عبد الأحد قومي ،،،شاهد على الخراب
صفحة 1 من اصل 1
عبد الأحد قومي ،،،شاهد على الخراب
شاهد ٌ على الخراب وسيدة الكلمات
بقلم: يزيد عاشور
أشرعة ُ الموت يعلّقها الاشتهاء.
عبد الأحد قومي.
(( أجمل الأيام التي ستأتي)) لن تكون بها.
كان مثلي يُحبُ الحياة والخابور والشوارع....والمطر.
ويحبُ منفرداً عَبق الزيزفون وابتسام مراد وبقايا القطارات العتيقة. والمركز الثقافي ومديرية التربية وطريق المسبح القديم ومساكن المعلمين وشارع المحطة والرماديات على بقايا البيوت، وتل حجر ومحطة قباقيبي وشارع القامشلي وطريقُ الخابور والباعة المنتشرين على طرفي الطريق.اجترار الناعورة،امتداد طريق النشوة، الشعر، خبز أُمي، غرفتي المعلقّة على ظهر بيت عاشور المتهالك.
رائحة العتق تُثمّل الروح أيها الصديق.
منتشياً كان يصرخُ أحبها ابتسام بعدد قطع الخشب المرصوفة على سكة القطار وسوف أطلق على أولادي منها أسماء( فانكا، ولينا، وكوبار).
رحلَ سريعاً ولمْ يحتفل مثلما وعدني بالعام ألفين(2000م).
غيّبهُ الترابُ ولن تشغلهُ هموم العولمة بعد الآن.
لا السلام أو الحرب مع إسرائيل،ولا الطعام الذي يسد رمق أطفالهُ.رحل ولا علاقة له بما يجري الآن.
توقفَ زمنهُ عن المباحثات الأولى للسلام، عند العام 1999م من طراز السيارات....والمنافقين....هو .....رحل....
غرفتهُ الباليةْ، أشياؤهُ القديمة، بقايا رحلتهُ إلى بيروت،أمسياتنا الشعرية،ركضنا في أزقة المدينة ونحنُ نحتسي أرخص أنواع النبيذ حينها، برد المساءات ، حِواراتنا الصغيرة،عبد الحميد حسّوا أنا وهو والحاضر بكل شيء ٍ فيه.
أرغمني على الموت معهُ، موتٌ لبعض الوقتْ، موتٌ صغيرْ، موت قصير المدى، وعرفتُ حينها أنهُ أفضل حالاً مني.
في حين بصقتني المدينة لا مباليةَ.، كانت متعلّقة بأسمالهِ، قذفتني خارج حدودها ورفضت أن يُهاجرها، غمرتهُ بترابها حانية عليه منذ عرفتْ أنه سوف يُغادر ...احتضنه تُراب الحسكة منذ عرفت شوارعها أنه ينوي الرحيل،شِراعُ موته يعلّقه الاشتهاء، هو شاهد الخراب والموت سيدّ الأشياءْ.
يكللهُ عبق الزيزفون، عطر الصباحات، العصافير الخائفة، حنين الشوارع وهمس البيوتات الرمادية..هو لها...هو فيها.....هو.....هي شاهد على الخراب منذ 1999وسيبقى....
ويعودُ ثانية للحياة من نوافذها الخلفية ويكتشفُ أشكالاً أخرى ليست كالتي كانتْ.وجوهٌ ليست كالتي ودعتّهُ.فرشات لا لون لها ومناسبات بلا أفراح.
ومثلما يكثر الحديثُ عن الأفراح في الفرح وعن الأحزان في الحزن.وعند الولادات الجديدة في الموت تعلم وحدك أن هذا الوقت ليس لي، ليس لكَ.وقت للحب ووقت للصدق، وقت للمعصية ،ووقت للانتهاء.
هل أسميه الموت أو الرحيلْ أو الوقوف جانباً على عتبات الوقتْ تراقب كلّ هذا الخراب؟!!!!!!!!!!!
أعدك يا عبد الأحد بأنا قادمون إليكَ، إلى ذاك الفراغ العميق رغم كل هذا الضجيج...سجّوك هناك في تراب الحسكة..تهامسوا..ذرفوا الدموع(.....) ربما...قالوا قبل أوانه غادر( يا حيف على شبابه). هزوا أكتافهم..غادروا...ابتلعهم غبار المدينة وبقيت وحدك أنت الشاهد الوحيد لم تزل هناك.
لم ينفذ وعده لي في أن يُناقش أخطاءُ( الكومبيوتر) المحتملة مع الصفرْ المربع في الألفية الجديدة.
لن يثرثر مثل كلّ الناس عن مستجدات الطب والفلك والهندسة الوراثية.لن يتحدث عن (DNA ) ولا عن تحلية المياه ولا الاستنساخ بعد الآن،لن يعنيه الصراع الطبقي ولن يكترث إن كان هناك قوة وحيدة في العالم أو قوتين، لا الإمبريالية ولا الغزو الثقافي الجديد.ولا تزوير بطاقات المنشأ على البضائع الإسرائيلية ولا.....الكثير من الأشياء أنها ألعاب الصغار التي أتلفها الحوار....
الحوار الذي سيمنح الآخرين فسحة من الوقت جديدة .لأنه(م...ا....ت). وكلّ شيءٍ ينتهي.
كلمة حادة ، قاسية،واضحة المعالم لا تقبلُ التأويل ..لا تقبلُ التأجيلْ لا تقبل الحوار..وتنتهي الحوارات كلها، كلمة ليست كمثل باقي الكلمات.
هي سيدة الكلمات(مات).
وتروحُ بعيداً...وحيداً...في فراغ لا ينتهي لا بأس صديقي...
لن تسمع أصوات الباعة والقوادين بعد اليوم.
لن تسمع عواء أنصاف الرجال والكلاب بعد اليوم.
لن تسمع فحيح الفاجرات وترى لعاب المشردين تسيل.
لن تشاهد الشرطي الذي كان يقود قطيعهُ من الغنم فصار يقود قطيع السيارات وبذات العصا.
لن تسمع أصوات السيارات وأن ترى سائقيها وهم يفتحون الأبواب ويبصقون على الرصيف.
لن ترى التمدين حدّا القذارة ولن تعنيك المؤتمرات والمهرجانات والأسواق ومكتظيها بشيءْ.
لن تسمع لأنك لا تريد ..ولن ترى لكي لا تحزن.
أنت خارج اللعبة..فوقها، رحلت سريعاً جداً. مباغتاً جداً.ودونما سابق إنذار لك ولي وللذين غيبّهم غُبار المدينة.
مثلُ الطلقة حلقتَ عالياً في السماء لم تنظر خلفك أبداً ولم تتردد حين أخذت القرار. جعلتهم ....مثل عقب الطلقة متكاسلين مهملين ، حتى قبل انطلاقك كانوا قد وقعوا !!
تمنحهم الفرصة الآن ليعيدوا التفكير بكلّ الأشياء..ليعيدوا ترتيب الأشياء كلها، أَوتصدق أنهم سيفعلون!!!!!
أنتَ الحقيقة الوحيدة الأبدية الواحدة ونحنُ جميعاً نعيشُ دوامة الزيف وننتظر مثلُكَ سرّ الاكتشاف .
عبد الأحد حنا قومي
قطبٌ آخر في مدينة الخرائب كنتَ.شـــــــــــــــــــــــاهداً على الخراب تكون.
لن ترحل أيها الصديق.روحك معلقة على الصفصاف،تسبحُ إن أرادتْ مع عبق الزيزفون، تمتد مع قطع الخشب المرصوفة على سكة القطار،
أبديٌّ أنتَ روحك وارفة الظلال.
حاضراً أنتَ....
***
هذا يزيد عاشور
الســـــــــــــــــويد.
بقلم: يزيد عاشور
أشرعة ُ الموت يعلّقها الاشتهاء.
عبد الأحد قومي.
(( أجمل الأيام التي ستأتي)) لن تكون بها.
كان مثلي يُحبُ الحياة والخابور والشوارع....والمطر.
ويحبُ منفرداً عَبق الزيزفون وابتسام مراد وبقايا القطارات العتيقة. والمركز الثقافي ومديرية التربية وطريق المسبح القديم ومساكن المعلمين وشارع المحطة والرماديات على بقايا البيوت، وتل حجر ومحطة قباقيبي وشارع القامشلي وطريقُ الخابور والباعة المنتشرين على طرفي الطريق.اجترار الناعورة،امتداد طريق النشوة، الشعر، خبز أُمي، غرفتي المعلقّة على ظهر بيت عاشور المتهالك.
رائحة العتق تُثمّل الروح أيها الصديق.
منتشياً كان يصرخُ أحبها ابتسام بعدد قطع الخشب المرصوفة على سكة القطار وسوف أطلق على أولادي منها أسماء( فانكا، ولينا، وكوبار).
رحلَ سريعاً ولمْ يحتفل مثلما وعدني بالعام ألفين(2000م).
غيّبهُ الترابُ ولن تشغلهُ هموم العولمة بعد الآن.
لا السلام أو الحرب مع إسرائيل،ولا الطعام الذي يسد رمق أطفالهُ.رحل ولا علاقة له بما يجري الآن.
توقفَ زمنهُ عن المباحثات الأولى للسلام، عند العام 1999م من طراز السيارات....والمنافقين....هو .....رحل....
غرفتهُ الباليةْ، أشياؤهُ القديمة، بقايا رحلتهُ إلى بيروت،أمسياتنا الشعرية،ركضنا في أزقة المدينة ونحنُ نحتسي أرخص أنواع النبيذ حينها، برد المساءات ، حِواراتنا الصغيرة،عبد الحميد حسّوا أنا وهو والحاضر بكل شيء ٍ فيه.
أرغمني على الموت معهُ، موتٌ لبعض الوقتْ، موتٌ صغيرْ، موت قصير المدى، وعرفتُ حينها أنهُ أفضل حالاً مني.
في حين بصقتني المدينة لا مباليةَ.، كانت متعلّقة بأسمالهِ، قذفتني خارج حدودها ورفضت أن يُهاجرها، غمرتهُ بترابها حانية عليه منذ عرفتْ أنه سوف يُغادر ...احتضنه تُراب الحسكة منذ عرفت شوارعها أنه ينوي الرحيل،شِراعُ موته يعلّقه الاشتهاء، هو شاهد الخراب والموت سيدّ الأشياءْ.
يكللهُ عبق الزيزفون، عطر الصباحات، العصافير الخائفة، حنين الشوارع وهمس البيوتات الرمادية..هو لها...هو فيها.....هو.....هي شاهد على الخراب منذ 1999وسيبقى....
ويعودُ ثانية للحياة من نوافذها الخلفية ويكتشفُ أشكالاً أخرى ليست كالتي كانتْ.وجوهٌ ليست كالتي ودعتّهُ.فرشات لا لون لها ومناسبات بلا أفراح.
ومثلما يكثر الحديثُ عن الأفراح في الفرح وعن الأحزان في الحزن.وعند الولادات الجديدة في الموت تعلم وحدك أن هذا الوقت ليس لي، ليس لكَ.وقت للحب ووقت للصدق، وقت للمعصية ،ووقت للانتهاء.
هل أسميه الموت أو الرحيلْ أو الوقوف جانباً على عتبات الوقتْ تراقب كلّ هذا الخراب؟!!!!!!!!!!!
أعدك يا عبد الأحد بأنا قادمون إليكَ، إلى ذاك الفراغ العميق رغم كل هذا الضجيج...سجّوك هناك في تراب الحسكة..تهامسوا..ذرفوا الدموع(.....) ربما...قالوا قبل أوانه غادر( يا حيف على شبابه). هزوا أكتافهم..غادروا...ابتلعهم غبار المدينة وبقيت وحدك أنت الشاهد الوحيد لم تزل هناك.
لم ينفذ وعده لي في أن يُناقش أخطاءُ( الكومبيوتر) المحتملة مع الصفرْ المربع في الألفية الجديدة.
لن يثرثر مثل كلّ الناس عن مستجدات الطب والفلك والهندسة الوراثية.لن يتحدث عن (DNA ) ولا عن تحلية المياه ولا الاستنساخ بعد الآن،لن يعنيه الصراع الطبقي ولن يكترث إن كان هناك قوة وحيدة في العالم أو قوتين، لا الإمبريالية ولا الغزو الثقافي الجديد.ولا تزوير بطاقات المنشأ على البضائع الإسرائيلية ولا.....الكثير من الأشياء أنها ألعاب الصغار التي أتلفها الحوار....
الحوار الذي سيمنح الآخرين فسحة من الوقت جديدة .لأنه(م...ا....ت). وكلّ شيءٍ ينتهي.
كلمة حادة ، قاسية،واضحة المعالم لا تقبلُ التأويل ..لا تقبلُ التأجيلْ لا تقبل الحوار..وتنتهي الحوارات كلها، كلمة ليست كمثل باقي الكلمات.
هي سيدة الكلمات(مات).
وتروحُ بعيداً...وحيداً...في فراغ لا ينتهي لا بأس صديقي...
لن تسمع أصوات الباعة والقوادين بعد اليوم.
لن تسمع عواء أنصاف الرجال والكلاب بعد اليوم.
لن تسمع فحيح الفاجرات وترى لعاب المشردين تسيل.
لن تشاهد الشرطي الذي كان يقود قطيعهُ من الغنم فصار يقود قطيع السيارات وبذات العصا.
لن تسمع أصوات السيارات وأن ترى سائقيها وهم يفتحون الأبواب ويبصقون على الرصيف.
لن ترى التمدين حدّا القذارة ولن تعنيك المؤتمرات والمهرجانات والأسواق ومكتظيها بشيءْ.
لن تسمع لأنك لا تريد ..ولن ترى لكي لا تحزن.
أنت خارج اللعبة..فوقها، رحلت سريعاً جداً. مباغتاً جداً.ودونما سابق إنذار لك ولي وللذين غيبّهم غُبار المدينة.
مثلُ الطلقة حلقتَ عالياً في السماء لم تنظر خلفك أبداً ولم تتردد حين أخذت القرار. جعلتهم ....مثل عقب الطلقة متكاسلين مهملين ، حتى قبل انطلاقك كانوا قد وقعوا !!
تمنحهم الفرصة الآن ليعيدوا التفكير بكلّ الأشياء..ليعيدوا ترتيب الأشياء كلها، أَوتصدق أنهم سيفعلون!!!!!
أنتَ الحقيقة الوحيدة الأبدية الواحدة ونحنُ جميعاً نعيشُ دوامة الزيف وننتظر مثلُكَ سرّ الاكتشاف .
عبد الأحد حنا قومي
قطبٌ آخر في مدينة الخرائب كنتَ.شـــــــــــــــــــــــاهداً على الخراب تكون.
لن ترحل أيها الصديق.روحك معلقة على الصفصاف،تسبحُ إن أرادتْ مع عبق الزيزفون، تمتد مع قطع الخشب المرصوفة على سكة القطار،
أبديٌّ أنتَ روحك وارفة الظلال.
حاضراً أنتَ....
***
هذا يزيد عاشور
الســـــــــــــــــويد.
yazid ashor- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 18
العمر : 62
الموقع : sweden
العمل/الترفيه : free jop
تاريخ التسجيل : 13/04/2010
مواضيع مماثلة
» تعالوا معي نرحب بنوّار قومي بن الشاعر والأديب الراحل عبد الأحد قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
» قصيدة في رثاء الأخ الحبيب عبد الأحد قومي.الموت بالمجان.للشاعر المهندس الياس قومي
» مبروك إفتتاح موقع الشاعر والأديب السوري اسحق قومي...والشاعر الراحل عبد الأحد قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
» قصيدة في رثاء الأخ الحبيب عبد الأحد قومي.الموت بالمجان.للشاعر المهندس الياس قومي
» مبروك إفتتاح موقع الشاعر والأديب السوري اسحق قومي...والشاعر الراحل عبد الأحد قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى