إسحق قومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة قصيرة بعنوان: معادلة من الدرجة صفر...اسحق قومي

اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان: معادلة من الدرجة صفر...اسحق قومي Empty قصة قصيرة بعنوان: معادلة من الدرجة صفر...اسحق قومي

مُساهمة من طرف اسحق قومي الخميس أكتوبر 02, 2008 4:28 pm






6 معادلة من الدرجة صفرْ
لوحة أولى:
لن نصفه لكمْ، ولكنّا سنُدلي بمعلوماتٍ عنهُ ،أو سيتحدث بعض الحين إلينا، بطريقة عصرية.وقد تكون كما يقول (القسيس) أفرام شهرستان بطريقة الهاتف المتلفز،من يدري،عاش على هامش تلك الحياة بأبعادها ،وعاش فصول السنوات.وحين تراهُ، لن يتبادر إلى ذهنكمْ سوى لوحة لأحد المعمرين في العالمْ،أمنيتهُ أن تشرق الشمس.، كان يحب شكلها وحرارتها ولطالما أحسَّ بأنها لم تشرق بعد.فقد أتخذ من التنور الموجود في داره.المقهى التي يلج إليها كلما راحت والدته تقوم بسجر التنور لتخبز لأطفالها.
لوحة بالعد التنازلي:ينامُ كثيراً، وحين يستيقظ تراهُ يقرأُ، يقرأُ أشعار السياب، وناظم حكمة،ونيرودا،والمكزون السنجاري،يحب المتنبي،ويتذكر قولاً لعنترة،هل تذكرون ما يقوله ؟!(إذا بُليت بظالمٍ كن ظالماً وإذا لقيت أخو الجهالة فاجهلِ) .لكن السيد المسيح كلمة الله وروحه.يقولكلما تريدون أن يفعل الناس بكمْ افعلوا بهم هكذا أيضاً)… أما زهير بن أبي سلمى،وعمر بن أبي ربيعة. فعاشقٌ ولهان،وعندما قرأ عنترة وغيره جعلوه يقرأُ هيجل الألماني وديالكتيكه الذي يجد فيه متنفساً للخروج من دوامة المنطق الأرسطوطالي،والنقلة والحركة عند زينون، مخمور هو حتى أخر ساعة من الليل، أقصد النهار…سيجارته…عيناه…شعرهُ، حاجباه ، يتكلم قليلاً، يكتب قليلاً، أما إذا جلس على حافة النهر الصغير المليء بأعواد الزلْ.والسمك الصغيرْ.يعيش حلمه الأبدي،طفولته.يمارس طقوس الخلوات، كمتعبدٍ بوذي…تعلمون عن المتعبد البوذي كيف يمارس طقوس صلواته ويسميها النيرفانا.!‎
لوحة.لارا…لوليتا.بدلاً من ورديا ومريمي وفاطمي…
كان والده فلاحاً يعمل بجانب النهر الصغيرْ، وأما هو كان يجلس إلى النهر يبعثُ بزوارقه الصغيرة،وعندما يحلم بالسفر وبأغنية عذبة يحفظها ليقدمها إلى (لارا)..لارا التي ستأتي مع المطرْ،مع قوس قزح، ذاكرته تحفظ الخرافات وحكايات جدته حين كانت تحكي لهم قصة الرعد والمطرْ،والراعي الصفيرْ،وقصة الغول.وربما قصة حبها وعشقها لجدهم أيضاً…كان يكتشف خلال سماعه إياها عنصر التشويق في الحكاية.وبدون مقدمات..كان مشاكساً..تعالوا نقول: عنهُ شقي للغايةْ…
لوحة بنفسجية:
وتكبر الأحلامْ، وتمضي الأمسيات، وتسافر النهارات إلى المرافىء الجميلة والقديمة.وتمضي الحياة بكل جوانبها،في الحين ذاته.تتعبه معادلة من الدرجة صفر، معادلة من الدرجة صفر؟ كان الصفر يتعبه كثيراً…المرأة التي لا تقدر قيمة الصفر سيصيبها العقمْ،ستبقى بدون ولادة.ستموت.يتذكر جيداً…مناطق الألم في جسده…أعني جسد أمته التي غابت عن التاريخ منذ آلاف السنين…لكنه هو وجذورها لا يزالون على قيد الحياة.انه يشعر يتحسس.يلمس.يُدرك، يتألمْ..أطروحة من الحزن هو، يُصاب بالغثيان كما يصوره كولن ولسن في كتابه ضياع في سوهو…ربما كان مثل سيزيف أو مثل المخلوع ليوناردو دافنشي…يريد أن يخلد عملاً …ربما تحول هو إلى أغنية شعبية..كان يُصاب بالغثيان..لم يقدر أن يُدلي لأي إنسانٍ بأية معلومة عن هذا الشعور.لأنه أصبح يُعاني من عقدة ليست متأصلة فيه وإنما أصبح يمتلكها كل إنسان بحسب تعبير المخلوع الذي أوجد علم النفس(سيغموند فرويد) .وإذا أردتم أن تسألوا عنه سنقول: لا ندري ، يعيش وحدته القاتلة.أصبح…لا…أصبح يعيش الاغتراب…لا بل قل الغربة وهو في أرضه، قبل الغربة بماذا كان يشعر.أو يتحسس؟! ليس من عاقل ويستطيع أن يجيب على هذا السؤالْ …فقط نحن نستطيع أن نقول:كان مسلوباً أرضه ووجوده السياسي…كان مسلوب الإرادة …وأصبح يتعامل ويتعاطى أنواعاً مختلفة من الموسيقى…ويرقص رقصة أجداده الآراميون والآشوريون والكلدان الذين عمروا الوجود واليوم هم مجرد أسماء تعيش تحت أكوامٍ من التراب والحجارة…لماذا لا يأخذ سيفه الخشبي ويقاتل التنين؟؟؟ من يدري.فقد قرر أن يؤلف نواة النضال في حياته.؟!

لوحة بيضاء…
وبعد كل هذا الصمت، قرر الآن أن يتكلمْ،وقرر أن يبوح بكل شيءٍ، ولكنه سيقلد في هذه المرة.الذين يُقال عنهم أنهم أذكياء…سيحاول أن يتلون،سيتعمد هذه الطريقة التي كان يرفض أن يتعامل بها،من أجل ماذا؟!تريدون التوضيح..أعني توضيحاً لذلك…مطاردٌ هو من قبل والدته التي تشوه وجهها مئات الآلاف من السنين…أنظر كم هي قديمة؟ !ولكنه ليس من أجل هذا فقد أصابته الغيرة من روما التي حرقها.نيرون…واسبارتاكوس…أجل هذا الذي قاد حركة التمرد التي كان العبيد سداها ولحمتها…لن يتعرف على هوية قاتله أبداً…فقط يطالب العالم السفلي الذي يسير تحت قدميه ببعضٍ من أزهارٍ قديمة ذابلة تمثل وجه الحب الذي قتله الشر.,..ملعون من لا يكفر بالشر والظلم والظلام…ويستنكر ويشجب القتل والدمار حتى لو كان ذلك يحدث ما بين بيوض الحيتان التي تعيش في المياه الدافئة…وما بين غريزتها الجنسية المكتنزة بكتابات ذاك الدجال الذي وعد الناس أن يقدم لهم عرائس البحار الزرقاء في عريٍ كامل كما كان ربهم قد خلقهم..فقط لأنّه يرى في الشهوة وتصعيد الغريزة الجنسية لها من الفوائد الجلية على صعيد اللبيدو الذي قال عنه فرويد…أنه أساس حركة الإنسان…
لوحة غبي:
يحفظ في ذاكرته جميع أشكال المثلثات،والمربعات، والدوائر، والهندسة الاقليدسية.والفراغية.وآخر هندسة وجودية في الجينات الوراثية…للعالم الذي يحاول الاستنساخ.كما قالت جماعة التناسخ في الأرواح…وأعوذ برب من خلق العقول كي يطلعنا على هذا العالم الواسع المخبول،ويحفظ أبسط المسائل الاجتماعية، وأشكال مختلف الأحذية العتيقة.التي احتفظ بها من أجل الذكرى معلقة على جدار (الياخور) الذي حوله إلى متحف أثري ، ويتذكر شكل ولون قميصه الممزق العتيق، وعقال والده العجوز، وخيمة جدتهِ الآرامية التي نسيها العالم…وباستطاعته أن يردد مقطوعة شعرية كان قد حفظها وهو في الصف الأول(أيها النهر لاتسرْ وانتظرني لأتبعكْ)….ويستطيع أن يتذكر الأعوام ما بين 1948م و1963و1967م وعام 1973م.ويتذكر أنه شارك مع أبناء المقتولين الذين ذبحهم القتلة في مذابح سفر بلك وكان عددهم يتذكر مليوني من أبناء جدلته…يعرف قانون السير في بلدته…وله ولع في مطاردة القطط الليلية ،وتذوق أنواع الخمور التي يصنعها الآشوريون في قراهم على ضفاف نهر الخابور.ولكنه ورغم كل هذا فهو ينسى اسمه في أغلب الأحيان.وحين تريد التحدث معه ،هو كالبحر رهبةً، ومن أجل ذلك يسمونه غبي.
لوحـــة الحصادْ:
انتهى من تقديم آخر برنامج للشيوخ والمعتوهين والعجزة، يعرف جيداً أغنية عتيقة.كانت تغنيها أمهُ وكانت قد قالت: له أنها تحفظها من عهد جدة جدتها التي كانوا يسمونها ميمي(نجمة)…أجل يرتل أناشيد المناجل والحصادين ،وعليه أن يوضح مذهبه في المعتقدات الخرافية التي تسود العالم المظلمْ…وأيضاً في تلك المعتقدات التي يسمونها ممنوعة ليس لأنها غير جيدة بل لأنها تتعارض مع أفكار الثعالب التي تسرق دجاج كوخنا ودجاج القابلة غير القانونية(عطية)…يريد أن يوضح مذهبه ببساطة…دعوه..يرقص.بدون أن يدرك قواعد للرقص.يعيش خارج حدود ذاته( أجل الأيكو سنتريا) لا يعرفها…أحس أن العالم يتذوق هذا النوع من الفرح…الفرح يرقص. الشمس ترقص، المرأة العارية إلاَّ من رأسها ترقص، الأشياء التي في الجهة الثانية من النهر الفائض ترقص، بقرته الحلوب ترقص، حماره ذي الثلاث أرجل يرقص، قطه الأسود الذي كان والده يكرهه يرقص،وكانت جارته العاشقة التي كانت تغازله كل يوم في الظلام ترقص،الرقص.والقص، والخس، ولكنه كان يردد عبارته التي كتبها منذ زمن(ما أقسى الحياة عندما تكون خالية من الأعمال العظيمة)…
اسحق قومي
***
سوريا: حلب.23/4/1980م.
اسحق قومي
اسحق قومي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 835
العمر : 74
الموقع : https://alkomi.yoo7.com/profile.forum
العمل/الترفيه : معاقرة الشعر والأدب والتاريخ والإعلام والسياسة
المزاج : حسب الحالة
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

https://alkomi.yoo7.com/profile.forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى