قصيدة بعنوان: كنتُ أظنكم أكثر من الكلب وفاءً...للشاعر اسحق قومي

من طرف اسحق قومي الأحد أغسطس 02, 2009 9:17 am

كنتُ أظنكمْ أكثرَ من الكلب ِ وفاءً

الشاعر اسحق قومي

الأشجارُ عارية ٌ
والموجةُ ُ تعلو...
وزورقٌ تائهٌ على وجه ِ الصدفةِ
لا ترسو النجومُ موانىءَ السفر ِ
ولا الغيمُ يهطلُ
ولا الربيعُ يعودُ
صيفٌ، وجليدْ
رونقٌ ،وعبيدْ
وبقايا أمنية ٍ
سجرتها على أعواد ِ البنفسجِ
من جديدْ....
***
أبكي... وأبكي
حظيَّ
متى يستيقظُ النائمونَ على الحقد الشديدْ؟!!
والبلادُ تسوي آخر تراتيل ِ الحيارى
والصحارى تغمرنا ونحنُ لا زلنا كالعبيدْ
أبكي وأعرفُ أنَّ البُكاءَ
ليسَ من شيم الرجالِ
وإنما القيدُ حديدْ
وبقايا نُباحهم يقضُّ مضجعَ
الهدأةِ
فلا العيونُ يَغتالها النُعاسُ
ولا من برق ٍ يتبلدُ في الوريدْ
برقٌ وأمنية ٌ وبريدْ....
إليكمْ أيُّها التائهونَ
فقصتي خرساءُ....
وما عدتم كما كنتمْ
ولا الخيلُ أراها
ولا الغبارُ يأتي...
ولا من فارس ٍ
يغمرُ الرّوحَ
بنشوةِ الحصيدْ
كلهم ذهبوا وما بقيّ
إلاّ الصدى يرددُ
أغنية َ الشهيدْ....
***
وجوهكمْ سوداءٌ
كالليل ِ ..كالظلمة ِ
وأنتمْ كأنكمْ في مأتم الوليدْ..
حتى الدموعُ في مآقيكم
كذبٌ...
فما عدتُ أفرقُ
ما بينَ همسة ِ الفجر ِ
والصبحِ الوليدْ
أظنكمْ لستمْ أكثرُ وفاءً
من الكلبِ
ولا حتى.....(.......)

أعطاكمُ قلبهُ
أعطاكمُ عقلهُ
أعطاكمُ صدرهُ
والحِرابُ في وضح ِ النهار ِ
كالجليدْ
***
أرتلُّ...أُرتلُّ...أُرتلُّ
منْ أمسيَّ المجنون ِشيئاً يُثملُ
أُرتلُّ وألعنُ وألعنُ
طيبَ القلوبِ يقتلُ....
حتى الكِلابُ في الوفاء تخجلُ...
تبجلُ
وأنتمُ ترحِلّوا...
سرقوا البلادَ والقصيدةَ والهوى
سرقوا الشهيدَ مجندلاً
سرقوا البراءة َ والغوايةَ َ والنُهى
سرقوا الكتابَ فحولوا
وأخضّرَ من حول ِ الجفونِ صبابةٌ ٌ
كأنهمْ في موتهم يُعجلوا
ماتَ الحكيمُ وأنزوى في حفرة ٍ
الريحُ تعصفُ والنشيدُ يُرددُ
مات الشهيدْ ماتَ العنيدْ
***
لو أنكمْ في محفل ِ البوحِ
تُبيدونَ الهوى
لو أنكمْ في صرخة ٍ تجلجلُ
حتى الصدى
ما همني سرقوا القصيدةَ
سرقوا الإلهَ ...والكتابَ
ورتلوا...
لو أنكم لا تخجلوا
حتى الكِلابُ للوفاءِ تخجلُ
وأنتمُ ما همكمْ غيرُ أغتيالِ
فجرنا...وعُمرنا..
حصادنا سيكبرُ
نحنُ السيول ُ
والبلادُ قصيدةُ
في عمرها سترفلُ
نحنُ الشهيد والنشيد والهوى
وأنتم.....
ليسَ كما كلّ الكلاب ِ للوفاء تخجلُ.
***
اسحق قومي
ألمانيا.15/3/2009م
Sam1541@hotmail.com