قصيدة أرتحالات الخليل بن أحمد الفراهيدي...اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة أرتحالات الخليل بن أحمد الفراهيدي...اسحق قومي
أرتحالات الخليل بن أحمد الفراهيدي.
مهداة:إلى الشابة ختام فنظزية.
في درعا. وإلى كل مهجُّر ٍ من
وطنه في العالم.
لا تَنشُدْ لحناً تنزفه ُ آلامُ الأيامِ ِ
بلْ…فارقصْ
الليلُ امرأة ٌ مثقلة ٌ بالخمر ِ
وأنا أبحرتُ خلفَ مراسي الشوق،
سمر ني في عينيها أُغنية ً للعشقِ ِ
واصلبني
حيثُ يموتُ الفجرُ
بين الأيدي…مشوياً بالجمرِّ
إيهٍ من حُلم ٍ كانَ بعينيك َ قديماً
كانَ الحلمُ…
وكنتَ الرغبةُ
كان َ المجدُ يحدّثُ عن دار ٍ
مزّقتَ ثياب العُرسِ
وكان الفجرُ يزغردُ،
أمَّا أنتَ!!
فالخمرُ البوذيُ،أغنية للحب ِ الراحل ِ
يا ربي جُلَّ منْ أوردَ ذِكركَ
آلافَ المراتِ في نشرات ِ الإعلام ِ
المرئية ِ والمسموعة.
وأعوذ ُ بربِّ الحبِّ
أنهارُ العُشقِ ِ الباردةِ…كُنّا السيفَ…
وكنّا السّهل َالزرعَ.
الأنثى
كُنَّا…كانَ اللّونُ الأحمرُ
مجداً صوفياً.
كُنَّا الرغبة َ
كُنتَ تقولُ:إنَّ الأرض َ رحيلٌ في ملكوتِ الطلقةِ
كنتُ أَراكَ. فجراً لوَّنهُ العرقُ المالحُ…
بالخبز ِ كُنتَ تقولُ:
وكُنَّا القهرَ…أضاءتْ شُرفات ِ الغربةِ بالدمعِ.
فأسموكَ القاموسَ الحامل َ أسماء َ الذبحِ ِ.
رسمنا طُرقاً..ووضعنا فيها آلافاً للصيدِ البريِّ
أما أنتَ.فمضيت َ كطفل ٍ أيقظهُ الموتُ وبكى
غابَ حتّى جدار ِ الأفق ِ
صاحتْ امرأة ُ البحر ِ…كُنَّا نُسكتُها.ونجيدُ لغةً
أسميناها الشمس َ الواضحة َ
حتّى البحرُ النازف ُ…كان يراهنُ.
والرملُ سريرٌ للأنثى.
كنتُ أرى…لكني أغمضتُ أجفاني.
وجرى البرقُ…أسبلتُ شفة ً فوق َخلاياها
يا أنتَ الواقفُ بين َالموت ِتعال:
أمْ أنتَ الساكنُ موتَ البحر ِ
لا تقسُ فيدي متعبة ٌ
مثقلة ٌ بسني الجُرح ِ
أحكي ليَّ كيف َ يموت ُ العُشقُ؟!
شجراً أسكنهُ البحرُ قهرَ الشوق ِ.
كان َ البرُّ،جاءتك َالآلافُ.
قلتَ:لا تصحوا فالنوم ُ سمة ُ القرن ِ.
شرَّعت َأبواباً للصحو ِ.
وسلبت َ قبرة ً تغزو الأجسادَ
وشويت ُ فوق َ الجمر ِ
طفلَ (العودة).
كنتُ الشاوي والمشوي.
كنتُ القاتلَ والمقتول.
كنتُ العبدَ،وكنتَ في عينيَّ ولادة.
حينَ رسمت ُالفجرَ،
آهٍ من يبكي ليُزيل َ الألم َالحجري
ويكونُ الفجرُ يتوضأُ أوقات َ الصحو
أخصّه فالعنفُ في الجُرح ِ قيامة ْ
رُعبٌ في عينيه…حاولْ أن ْ تقرأَ
باسم الفجر تراتيلَ القهر
فالكتب أنواع ٌ…أجناس ٌ من رجس ِ الغيب ِ
حاول أن تقرأ باسم ِ الفجر ِ…
وتجودُ في لغة ِالمنصوبِ
فالرفع ُ الأخضر ِ أيبسهُ عشق ُ الخوف ِ.
هذا الفعلُ مضارع ٌ.
أما أنتَ فعلٌ ماضٍ
هذا الآتي فعل الأمر.
لا تيأسْ فالفتحُ إن شاء َ البحرُ
هذا الفعلُ مضارعٌ.
وأنا جسدٌ أثخنُهُ دود َ القهر
قدْ بعتُ آلامي لامرأةٍ أعشقُها
والأرضُ الحبلى بالإثم ِ،بالجُرح ِ
بالنزف ِ…بالخبزِ…بالقهر.
آهٍ فالدودُ في جسد ِ الماء ِرخوٌ كالموت ِ
لكنَّ الحبُ يعرفُ كيف َتشرق ُ شمسُ الفجر ِ في الآفاق ِ
تحملها أغنية ٌ أيقظَها الحزنُ
عمِّدني في شفتيكِ فجراً صوفياً
فأنا الفقراءُ حين َيصيرُ الوطن ُ ولادة ً
وأنا الشوقُ حين َ تحجزه ُ آلاف ُ الأيدي
فالرغبة ُ واحدة ٌ.وأنا المجنون ُ أصنع ُ خبزاً للعرس
لكني لستُ موعوداً في اليوم التالي
اسكرْ
فالخمرة ُ تجلبها آلاتُ الحرب ِ
واكتبْ…إن شئتَ أغنيةً ً للطفل ِ
جرِّدْ سيفَك َ .كلُ الأصوات ِ تبيع ُ الشمسَ
أما أنتَ …ذاكَ الحبُ حينَ يموتُ
زهراً تحت َ الأنقاض ِ …شرّع أبوابَكَ للريح ِ
فالبحرُ…الشمسُ
وبقايا خمرتِنا لازالتْ في الدَّن ِ
اسكرْ فالجرحُ عميق ٌ والأمُّ لازالت تغتسلُ
والغيمُ القابع ُخلف َجدار ِ البحر ِ .أرسَتْهُ سفنُ الألفاظ ِ
اسكرْ …وافعلْ ما شئت فالفجرُ قليلُ الرغبةِ
واكتبْ .إن شئت َ أسماءَ الموجودين َ تباعاً
قدّمها،أنتَ شريكُ البحرِ.
فالليل ُ يغزونا حتّى الجرح ِ العاشر ِ بعدَ الألف ِ.
آهٍ يا هذا الرملُ تشظّى
فالأرضُ لغة ُ الأجساد ِ.
وبقايا قطرات ُ دماء ِ الشهداءِ
من أنتَ حينَ تدوسُ دماء َ الشهداء ِ؟!
أخبرني فالقاتلُ موجودٌ…والجسدُ في نزفٍ
أيقظني في همس ِ الفكرة ِ …ومدار ِ الشمس ِ يُصبحُ وطني
ياربُ كيف َيموت ُ الأطفال ُ بدون ِ ولادة ٍ؟!
وعلى وجِهكَ كانتْ شاراتُ البرق ِ
ورسمتُ قبلة َعشق ٍ …كنت َ تسافرُ جسدَ البحر ِ
غيمٌ أعطاني فرحة حزن.
قالَ: اسكرْ
قلتُ:طريقٌ فيه جيش الفقراء
قالَ: الفجرُ سأل َ عنكَ
قلتُ:المبغى، كانتْ طلقة ْ.
قالَ:الموتُ.
قلتُ :الشمسُ، الأرضُ، الطفلُ.
قلتُ: وطني والأزهار. قلتُ:وطني غصنُ سلام.
*** الحسكة سوريا.1985م
اسحق قومي
هامش:لهذه القصيدة قصة.فقد دعاني الصديق مروان خميس أمين فرع فلسطين بدمشق لإلقاء هذه القصيدة في المخيم الفلسطيني بدرعا.عندما كنتُ أشارك كشاعر ضيف في مهرجان طلائع البعث بدرعا عام 1985م.وهناك ألقيتها أمام حشد غفير.مع العلم قاطعوني عشرات المرات بالتصفيق.وعديدون ممن طلبوا أن أعطيهم هذه القصيدة.ولطولها لم أستطع أن أعدْ أي واحد منهم.إلاَّ تلك الفتاة التي ألحت وبشدة أن تكتبها بنفسها.لكنني ولضيق الوقت.وعدتها أن أرسلها لها على أن تعطني عنوانها.فكتبت ليَّ العنوان.وحملتهُ معي إلى الحسكة.وهناك وبين زحم العمل التدريسي والأسري نسيتُ وعدي لختام تلك الفتاة الفلسطينية.وأضعت العنوان بين أكوام الورق وقبل أن أتوجه للمشاركة في مهرجان إدلب عام 1978.قلبتُ أوراقي وإذا بي لم أرسل القصيدة لختام.فحزنت حزناً شديداً .وطال حزني لأنني شعرتُ أنها اعتبرتني كاذباً. فما كان عليّ إلاَّ أن أكتب لها هذه الأبيات:
يا ختامُ لو دليلي ما جفاني ما جفيتُ الوعد يوماً ياختامُ
الوعود إن قطعها الحرُّ يوماً سوف يبقى يذكر العهد تمامُ
قلتِ:في السرِّ أهذا شاعرٌ ؟! يوعدُ الحسناء بالشعر حرّامُ
وانتظرت شوق لقّيا يا إلهي ها أنا جئتُ إليكِ ياختامُ
وأرسلتُ لها هذه الأبيات ضمن رسالة أعتذر لها .وبعد أيام جاءتني رسالتها التي تقول:بها.
بسم الله الرحمن الرحيم.
تحية طيبة أبعثها لك من أجواء درعا مع أجمل الأماني.أستاذي العظيم.كيف حالك؟وأرجو من الله أن تكون في تمام الصحة والعافية.أكتب لك هذه الرسالة بعد قدوم رسالتك التي طالما انتظرتُ قدومها على أحر من الجمر.حتى فقدت الأمل أن تصلني مثل هذه الرسالة.وأنا أعتذر على ما اتهمتك في نفسي وكل ما دار في خاطري من أفكار.أن صورة الشاعر الذي ألقى الشعر على مسمعي ومسمع جمهورنا في مهرجان الطلائع لا تفارق خيالي.فأذكر وعدك لي وعدم وفائك بالوعد.وكذلك أتخيل صورتك وأنا أكتب لك هذه الكلمات.أتشكرك على الأبيات الرائعة التي كتبتها لي في الرسالة.وكأنك عشت معي في كل خلجة من جسدي وفي كل ما دار في فكري.وعندما قرأتُ تلك الأبيات لأبي وأمي وأخوتي.كانت الفرحة تغمرني.وأخذتني من الوجود إلى مكان بعيد لا تدخلهُ إلاَّ الفرحة…أبي وأمي وأخوتي يهدونك السلام.أما عن أخباري فأنا بخير.وبصحة جيدة.وإذا سألت عني.فأنا طالبة تقدمت للحصول على شهادة البكلوريا علمي.وانتظر ظهور النتيجة.أرجو أن تستمر في كتابة الرسائل.وأرجو أن تأتي لزيارتنا في درعا.أستاذي العظيم.كنتُ أعتقد أنك الشاعر محمود درويش وليس الشاعر اسحق قومي.(هذا لشدة إعجابها.لأنني ألقيتُ في إدارة مدرسة المخيم وأمامها قصيدة غزلية على طلب من الكثيرات.ومن بين من أعجبوا بالقصيدة صديقتها منى)
ملاحظة.صديقتي منى .تقول.لك هل تنقح الشعر .لو بعثت لك قصائد.هي التي تكتبها.هل تنقحها؟ أرجو أن تبعث لي بخبرها(بجواب عن ذلك) هي أعجبت بقصيدة العاشقة القديمة منى.وهي تقول: لك لماذا هذه القصيدة قصيرة وأنا أقول لك الآن إلى لقاء في الرسالة القادمة. التوقيع.ختام فنظزية. وعلى المظروف.خاتم درعا للبريد يحمل تاريخ1/7/1987م
درعا.
المخيم القديم.بقالية فلسطين
مواضيع مماثلة
» أرتحالات الوجه الثاني للطينْ...شعر اسحق قومي
» قصيدة مُهداة إلى أخي الشاعر الياس قومي...اسحق قومي
» قصيدة عن قرية القصور....اسحق قومي
» قصيدة بعنوان:المســــــــــــــــــافر رجوعاً.....شعر اسحق قومي
» قصيدة: عامودا.....اسحق قومي
» قصيدة مُهداة إلى أخي الشاعر الياس قومي...اسحق قومي
» قصيدة عن قرية القصور....اسحق قومي
» قصيدة بعنوان:المســــــــــــــــــافر رجوعاً.....شعر اسحق قومي
» قصيدة: عامودا.....اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى