إسحق قومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ناديا خلوف تُجيد لغة العشق والوفاء. فأهلاً بك المملكة لك ياسيدتي .أتوجك ملكةً عليها...اسحق قومي

اذهب الى الأسفل

ناديا خلوف تُجيد لغة العشق والوفاء. فأهلاً بك المملكة لك ياسيدتي .أتوجك ملكةً عليها...اسحق قومي Empty ناديا خلوف تُجيد لغة العشق والوفاء. فأهلاً بك المملكة لك ياسيدتي .أتوجك ملكةً عليها...اسحق قومي

مُساهمة من طرف اسحق قومي الجمعة أغسطس 21, 2009 5:02 am

نادية خلوف
إلى الأستاذ المحامي جميل دباغ في ذكرى رحيله الثانية
إلى جميل الأب والصديق أهدي ما كتبت
أ : نادية خلوف
الله ياشام !

في الربيع تعلمت لغة العشق . في مدرجات الربوة الجميلة . في قمة قاسيون ، وبين أسواق ساروجة والجامع الأموي . في الشام تناقشنا يوماً مع مخرجين من دول متطورة يحضرون أفلامهم ويناقشونها . من جيل عاش في السبعينات أمل الانفتاح الثقافي . كنا ألواناً في لون واحد . لكنني تعلمت لغتي هناك ، ثم حاولت أن أنسى أنها كانت من دمشق .
رحلتُ دون وداع . أحبتي يبكون دون أن يرافقونني . ينظرون إلي النظرة الأخيرة . هو يطلب مني أن أؤجل رحلتي كي يسبقني ، لكنني لم أكن أعرف ما كان يقصده . صممت على الرحيل في ليلة ليست كأي ليلة في العمر . بل هي ليلة لن ينساها حتى العمر نفسه .
أحبتي لا يعرفون إن كنت سأعود من رحلتي إلى المجهول ، لكنهم صامدون بصمت قال لي : أحبك . !
قلت له : قلبي لا يعرف غير الحب والسماح .أنت قصيدتي يوم كان لي قصيدة . رحلت ليأتي إلي . قال : أحبك بطلتي. لقد نهضتُ الآن . سأبدأ معك عمراً جديداً . سننسى ضيق المكان والزمان علينا ، أنت زهرتي دائماً وحبيبتي أبداً . لم يعد لي إلاك .
أنت لي الأمل فيما بقي من العمر . سأعود إلى الشام لأزرعك عطراً في الأماكن . سأعود لأجلب لك باقة ياسمين أخرى من الحديقة . الياسمين اشتاق إليك والنانرج يبكي . البيت فارغ إلا من الأشباح وأنا معهم في معركة ليعمر المكان بكم ثانية سأفعل مثلما فعلتِ . انتظريني .
نعم رحل ليجلب لي باقة ياسمين فقط . من ياسمينتي المدللة المجنونة . جمع بعض دموع الياسمينة . صوته قربها يحتفل بالبدء من جديد . يبادلها كؤوس الوداع فبعد أيام فقط سنلتقي . لنبدأ رحلة جديدة . حاصره مجداً مضى . مكتبه . قصة العمر . الطريق . ما تبقى من رفيق . أغمض عينيه فيه إلى الأبد . "أعني مكتبه " لكنه تبادل الكؤوس مع الياسمينة . ففيها أشباحي ولون حفل زفافنا . ثم أغمض عينيه إلى الأبد . رحلت إليه لأعانق أسوار الشام علها تبكي معي . لكنها جاحدة لا تعرف البكاء . تركتني الشام وحيدة .أغمضت عيني كي لا أعرف ما حل إلى أن وصلت . هناك أيضاً كنت وحيدة . سألت ياسمينتي المدللة المجنونة : بكت من الحزن زهراً . أطرقت خجلاً منها لأنني لم أخلص لها . هي تبكينا زهراً، وأنا لن أتمكن من البكاء . عز علي البكاء ،ولم يعز على الياسمينة ! لولا الياسمينة لبقيت وحيدة في مجلس عزاء تصل الضحكات فيه إلى أذني . نعم كنت وحيدة . على تربته كنت وحدي أشكوه الظلم .داخلي يصرخ : ليمسك أحداً بي . ليسندني أحداً في هذه الدنيا . الصدى يعود ولا أحد قربي . ما أوحش المكان . أرش الماء الممزوج بالزهر .هم يتناقشون بين الموائد إن تم الدفن بطريقة صحيحة تناسبهم ! قاوم أحبتي الصغار كي يلفوه بعلمي ، ولداي اللذان حضرا المراسم قبلي .يجابهون بشراسة الأطفال " من لبسوا عباءات الدين " . وصلتُ لأرى العرس . في خيمة عزاء تستفزني . كيف استطيع الصمود ؟ الله ياشام ! . منذ متى هذا ؟ أنا التي غرست الحب نهراً . هل أستحق منك كل هذا .
على أبواب الشام وقفت ، والشام أطلال. هربت خائفة فأنا عمري حضارة قائمة لا تعرف الأطلال . رحلت إلى المجهول . الشام تطاردني في حلمي تمسك يدي فأنتزعها . لم أعد أعرفها كما أنني لم أعد أعرفهم . الله يا شام لقد تغيرت !
لم أعد بعدها للشام . ولماذا أعود ؟ لقد رحل ومعه رحل الوطن . الله يا شام ! هل تذكرين ؟ يوم كنا لك القلب وكنت لنا الجسد . أم أنك شام أخرى مثلهم تتشفين بجروحي . ألست أنت رائحة الياسمين . أم ياسمينك بات مهجنا . لكنني لا ألومك . احتطت للأمر عرفت أنك قد تغدرين . جمعت كل أشجار الياسمين . زرعتها هنا قربي كي لا ترحلين . زرعتها في حديقة أحلام جمعتنا بها أيام . هي شامي . التي أحببت على مدى الأيام .
***

ناديا خلوف

محامية سورية ...
اسحق قومي
اسحق قومي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 835
العمر : 75
الموقع : https://alkomi.yoo7.com/profile.forum
العمل/الترفيه : معاقرة الشعر والأدب والتاريخ والإعلام والسياسة
المزاج : حسب الحالة
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

https://alkomi.yoo7.com/profile.forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى