النزيف 3
صفحة 1 من اصل 1
النزيف 3
النزيف 3
خاطرة
يزيد عاشور
مهداة الى جاك ابراهيم .. واولاد حارتنا.
اصبحت لعبة نزف الذاكرة جزءا من يومياته،بيته شبه المتهالك.في المساكن الأرضية،والتي اطلق عليها لقب علب الكبريت لصغر حجمها.
بعد يوم متوسط الطول في عمله كموجه في اعدادية التطبيقات، يعود جارا قدميه لياكل على عجل ماهو متاح، ومثلما تعود اهل الحسكة، هو يستسلم لقيلولة الظهيره، ولن تتعدد قدامه الخيارات ،اما ان يرش الماء على الرصيق، ولن ينسى امتداد الطريق منتشيا برائحة الارض الرطبة، ولن ينسى استعارة ماسحة الماء من جارته خالة فهيمة ليجفف الماء عن وجه الرصيف ، هذا ان لم تبادر جارته بطرد بقايا الماء المشاغب.
كرسيين من معدن رخيص ،محبوكة بشرائط بلاستيكية رفيعة وطويلة/ازرق.ابيض.ازرق/او/احمر.ابيض.احمر//مع فنجاني قهوة
تجلسان وسط الصينية في انتظار عبد الحميد حسو وعبدالاحد قومي.او صديق اخر قد ياتي.
الخير الثاني سيكون حماما على عجل،قميصا و/بنطلون/ على ان يكونا نظيفين ومكويين بعناية،هولن يبذل جهدا في الاختيار،ذلك ان الثياب محدودة العدد امامه.
ينعطف باتجاه اليمين وسوف يلقي التحية على جارته زوجة نايف الظاهرالدئمة الابتسام، ثم ابو مظر القادم من حمص بعد ان تم تعينه في وضيفة مهمة في المحافضه،ولن ينسى جاره كورية حيث سيجامله بكلملتين وسوف يتجاوز جارته فرحه دون الفاء التحية لأنه لا يحبها.
بيت ابو معاد وبيت ابو طريف لينعطف يسارا حينها وغالبا ما يلتقي جاك الثابت في ركنه المعتاد على عتبة البيت والذي تنتهي عنده حدود الحارة.
كان شابا مفعما بالحياة ،يعزف الغيتار ويعشق الموسيقى ولأنه يكتب الأغاني /المردلية/ فقد كان يسمعني بعضا منها، ولا ننسى ان نتحدث عن الشعر والموسيقى والحياة ، ولا باس ببعض التذمر من الحض العاثر ومن الحسرة على الكثير من الامنيات.
سينعطف بعدها باتجاه اليمين حتى شارة المرور والتي تشكل التقاء شارعي النشوة والقامشلي.
هو يدري انه سيختار شارع القامشلي باتجاه اليسار حيث سيلتقي بميشيل درويش الذي قد افتتح دكانا صغيرا لتخطيط الأسماء على واجهة المحال التجارية ولا ينسى ان يغني المردلي في بعض الاحتفالات احيانا.
ويختار الاتجاه اليمين مارا ببعض الابنية الحديثة الانشاء وصولآ الى المركز الثقافي، هناك سيقراء الدعوات الملصقة عله يحضى بامسية شعرية او قصصية جديرة بالمشاهدة،قد يلقي التحية على مدير المركز وان فعل فانه سيعرج على مدير المكتبة جمال عويد واللذي سيثير حفيضته بطريقة رده على الهاتف بصوته الجهوري الأجش .االوووووو
مازال مغمضا عينيه لكل هذا النزيف، سيمضي الى حارة الموظفين ومن هناك الى الناعورة حيث سيد المدينةالخابور يتمطى بتكاسل ،ممدا جسده اللامنتهي على امتداد سريره،عارفا انه البهي الحاضر الجليل.
سيلقي التحية على حجاجه من الصيادين وبعض العاشقين اللاجئين اليه تزنرهم الشهوة ويحاصرهم الخوف.
انتهى وقت الصلاة ،هاانذا في /تينيستا/ذاك الحي متوسط القذارة، والذي لايخلو من بائعي المخدرات والمواد المهربة والمثقفين وانصافهم، لكنه افضل من/رينكيبي/ في كل احواله.
سيمضي الى المطعم الذي يعمل فيه ، هناك سيجلي كل السكاكين والصون والشوك واواني الطبخ طوال اليوم،حتى انه الف الصحون مع مرور الوقت وبدا يميز بنها حتى انه اطلق عليها اسماء طلابه في الحسكة/حسنا يا جان ها قد عدت متسخا ثانية ،نعم نعم يا احمد سيجيئ دورك في التنظيف بعد عباس مباشرة/
لن ينسى ذاك السويدي البائس المخمور حين قذ زجاجة خمره على الجدارمارة مباشرة بالقرب من محدثة ضجيجيا مرتفعا ،ناثرة اشلاء الزجاج في كل الاتجاهات،ناشره في المحيط رائحة الخمرة النفاثة.
لن ينسى دهشة المخمور على ردة فعله الوادعة المسامحة بالرغم من ان الزجاجة كادت تودي بحياته.
هناك ...يحضره /عيد الرشيش/هذا الطقس الغريب والجميل بان معا،هناك حيث الناس ترش بعضها بالماء،والابتسامات تعبق بالمكان والضحكات تمنح العيد فرحا اضافيا.
هناك ...حيث يجمع الاهالي كل ما لديهم من اواني زجاجية قديمة ويقومون بكسرها على ابواب بيوتهم وهم يتمتمون بعض الدعوات طالبين من الارواح الشريرة ان تغادرمن بيوتهم.
هناك...جزيرة السمك والنادي الزراعي ولاحقا محطة القطارحيث ترتفع الأصوات وقرع الكؤوس وبعض الضحكات،غيمة ثقيلة من دخان السكائر والحسرة والأمنيات.
هذا ما فلعلته زجاجة المخمور،لم ينسى ولن ينسى صورته التي ارسلهالابن اخيه حاملا بيده باقة زنبق/ كان قد اشتراها من بائعة ورد فقيرة في موسكو، وعلى ظهرها كتب له...
هذا انا بيدي باقة زنبق، وعلى وجهي شارة استفهام..بدء الرحيل..موسكو.
انتهت
/تينيستاـ رينكيبي/ احياء في استوكهولم
خاطرة
يزيد عاشور
مهداة الى جاك ابراهيم .. واولاد حارتنا.
اصبحت لعبة نزف الذاكرة جزءا من يومياته،بيته شبه المتهالك.في المساكن الأرضية،والتي اطلق عليها لقب علب الكبريت لصغر حجمها.
بعد يوم متوسط الطول في عمله كموجه في اعدادية التطبيقات، يعود جارا قدميه لياكل على عجل ماهو متاح، ومثلما تعود اهل الحسكة، هو يستسلم لقيلولة الظهيره، ولن تتعدد قدامه الخيارات ،اما ان يرش الماء على الرصيق، ولن ينسى امتداد الطريق منتشيا برائحة الارض الرطبة، ولن ينسى استعارة ماسحة الماء من جارته خالة فهيمة ليجفف الماء عن وجه الرصيف ، هذا ان لم تبادر جارته بطرد بقايا الماء المشاغب.
كرسيين من معدن رخيص ،محبوكة بشرائط بلاستيكية رفيعة وطويلة/ازرق.ابيض.ازرق/او/احمر.ابيض.احمر//مع فنجاني قهوة
تجلسان وسط الصينية في انتظار عبد الحميد حسو وعبدالاحد قومي.او صديق اخر قد ياتي.
الخير الثاني سيكون حماما على عجل،قميصا و/بنطلون/ على ان يكونا نظيفين ومكويين بعناية،هولن يبذل جهدا في الاختيار،ذلك ان الثياب محدودة العدد امامه.
ينعطف باتجاه اليمين وسوف يلقي التحية على جارته زوجة نايف الظاهرالدئمة الابتسام، ثم ابو مظر القادم من حمص بعد ان تم تعينه في وضيفة مهمة في المحافضه،ولن ينسى جاره كورية حيث سيجامله بكلملتين وسوف يتجاوز جارته فرحه دون الفاء التحية لأنه لا يحبها.
بيت ابو معاد وبيت ابو طريف لينعطف يسارا حينها وغالبا ما يلتقي جاك الثابت في ركنه المعتاد على عتبة البيت والذي تنتهي عنده حدود الحارة.
كان شابا مفعما بالحياة ،يعزف الغيتار ويعشق الموسيقى ولأنه يكتب الأغاني /المردلية/ فقد كان يسمعني بعضا منها، ولا ننسى ان نتحدث عن الشعر والموسيقى والحياة ، ولا باس ببعض التذمر من الحض العاثر ومن الحسرة على الكثير من الامنيات.
سينعطف بعدها باتجاه اليمين حتى شارة المرور والتي تشكل التقاء شارعي النشوة والقامشلي.
هو يدري انه سيختار شارع القامشلي باتجاه اليسار حيث سيلتقي بميشيل درويش الذي قد افتتح دكانا صغيرا لتخطيط الأسماء على واجهة المحال التجارية ولا ينسى ان يغني المردلي في بعض الاحتفالات احيانا.
ويختار الاتجاه اليمين مارا ببعض الابنية الحديثة الانشاء وصولآ الى المركز الثقافي، هناك سيقراء الدعوات الملصقة عله يحضى بامسية شعرية او قصصية جديرة بالمشاهدة،قد يلقي التحية على مدير المركز وان فعل فانه سيعرج على مدير المكتبة جمال عويد واللذي سيثير حفيضته بطريقة رده على الهاتف بصوته الجهوري الأجش .االوووووو
مازال مغمضا عينيه لكل هذا النزيف، سيمضي الى حارة الموظفين ومن هناك الى الناعورة حيث سيد المدينةالخابور يتمطى بتكاسل ،ممدا جسده اللامنتهي على امتداد سريره،عارفا انه البهي الحاضر الجليل.
سيلقي التحية على حجاجه من الصيادين وبعض العاشقين اللاجئين اليه تزنرهم الشهوة ويحاصرهم الخوف.
انتهى وقت الصلاة ،هاانذا في /تينيستا/ذاك الحي متوسط القذارة، والذي لايخلو من بائعي المخدرات والمواد المهربة والمثقفين وانصافهم، لكنه افضل من/رينكيبي/ في كل احواله.
سيمضي الى المطعم الذي يعمل فيه ، هناك سيجلي كل السكاكين والصون والشوك واواني الطبخ طوال اليوم،حتى انه الف الصحون مع مرور الوقت وبدا يميز بنها حتى انه اطلق عليها اسماء طلابه في الحسكة/حسنا يا جان ها قد عدت متسخا ثانية ،نعم نعم يا احمد سيجيئ دورك في التنظيف بعد عباس مباشرة/
لن ينسى ذاك السويدي البائس المخمور حين قذ زجاجة خمره على الجدارمارة مباشرة بالقرب من محدثة ضجيجيا مرتفعا ،ناثرة اشلاء الزجاج في كل الاتجاهات،ناشره في المحيط رائحة الخمرة النفاثة.
لن ينسى دهشة المخمور على ردة فعله الوادعة المسامحة بالرغم من ان الزجاجة كادت تودي بحياته.
هناك ...يحضره /عيد الرشيش/هذا الطقس الغريب والجميل بان معا،هناك حيث الناس ترش بعضها بالماء،والابتسامات تعبق بالمكان والضحكات تمنح العيد فرحا اضافيا.
هناك ...حيث يجمع الاهالي كل ما لديهم من اواني زجاجية قديمة ويقومون بكسرها على ابواب بيوتهم وهم يتمتمون بعض الدعوات طالبين من الارواح الشريرة ان تغادرمن بيوتهم.
هناك...جزيرة السمك والنادي الزراعي ولاحقا محطة القطارحيث ترتفع الأصوات وقرع الكؤوس وبعض الضحكات،غيمة ثقيلة من دخان السكائر والحسرة والأمنيات.
هذا ما فلعلته زجاجة المخمور،لم ينسى ولن ينسى صورته التي ارسلهالابن اخيه حاملا بيده باقة زنبق/ كان قد اشتراها من بائعة ورد فقيرة في موسكو، وعلى ظهرها كتب له...
هذا انا بيدي باقة زنبق، وعلى وجهي شارة استفهام..بدء الرحيل..موسكو.
انتهت
/تينيستاـ رينكيبي/ احياء في استوكهولم
yazid ashor- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 18
العمر : 62
الموقع : sweden
العمل/الترفيه : free jop
تاريخ التسجيل : 13/04/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى