الحكماء والكرام وحدهم يتركون الجهلاء والحمقى يمرون دون اعتراضهم.
صفحة 1 من اصل 1
الحكماء والكرام وحدهم يتركون الجهلاء والحمقى يمرون دون اعتراضهم.
عشتار الفصول:2298
الحكماء والكرام وحدهم يتركون الجهلاء والحمقى يمرون دون اعتراضهم.
اسحق قومي.ألمانيا 7/7/2015م.
سأل الأخ الشاعر فهد اسحق يقول (لماذا أتجه معظم الشّعراء إلى كتابة الأقوال والحِكم بدلاً من الشّعر؟!!).
وللرد على مثل هكذا سؤال يمكن أن يكون بكلمة واحدة أو جملة ولكن سيكون على حساب الحقيقة لجوهر السؤال لهذا يتطلب منّا أن نوجز ما لا يوجز فنقول للأخ:
= ليس بالشّعر وحده تُعالج القضايا.
= الكائن الإبداعي لا يولد إلا في ظروف تتكامل فيها عناصر الآمن الإبداعي والذات الحرة غير المكبلة بالحزن والخوف والخيبة وتدمير أكبر إهرامات الآمن الذاتي..
= هناك شاعر.وهناك شاعر وكاتب وهناك شاعر وكاتب ومفكر...
= حين تكون الرّوح والنفس والفكر محملة بغيوم داكنة سوداء وتُغلق كل أبواب الأمل أمامك فأقرب الوسائل تستخدمها.
= هناك أوقات لا تجدي كتابة قصيدة عصماء كما يجدي قولاً بسيطاً يفهمه العامة.
وهناك شاعر وقد يكون شاعراً متمكناً من أدواته الشعرية صاحب موهبة وله من التجربة ما يكفي ليعبر عن مكنوناته من خلال القصيدة العامودية طالت أم قصرت فلكلِّ قصيدة بيتاً واحداً يُسميه القدامى بيت القصيدة.
ـ إذاً هناك بيتاً من القصيدة ـ. أما كيف كان الشعراء يبداؤون قصائدهم بالوقوف على الأطلال ثم يأتي على ما يأتي شارحاً وواصفاً فكلها حشو لكن هناك ومضة تولد في بيت من أبيات القصيدة ذاك هو الهدف والغاية.
وأصحاب القصيدة العامودية قلة في هذا الزمن ونادراً ما نجد شاعراً يدبج قصيدةً عصماء حينَ نقرأُ أبياتها تأخذنا إلى رحاب الله الواسعة.
ومنهم من له تجربة ومنهم من هو ناظم وليس بشاعر لتمكنه من اللغة والوزن ولكن لا نجد في القصيدة المنظومة ما يثيرنا إلا أننا نُصاب بالدوار لترديد المعاني والقوافي مصابة بعللها وإطائها وخبنها...
وإذا كان هناك من قارىء فلن يقرأ سوى الأبيات الأولى ونراه يرتحل عنها لعدم وجود قارىٍء لمثل هذا الشعر ونقصد بالشعر هنا الشعر العامودي أو القصيدة الخليلية ولكلّ قاعدة شواذ.
وأما النوع الثاني من أنواع الشّعراء فهو شاعر التفعيلة الذي يرى في إمكانية توزيع تفعيلات القصيدة أكثر رحابة وقدرة على الإبداع وهذا النوع من الشعراء قلة أيضاً...وقد يجمع شاعر القصيدة الخليلية بين الطريقتين (عامودية وتفعيلية).
أما النوع الثالث مما يسمون بشّعراء الحداثة فهؤلاء يتوزعون أيضاً بين القصيدة النثرية المتكاملة العناصر المنسجمة في سياقات ألفاظها وبين من جاء وقلد وخلال سنة يكون شاعراً وقد يصدر له ديواناً من الشعر وليس ليس من الشعر بشيء...إلا اللهم إذا كنا نتحدث عن طريقة جديدة لتوزيع النص النثري وقد لا يكون كما قلنا انسجاماً في حدود هذا النص أو ذاك.
وهذا النوع مما يسمون أنفسهم بشعراء لا يملكون أساسيات وقواعد القصيدة أو الأوزان أو لهم معرفة حتى في بحور الشعر أللهم إلاّ إذا كانوا يتذكرون بعضاً مما علق في أذهانهم وهم في البكلوريا الأدبي بالنسبة لمنهاج بلاد الشام.
إن من لا يعرف قوانين بناء برج بابل والمعلقات لا يمكن أن يصعد لفوق ويقطف طاقة من الأزهار لحبيبته..
وبهذا قلتُ سابقاً(( القصيدة العامودية الخليلية التقليدية هي الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر، أما القصيدة التفعيلة فهي السماء الرحبة التي أحبّ أن احلق من خلالها..ومن خلال القصيدة النثرية تتجلى مكنونات النفس ولكن يلزمنا لمعرفة ما يقصده الشاعر أطباء في علم النفس وعيادات روحية لنتمكن من حل رموز القصيدة. أجل القصيدة تختلف عن الكلام النثري العادي وعلينا أن نفعل الخيال المبدع والصور والمحسنات البديعية ولكن ليس لدرجة أنني اقرأ قصيدة أدوخ في معانيها..
أما لماذا أتجه معظم الشّعراء إلى كتابة الأقوال والحكم بدلاً عن الشّعر؟!!
إنّ مؤثرات السنوات الأربعة التي مرت على الواقع الذي يُسميه بعضهم بالعربي وما جرى من خلال (الربيع العاصف).وما نعيشه وما يعيشه الإنسان في وسط تلك العواصف كاف ٍ ليصيبنا الدوار وتحتجز عقولنا تيارات موسمية وسونامي تأتي على حياتنا برمتها ولا تُبقي لنا سوى النزر القليل لنعبر عن انفعالاتنا الوجدانية منها وغير الوجدانية..إنّ هول ما جرى وما نشاهده ونحن في البعد من قطع ٍ للرؤوس واغتصاب وحرق الإنسان وخنقه وذبحه بأسلوب مقزز واغتصاب الحرائر وسبيهن وبيعهن في سوق النخاسة وحرق الأرض وما عليها والتهجير ..كافٍ أن تتوقف آلية الإبداع الشعري . القصيدة لا تولد باعتقادي وأنت َتغرق بدماء الأبرياء ويمتنع عنك التنفس والحركة وتُصاب بالذعر لدرجة الكفر فكيف تكتب قصيدة ً ومن سيقرأ تلك القصيدة.لهذا في مثل هذه الظروف الانقلابية في المفاهيم والقيم والحضارة لابد من أنك تستخدم جملاً قصيرة ً للتعبير عما تشعر به . قد تُصيب أو تخفق فليس هنا المسألة. المسألة تتوقف العملية الإبداعية في ولادة القصيدة لحظة انعتاق من ما تعيشه من رعب فهل لديك فسحة من ذاك الانعتاق ؟!! أعتقد من يكتب القصيدة العاموديةـ أقصد الشعر وليس النظم ـربما لم يستغرق في آلم الشعوب التي قُطعت رؤوسها وصُلبت على الأخشاب ولا تلك الصور القذرة التي يتم فيها اغتصاب حرة أو فتاة صغيرة بأيدي الوحوش البشرية...
في الختام لكلّ موسم ثماره ، ولكلّ نفسٍ ما يولد من رحمها وإذا كان توجه أغلب الشعراء في كتابة الأقوال والحِكم بدلا عن الشعر فهذا أيضا ربما لينتج عندنا مجموعة من الحكم التي أفرزتها اللحظة المعاشة.
شكرا لكم على تجثمكم عناء متابعتي.
اسحق قومي
ألمانيا.
7/7/2015م
الحكماء والكرام وحدهم يتركون الجهلاء والحمقى يمرون دون اعتراضهم.
اسحق قومي.ألمانيا 7/7/2015م.
سأل الأخ الشاعر فهد اسحق يقول (لماذا أتجه معظم الشّعراء إلى كتابة الأقوال والحِكم بدلاً من الشّعر؟!!).
وللرد على مثل هكذا سؤال يمكن أن يكون بكلمة واحدة أو جملة ولكن سيكون على حساب الحقيقة لجوهر السؤال لهذا يتطلب منّا أن نوجز ما لا يوجز فنقول للأخ:
= ليس بالشّعر وحده تُعالج القضايا.
= الكائن الإبداعي لا يولد إلا في ظروف تتكامل فيها عناصر الآمن الإبداعي والذات الحرة غير المكبلة بالحزن والخوف والخيبة وتدمير أكبر إهرامات الآمن الذاتي..
= هناك شاعر.وهناك شاعر وكاتب وهناك شاعر وكاتب ومفكر...
= حين تكون الرّوح والنفس والفكر محملة بغيوم داكنة سوداء وتُغلق كل أبواب الأمل أمامك فأقرب الوسائل تستخدمها.
= هناك أوقات لا تجدي كتابة قصيدة عصماء كما يجدي قولاً بسيطاً يفهمه العامة.
وهناك شاعر وقد يكون شاعراً متمكناً من أدواته الشعرية صاحب موهبة وله من التجربة ما يكفي ليعبر عن مكنوناته من خلال القصيدة العامودية طالت أم قصرت فلكلِّ قصيدة بيتاً واحداً يُسميه القدامى بيت القصيدة.
ـ إذاً هناك بيتاً من القصيدة ـ. أما كيف كان الشعراء يبداؤون قصائدهم بالوقوف على الأطلال ثم يأتي على ما يأتي شارحاً وواصفاً فكلها حشو لكن هناك ومضة تولد في بيت من أبيات القصيدة ذاك هو الهدف والغاية.
وأصحاب القصيدة العامودية قلة في هذا الزمن ونادراً ما نجد شاعراً يدبج قصيدةً عصماء حينَ نقرأُ أبياتها تأخذنا إلى رحاب الله الواسعة.
ومنهم من له تجربة ومنهم من هو ناظم وليس بشاعر لتمكنه من اللغة والوزن ولكن لا نجد في القصيدة المنظومة ما يثيرنا إلا أننا نُصاب بالدوار لترديد المعاني والقوافي مصابة بعللها وإطائها وخبنها...
وإذا كان هناك من قارىء فلن يقرأ سوى الأبيات الأولى ونراه يرتحل عنها لعدم وجود قارىٍء لمثل هذا الشعر ونقصد بالشعر هنا الشعر العامودي أو القصيدة الخليلية ولكلّ قاعدة شواذ.
وأما النوع الثاني من أنواع الشّعراء فهو شاعر التفعيلة الذي يرى في إمكانية توزيع تفعيلات القصيدة أكثر رحابة وقدرة على الإبداع وهذا النوع من الشعراء قلة أيضاً...وقد يجمع شاعر القصيدة الخليلية بين الطريقتين (عامودية وتفعيلية).
أما النوع الثالث مما يسمون بشّعراء الحداثة فهؤلاء يتوزعون أيضاً بين القصيدة النثرية المتكاملة العناصر المنسجمة في سياقات ألفاظها وبين من جاء وقلد وخلال سنة يكون شاعراً وقد يصدر له ديواناً من الشعر وليس ليس من الشعر بشيء...إلا اللهم إذا كنا نتحدث عن طريقة جديدة لتوزيع النص النثري وقد لا يكون كما قلنا انسجاماً في حدود هذا النص أو ذاك.
وهذا النوع مما يسمون أنفسهم بشعراء لا يملكون أساسيات وقواعد القصيدة أو الأوزان أو لهم معرفة حتى في بحور الشعر أللهم إلاّ إذا كانوا يتذكرون بعضاً مما علق في أذهانهم وهم في البكلوريا الأدبي بالنسبة لمنهاج بلاد الشام.
إن من لا يعرف قوانين بناء برج بابل والمعلقات لا يمكن أن يصعد لفوق ويقطف طاقة من الأزهار لحبيبته..
وبهذا قلتُ سابقاً(( القصيدة العامودية الخليلية التقليدية هي الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر، أما القصيدة التفعيلة فهي السماء الرحبة التي أحبّ أن احلق من خلالها..ومن خلال القصيدة النثرية تتجلى مكنونات النفس ولكن يلزمنا لمعرفة ما يقصده الشاعر أطباء في علم النفس وعيادات روحية لنتمكن من حل رموز القصيدة. أجل القصيدة تختلف عن الكلام النثري العادي وعلينا أن نفعل الخيال المبدع والصور والمحسنات البديعية ولكن ليس لدرجة أنني اقرأ قصيدة أدوخ في معانيها..
أما لماذا أتجه معظم الشّعراء إلى كتابة الأقوال والحكم بدلاً عن الشّعر؟!!
إنّ مؤثرات السنوات الأربعة التي مرت على الواقع الذي يُسميه بعضهم بالعربي وما جرى من خلال (الربيع العاصف).وما نعيشه وما يعيشه الإنسان في وسط تلك العواصف كاف ٍ ليصيبنا الدوار وتحتجز عقولنا تيارات موسمية وسونامي تأتي على حياتنا برمتها ولا تُبقي لنا سوى النزر القليل لنعبر عن انفعالاتنا الوجدانية منها وغير الوجدانية..إنّ هول ما جرى وما نشاهده ونحن في البعد من قطع ٍ للرؤوس واغتصاب وحرق الإنسان وخنقه وذبحه بأسلوب مقزز واغتصاب الحرائر وسبيهن وبيعهن في سوق النخاسة وحرق الأرض وما عليها والتهجير ..كافٍ أن تتوقف آلية الإبداع الشعري . القصيدة لا تولد باعتقادي وأنت َتغرق بدماء الأبرياء ويمتنع عنك التنفس والحركة وتُصاب بالذعر لدرجة الكفر فكيف تكتب قصيدة ً ومن سيقرأ تلك القصيدة.لهذا في مثل هذه الظروف الانقلابية في المفاهيم والقيم والحضارة لابد من أنك تستخدم جملاً قصيرة ً للتعبير عما تشعر به . قد تُصيب أو تخفق فليس هنا المسألة. المسألة تتوقف العملية الإبداعية في ولادة القصيدة لحظة انعتاق من ما تعيشه من رعب فهل لديك فسحة من ذاك الانعتاق ؟!! أعتقد من يكتب القصيدة العاموديةـ أقصد الشعر وليس النظم ـربما لم يستغرق في آلم الشعوب التي قُطعت رؤوسها وصُلبت على الأخشاب ولا تلك الصور القذرة التي يتم فيها اغتصاب حرة أو فتاة صغيرة بأيدي الوحوش البشرية...
في الختام لكلّ موسم ثماره ، ولكلّ نفسٍ ما يولد من رحمها وإذا كان توجه أغلب الشعراء في كتابة الأقوال والحِكم بدلا عن الشعر فهذا أيضا ربما لينتج عندنا مجموعة من الحكم التي أفرزتها اللحظة المعاشة.
شكرا لكم على تجثمكم عناء متابعتي.
اسحق قومي
ألمانيا.
7/7/2015م
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى