الخاسر
صفحة 1 من اصل 1
الخاسر
الخاسر
رسالة إالى الصديق جبر قاسم أبو غيفارا
ما الذي ينتظره الخاسر حين جسد يمزقه الإنكسار.....
حين سيف كسرته الهزيمة....حينها لايتبقى للفارس المهزوم سوى عاره وعصاه اللتي تعني الكثير أو لا معنىً لها...
يطوف بناظيريه على حدود البحر...يحلق مع نوارسها ، يُسقطها سريعاً على سطح هذا اليم..ليكتشف زجاجة تحمل رسالة ما لأحد ما ،سوف ينتظرها على الشاطيء.
زجاجة ثانية ...ورابعة ....والعشرات من الرسائل المغلفة بزجاج...
يقذفها الموج صوب الرملِ والرمل يدحرجها صوب الماء...والموجة صوب الشاطيء...لا الرمل يعانقها ولا الموج الغاضب .
هي ذي ايام الخاسر ..تتنقل ما بين الرمل وبين البحر.
يجتّر حزن سنيه..يرمي جثته قدام الماء..يقطع إبهام يده اليسرى..سيسيل دمه اللزج الأحمر فوق الرملِ...
سيرسم أشكالاً تشبه أشجار الميلاد ...أو لا تشبه شيئاً .
تحضره أمه تركض...تركض......دون اتجاه..دون طريق.
سيتشبث بأسمالها وخلفها سيركض يتعثر حيناً يتدحرج أحياناً لكن سيبقى يركض.
يعود الفارس من حروبٍ دامت طويلاً هناك حيث الطرقات الغريبة والوجوه.
تدثره الدهشة والغربة...برد الشمال ..ثلجه وكلابه تُسعر فيه الاجترار...تجره من أذنيه إلى....من حيث آتى .
هناك..تنور أمه وجهها المحفور عليه تأريخ عمره...عمرالمدينة...عمرها .
الياسمين والبرتقالة والكباد...حبيبته الصغيرة...خطاياه الصغيرة..أولاد حارته.
الألوان الرمادية..الأرصفة المهشمة..الوجوه التائهة ..إغبرار الوقت .بقايا السرو والصفصاف...يسميها بفرح غامر مدينة الحب والياسمين .
نافورة الماء ، عبق الهواء غرفته المعلقة ما بين الأرض وبين السماء .
أشياؤه المهمة والرخيصة ، الأحجار الصغيرة مثل العصافير تنقر الشباك .
أصدقاء الأمسيات البائسة ، أحاديث الشعر والحب والأمهات...أحاديث السياسة والفقر والخيبات .
يجرّ كل هذا الهم ، يجر صليبه .....
نحو خلاصه....صوب الجلجلة .
- ملاحظة :
حاول الفارس أن يكبح جماح عشقه يوماً... فاكتشف عريه للمرة الاولى .
أعاد تجميع فتات ما تبقى من ذكريات ، أسكنها فسيح جثته لملم الطمأنينية ، طردته النهارات ، التجئ الليالي .
دمه على الرمال ... يدري أنه غادر بلا عودة ويحلم بحرب لا خسارة فيها--
إنتهت الملاحظة .
يزيد عاشور
رسالة إالى الصديق جبر قاسم أبو غيفارا
ما الذي ينتظره الخاسر حين جسد يمزقه الإنكسار.....
حين سيف كسرته الهزيمة....حينها لايتبقى للفارس المهزوم سوى عاره وعصاه اللتي تعني الكثير أو لا معنىً لها...
يطوف بناظيريه على حدود البحر...يحلق مع نوارسها ، يُسقطها سريعاً على سطح هذا اليم..ليكتشف زجاجة تحمل رسالة ما لأحد ما ،سوف ينتظرها على الشاطيء.
زجاجة ثانية ...ورابعة ....والعشرات من الرسائل المغلفة بزجاج...
يقذفها الموج صوب الرملِ والرمل يدحرجها صوب الماء...والموجة صوب الشاطيء...لا الرمل يعانقها ولا الموج الغاضب .
هي ذي ايام الخاسر ..تتنقل ما بين الرمل وبين البحر.
يجتّر حزن سنيه..يرمي جثته قدام الماء..يقطع إبهام يده اليسرى..سيسيل دمه اللزج الأحمر فوق الرملِ...
سيرسم أشكالاً تشبه أشجار الميلاد ...أو لا تشبه شيئاً .
تحضره أمه تركض...تركض......دون اتجاه..دون طريق.
سيتشبث بأسمالها وخلفها سيركض يتعثر حيناً يتدحرج أحياناً لكن سيبقى يركض.
يعود الفارس من حروبٍ دامت طويلاً هناك حيث الطرقات الغريبة والوجوه.
تدثره الدهشة والغربة...برد الشمال ..ثلجه وكلابه تُسعر فيه الاجترار...تجره من أذنيه إلى....من حيث آتى .
هناك..تنور أمه وجهها المحفور عليه تأريخ عمره...عمرالمدينة...عمرها .
الياسمين والبرتقالة والكباد...حبيبته الصغيرة...خطاياه الصغيرة..أولاد حارته.
الألوان الرمادية..الأرصفة المهشمة..الوجوه التائهة ..إغبرار الوقت .بقايا السرو والصفصاف...يسميها بفرح غامر مدينة الحب والياسمين .
نافورة الماء ، عبق الهواء غرفته المعلقة ما بين الأرض وبين السماء .
أشياؤه المهمة والرخيصة ، الأحجار الصغيرة مثل العصافير تنقر الشباك .
أصدقاء الأمسيات البائسة ، أحاديث الشعر والحب والأمهات...أحاديث السياسة والفقر والخيبات .
يجرّ كل هذا الهم ، يجر صليبه .....
نحو خلاصه....صوب الجلجلة .
- ملاحظة :
حاول الفارس أن يكبح جماح عشقه يوماً... فاكتشف عريه للمرة الاولى .
أعاد تجميع فتات ما تبقى من ذكريات ، أسكنها فسيح جثته لملم الطمأنينية ، طردته النهارات ، التجئ الليالي .
دمه على الرمال ... يدري أنه غادر بلا عودة ويحلم بحرب لا خسارة فيها--
إنتهت الملاحظة .
يزيد عاشور
yazid ashor- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 18
العمر : 62
الموقع : sweden
العمل/الترفيه : free jop
تاريخ التسجيل : 13/04/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى