رؤية في الماضي ،لمستلزمات الحاضر ،والمستقبل.
صفحة 1 من اصل 1
رؤية في الماضي ،لمستلزمات الحاضر ،والمستقبل.
عشتار الفصول:8036
رؤية في الماضي ،لمستلزمات الحاضر ،والمستقبل.
بعضهم يرى في دعوتنا للإنفصال عن الماضي نوعاً من الاستحالة.
وبعضهم يراها تنكراً لمقومات ذاك الماضي والذي يُشكل في مجمله ومجموعه ،الذاكرة الجمعية للمجتمعات البشرية ،ولمجتمعنا بشكل خاص.
كيف وبأية طريقة نستطيع أن نُحافظ على أهمية الماضي الذي شكلَ خطوات ومداميك أساسية لما وصلت إليه البشرية في حالتها الحاضرة ؟
وما هي أهمية رفض الماضي باعتباره عائقاً أمام التقدم والتطور ، لكون ليس كل الماضي يلزمنا.؟!!
لايمكن أن نسجل كلّ اللحظات التي يختزنها الماضي ونعتبرها أجزاء مهمة فيه.
ولتقريب وجهة نظرنا من بعض من يدعي قدسية الماضي ،مع علمنا بأن الماضي سيبقى يفعل فعله، إن لم نوفر لأنفسنا مضادات حيوية تمنع الأثر السلبي للماضي في حياتنا الحاضرة.
فكما أنّ جثة والدي مقدسة عندي لكن بعد موته أفتش عمن يدفنه معي حالاً... لماذا أريد التخلص من جثة والدي؟!!! هكذا الماضي يُشكل عائقاً أمام حركتي،ومجموعة السلوكيات الإنسانية ، وحتى فرحي ،وانفعالاتي ،ووجداني ، أريد أن يتجدد من خلال تطور الحياة.
المجتمعات الأوروبية أيضاً كان لها تاريخها، والسؤال متى تركت التغني بذاك التاريخ ولماذا؟
إن التاريخ وفتراته، وأمجاده وانكساراته لايمكن أن نحذفها بجرة قلم، ولا يحق لنا أصلاً بمثل هذا التفكير. لكن حين يُشكل التاريخ ثقلاً نوعياً على تفتح قدراتنا العقلية نحو المستقبل الأكثر اشراقا عندها يُصبح التغني بالتاريخ جريمة.
التاريخ جزء هام من حياة أية أمةٍ أو شعب، لانقول أن يُكتب لنا تاريخاً جديداً لكن علينا أن نتخلى عن الجزء الأكثر ضرراً في عملية حياتنا كمجتمعات بشرية ، لأنه عائق حقيقي علينا التخلص منه، ووضعه في مكتبات الذاكرة الجمعية ريثما يتوفر لنا دراسته وانهاء وجوده لو هو استهلكها وأنتهت فاعليته..
والتاريخ الذي نقصده ليس الفترات الزمانية والمكانية مجردة وخالية من المحمول الثقافي والوجداني والإنساني ، علينا أن نميز في الدعوة بين تخلف الثقافة السابقة وبين متطلبات الحياة الحاضرة ،ومايدفع هذه الأمة أو تلك إلى أن تُشارك المجتمعات البشرية في صنع الحضارة الإنسانية.
لو كان الأوربيون ،تمسكوا بالماضي الثقافي، والروحي ،والديني لهم، لما وجدنا مجتمعاتهم في حالة من التطور، والتقدم، والازدهار، والاكتفاء،والفيض ،الذي لايمكن للمجتمعات الشرق أوسطية ولعاقل أن يتنكرله .
هل كانت المجتمعات الأوروبية على خطأ حين فصلت الدين عن الدولة؟!!
أم كانت قد توصلت إلى نتائج بحثية واستقرائية واستنتاجية بأن الحياة لايصنعها فقط الدين وإنما هناك الفعل البشري المنتج للثقافة العامة والهامة للحياة وتطورها.
فضرورة التجديد في كلّ شيء هامة للغاية.
كما أن الطبيعة تعلمنا بأن أن التجديد ضرورة.فالحية تخلع جلدها أحيانا كلّ أسبوع أو أسبوعين ومنها ما تخلع جلدها كلّ سنة مرةً، وبعض الأشجار ترى لحائها يتجدد كل عام، وهكذا يُقلم الفلاح بستانه وكرمه كلّ عام.والإنسان لو لم يقص شعره ويقلم أظافره لرأينا وحشاً أمامنا...وقرأتُ منذ سبعينات القرن العشرين الماضي ، في كتاب مدرسة الآلهات لمؤلفه إيتن جونس،يقول عن عادات إحدى القبائل الأفريقية حينما يداهمها الخطر من قبل قبيلة ثانية ويكون هناك رجال كبار لايتمكنون من السير ولا الوقوف ومن أجل ألا يكونوا عقبة وسببا في فناء القبيلة يطلب الأب (الشيخ العجوز المقعد) من ابنه الكبير أن يقتله ويدفنه حالا.ويتابعون عملية الدفاع عن القبيلة.عجباً ما الذي نقرأ هنا؟!! هل هو الضرورة؟ أم العادات؟ أم هذا القلب القاسي؟!! ولو قلنا جميع هذه الأمور لكن بالمحصلة هناك عملية تصفية تنتجها الضرورة الحياتية .لهذا إنّ من لايتجدد في فكره ، وأسلوب حياته، ويظن بأنه يُحافظ على ممتلكات أجداده، فهو عبارة عن أكبر عائق أمام تقدم المجتمع الذي يعيش فيه.وهكذا تُصبح المجتمعات المتخلفة والمتكلسة في عاداتها وتقاليدها وسلوكيتها وعقليتها، عائقة أمام التطور العام للبشرية.
البيوت القديمة المتهالكة بالرغم من عمل الصيانة لها سنوياً لكن يأتي زمن وعلينا التخلص منها ،وبناء مكانها أبراجاً هي من مستلزمات الحياة المعاصرة.
إنّ التجديد والتجدد ،والتبديل، والتكيف ، والانسجام من صفات ومقومات الحياة المتطورة حتى في الفكر الديني نجد موضوع (تجددوا في أذهانكم،وموضوع كلّ ماتحلوه على الأرض يكون محلولاً في السماء، وموضوع الفتوى..) كل هذه من أجل ألا يكون النص الديني سبباً في شقائنا لأن الدين بوصفه قانوناً في زمنه..وطريقة ومنهاج حياة في سياقاته التاريخية ،إلا أنه يشكل عائقاً لمن يؤمن به بالحرف..
والفكر الديني بوصفه نتاج الخوف من المجهول ، وكان لا بدَّ من عبادة للقوى الجبارة ،هكذا وصل الفكر البشري عبر مخزونه الأسطوري إلى وجود ديانات مختلفة..متتابعة والواحدة استهلكت الأخرى في مضامينها وطقوسها،فنرى الواحدة تقتل الثانية وتزاحمها على الوجود والانتشار ،بوصفها أكثر تطوراً وعملاتية..جل ّ ما نريده من هذه الجزئية هو أن الفكر الديني بحد ذاته قد خلع أفكاره القديمة وتطور. فالتطور سمة جوهرية من سمات البشرية والحياة العقلية.
حتى أنّ الاسم الإلهي نجده يتطور عبر فترات زمانية إلى أن وصل إلى ما وصل له الآن..
وللوقوف على أهمية الفصل بين المتطلبات الضرورية ،وبين ارهاصات التاريخ نقول:أنا أمثل آدم الأولي لكنني لست هو.
حتى في الشكل البيولوجي، والقدرات العقلية والسلوكية . فآدم كان آدم الزماني والمكاني وأنا يفصلني عنه عشرات الملايين من السنين لأن آدم المكتوب في الكتب المقدسة والتاريخية لشعوب بلاد مابين النهرين الآشورية ، هذا هو آدم الذي وصلنا حين بدأ الإنسان يدون قدراته العقلية والفكرية.أما آدم القديم فلا نعرف عنه أيّ شيء ولربما عبر الذاكرة الجمعية والأساطير تطور حتى اسم المخلوق الأول الذكري لتسميه الكتب بآدم.وأما أن نقدم لآدم التقدير فهذا لايمكن تنكره لكننا لانقدسه لكونه الخليقة الأولى بالتعبير الديني ، وعلينا أن لانكون تابعين بل نُعمل عقلنا في فهم الجزئيات التي تشكل الكليات .
كما أن التاريخ قد كُتب أغلبه من خلال قوة الظالمين والغزاة ، لهذا لايمكن لنا أن نكون واقعيين وعلميين ، دون أن نعترف بأن التاريخ أغلبه مزور لصالح القوي دون الضعيف.
من هنا تنشأ الحاجة إلى إعادة قراءة وغربلة ودراسات موضوعية وعلمية،للتاريخ بوصفه مرجعاً تقوم عليه منطلقات الحاضر والمستقبل، وأنه العلم الوحيد الذي نتعرف إلى الحضارات وطرق المعيشة وغيرها من أمور.ولهذا يجب وجود معاهد بحوث علمية.وعندها سيخضع الماضي للدراسة النقدية ، أي للتعرية، والغربلة ،والتذرية، والتصويل(الغسيل) وبعيون علمية بعيدة عن العواطف. وهذا مايلزم للمجتمعات الشرق أوسطية أن تقوم به مؤسسات خاصة تهتم بقراءات جديدة للتاريخ بوصفه محمولا وحاملا..
إنّ قراءة التراث بكلّ تنوعه ومساراته وأزمنته هو مسؤولية وطنية واجتماعية وأخلاقية وبشرية ، على الدول أن تقوم بإيجاد مراكز استراتيجية لقراءة التاريخ برمته وتصنيف خلاصاته ليتم الاستفادة منها فيما بعد.ولهذا لايمكن أن يكون في قولنا أن نرمي بكلّ التاريخ ، أو أن الفترات التاريخية كلها تحمل نفس السمات ، بل بالعكس نؤيد أن التاريخ لأية أمة فيه التنوع والاختلاف ، فيه التجديد وفيه الطوطمية، ومن خلال عملية اخضاعه لمشروعية النقد سيظهر لدينا كم هي خلاصة التاريخ الهام والمفيد من أهمية، كما سنتبين كم من الأفكار كانت تسيطر على عقولنا وقد استهلكتنا.في قدراتنا القعلية والجسدية والمالية والتطورية.؟!!
لهذا قلنا ليس من الضروري أن نحافظ على ما يُهلكنا من التراث والتاريخ. كما نرى أن التطور والتبديل حدث في الكتب المقدسة ، كما نقرأ عمّا قامت به الكنيسة المسيحية في عصور متقدمة من إقرارها بأناجيل أربعة التي بين أيدينا وهيالأناجيل الأربعة، متى، وتوما، ولوقا ،ويوحنا ).وهناك أكثر من أربعة عشر كتباً سمتها المنحولة أو غير القانونية..كما يوجد إنجيل برنابا الذي كُتب في عهود متأخرة جداً...ورغم أنّ الكنيسة لم تعتد بها ،لكنها لم تحرقها حتى تبقى للبحث والتدقيق والدارسين ، بينما نجد في الحالة الاسلامية وعهد عثمان بن عفان نجده يجمع كلّ المصاحف ويحرقها ويبقي على نسخة سميت باسمه (نسخة عثمان بن عفان )...
في ختام هذه الجزئية ، لابدّ من القول أن الماضي الذي يشكل عائقا علينا أن نستبعده من أجل ضرورة التبدل والتطور.
اسحق قومي
22/11/2016م
.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=539014
رؤية في الماضي ،لمستلزمات الحاضر ،والمستقبل.
بعضهم يرى في دعوتنا للإنفصال عن الماضي نوعاً من الاستحالة.
وبعضهم يراها تنكراً لمقومات ذاك الماضي والذي يُشكل في مجمله ومجموعه ،الذاكرة الجمعية للمجتمعات البشرية ،ولمجتمعنا بشكل خاص.
كيف وبأية طريقة نستطيع أن نُحافظ على أهمية الماضي الذي شكلَ خطوات ومداميك أساسية لما وصلت إليه البشرية في حالتها الحاضرة ؟
وما هي أهمية رفض الماضي باعتباره عائقاً أمام التقدم والتطور ، لكون ليس كل الماضي يلزمنا.؟!!
لايمكن أن نسجل كلّ اللحظات التي يختزنها الماضي ونعتبرها أجزاء مهمة فيه.
ولتقريب وجهة نظرنا من بعض من يدعي قدسية الماضي ،مع علمنا بأن الماضي سيبقى يفعل فعله، إن لم نوفر لأنفسنا مضادات حيوية تمنع الأثر السلبي للماضي في حياتنا الحاضرة.
فكما أنّ جثة والدي مقدسة عندي لكن بعد موته أفتش عمن يدفنه معي حالاً... لماذا أريد التخلص من جثة والدي؟!!! هكذا الماضي يُشكل عائقاً أمام حركتي،ومجموعة السلوكيات الإنسانية ، وحتى فرحي ،وانفعالاتي ،ووجداني ، أريد أن يتجدد من خلال تطور الحياة.
المجتمعات الأوروبية أيضاً كان لها تاريخها، والسؤال متى تركت التغني بذاك التاريخ ولماذا؟
إن التاريخ وفتراته، وأمجاده وانكساراته لايمكن أن نحذفها بجرة قلم، ولا يحق لنا أصلاً بمثل هذا التفكير. لكن حين يُشكل التاريخ ثقلاً نوعياً على تفتح قدراتنا العقلية نحو المستقبل الأكثر اشراقا عندها يُصبح التغني بالتاريخ جريمة.
التاريخ جزء هام من حياة أية أمةٍ أو شعب، لانقول أن يُكتب لنا تاريخاً جديداً لكن علينا أن نتخلى عن الجزء الأكثر ضرراً في عملية حياتنا كمجتمعات بشرية ، لأنه عائق حقيقي علينا التخلص منه، ووضعه في مكتبات الذاكرة الجمعية ريثما يتوفر لنا دراسته وانهاء وجوده لو هو استهلكها وأنتهت فاعليته..
والتاريخ الذي نقصده ليس الفترات الزمانية والمكانية مجردة وخالية من المحمول الثقافي والوجداني والإنساني ، علينا أن نميز في الدعوة بين تخلف الثقافة السابقة وبين متطلبات الحياة الحاضرة ،ومايدفع هذه الأمة أو تلك إلى أن تُشارك المجتمعات البشرية في صنع الحضارة الإنسانية.
لو كان الأوربيون ،تمسكوا بالماضي الثقافي، والروحي ،والديني لهم، لما وجدنا مجتمعاتهم في حالة من التطور، والتقدم، والازدهار، والاكتفاء،والفيض ،الذي لايمكن للمجتمعات الشرق أوسطية ولعاقل أن يتنكرله .
هل كانت المجتمعات الأوروبية على خطأ حين فصلت الدين عن الدولة؟!!
أم كانت قد توصلت إلى نتائج بحثية واستقرائية واستنتاجية بأن الحياة لايصنعها فقط الدين وإنما هناك الفعل البشري المنتج للثقافة العامة والهامة للحياة وتطورها.
فضرورة التجديد في كلّ شيء هامة للغاية.
كما أن الطبيعة تعلمنا بأن أن التجديد ضرورة.فالحية تخلع جلدها أحيانا كلّ أسبوع أو أسبوعين ومنها ما تخلع جلدها كلّ سنة مرةً، وبعض الأشجار ترى لحائها يتجدد كل عام، وهكذا يُقلم الفلاح بستانه وكرمه كلّ عام.والإنسان لو لم يقص شعره ويقلم أظافره لرأينا وحشاً أمامنا...وقرأتُ منذ سبعينات القرن العشرين الماضي ، في كتاب مدرسة الآلهات لمؤلفه إيتن جونس،يقول عن عادات إحدى القبائل الأفريقية حينما يداهمها الخطر من قبل قبيلة ثانية ويكون هناك رجال كبار لايتمكنون من السير ولا الوقوف ومن أجل ألا يكونوا عقبة وسببا في فناء القبيلة يطلب الأب (الشيخ العجوز المقعد) من ابنه الكبير أن يقتله ويدفنه حالا.ويتابعون عملية الدفاع عن القبيلة.عجباً ما الذي نقرأ هنا؟!! هل هو الضرورة؟ أم العادات؟ أم هذا القلب القاسي؟!! ولو قلنا جميع هذه الأمور لكن بالمحصلة هناك عملية تصفية تنتجها الضرورة الحياتية .لهذا إنّ من لايتجدد في فكره ، وأسلوب حياته، ويظن بأنه يُحافظ على ممتلكات أجداده، فهو عبارة عن أكبر عائق أمام تقدم المجتمع الذي يعيش فيه.وهكذا تُصبح المجتمعات المتخلفة والمتكلسة في عاداتها وتقاليدها وسلوكيتها وعقليتها، عائقة أمام التطور العام للبشرية.
البيوت القديمة المتهالكة بالرغم من عمل الصيانة لها سنوياً لكن يأتي زمن وعلينا التخلص منها ،وبناء مكانها أبراجاً هي من مستلزمات الحياة المعاصرة.
إنّ التجديد والتجدد ،والتبديل، والتكيف ، والانسجام من صفات ومقومات الحياة المتطورة حتى في الفكر الديني نجد موضوع (تجددوا في أذهانكم،وموضوع كلّ ماتحلوه على الأرض يكون محلولاً في السماء، وموضوع الفتوى..) كل هذه من أجل ألا يكون النص الديني سبباً في شقائنا لأن الدين بوصفه قانوناً في زمنه..وطريقة ومنهاج حياة في سياقاته التاريخية ،إلا أنه يشكل عائقاً لمن يؤمن به بالحرف..
والفكر الديني بوصفه نتاج الخوف من المجهول ، وكان لا بدَّ من عبادة للقوى الجبارة ،هكذا وصل الفكر البشري عبر مخزونه الأسطوري إلى وجود ديانات مختلفة..متتابعة والواحدة استهلكت الأخرى في مضامينها وطقوسها،فنرى الواحدة تقتل الثانية وتزاحمها على الوجود والانتشار ،بوصفها أكثر تطوراً وعملاتية..جل ّ ما نريده من هذه الجزئية هو أن الفكر الديني بحد ذاته قد خلع أفكاره القديمة وتطور. فالتطور سمة جوهرية من سمات البشرية والحياة العقلية.
حتى أنّ الاسم الإلهي نجده يتطور عبر فترات زمانية إلى أن وصل إلى ما وصل له الآن..
وللوقوف على أهمية الفصل بين المتطلبات الضرورية ،وبين ارهاصات التاريخ نقول:أنا أمثل آدم الأولي لكنني لست هو.
حتى في الشكل البيولوجي، والقدرات العقلية والسلوكية . فآدم كان آدم الزماني والمكاني وأنا يفصلني عنه عشرات الملايين من السنين لأن آدم المكتوب في الكتب المقدسة والتاريخية لشعوب بلاد مابين النهرين الآشورية ، هذا هو آدم الذي وصلنا حين بدأ الإنسان يدون قدراته العقلية والفكرية.أما آدم القديم فلا نعرف عنه أيّ شيء ولربما عبر الذاكرة الجمعية والأساطير تطور حتى اسم المخلوق الأول الذكري لتسميه الكتب بآدم.وأما أن نقدم لآدم التقدير فهذا لايمكن تنكره لكننا لانقدسه لكونه الخليقة الأولى بالتعبير الديني ، وعلينا أن لانكون تابعين بل نُعمل عقلنا في فهم الجزئيات التي تشكل الكليات .
كما أن التاريخ قد كُتب أغلبه من خلال قوة الظالمين والغزاة ، لهذا لايمكن لنا أن نكون واقعيين وعلميين ، دون أن نعترف بأن التاريخ أغلبه مزور لصالح القوي دون الضعيف.
من هنا تنشأ الحاجة إلى إعادة قراءة وغربلة ودراسات موضوعية وعلمية،للتاريخ بوصفه مرجعاً تقوم عليه منطلقات الحاضر والمستقبل، وأنه العلم الوحيد الذي نتعرف إلى الحضارات وطرق المعيشة وغيرها من أمور.ولهذا يجب وجود معاهد بحوث علمية.وعندها سيخضع الماضي للدراسة النقدية ، أي للتعرية، والغربلة ،والتذرية، والتصويل(الغسيل) وبعيون علمية بعيدة عن العواطف. وهذا مايلزم للمجتمعات الشرق أوسطية أن تقوم به مؤسسات خاصة تهتم بقراءات جديدة للتاريخ بوصفه محمولا وحاملا..
إنّ قراءة التراث بكلّ تنوعه ومساراته وأزمنته هو مسؤولية وطنية واجتماعية وأخلاقية وبشرية ، على الدول أن تقوم بإيجاد مراكز استراتيجية لقراءة التاريخ برمته وتصنيف خلاصاته ليتم الاستفادة منها فيما بعد.ولهذا لايمكن أن يكون في قولنا أن نرمي بكلّ التاريخ ، أو أن الفترات التاريخية كلها تحمل نفس السمات ، بل بالعكس نؤيد أن التاريخ لأية أمة فيه التنوع والاختلاف ، فيه التجديد وفيه الطوطمية، ومن خلال عملية اخضاعه لمشروعية النقد سيظهر لدينا كم هي خلاصة التاريخ الهام والمفيد من أهمية، كما سنتبين كم من الأفكار كانت تسيطر على عقولنا وقد استهلكتنا.في قدراتنا القعلية والجسدية والمالية والتطورية.؟!!
لهذا قلنا ليس من الضروري أن نحافظ على ما يُهلكنا من التراث والتاريخ. كما نرى أن التطور والتبديل حدث في الكتب المقدسة ، كما نقرأ عمّا قامت به الكنيسة المسيحية في عصور متقدمة من إقرارها بأناجيل أربعة التي بين أيدينا وهيالأناجيل الأربعة، متى، وتوما، ولوقا ،ويوحنا ).وهناك أكثر من أربعة عشر كتباً سمتها المنحولة أو غير القانونية..كما يوجد إنجيل برنابا الذي كُتب في عهود متأخرة جداً...ورغم أنّ الكنيسة لم تعتد بها ،لكنها لم تحرقها حتى تبقى للبحث والتدقيق والدارسين ، بينما نجد في الحالة الاسلامية وعهد عثمان بن عفان نجده يجمع كلّ المصاحف ويحرقها ويبقي على نسخة سميت باسمه (نسخة عثمان بن عفان )...
في ختام هذه الجزئية ، لابدّ من القول أن الماضي الذي يشكل عائقا علينا أن نستبعده من أجل ضرورة التبدل والتطور.
اسحق قومي
22/11/2016م
.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=539014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى