السنسكريتي، وقد يكون هذا الاصل السنسكريتي بدوره مقتبسا من اصل بابلـي قديم لعثوره على تشابه بين البحور اليونانية والعربية من جهة وبعض البحور البابلية القديمة...)) وقد قدم لنا البيرونــي في كتابه اعلاه وجوها من البراهين تدل على ان الخليل كان قد اطلع على العروض السنسكريتي قبـل ان يشــرع بوضع ميزان العروض العربي.... ويذهب الدكتور جواد علي(12) بانه وجد نصا في بعض المظان العربية القديمة يؤيد ان الخليل قد اطلع على الاوزان اليونانية الى جنب كتب في العروض السنسكريتي... وهذا ما ذهب اليه المطران اقليمس يوسف داود ايضا حيث قال(13):
((الشعر موزون في السريانية على نسق واحد من جهة الحركات اما في اللغات القديمة الاخرى كاليونانية واللاتينية والسنسكريتية والعربية فيعتبر لصحة النظم وضبطه امران في الحركات وهما عددها وقدرها...)).
لقد افاد الخليل من اصول عروضية متعارف عليها عند العرب الا انه اضاف اليها ما نقل من التراث السرياني والعبري والفارسي واليوناني والسنسكريتي لان الخليل الذي ولد في البصــرة سنــة (712-778) وهـو عصر التقـاء الثقافـات الهندية والفارسية واليونانية والسريانية مع العرب من خلال ما كان يترجمه الادباء السريان الى العربية...ويضيف البيروني:
وهم يصورون في تعديد الحروف شبه ما صوره الخليل ومن بعده من العروضيين للساكن والمتحرك وهاتان الصورتان هما:
1- > ويسمى (لكـ) بالسنسكريتية وهو الخفيف.
2- \ ويسمى (كر) وهو الثقيل، ووزانه في التقدير انه ضعف الاول اي يعادل اثنان من الخفيف اي 2 >= \
وفي حروفهم ما يسمى ايضا طويلة ووزانها وزان الثقيلة، واظن ان الاول (>) متحرك والثاني (\) مجموع متحرك وسـاكن وهي تشبه السبب في عروضنا اما الاوربيون فهم يرمزون للنقرات الخفيفة بركزة (د) والضربات الثقيلة بـ (ـ) بدلا من (> \) الهنديتين. اي:
> الهندية = د الاوربية = تقريبا ه العربية للخفيف
\ الهندية = ـ الاوربية = / العربية للثقيل
وهكذا كما يقول البيروني: (كما ان اصحابنا عملوا من الافاعيل قوالب لابنية الشعر وارقاما للمتحرك منها والساكن يعبرون بها عن الموزون فكذلك سمى الهند لما تركب من الخفيف والثقيل بالتقديم والتاخير وحفظ الوزان في التقدير دون تعديد الحروف القابا يشيرون بها الى الوزن المفروض واعني بالتقدير ان (لكـ) ماتر واحد و(كر) ماتران... فيحسب المشدد ساكنا ومتحركا والمنون متحركا وساكنا. اي كما يقول د. خلوصي حوروا الطريقة الهندية (المقطعية) الى طريقة (حرفية) وكان ذلك ضروريا لتمثيل الزحافات والعلل وان كان الافضل الابقاء على الطريقة السنسكريتية المقطعية، والاشارة الى الحروف حيثما اقتضى الامر في حالات الزحاف والعلة (د ــ)...
فان كانت ابيات العربية تنقسم لنصفين بعروض وضرب، فان ابيات الهنود ايضا تنقسم لقسمين يسمى كل واحد منهما (رجلا") وهكذا يسميها اليونانيون (ارجلا) ما يتركب منه من الكلمات سلابى والحروف بالصوت وعدمه والطول والقصر والتوسط. وينقسم البيت لثلاث ارجل ولاربع وهو الاكثر وربما زيد رجل خامسة ولا تكون مقفاة(14) اما في السريانية فيكتب درجا، اي لا يوجد عرض وضرب.
نستخلص من كل ذلك -كما يقول الاستاذ صفاء(15) -ان البيروني يظن بان الخليل افاد من العروض السنسكريتي الامور الاتية:
1- تقسيم الابيات الى اشطر
2- تقسيم الاشطر الى تفاعيل
3- تقسيم التفاعيل الى مقاطع خفيفة وثقيلة، او قصيرة وطويلة
4- الاعتماد على اصوات الكلمات دون رسمها
5- اصطناع المصطلحات (الالقاب كما يسميها البيروني) لتحديد الزحافات والعلل.
6- استعارة فكرة الاشباع في المقطع الخفيف الاخير من التفعيلة وتحويله إلى مقطع ثقيل وعلى هذا الاساس يعتقد الدكتور صفاء(16) ان الزمخشري والخطيب التبريزي والزجاج والجوهري قد انحرفوا عن الطريقة الرياضية للخليل في التقطيع التي كانت تشبه الطريقة الافرنجية في التقطيـع وما هـي في الحقيقة الا طريقة الخليل الفراهيدي ولم يبق لها من اثر الا في الدوائر العروضية.. فالاعتماد على عدد الحركات متشابه بين العربية والسريانية والعبرية وسائر اللغات القديمة اما قدرها ففي السريانية والعبرية سيان وفي اليونانية واللاتينية فقدرها يعني طول الحركة وقصرها وفي العربية اختلاف اسبابها اي اختلاف موضع حركاتها استنادا الى موضع سكناتها،من هنا تختلف العربية عن سائر اللغات القديمة. اذن فلا بد ان نرجع مرة اخرى الى ابي الريحان البيروني ونتساءل هل حقا ان الخليل اخذ عروضه من السنسكريتية؟ ونقول:
اليونانية التي ترجع اصولها كما يقول البيروني الى السنسكريتية لم تأخذ بنظر الاعتبار الحركات والسكنات، ثم ان البابلية نفسها التي ترجع اليها اصول السنسكريتية لم تاخذ بنظر الاعتبار السكنات بل الحركات فقط لان اغلب الباحثين يشيرون(17) الى ان الشعر البابلي القديم يتسم بالايقاع المعتمد على النبرات (النبرة تعني تعميق لفظ حرف علة واحد من بين الحروف العلة الاخرى).
وما علينا الان الا ان نتفحص قصائد الشعوب التي اقتبست منها السريانية والعربيـة والعبريـة اشعارها، ومن ثم قصائد الشعوب المجاورة للعربية ثانيا والقصائد العربيـة التي سبقت الخليل ثالثا.
فمن قصائد الامم القديمة ناخذ على سبيل المثال الوزن في الشعر البابلي. مع ان هناك بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في الموضوع منها(18) الاصوات الحقيقية للالفاض البابلية المستعملة في الشعر على الصورة التي كان يلفظ بها البابليون انفسهم من حيث التشديد والتخفيف، والنطق ببعض الاصوات الحلقية التي لم يعبر عنها تعبيرا واضحا بالخط المسماري، ذلك الخط الذي اوجده السومريون لكتابة لغتهم الخالية من تلك الاصوات. كما ان نطق المستشرقين بالمفردات البابلية في الشعر يشبه بقراءة الاجنبي للشعر العربي والسرياني، مما يحدث الخلل والاضطراب في اوزانه كما ان تاثر الباحثين بالشعر اليوناني واللاتيني او كونهم اصلا مستشرقين جعلهم يرون ان اساس الوزن في الشعر البابلي يقوم على ما يسمى بالنبرات أي التشديد والتخفيف (ACCENTED UN ACCENTED) على الرغم من هذه الصعوبات وغيرها توصل دارسو الشعر البابلي الى ان هذا الشعر مثل اشعار بعض الامم الاخرى كالعربية والسريانية والعبرية واليونانية واللاتينية وغيره، يعتمد في عروضه على مبدأ تجزئة الكلمات الى مقاطع ( SYLLABLES) تتناوب ما بين المقاطع الطويلة والقصيرة... فلو اخذنا على سبيل المثال المقطوعة التي جاءت على لسان الاله ابسو – اله المياه- حيث يقول(19):

ENUMA ELISH LA NUBU SHAMAMU
SHABLISH AMMATUM SHUMA LA ZAKRAT
ABSU _ MA RHSHTU ZARUSHUN
MUMMU TIAMAT MUWALLIDAT JIMRISHUN
MESHUNU ISHTENISH IHUQUMA
GIPARA LA QISSURU SUSA LA SHE
ENUMA ITANI LA SHUPU MANAMA
SHUMA LA ZUKKURA SHIMATU LA SHIMA
IBBANUMA ILANI QIRBISHUM
ايناما عيلش لا نبو شماسو
شابلش امتم شوما لا ذكرت
ابسو - ماريشتو زاروشون
ممو تيامة مولدة كمريشون
مي شونو ايشيتينش اخو قوما
كيبارا قسورو صوصا لاشع
حينما ايلاني لا شوبو منما
شوما لا ذكور وشماتو لا شيما
ابانوما ايلاني قربشون
ونقطعها على اساس وزن الخليل نجد ما يلي:
1- /5//5 /5/5 /5 //5 //5/5
فاعلن مفعولات فاعلاتن
2- /55/5 //5/5 /5/5 /5 /5/5
من الصعوبة وزنها لوجود ساكنين
3- /5/5 /5 /55/5 /5/5/55
وجود ساكنين ايضا
وهكذا الحال في بقية الابيات. من هنا نقول لايمكن ان تتطابق مع تفعيلات الخليل. وفي حالة تقطيعها من حيث الحركات نجد ما يلي:
5+3 +3 ، 2+5+3 ، 5+3 ، 5+7 ، 3+3+4 ، 3+4+4 ، 3+3+3+3، 5+3+3 ، 4+3+3 .
الدعامة : 2 3 4 5 7
التكرار : 1 15 4 5 1
وهكذا الحال في الملحمة البابلية(20) المعروفة بـ (اترا حاسيس) التي تتضمن زهاء (1300) بيت من الشعر تروي كيف ان الالهة كانوا قبل خلق الانسان يعيشون مثل البشر حيث يقول الشاعر:
ENUMA ILLU AWILUM
UBLU DULLU IZBILU SHUPSHIKA
SHUPSHIK ILL RABI- MA
DULLUM KABIT MAD SHAPSHAQUM
RABUTUM ANUNNAKU SIBITTAM
DULLAM USHAZALU LGIGGL
ANU ABU - SHUNU SHARRU
MALIKSHUNU QURADU ENLIL

ايناما ايلو اويلم
اوبلو دلا، ازبيلو شبيشيكا
شبشك ايلي رابيما
دلم كبت مادشبيشاقم
رابوتم انونكا سبتام
دلم كبت ماد شبيشاقم
انو ابو شونو شرو
ملكشونو قرادو انليل
تقطيعها من حيث الحركات:
8، 10 ، 7 ، 8 ، 10 ، 9 ، 8 ، 8
اما من حيث وزن الخليل فمن الصعوبة تقطيعها.
وهكذا الحال في ملحمة كلكامش...
وهذا يطابق مع ما قاله الباحث انطون التكريتي في كتابه علم الفصاحة حين قال "...والبحر الخامس في الشعر هو المؤلف من اوزان سداسية وسباعية وتزيد احيانا وتنقص وهو لرجل يقال له وفا من فلاسفة الاراميين... ومن الشواهد المتيسرة لدينا والتي تعتبر حلقة وصل بين القصيدة السريانية والقصيدة الرافدينية (الاشورية البابلية) المار ذكرها ، مزامير او تسابيـح سليمان ال (42) والتي سماها دارسوها (مرتل من المسيحيين الاولين)* وترقى الى نهاية القرن الاول الميلادي، حيث يتضح من دراستها ان الايقاع (الحركات) هي اساس الوزن وتمتـاز هــذه التسابيــح بأنها موزونة على اكثر من بحر اسوة بالقصيدة الرافدينية المار ذكرها، وهذا ما سميناه بعد تسعة عشر قرنا بقصيدة النثر. خذ مثلا الانشودة الثالثة من المزمور:
وىدمي لوةى انون وهدامى لواثى انون
وبىون ةلا انا ومخب لي وبهون تلا نا ومحب لى
لا جير يدع ىوية لمرخم لمريا لا كير يادع هويت لمرحم لمريا
الو ىو لا رخم ىوا الا هو لا راحم هوا
منو مشكخ لمفرش رخمت منو مشكح لمفرش رحمثا
الا ىو مةرخم الا هو مت رحم
مخب انا لرخيما ورخما لى نفشي محبنا لرحمى وراحملا نوشى
وايكا دنيخى اف انا ايةي وايكا دنيحا اب انا ايت
نجد ان القصيدة موزونة كالاتي:
7 ، 7 ، 9، 8، 9، 5، 11، 10
اما اذا اخذت كدعامات بأعتبارها الاساس في البناء نجد ان الشاعر يستخدم الدعامات:
وزن الدعامة: 3 4 5 6 7
التكرار: 2 3 7 1 1
وهكذا الحال في التسبيحة(33) من المزمور:
رىطة دين طيبوآ وشبقة لخبلا رهطث دين طيبوثا وشفقت لحولا
ونخةة بى ايك دةسرقيوىي ونحتت بي اخ دتسرقيو
واوبد لابدنا من قدموىي واوبد لاودانا من قامو
وخبل كلى ةوقنى وحبل كلى توقانى
وقم عل رشا رما وشبق قلًى وقام عل ريشا راما وشوق قالى
من سوفيى دارعا وعدما لسوفيى من سوفى دارعا وعدما لسوفى
نجد الشاعر يستخدم الاوزان:
11 ، 7 ، 8 ، 7 ، 10 ، 10 ، 11 ، 7
من حيث الدعامات:
الدعامة: 3 4 5 6 7
التكرار: 3 4 4 2 2
من هنا نقول ان القصيدة السريانية كانت امتداد للقصيدة النهرينية، وكنا محقين (مع الاخرين) حين اعتبرنا برديصان مدشن الحداثة للقصيدة السريانية في حينها عندما اخضع القصيدة الى الوزن الواحد خدمة لنقل البشرى من خلال تراتيل ترتلها جوقات كنسية... واستمرت على منوالها الى يومنا هذا.
ومن الشعوب المجاورة للعربية التي اثرت وتأثرت بها هي اللغة العبرية التي عاشرت العربية سواء في بلاد الرافدين او في الجزيرة العربية ويقول عنها الناقد العبري (يهوذا الحريزي) في كتابه (تحكموني)(21) ((...وحين كان اباؤنا يقطنون في مدينة القدس ما كانوا يعرفون الشعر الموزون في اللغة العبرية، أما اسفار ايوب، والامثال،والمزامير، فجملها قصيرة وابياتها سهلة بسيطة، وما اشبهها بالسجع، وهي بعيدة عن ان تكون نظما جميلا موزونا ومقفى)) ومن خصائص شعرها(22) (ان الصيغة الشعرية تؤسس على النبرة والنغمة، وكانت اناشيد العبادة تسمى ترانيم وكان يصاحب الترنيمة ايقاع او غناء وهذه الترانيم غير موزونة ولا مقفاة..." واغلب الظن انهما يعنيان بالوزن والقافية علي شاكلة العربية، لان الشعر العبري وكذلك السرياني كان يعتمــد على عـدد الحركات فقط. وهـذا مؤكد لان اليهود الراجعين من بابل وغيرها من مناطق بلاد ما بين النهرين نقلوا معهم مع اللغة، ادب البلاد وفنونها كاوزان الشعر. اما الوزن والقافية (على شاكلة العرب) فقد ظهر في القرن العاشر الميلادي وما بقي لدينا الا ان نتفحص القصيدة العربية التي من المفترض ان يكون الخليل قد بنى عليها اوزانه ونقول:
ان الشعر العربي قد وجد قبل الخليل، فالشاعر القديم كان يعتمد على حسه الموسيقي في كتابة القصيدة لان معظم الباحثين يرون ان منشأ الشعر هو الغناء والانشاد، والغناء بطبيعته يعتمد على الحس الموسيقي والمعتمد على الحركات لا السكنات... اي ان الشاعر كان اكبر من العروض. وهذا ما اكده ايضا الاستاذ كمال ابراهيم في تقديمه لكتاب القسطاس: ((والحق الذي لا مراء فيه ان مقاييس الشعر او اوزانه قد استخلصت من ضروب الغناء المختلفة التي كان العرب منذ عصورهم الاولى يتغنون بها،... فالشعر مدين للغناء، وجد مع الغناء والغناء وجد مع الانسان)) وبهذا لو اجرينا دراسة على الشعر قبل الخليل لتيقن لنا ان الشعراء العرب كانوا يزنون اشعارهم اعتمادا على الايقاع الموسيقي اي بالاعتماد على الحـركات فقط كما الحال في الشعر السرياني والعبري اللذين استقيا عروضهما من الشعر العراقي القديم وهذا ما ذهب اليه بعض دارسي الشعر العربي القديم(23)، ان العرب ـ قبل الخليل ـ عرفوا طريقة يهتدون بها الى معرفة وزن البيت وذكروا: ان الخليل سئل: هل للعروض اصل ؟ قال نعم! مررت بالمدينة حاجا فرأيت شيخا يعلم غلاما ويقول له قل:
نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
قلت ما هذا الذي تقوله للصبي ؟ فقال: هو علم يتوارثونه عن سلفهم يسمونه التنعيم، لقولهم فيه نعم... قال الخليل: فرجعت بعد الحج فاحكمتها.
وبالحقيقة انهم كانوا يعتمدون على الحركات، وهو ما يسمى عند السريان بالوزن المزدوج (الافرامي ـ 7 حركات). وعند تقطيعها حسب الخليل نحصل على البحر الطويل اي:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهناك طريقــة ثانية(24) يذكرها الباقلاني في كتابه (اعجاز القران) فيسميها " الميتر" اي القطع. وهناك طريقة ثالثة في معرفة وزن البيت: كاحتساب مقاطع البيت من حيث توازي الشطرين وتساويهما بعقود الاصابع.
وهذا ما يؤكده ابن فارس(25) في كتابه الصاحبي ص38:
(... ان هذين العلمين ـ النحو والعروض ـ كانا قديما، واتت عليهما الايام وقلا في ايدي الناس، ثم جددهما هذان الامامان " ابو اسود الدؤلي والخليل").
والان لو اجرينا دراسة على الشعر العربي قبل الخليل لوجدناه يتفق مع العروض السريانية التي تتفق بدورها مع العروض الرافدينية، اكثر مما يتفق مع عروض الخليل الصافية " اعني بعيدا عن الزواحف والعلل " بمعنى اخر ان نسبة الخطأ تكون اقل بكثير مما هي في عروض الخليل فلنأ خذ مثلا عينات من الشعر الجاهلي لنرى مدى صحة القول:
1- معلقة امرئ القيس (500-540م)
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمال
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
ترى بعر الارآم في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل
فعول مفاعيلن فعول مفاعلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعل
كأني غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنضل
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن فعول مفاعيلن فعول مفاعل
اذا ما بكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
ويوما على ظهر الكثيب تعذرت لي وآلت حلفة لم تحلل
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
افاطم مهلا بعض هذا التدلل وان كنت قد ازمعت صرمي فاجملي
فعول مفاعيلن فعولن مفاعل فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
وألقى بصحراء الغبيط بعاعه نزول اليماني ذي العياب المحمل
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
كأن مكاكي الجواء غدية صبحن سلافا من رحيق مفلفل
فعول مفاعلن فعول مفاعلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
كأن السباع فيه غرقي عشية بأرجائه القصوى انابيش عنصل
فعولن مفاعلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
والتي صنفت ضمن البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)، الا انه يصعب علينا الحصول على هذا البحر صافيا اي ان نسبة الخطأ فيه عاليا. اما اذا وزنت على الابحر السريانية (وهي نفسها في الشعر البابلي او الاشوري) نجدها موزونة على البحر الطويل اي(اربع عشرة حركة) باستثناء بعض الاسطر التي جاءت مخالفة بحركة واحدة بسبب الروي كما نجد في احد ابياته:
اذا ما بكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
فالشطر يتكون من (15) حركة، اما العجز فمن (14) حركة.
فلو حذفت (ما) من الشطر استقام الوزن
اذا بكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
2- معلقة طرفة بن عبد (543-569م) والتي يقول فيها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
فعول مفاعيلن فعول مفاعل فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك اسى وتجلد
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
كان حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دد
فعول مفاعيلن فعول مفاعلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
عدولية او من سفين ابن يامن يجور بها الملاح طورا ويهتدي
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
-------------------------------
وطي محال كالحني خلوفه وأجرنة لزت بدأي منضد
فعول مفاعيلن فعول مفاعلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
كأن كناسي ضالة يكنفانها وأطر قسي تحت صلب مؤيد
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن فعو مفاعيلن فعولن مفاعل
لها مرفقان أفتلان كأنها تمر بسلمي دالج متشدد
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعول مفاعيلن فعول مفاعل
-----------------------------------
على موطن يخشى الفتى عنده الردى متى تعترك فيه الفرائض ترعد
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
واصفر مضبوح نظرت حواره على النار واستودعته كف مجمد
فعول مفاعيلن فعول مفاعل فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار من لم تزود
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
ويأتيك بالاخبار من لم تبع له بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
والتي موزونة على البحر الطويل حسب اوزان الخليل الا اننا لم نجد البحر صافيــا فأغلب الابيات تستخدم الزواحف والعلل، الا انها تحتوي على اربع عشرة حركة ايضا باستثناء بعض الابيات وبسبب الروي ايضا.


عدل سابقا من قبل اسحق قومي في الأحد مارس 07, 2010 10:59 am عدل 1 مرات
اسحق قومي
اسحق قومي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 835
العمر : 74
الموقع : https://alkomi.yoo7.com/profile.forum
العمل/الترفيه : معاقرة الشعر والأدب والتاريخ والإعلام والسياسة
المزاج : حسب الحالة
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

https://alkomi.yoo7.com/profile.forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإيقاع في الشعر دراسة مقارنة بين العربية والسريانية...نزار حنا الديراني. Empty تابع لبحث الإيقاع الشعري

مُساهمة من طرف اسحق قومي الأحد مارس 07, 2010 10:58 am

3-معلقة زهير بن ابي سلمى (530-627م):
أمن أم اوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
ودار لها بالرقمتين كانها مراجيع وشم في نواشر معصم
فعول مفاعيلن فعول مفاعلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
وهكذا الحال في بقية الابيات:
بها العين والأرآم يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وقفت بها من بعد عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهم
أثافي سفعا في معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم
القصيدة موزونة على البحر الطويل ايضاوتحتوي على اربع عشرة حركة باستثناء بعض الابيات
4-وهكذا الحال في معلقة لبيد (530-629م) والتي مطلعها:
عفت الديار محلها فمقامها بمنى تابد غولها فرحامها
والتي هي موزونة على البحر الكامل وتحتوي على خمس عشرة حركة الا انها مضطربة الوزن. احيانا يستعمل اربع عشرة حركة وفي الاخرى ثلاث عشرة...
5- وهكذا الحال في معلقة عمرو بن كلثوم (توفي سنة 600م ) التي تحوي اثنتي عشرة حركة ومعلقة عنترة بن شداد (525-615م) اربع عشرة حركة، والحارث بن حلزة (-580م) اثنتي عشرة حركة وعبيد بن الابرص (554م)عشر حركات، وفي هذه المعلقات يكون الاضطراب في الوزن بنسبة اعلى من سابقتها.
6-وهكذا الحال في قصيدة المهلهل (عدي بن ربيعة التغلبي) المتوفى سنة 531م في قصيدته والتي يقول فيها:
كليب لا خير في الدنيا ومن فيها ان انت خليتها في من يخليها
كليب اي فتى عز ومكرمة تحت الصفاة التي يعلوك ساقيها
نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم سالت بنا الارض او زالت رواسيها
وفي موضع اخر يقول :
دعوتك يا كليب فلـم تجبني وكيف يجيبني البلد القفار
ومن الملاحظ على هذه المعلقات وغيرها من الشعر الجاهلي ما يأتي:
1- لم تصل الينا مكتوبة بخطهم بل رويا مما تعرضت الى الكثير من الاضطرابات، وكانت السبب في ادخال تعكز الخليل على مجموعة من الزحافات والعلل.
2- التزام الشعراء بعدد ثابت من الحركات واحيانا نجد تجاوزا وسببه الروي
3- كان اعتماد الناس في تقبل شعر هؤلاء الشعراء مبنيا على عدد الحروف المتحركة في كل شطر والمحافظة على هذا الرقم في القصيدة ككل وليس على تماثل الحروف المتحركة والساكنة كما هو في اوزان الخليل ولا سيما ان القصائد ذات طابع غنائي. وعليه استطيع ان اقول ان اوزان الخليل لا بد من ان تكون دخيلة على الادب العربي، وان تمسك الخليل ومن بعده من العروضيين بهذه التفاعيل أفرز الكثير من المصطلحات والاختلافات بين ما هو موجود في الدوائر وما هو في واقع الشعر العربي مما ادى الى تعكز هؤلاء العروضيين من خليل ومن بعده على افتراض دخول بعض الزحافات والعلل اضافة الى افتراضهم ان يكون هذا البحر مجزوءا" وجوبا او جوازا وما لا يدخله اصلا. خذ مثلا البحر السريع ووزنه (مستفعلن مستفعلن مفعولات) ولم ينظم عليه شاعر عربي على هذا الشكل(26)، لان اكثر ما ورد من الاشعار كانت على وزن (مستفعلن مستفعلن فاعلن) أو (مستفعلن مستفعلن فعلن) او (مستفعلن مستفعلن فاعلان).
وما بقي لدينا الا ان نطبق اوزان الخليل على الشعر السرياني عسى ان يكون الخليل قد استفاد منها في وضع اوزانه الشعرية فنقول:
لو اخذنا مقطعا من قصيدة قورلونا (الذي عاش في اواسط القرن الرابع ومطلع القـرن الخامس) التي موزونة على البحرالمتساوي (اربع حركات) من حيث الوزن السرياني ونقطعها حسب اوزان الخليل نجد:
ىا ديرةا /5/ 5 // ها ديراثا
شةيلن بارعا 5 / 5 / 55/ 5 / شتىلن بارعا
دملين جبٌذا / 5 / 55 / 5 / دملين كورى
جميري لبا 5 / / 5 / / كميري لبا
ىا بيومةن / 55 / 5 / / 5 ها بيوماتن
ايةلك بارعا / 5 / 55 / 5 / ايتلاخ بارعا
فعلا بعبديك / 5 / 5 / 5 / 55 فعلى بعوديك
خذ مقطعا اخر من قصيدة بالاي (توفي بعد سنة 432م) وهي على البحر المتوسط (خمس حركات) استنادا الى الشعر السرياني:
خان لخطيُّا / /5 / 5 // حائن لحطايى
خون لخ بيوم دينك / 55 / 55 / 55 / 5 / 5 حون لاخ بيوم ديناخ
وشبوقلن خوبين / 5 / 5 / 5 / 5 / 5 وشفوق لن حوبين
بسوجاا دطيبوةك 5 /55 /55 /5 /5 /5 بسوغأ دطيبوثاخ
بةرعك خننا 5 / 5 / 5 /5 / / بترعاخ حنانا
خذ مقطعا اخر لقصيدة مار افرام (ولد سنة 306م) وهي موزونة على البحر المزدوج (سبع حركات):
خد عوبأ شيطأ مولد / 5 / 5 / 5 / 5 / 5 / 5 / 5
طعمة دلا مةمنين /5// 5 / 5 / 5 / 5 / 5
خد جزا زعورا مفق / 5 / 5 / 55 / 5 / 5 / 5 / 5
ةؤبيت دلا مةخشبن / 5 / / 55 / 5 / 5 / 5 / 5
نجد من الصعوبة جدا تطبيق اوزان الشعر الخليلي على الشعر السرياني وهكذا الحال في الشعر العبري والفارسي والكردي والتركي، وقد اخطأ كل من اعتقد خلاف ذلك.لاني اجدهم يستخدمون زواحف وعلل وتفاعيل لم يستخدمها حتى الخليل.الا انه من السهل جدا اخضاع القصيدة العربية الى اوزان الشعر السرياني وتعتبر الموشحات* التي كثرت اراء القدامى والمحدثين والمستشرقين حول منشئها، مثالا حيـا لهذا التقارب.فالموشح الذي عد ثورة على الشعر التقليدي هو ضرب من ضروب الشعر تتعدد قوافيه واوزانه تبعا لرغبة ناظمه...(27) اما من حيث نشأته فقد كثرت الاراء، فقال بعضهم امثال الباحث الاسباني مينيندز بيلينو(28) والاستاذ يوسف اسعد داغر(29) والاستاذ بطرس البستاني(30) وغيرهم بان الموشحات انتقلت الى الادب العربي من خلال الاغاني الاسبانية الشعبية أي من خلال جماعةالرواة والمغنين المعروفين في فرنسا بالجنكر (القرن السابع والثامن الميلادي) ومن خلال جماعة التروبادور الذين كانوا يقصدون الامراء في المواسم والاعياد وينشدون اغانيهم... والبعض الاخر امثال ابن بسام(31) وابن خلدون(32) وكذلك الاستاذ حنا الفاخوري(33) وغيرهم من ان مقدم بن معافر الفريري من شعراء الامير عبد الله بن محمد المرواني(34) اول من كتب الموشح وكان ذلك في اوائل القرن الحادي عشر الميلادي واخذ ذلك عنه ابو عبد الله احمد بن عبد ربة صاحب كتاب العقد الفريد ويوسف بن هارون وعبادة بن ماء السماء. الا انهم لم يظهر لهم ذكر... واخرون يعتقدون ان الشاعر العراقي ابن المعتز(35) المتوفي سنة 296هـ هو اول من انشأ هذا الفن بقوله في منظومته التي مطلعها:
ايها الساقي اليك المشتكى قد دعوناك وان لم تسمع
ونديم همت في غرته
وشربت الراح من راحته
كلما استيقظ من سكرته
ويسير على نهجهم كل من الاساتذة(36) احمد حسن الزيات وطه حسين ومارون عبود وابراهيم انيس وغيرهم. ويذهب الاستاذ حنا الفاخوري الى ان اسباب اختراع هذا الفن هو نتيجة لاختلاط العرب بالاجانب في اسبانيا واطلاعهم على ادابهم واغانيهم الشعبية المتحررة من القوافي والاوزان... الا ان جميعهم لم يعللوا اسباب ودوافع ذلك. ومن الاسباب الاخرى التي دفعتهم بالاعتقاد بأن الموشحات اندلسية المنشأ ناتج عن جهلهم بالاداب المجاورة ولا سيما التي لازمت الادب العربي في ذلك الوقت كالادب السرياني مثلا. لذا ارى خلافا لذلك واقـول ان الموشحات هي مشرقية الاصل ذات جذور سريانية، فهذا الفن وجد في الادب السرياني قبل ان يوجد عند جماعة التروبادور والجنكر بقرون ويرجع السبب في ظهورها في الاندلس بدلا من العراق وبلاد الشام يرجع للاسباب الاتية:
1- كون بغداد والشام هي مركز الخلافة الاسلامية وكان الادب العربي لايزال يشكل امتدادا لببيئته الصحراوية في الجزيرة وكان تمسك الخلفاء بتراثهم وانشغالهم في الفتوحات ادت الى عدم تشجيعهم لاي قصيدة تخرج من اطارها التقليدي.
2- اما الاندلس فلبعدها عن المركز وانفتاحهم على مجتمع شاع فيه الترف واللهو والغناء شيوعا عظيما اضعفت سيطرتهم لا بل جذبتهم الطبيعة الاندلسية وجعلتهم ينسون طبيعتهم الصحراوية واوزانها التقليدية الامر الذي ادى بالامراء في الاندلس الى تشجيع هذا اللون من الشعر. فبدأت حركة التحرر في القرن الحادي عشر(37) فأخذ الشعراء العرب يمثلون بيئتهم الجديدة من غير ان يهملوا التقليد اهمالا تاما، امثـال الشاعر ابن زيدون وابن عمار والمعتمد بن عباد وغيرهم.
اما كيف انتقل هذا الفن من المدراش السرياني الى الموشح العربي فيكون:
1- من خلال المدارس والجامعات السريانية في الكنائس والاديرة التي كان يتلقى فيها الكثير من الادباء والمفكرين العرب علومهم فيها ومن بينها المداريش والسوغيتات، ومن خلال ما نقله المترجمون السريان من الاداب والعلوم السريانية الى العربية. فتشبعت الاذن العربية بهذه التراتيل التي كانت ترتل باستمرار في الكنائس والاديرة بالحان شتى. وكانت بغداد ودمشق زاخرة بشعر عربي اصيل يشكل امتدادا للشعر في الجزيرة ويتطرب بنغمات المدينة الحاضرة، فليس من المستبعد ان تكون بغداد ودمشق قد شقت طريقها نحو التجدد الشعري، وكان محقا من اعتبر بشار بن البرد وأبا نواس ومسلم بن الوليد اول دعاة التجدد(38) في حين كان الشعر في الاندلس لا يجرؤ ان يذرع مثل هذه الخطوات لانشغال العرب هناك بالدفاع عن انفسهم والتفكير بالتوسـع، الا في اواخر عهد الامارة الاموية في القرن العاشر الميلادي. فليس مستبعدا ان تكون هناك عشرات الموشحات تغنى سرا او علنا واختفت لعدم تشجيعها من قبل الخلفاء.
2- عندما دخلت الجيوش العربية الاسلامية بلاد الاندلس واستقرت هناك كان من بينهم او من بين الذين توافدوا اليها لاحقا الكثير من الادباء الذين تلقوا علومهم في المدارس السريانية في العراق او بلاد الشام فنقلوا معهم اشعارهم وافكارهم التجددية في الشعر، فعندما سنحت لهم الفرصة اظهروها هناك.
2- ومن المحتمل ان يكون هذا الفن قد انتقل اليهم من خلال اليهود القاطنين في بلاد الاندلس الذي انتقل اليهم هذا الفن من الادب السرياني حيث استمدوا الكثير من ادابهم وعلومهم من السريان كما يقول بذلك الباحث اسرائيل ابراهام(39). ومن الاسباب التى دعتني الى ذلك:
1- ان الجيوش الاسلامية احتلت بلاد الاندلس سنة 711م ودامت الدولة الاسلامية هناك حتى سنة 1492 في حين ان اقدم الموشحات ظهرت في القرن العاشر او الحادي عشر. في حين كان احتكاك المفكرين والادباء العرب في المشرق منذ القرن السابع الميلادي حين نزلوا الى ساحات العمل في التأليف والترجمة جنبا الى جنب اخوانهم السريان.
2- كانت باستطاعة الاذن العربية ان تتقبل اللغة السريانية وادابها والحانها بصورة اسهل كثيرا من تقبلها للغة اعجمية بعيدة كل البعد عن لغتها وتراثها.
3- ان ما يجمع من صفات مشتركة بين المدراش السرياني (القرن الثالث الميلادي) والموشحات العربية (القرن الحادي عشر) يجعلنا نؤكد جازمين أن الموشح مشرقي الاصل سرياني المولد. فالمدراش الذي هو عبارة عن منظوم جدلي في قالب شعري يمتاز والموشحات بـ:
1- إن ابياتها لا تكون على نمط واحد اي تتساوى عدد مقاطعه حينا وتختلف حينا اخر.
2- ان ابياتها تكون قائمة بذاتها ولا صلة لها بالبيت السابق وتفصل هذه الابيات (ويسمى في الموشحات الدور حيث يشتمل على اجزاء تسمى اغصانا تتعدد بتعدد الاغراض) ردة (قفل بالعربية الذي هو عبارة عن بيت واحد او عدة ابيات من الشعر تبتدئ بها الموشحات وتتكرر ويشترط فيها التزام القافية والوزن والاجزاء وعدد الابيات الشعرية وذات موسيقى واحدة) ترتلها الجوقة بعد كل بيت او اكثر. ومن شروط هذه البيات (باستثناء الردة /القفل) ان تكون متشابهة وزنا ونظاما وعدد اجزاء، وباستطاعة الراوي تنويعها.
3- للمداريش انغام شتى عد بعضهم 75 ضربا من الالحان في الاناشيد الصحيحة او المنحولة. وقد دخلت عليها وعلى الموشحات بعض الفنون في كتابتها. وتفرع من المدراش السوغيت، حيث يستعمل في صياغة الماسي الدينية ويكون على شكل حوار بين منشدين او جماعتين.
وقد قسم ابن سناء(40) الملك الموشحات الى قسمين:
1- ما جاء على اوزان العرب وهي تشبه المدراش ذا الوزن المتساوي
2- الخالية من العروض
كما يقول(41): (اردت ان اقيم لها عروضا يكون دفترا لحسابها وميزانا لاوتارها واسبابها فعز ذلك واعوز لخروجها عن الحصر وانفلاتها من الكلف... واكثرها مبني على تأليف الارغن...) يقصد بها ابن سناء العروض الخليلي لانها كما يقول هو نفسه مبنية على الايقـاع. وهي نفسها في المداريش الموزنة على البحر الوزن المركب كأن تكون منظومة على البحر الخامس والسابع او السابع والثامن او... وهذا ما نلاحظه في الموشحات ايضا، فهي مبنية (ومن ضمنها الموزونة على اوزان العرب) على الايقاع اكثر من بنائها على التفعيلة الخليلية. فعلى سبيل المثال نجد ان قصيدة صفي الدين الحلي(750هـ) والتي مطلعها:
شق جيب الليل عن فجر الصباح ايها السامون
وزنها (فاعلاتن فاعلاتن فاعلان فاعلن فاعلن)
هذا الوزن سوف لن تجده في اوزان الخليل الصافية. اما اذا وزنت على الايقاع الموسيقي كما المدراش نجدها موزونة على الشكل الاتي:
الشطر 11 حركة والعجز 5 حركات
وهكذا في القصيدة الغنائية (سكن الليل) لجبران خليل جبران التي يقول فيها:
سكن الليل وفي ثوب السكون تختبي الأحلام
وسعى البدر وللبدر عيون ترصد الأيام
نجدها موزونة على وزن (فعلاتن فعلاتن فاعلان فاعلن فعلان) هذا الوزن لا تجده في الاوزان الصحيحة عند الخليل بل تجدها موزنة وبشكل صحيح كما في المدراش فوزنها:
5 حركات +6 حركات في الشطر و5 حركات في العجز وهكذا على مدار القصيدة.وهناك قصيدة تنسب لسلم الخاسر (180هـ) تتكون من مجموعة دعامات (سلم موسيقي) على وزن مستفعلن، يتكون البيت الواحد من اربع دعامات وكل دعامة من اربع حركات كما في قوله:
موسى المطر. غيث بكر. ثم انهمر. ألوى المرر.
كم اعتسر. ثم ابتسر. وكم قدر. ثم غفر.
عدل اليسر. باقي الأثر. خير وشر. نفع وضر,
خير البشر. فرع مضر. بدر بدر. والمفتخر.
وهذا اللون لا نجده الا في الموروث السرياني الذي اشتهر فيه كل من نرساي (+399م)ويعقوب السروجي (+451م) كقول نرساي:
رش خكمت خكمة قوشآ دخيل برويا
دمن لا مدم برا كلمدم دكسا وجلا
دلو لنخيى برا بَذيت الا بخوبى
رش حخمتا حخمت قوشتا دحيل بارويا
دمن لا مدم برا كلمدم دخسى وكلى
دلو لنياحا برا برياتا الا بحوبى
نجد ان البيت الشعري يتكون من ثلاث دعامات (بدلا من اربع) وكل دعامة تتكون من اربع حركات. او كقول انطون التكريتي:
كد جون يؤرة وبلبي رنية دجَنسا دانشا من كدو شطا
وزبنا شجيشا وملا ةوكا اَسرة ىب لى وعلين مطا
كد غون يصرت وبلبي رنيت دكنسا دناشا من كدو شاطى
وزونا شغيشا وملى توكا اسرت هولى وعلين ماطى
نجد ان البيت الشعري وكما عند سلم الخاسر يتكون من اربع دعامات وكل دعامة تحوي اربع حركات.
اما القافية فنجدها في المدراش اسوة بالموشـح تختلف من مقطع لاخر واحيانا تستعمل قافية موحدة في الدعامات الداخلية كما في موشحة ابي عبد الله محمد بن عبادة المعروف بابن قزاز:
بدرتم. شمس ضحا غصن نقا. مسك شم
ما اتم. ما اوضحا ما اورقا. ما اتم
لا جرم. من لمحا قد عشقا.قد حرم
نجد ان المقطع يتكون من دعامتين ذات ثلاث واربع حركات اي بمجموع سبع حركات وعلى وتيرة واحدة خالية من التدوير. وهذا الاسلوب لا نجده الا في الموروث السرياني. كما في قصيدة يعقوب السروجي (تولد 521م). يقول فيها:
قلا دخليٌن. خزوا ةميىين. ذعما رىيبين
طكسا سديذين. سدذا مةيٌخيٌن. ةجٌما شبٌيٌخيٌن
قالى دحلين . حزوى تميىين . رعمى رهيوين
طكسى سديرين . سدرى متيحين . تغمى شويحين
اما من حيث البحور لقد بالغ كل من انطون التكريتي والخليل بن احمد الفراهيدي في عدد هذه البحور. فلو اجرينا مسحا شاملا في هذه البحور يتضح ما يأتي:
اولا: في الابحر السريانية نجد ما يأتي:
1- هناك تشابه بين:
البحر المتساوي (4حركة) وبعض حالات البحر الانطوني
(8 حركة) والمنسرح (12 حركة) والبعيد (16 حركة) والعشرين (20 حركة). لاحتوائهم على دعامة ذات اربع حركات او مضاعفاتها.
2- هناك تشابه بين:
البحر المتوسط (5 حركات) وكل من السريع (10 حركات) والخمس عشرة (15 حركة) والعشرين (20 حركة).
3- هناك تشابه بين:
المتقارب (3+3) وبعض اوجه البحر المتناهي (3+3+3) والمنسرح (3+3+3+3) والخامس عشر والثماني عشرة في حالة (3×6).
4- هناك تشابه بين:
البحر المزدوج (7 حركات) والطويل (7+7).
ثانيا: البحور العربية:
نجد ان بعض البحور تتشابه تفعيلاتها في عدد الحروف المتحركة والساكنة ولكنها تختلف في مواضيع الحركة والسكون كما في:
1- تتشابه تفعيلة الوافر (مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن) والتي تتالف من:
وتد مجموع //5 + سبب ثقيل // + سبب خفيف/5
مع تفعيلة الكامل (متفاعلن متفاعلن متفاعلن) المؤلفة من:
سبب ثقيل // + سبب خفيف / 5 + وتد مجموع // 5
2- تتشابه تفعيلة المتقارب (فعولن فعولن فعولن فعولن) المؤلفة من:
وتد مجموع // 5 + سبب خفيف / 5
مع تفعيلة المتدارك (فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن) التي تتألف من:
سبب خفيف / 5 + وتد مجموع // 5
3- تتشابه تفعيلة الهزج (مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن) المؤلفة من:
وتد مجموع // 5 + سبب خفيف / 5
مع تفعيلة الرجز (مستفعلن مستفعلن مستفعلن) والتي تتكون من:
سبب خفيف /5 + سبب خفيف /5 + وتد مجموع //5
ومع تفعيلة الرمل (فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن) والتي تتكون من:
سبب خفيف / 5 + وتد مجموع // 5 + سبب خفيف / 5
4- تتشابه تفعيلة الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) المؤلفة من:
وتد مجموع //5 + سبب خفيف /5 + وتد مجموع//5 + سبب خفيف /5 + سبب خفيف /5
مع تفعيلة المديد (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن) والتي تتكون من:
سبب خفيف /5 + وتد مجموع //5 + سبب خفيف /5 + سبب خفيف /5+ وتد مجموع //5
ومع تفعيلة البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) والتي تتكون من:
سبب خفيف /5 + سبب خفيف /5 + وتد مجموع //5 +
سبب حفيف /5+ وتد مجموع //5
اي كل تفعيلة من هذه الابحر تتكون من:
2 وتد مجموع + 3 سبب خفيف
5- تتشابه تفعيلات دائرة المشتبه حيث تتشابه:
تفعيلة السريع (مستفعلن مستفعلن مفعولات) وتفعيلة المنسرح (مستفعلن مفعولات مستفعلن) والمقتضب (مفعولات مستفعلن مستفعلن والتي تتكون من:
6 سبب خفيف / 5 + وتد مجموع // 5
6- تتشابه تفعيلتي الخفيف(فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن) والمجتث (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن) والتي تتكون كلا منها:
4 سبب خفيف / 5 + 2 وتد مجموع // 5
مع تفعيلة المضارع (مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن) والتي تتكون من:
2 وتد مجموع // 5 + 4 سبب خفيف / 5
وعلى هذا الاساس يمكن تقليص البحور الشعرية الكلاسيكية الى نوعين فقط وهي:
يضاف اليها بحر اخر (المركب) وبحر الشعر الحر وقصيدة النثر.
استنادا الى ما ذكرنا اي الاعتماد على الدعامة (التفعيلة) كاساس البناء، كونها الوحدة الموسيقية يمكن تقسيم الاوزان الشعرية في السريانية والعربية بالاعتماد على الحركات فقط كونها اساس البناء الى ما يأتي:
1- متساوية الدعائم: اي كل بيت يتكون من مجموعة ثابتة من الدعائم المتساوية.ويقسم الى:
أ ـ الدعامة الثلاثية ومضاعفاتها يقابلها في العربية (فاعلن فعولن)
ويدخل ضمن هذا الوزن الابحر التالية:
(ثلاثية الحركة، المتقارب " 6 حركات "، المتناهي 9 "حركات"، المنسرح " 12 حركة "، 15 حركة، 18حركة) في السريانية
و (المتقارب، المتدارك) في العربية
اي ان الشاعريستخدم عددا" من التفعيلات فاعلن او فعولن في البيت الواحد وبنسب متساوية كأن يكون البيت الواحد يحوي تفعيلة واحدة او اكثر.على ان تكون التفعيلة المستخدمة ذات معنى متكامل اي لا يجوز التدوير.
ب ـ الدعامة الرباعية: يقابلها (فاعلاتن ـ مفاعيلن ـ مستفعلن) ومضاعفاتها، ويدخل ضمن هذا الوزن الابحر التالية:
((المتساوي، المتوسط، المزدوج، الانطوني، السريع، المنسرح البعيد، المخمس " العشرين ")) في السريانية.
و(الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، المتقارب، المتدارك، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث) في العربية. اي ان الشاعر يستخدم عددا "ثابتا" من التفعيلات (فاعلاتن، مفاعيلن، مستفعلن، مفعولات) في البيت الواحد.
ج ـ الدعامة الخماسية: يقابلها (متفاعلن ـ مفاعلتن) ومضاعفاتها ويدخل ضمن هذا الوزن الابحر الاتية:
((المتوسط، السريع، 15 حركة، 20 حركة)) في السريانية.
و((الكامل ـ الوافر)) في العربية اي ان يستخدم الشاعر عدد ثابت من التفعيلات (مفاعلتن، متفاعلن) كأن يكون البيت الواحد يحوي تفعيلة واحدة من هذه التفعيلات او اكثر وعلى مدار القصيدة.
وهذا ما سنسميه بالوزن التقليدي (اي الكلاسيكي).
2- مختلفة الدعائم: اي كل بيت يتكون من مجموعة دعائم مختلفة الطول متساوية العدد وعلى مدار القصيدة ويجمع تحت سقفه الابحر الاتية:
((المتوسط في حالة 2+3، المتقارب، المزدوج في حالة 3+4 و5+2، المتناهي، السريع في حالة 3+3+4، البسيط، الثالث عشر، السابع عشر، الثامن عشر، التاسع عشر)) في السريانية. كما في قصيدة الشاعر قورلونا (القرن الرابع) ـ العشاء السري ـ:
ملل امرا دشررا ملل امرا دشرارا
عم اكولوُّىي بخدوآ عم اخولو بحادوتا
وجلا بوكرا لةلميدوىي وكلى بوخرا لتلميذو
عل فؤخا دبٌعليٌت عل فصحا دوعليتا
قنومى زمَن فروقن قنومى زمن فاروقن
و(الطويل، المديد، البسيط، جميع الحالات التي تتعرض الى الزحافـات والعـــلل ولا سيما في حالة اضافة حركة او تنقيصها ولا سيما في زحاف الاضمار والعصب " تسكين حرف متحرك" وزحافي الوقص والعقل " حذف حرف متحرك بين حرفين متحركين " وكذلك الزحاف المركب بنوعيه الخزل والنقص "تسكين حرف متحرك" وفي علتي الترفيل" اضافة حرف متحرك "والنقص "حذف بعض الاحرف المتحركة")) في العربية .
اي ان الشاعر يستخدم عدد من الدعامات (التفعيلات) المختلفة وبعدد ثابت من الحركات، ويمكن ان نعد قصيدة الشاعرة نازك الملائكة (جزيرة الوحي) نموذجا لذلك:
خذني / إلى العالم البعيد 2 + 8
يا زورق السحر / والخلود 6 + 4
وسر بقلبي / إلى ضفاف 5 + 5
توحي إلى القلب / بالقصيد 6 + 4
جزيرة الوحي / من بعيد 6 + 4
تلوح / كالمأمل البعيد 3 + 7
3- المركب: اي ان تحتوي ابيات القصيدة على نسب متفاوتة من الحركات وبصورة منتظمة كأن يحتوي البيت الاول والثاني على ثماني حركات اما الثالث والرابع على خمس حركات ثم الرابع والخامس على ثماني حركات والسادس والسابع على خمس حركات وهكذا على مدار القصيدة. واستخدم هذا النمط في بعض المداريش السريانية كقول مار افرام:
قٍديش فجرا وزىيا نفشى وَدكٍا ىونا
وبٌبويًنا سجيٌ شفيا
وبٌةرعيةى سجي جميٌرا
نكٌفا رميسا يَقدا بخيٌرا ومليا شوفذا
قديش فغرا وزهيا نوشا ودخى هونا
ووبويانا سكي شفيا
ووترعيتى سكي كميرا
نخفا رميسا يقدا بحيرا ومليا شوفرا
ويمكن اعتبار الموشحات من الشعر المركب لتعدد اوزانه وقوافيه تبعا لرغبة ناظمه ويشترك مع الشعر المركب المستخدم في المداريش والسوغيتات الكنسية لاخضاعه الى الغناء التي يشترك فيه جمهور الحاضرين. كما في موشحة تميم بن المعز:
دم العشاق مطلول ودين الحب ممطول
وسيف اللحظ مسلول ومبدي الحب معذول
فبح يا ايها الكاتم
4- المزدوج: ويكون:
أ ـ المتساوي: أي أن ابيات القصيدة تحتوي على نسب متفاوتة من دعائم متساوية وبصورة غير منتظمة أي ان الشاعر يسكب ما لديه من دعائم او تفعيلات لتتخذ ابياتها قوالب خاصة بها تعتمد على ما يـريد ان يقوله الشاعر أو على رؤيته... احيانا يكون البيت حاويا دعامة (تفعيلة) واحدة وفي الاخرى اكثر من ذلك... هذا ما سنسميه بالشعر الحر. كقول الشاعر السرياني:
يا جيًسا
امر لاني رٍعما دطشي باوفقا
مطِل زرِقلى شمشا خدت
امر لىي بكةا دزمرا لايا لايا خدت مزيجت بخوبا وسبرا دقيمت
امر لانيْ زعوذا ديليىي ؤرخا
يا كياسا
امور لان رعمى دطاشي باوفقا
مطل زرقلا شمشا حدتا
امر لهي بختا دزمرا لايى لايى حدتا
مزيغتا بحوبا وسورا دقيمتا
امور لان زعورى ديلي صرخا
ويمكن ان نعد قصيدة بدر شاكر السياب (ها..ها..هوه) نموذج لذلك كقوله:
تنامين أنت الآن والليل مقمر 14 حركة
أغانيه أنسام وراعيه مزهر 14 حركة
وفي عالم الأحلام ، من كل دوحة 14 حركة
تلقاك معبر 7 حركات
وباب غفا بين الشجيرات أخضر 14 حركة
لقد أثمر الصمت (الذي كان يثمر 14 حركة
مع الصبح بالبوقات او نوح بائع) 14 حركة
يتبين من الذكرى وكرم يقطر 14 حركة
على كل شارع 7 حركات
فيحسو ويسكر 7 حركات
نجد ان ابياتها موزعة بين (14) و(7) حركة اي من المفروض ان تكون حاوية على دعامة واحدة ذات سبع حركات او دعامتين الا ان ذلك لم يحصل في كثير من الابيات.
ب ـ المختلف: أي ان ابيات القصيدة تحتوي على نسب متفاوتة من دعائم مختلفة وبصورة غير منتظمة ايضا، كأن يكون احد ابيات القصيدة يحتوي على دعامة (تفعيلة) واحدة ذات ثلاث حركات او اربع حركات او خمس حركات او اكثر من دعامة...كقول الشاعر السرياني افرام بيت كوريا:
او عليموةا رخيمت وكىينت
او برة جنسا ومةا
عدما لامةي دميكت
وبخلمُّْا ىبلنيُّْا طبيعةي
نودا لكي من شنةا ىدي يقيرةا
واريم رشكي واديقي دلا ةوخرةا
دىا خبذةكي من جدو عبري
او عليموتا رحيمتا وكهينتا
او برت كنسا وماتا
عدما لامت دميخت
وبحلما هولانايا طويعت
نودى لاخ من شنتا هادي يقيرتا
واريم ريشخ واديق دلا توحرتا
دها حوراتخ من كدو عور
ويمكن ان نعد هذا المقطع من قصيدة الشاعر بلند الحيدري يا صديقي (نموذجا لذلك:
يا صديقي
كما لا تحمل ماضيك وتمضي عن طريقي
قد فرغنا وانتهينا
وتذكرنا كثيرا ونسينا
وهذا ما سنسميه بقصيدة النثر.
والدعامات هي:
1- ثنائية الحركة / يقابلها فاعل (بتسكين الام)
2- ثلاثية الحركة / يقابلها فاعلن
3- رباعية الحركة /يقابلها فاعلاتن
4- خماسية الحركة / يقابلها متفاعلن
بعد هذا العرض في اوزان الشعر لا بد لنا من دراسة القافية باعتبارها مكملة للوزن في الايقاع الشعري ونقول:
القافية هي نهاية العنق او الكلمة الاخيرة في البيت حيث يتشابه الحرف الاخير منها عند بقية ابيات القصيدة كلها او جزء منها. وتختلف القافية بين العربية والسنسكريتية التي تشبه الى حد ما السريانية، وذلك(42) (ان الاشباع الذي هو الزامي في القافية العربية يعتبر اختياريا في العروض السنسكريتي ذلك لان القافية العربيــة اكثر دقة واتقانا من القافية السنسكريتية ان وجدت لان السنسكريتية تكره القافية الموحدة خلافا للعربية). وتكون القافية السنسكريتية كما يقول البيروني (ان كان الرجل الاولى والثانية حرفا واحدا كالقافية وكذلك الثالثة والرابعة ايضا حرفا واحدا سمي هذا النوع (ارل). وتشبه القافية السريانية.
لقد ذهب المتاخرون امثال اقليمس يوسف داود، روبنسن دوفال، اسحق ساكا، على ان القافية لم تكن معروفة عند السريان قبل القرن التاسع، اي في المئة التاسعة ادخل السريان القافية في اشعارهم نسجا على منوال العرب فاخذوا ينظمون القصيدة على قافية واحدة او يلتزمونها في كل بيتين... الا ان جميعهم يتفقون على ان الشعراء السريان استعملوا ما تسمى القافية في اشعارهم كما في بعض المداريش الافرامية وميامر يعقوب السروجي وقصائد نرساي واسحق الانطاكي وغيرهم من شعراء العصر الذهبي... الا انهم عدوها (القافية) جناسا ليست له مزية القافية.
لقد جاءت القافية في شعر العبرانيين الذي يكون جزءا" من مادة اسفار العهد القديم وفي اشعار شعراء السريان ومنذ القرون الاولى وعلى عدة اشكال منها:
1- التزام اوائل ابيات القصيدة حرفا من الحروف الابجدية بترتيبها الاصلي او ان يكون في بداية كل بيت من ابيات المقطع الواحد كما في مراثي ايرميا السريانية من العهد القديم وميامر مار افرام المولود سنة 306م وغيرهم كقوله:
دواىو رعينن داوو رعيانن
دًماىو لايلنا دامى لايلانا
دسنيق بكل يوميٌن دسنيق بكل يومين
دنشمشى شقيا دنشمشى شقيا
دليلاىُي دنودا لك دليلى دنوديلاخ
وهذه الصيغة اتبعت في الشعر العبري(43) اي ان تبتدئ مجموعة من الابيات بالحرف نفسه من الحروف الأبجدية، واحيانا يكرر الحرف الابجدي الواحد في كل ثلاثة ابيات او كل ثمانية أبيات، اي تبتدئ ثمانية ابيات اولى بحرف (أ) وثماني ابيات اخرى بحرف (ب)... حتى تنتهي القصيدة بحرف (ت). واحيانا تستعمل الابجديــة المعكوسة اي تبتدئ ابيات القصيدة من الحرف الاخير انتهاء" بالحرف الاول. وفي الاخرى تقحم القصيدة بابيات بين كل بيتين او اكثر تبتدئ بحروف تشذ عن القاعدة. وقد تكون هذه الصيغة ماخوذة في كلا الادبين (السرياني والعبري) من الادب العراقي القديم كما لاحظنا ما يشابه ذلك. وقد تكون قد انتقلت الى العبرية من خلال الادب السرياني حيث يرى اسرائيل ابراهام(44) في كتابه jewish literature p.106 (ان الشعر العبري الحديث تاثر بالتاثيرات السريانية من ناحية وبالعربية من ناحية اخرى...) الا انه لم يوضح هذه التاثيرات وكذلك قد تكون القافية انتقلت من السريانية او العبرية الى العربية، ثم طورت الى شكلها الجديد في العربية لتنتقل من جديد الى السريانية والعبرية.
3- استخدام القافية في نهاية كل مقطع من مقاطع القصيدة كقول مار نرساي المولود سنة 399م:
بر عةيرا دذخموىي ركنو بر عتيرا درحمو رخنو
وشرا بكرسا دمسكنةا وشرى بكرسا دمسكنتا
ىبلي قلا اف ملةا هولي قالا اب ملتا
كد ةىيٌرانا امللك كد تهيرنا أملخ
* * *
زعورىّو فوما دنمللك زعورو فوما دنملاخ
اف لشنا دنفشقك اب لشانا دنفشقخ
ومخيل قلا اف ملةا ومحيل قلا اب ملتا
داةنا شربك ؤبا وامرك داثنا شرباخ صاوى وامرخ
* * *
ىبلي اقروب مرا دكل هولي أقرو مارا دكل
كد دخيل انا ؤيد مشقلك كد دحلنا صيد مشقلاخ
درشا دعيٌذا كد سبرى دراشا دعيرى كد سورى
لاَما بةولآ عل مخةك لاما بثولتا عل محتاخ
4- هناك نوع اخر من القافية كان تكون في نهاية كل دعامة وهذا اللون استخدم في الموشحات وفي ميامر مار يعقوب السروجي كما مر بنا سابقا. كما في قول الشاعر:
ابا دسيعةٍن. وةجٌ مشريٌةٍن. وخوةرا داومةن
نوىرا دكبةن. ودةرعيةن. وكليٌل عدةن
آوا دسيعتن . وتاغ مشريتن . وحوترا داومتن
نوهرا دكوتن . ودترعيتن . وكليل عدتن
هذا وغيره من الأشكال الاخرى، وجميع هؤلاء الشعراء سبقوا القصيدة العربية التي بين ايدينا والتي ت


نقلاً عن موقع عين كاوا
اسحق قومي
اسحق قومي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 835
العمر : 74
الموقع : https://alkomi.yoo7.com/profile.forum
العمل/الترفيه : معاقرة الشعر والأدب والتاريخ والإعلام والسياسة
المزاج : حسب الحالة
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

https://alkomi.yoo7.com/profile.forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى