قصة قصيرة للأطفال: مات جرجس....اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيرة للأطفال: مات جرجس....اسحق قومي
[sub] [center][sub][i]قصة قصيرة للأطفال
مات جرجس
اسحق قومي
في القرية التي تقع على الطريق بين الدرباسية ومدينة الحسكة.قرية تل جميلو، كان أحد البيوت،قد أدمن طعم الموت، عندما حصد الموت بسبب الحصبة،والجهل والفقر.والحرمان،ابنتهم الأولى راحيل وبعدها الثانية.ميثى..حيث كانت مقبرة القرية التي تعلو تل جميلو من الجهة الشرقية الجنوبية، هناك كم من الأطفال قد دفنهم آبائهم
وبعد أشهر تتعزى الأسرة بمولودٍ جديدٍ هو كالملاك.في نصاعة بياضه،وشعره الأصفر الذهبي، وجهه كأنها مليئة للموت ذاك اللحم المكتنز،يسمونه جرجس…ربما كانوا يقصدون من هذا الاسم، اسم جده والد والده…وربما كانوا يقصدون.اسم جدَّ أمهُ…من يدري…في الغرفة الواحدة التي تضم الأب والأمَّ والأخت.الكبرى ماري والأصغر منها نورا، وكان في الجهة الشرقية من الغرفة المبنية من اللبن، هناك قسماً لمهرين صغيرين …اشتراهم صاحب الدار من البصيرة التي تقع بالقرب من دير الزور،
الطفل الصغير كان أُصيب بالزكام.ثمَّ التهاب قصبات،والطفل لم يعد ينام…هذا كان قبل أسبوع عندما جاء ضيفين إلى بيت والده.كانت الدّنيا.شتاءً وبرداً.بينما كانت الأم تقلي لضيوفها الكبيبات.هذه الأكلة القصورانية.بينما راحت حبو.وهي امرأة قريبة لأم الطفل جرجس. تداعبه وتلعب معهُ…كانت عيون الضيفين على هذا الطفل.لما أعطاه الله من وجهٍ.وجمالٍ…وعيون سوداء كحلتها أمه بدخان شموع شمعون الشيخ.،وهم على هذه الحالة.وإذا بقارورة كاز.كان الوالد قد علقها على الحائط…الذي تجلس المرأة حبو والطفل جرجس…بجانبه..تقع القارورة.ويخاف الطفل الصغير…لم يعد يسكت …أصواته تمزق حتى حجارة البئر …وجرجس لم يعد إلاَّ حديث أهل القرية،وكل واحدٍ بدأ يتكهن.ويعزو.ويفسر لماذا يبكي.وانقطعت الحيل.فكل شيءٍ صنعته الأم، لكن جرجس لم يتوقف عن البكاء، ولم ينم منذ أكثر من أربعة أيام، الأب الحنون، العنديد المضياف يريد أن يا خذه إلى الدرباسية حيث هناك الطبيب البرغالي(من دولة.بولغاريا)…هو الوحيد في الدرباسية…ولماذا الدرباسية.وليس الحسكة ؟ لأنَّ الدرباسية أغلبها من جماعته.وهناك كنيسة مار آسيا الحكيم.سيعمذ جرجس.وهذه فرصة ليحقق كل ذلك...الثلج يملأ الطرقات والأرض، والبرد قارس.الأب يركب على فرسهِ، بينما تصعد الأم وجرجس على بغلة قوية،تلفه بقطعة كبيرة منسوجة من الصوف.وهل تسمع صوته.لا بل قل…وهل سكت حتى لا تسمع صوته…طوال الطريق كان الطفل جرجس يبكي،ولا أحد يعلم من ماذا…وصلوا قرية السيحة…وهي لبيت الفارس…حيث جدة جرجس.هيلي وولديها.صومي وخليل، لكنهم لم يتوقفا إلاَّ ليعلمان أمهُ،الدرباسية أصبحت قريبة منهم…وبعد عناء يصلوا الدكتور البلغاري الذي أكد لهم أنهم تأخروا في المجيء إليه،لكنه أعطاه دواءً…وفي نفس اليوم يعمذوه…ويناموا في كنيسة ما آسيا الحكيمْ…لكن الطفل جرجس لم ينم ولم يتوقف عن البكاء والصراخ…ولشدة تعبها أرادت الوالدة أن تغفو…وهي على هذه الحالة. وإذا بها ترى الملائكة قد جاءوا ليأخذوا أبنها جرجس.جرجس الذي بدأ يشد شعر أمه…وكان يدفع رأسه إلى الوراء .وبعد خمسة أيام يفتح عيونه ويهدأ جرجس…تحس عليه وإذا به يفارق الحياة،وتبقى عيونه الواسعة السوداء التي فقدت بريقها مفتوحة..تملأُ الأم المكلومة بصراخها أركان الكنيسة…يستيقظ الأب…يجلس القرفصاء..يمسك بطفله…يقبله ويبكي بكاءً مراً .ينظر إلى سقف الكنيسة، الصور، وكأنه يسألها لماذا لم تحفظ له جرجس…لكنه يقول: هذه مشيئتك يا رب…مات جرجس دعيه هنا..حتى الصباح…الله يرحمه…لكنهما لم يتوقفا عن البكاء…
في الصباح الباكر.يخبر الوالد جميع الأقرباء في الدرباسية.يصلي الكاهن عليه…يقررون أن يُدفن في مقبرة المسيحيين على تل قرب قرية السيحة حيث كانوا يدفنون موتاهم. وفي قرية السيحة.حيث جدته هيلي وعمامه صومي وخليل. وقد بكى عليه كلاً من كان موجوداً هناك.سيارة بيت الريس حنا الفارس.ستنزل إلى مدينة الحسكة.يأخذون أم الطفل معهم. بينما الأب يركب على فرسه.ومن وراءه البغلة التي شدها إلى سرج الفرس تسير وراءه …وهكذا وصلت السيارة قبالة قرية تل جميلو…وعلى الطريق الترابي القديم الذي كان يمر من غربي القرية بحوالي 800متر…نزلت الأم المكلومة…في البيت هناك ابنتهم الكبرى مارين.ونورا.مارين التي ترقب مجيء أمها وأبيها وأخيها…لا ترى سوى أمها أنزلتها سيارة عابرة…
كانت الجدة بهية تراقب ابنة ابنتها…تسألها وهل ترين أمكِ وأخيكِ معها؟ تجيبها مارين…لا ياجدتي..أُمي لوحدها…تقول: الجدة.عمت عيونك… تختنق الدموع في عيون الجدة بهية…جرجس مات…تصرخ مارين…تركض أمام أمها وهي تبكي…تتعثر…تقوم..تصل أمها التي تبكي…تسألها..تقول: مات جرجس..وتصل الأم القرية التي اجتمعت نساؤها وبدأ البكاء، نثرت الأم شعر رأسها وهي تصرخ وتبكي جرجس…تهدأ قليلاً…ثمَّ بعد ذلك تبكي…والبكاء مستمر حتى وصل الأب …اجتمع رجال القرية…الجميع يعزي…والكلمة المعهودة منذ الأجداد…عصفور راح للجنة…جرجس طفل بلا خطية.أنه عصفور راح للجنة…لقد مات جرجس…ومات العديد من الأطفال الذين لم يعلم أهاليهم لماذا ماتوا…
ولكنهم كانوا يفارقون الحياة…هكذا كانت الحياة قاسية…هذه قصة أخي الذي ولد قبلي…هي قصة أخي وأمي وأبي…أنها قصة عانى مثلها أهالي جميع القرى التي كان أطفالها يموتون. لأسباب أقول إنها تكمن وراء العبثية. وعدم الاهتمام بهم.ولأنَّ الأهل كانوا يعطون وقتهم لتحقيق قيمٍ على حساب أولادهم وفلذات أكبادهم. وكانوا يقولون إذا مات لهم طفل على أثر عدم اهتمامهم .هذه حكمة الله وليس لنا فيها أي شأنٍ …فهل لنا أن نهتمَّ بأطفالنا؟!!!
9/4/1984م
الحسكة.
اسحق قومي
هذه قصة أخي الأكبر مني والذي مات في بلدة الدرباسية ودفن في مقبرة قرب قرية السيحة.أنها قصة حقيقية.
مات جرجس
اسحق قومي
في القرية التي تقع على الطريق بين الدرباسية ومدينة الحسكة.قرية تل جميلو، كان أحد البيوت،قد أدمن طعم الموت، عندما حصد الموت بسبب الحصبة،والجهل والفقر.والحرمان،ابنتهم الأولى راحيل وبعدها الثانية.ميثى..حيث كانت مقبرة القرية التي تعلو تل جميلو من الجهة الشرقية الجنوبية، هناك كم من الأطفال قد دفنهم آبائهم
وبعد أشهر تتعزى الأسرة بمولودٍ جديدٍ هو كالملاك.في نصاعة بياضه،وشعره الأصفر الذهبي، وجهه كأنها مليئة للموت ذاك اللحم المكتنز،يسمونه جرجس…ربما كانوا يقصدون من هذا الاسم، اسم جده والد والده…وربما كانوا يقصدون.اسم جدَّ أمهُ…من يدري…في الغرفة الواحدة التي تضم الأب والأمَّ والأخت.الكبرى ماري والأصغر منها نورا، وكان في الجهة الشرقية من الغرفة المبنية من اللبن، هناك قسماً لمهرين صغيرين …اشتراهم صاحب الدار من البصيرة التي تقع بالقرب من دير الزور،
الطفل الصغير كان أُصيب بالزكام.ثمَّ التهاب قصبات،والطفل لم يعد ينام…هذا كان قبل أسبوع عندما جاء ضيفين إلى بيت والده.كانت الدّنيا.شتاءً وبرداً.بينما كانت الأم تقلي لضيوفها الكبيبات.هذه الأكلة القصورانية.بينما راحت حبو.وهي امرأة قريبة لأم الطفل جرجس. تداعبه وتلعب معهُ…كانت عيون الضيفين على هذا الطفل.لما أعطاه الله من وجهٍ.وجمالٍ…وعيون سوداء كحلتها أمه بدخان شموع شمعون الشيخ.،وهم على هذه الحالة.وإذا بقارورة كاز.كان الوالد قد علقها على الحائط…الذي تجلس المرأة حبو والطفل جرجس…بجانبه..تقع القارورة.ويخاف الطفل الصغير…لم يعد يسكت …أصواته تمزق حتى حجارة البئر …وجرجس لم يعد إلاَّ حديث أهل القرية،وكل واحدٍ بدأ يتكهن.ويعزو.ويفسر لماذا يبكي.وانقطعت الحيل.فكل شيءٍ صنعته الأم، لكن جرجس لم يتوقف عن البكاء، ولم ينم منذ أكثر من أربعة أيام، الأب الحنون، العنديد المضياف يريد أن يا خذه إلى الدرباسية حيث هناك الطبيب البرغالي(من دولة.بولغاريا)…هو الوحيد في الدرباسية…ولماذا الدرباسية.وليس الحسكة ؟ لأنَّ الدرباسية أغلبها من جماعته.وهناك كنيسة مار آسيا الحكيم.سيعمذ جرجس.وهذه فرصة ليحقق كل ذلك...الثلج يملأ الطرقات والأرض، والبرد قارس.الأب يركب على فرسهِ، بينما تصعد الأم وجرجس على بغلة قوية،تلفه بقطعة كبيرة منسوجة من الصوف.وهل تسمع صوته.لا بل قل…وهل سكت حتى لا تسمع صوته…طوال الطريق كان الطفل جرجس يبكي،ولا أحد يعلم من ماذا…وصلوا قرية السيحة…وهي لبيت الفارس…حيث جدة جرجس.هيلي وولديها.صومي وخليل، لكنهم لم يتوقفا إلاَّ ليعلمان أمهُ،الدرباسية أصبحت قريبة منهم…وبعد عناء يصلوا الدكتور البلغاري الذي أكد لهم أنهم تأخروا في المجيء إليه،لكنه أعطاه دواءً…وفي نفس اليوم يعمذوه…ويناموا في كنيسة ما آسيا الحكيمْ…لكن الطفل جرجس لم ينم ولم يتوقف عن البكاء والصراخ…ولشدة تعبها أرادت الوالدة أن تغفو…وهي على هذه الحالة. وإذا بها ترى الملائكة قد جاءوا ليأخذوا أبنها جرجس.جرجس الذي بدأ يشد شعر أمه…وكان يدفع رأسه إلى الوراء .وبعد خمسة أيام يفتح عيونه ويهدأ جرجس…تحس عليه وإذا به يفارق الحياة،وتبقى عيونه الواسعة السوداء التي فقدت بريقها مفتوحة..تملأُ الأم المكلومة بصراخها أركان الكنيسة…يستيقظ الأب…يجلس القرفصاء..يمسك بطفله…يقبله ويبكي بكاءً مراً .ينظر إلى سقف الكنيسة، الصور، وكأنه يسألها لماذا لم تحفظ له جرجس…لكنه يقول: هذه مشيئتك يا رب…مات جرجس دعيه هنا..حتى الصباح…الله يرحمه…لكنهما لم يتوقفا عن البكاء…
في الصباح الباكر.يخبر الوالد جميع الأقرباء في الدرباسية.يصلي الكاهن عليه…يقررون أن يُدفن في مقبرة المسيحيين على تل قرب قرية السيحة حيث كانوا يدفنون موتاهم. وفي قرية السيحة.حيث جدته هيلي وعمامه صومي وخليل. وقد بكى عليه كلاً من كان موجوداً هناك.سيارة بيت الريس حنا الفارس.ستنزل إلى مدينة الحسكة.يأخذون أم الطفل معهم. بينما الأب يركب على فرسه.ومن وراءه البغلة التي شدها إلى سرج الفرس تسير وراءه …وهكذا وصلت السيارة قبالة قرية تل جميلو…وعلى الطريق الترابي القديم الذي كان يمر من غربي القرية بحوالي 800متر…نزلت الأم المكلومة…في البيت هناك ابنتهم الكبرى مارين.ونورا.مارين التي ترقب مجيء أمها وأبيها وأخيها…لا ترى سوى أمها أنزلتها سيارة عابرة…
كانت الجدة بهية تراقب ابنة ابنتها…تسألها وهل ترين أمكِ وأخيكِ معها؟ تجيبها مارين…لا ياجدتي..أُمي لوحدها…تقول: الجدة.عمت عيونك… تختنق الدموع في عيون الجدة بهية…جرجس مات…تصرخ مارين…تركض أمام أمها وهي تبكي…تتعثر…تقوم..تصل أمها التي تبكي…تسألها..تقول: مات جرجس..وتصل الأم القرية التي اجتمعت نساؤها وبدأ البكاء، نثرت الأم شعر رأسها وهي تصرخ وتبكي جرجس…تهدأ قليلاً…ثمَّ بعد ذلك تبكي…والبكاء مستمر حتى وصل الأب …اجتمع رجال القرية…الجميع يعزي…والكلمة المعهودة منذ الأجداد…عصفور راح للجنة…جرجس طفل بلا خطية.أنه عصفور راح للجنة…لقد مات جرجس…ومات العديد من الأطفال الذين لم يعلم أهاليهم لماذا ماتوا…
ولكنهم كانوا يفارقون الحياة…هكذا كانت الحياة قاسية…هذه قصة أخي الذي ولد قبلي…هي قصة أخي وأمي وأبي…أنها قصة عانى مثلها أهالي جميع القرى التي كان أطفالها يموتون. لأسباب أقول إنها تكمن وراء العبثية. وعدم الاهتمام بهم.ولأنَّ الأهل كانوا يعطون وقتهم لتحقيق قيمٍ على حساب أولادهم وفلذات أكبادهم. وكانوا يقولون إذا مات لهم طفل على أثر عدم اهتمامهم .هذه حكمة الله وليس لنا فيها أي شأنٍ …فهل لنا أن نهتمَّ بأطفالنا؟!!!
9/4/1984م
الحسكة.
اسحق قومي
هذه قصة أخي الأكبر مني والذي مات في بلدة الدرباسية ودفن في مقبرة قرب قرية السيحة.أنها قصة حقيقية.
مواضيع مماثلة
» قصة قصيرة للأطفال...أيمن والقمر....بقلم اسحق قومي
» قصائد للأطفال في يوم الحب الخُرافي هذا...للشاعر اسحق قومي
» قصة قصيرة: قبلها ومضى....اسحق قومي
» قصة قصيرة بعنوان: معادلة من الدرجة صفر...اسحق قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» قصائد للأطفال في يوم الحب الخُرافي هذا...للشاعر اسحق قومي
» قصة قصيرة: قبلها ومضى....اسحق قومي
» قصة قصيرة بعنوان: معادلة من الدرجة صفر...اسحق قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى