إسحق قومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيفَ تحملُكِ الروح إلى رئتي؟!!...عبد الأحد قومي

اذهب الى الأسفل

كيفَ تحملُكِ الروح إلى رئتي؟!!...عبد الأحد قومي Empty كيفَ تحملُكِ الروح إلى رئتي؟!!...عبد الأحد قومي

مُساهمة من طرف اسحق قومي الأحد يوليو 13, 2008 5:43 am




عبد الأحد قومي






كيفَ تحملُكِ الروح إلى رئتي؟!


الأعمال القصصية








كَمْ مَنْ الكلابِ يكفي لرصاصتي؟!
كمْ من الطعناتِ يكفي كي لا ترديني قتيلاً؟!!
جلاد:
عشرةُ قنابل تكفي لتدمير الأرضْ.
أعتقدُ أنَّ ما يكفي لإسقاط عرش جلادٍ
آلاف القنابل ووردة حمراء من دمي.

عبد الأحد قومي





القصة :الأولى
لنقرأْ قصة شاعرٍ
القصة الفائزة بالمركز الأول على مستوى سوريا،ضمن مسابقة
جريدة الثورة.العدد:6463بتاريخ 4/4/1984م.
تفرسّ في عيون تلك الفتاة التي أحبَّها دوماً،وقفَ جامداً لا يتحركُ،انفلتتْ أفكارهُ من مسارها، اصطدمتْ بالعقل
الباطن…،وتلاشتْ لديهِ كلُّ الشهوات،راحَ يمازحُ أوراقهُ المصفرةَ،يُداعبها كياسمينِ ربيعِ الغُربةِ…
(1)
صرخَ…إني أجرعُ حياةَ الموتِ،واستلقي في وجهِ الآلهةِ.أبكي الراحلَ أرض الطهارات، وأتشبثُ بالنورسِ يطيرُ
تواً، تعلو مدائنُ الغسقِ…ثمَّ تبسّمَ هذا القادم…ـ هل أتعلَّمُ من وجعي الملقى برغيفٍ محترق؟!.لا يجدي نفعاً
أيُّها الإله الطيب!! أرجوكَ تعلّمْ فنَ الموتِ، والضحكة الأخيرةَ…
(2)
حينَ أجتمعُ بالأقطابِ السذَّجِ لهذا النهرِ أو ذاكَ البحرِ، تلفنُّي أمٌّ.تَعْشَقُني بثوبٍ أقرأُ فيهِ لحظاتِ أندغام الشهوة
بالرؤيةِ..وأُسميهِ فرساً أقودُهُ في مجاهلِ الزمنِ الحاضرِ.
أنتَ؟!…ماذا؟!…أسألُكَ أينَ تصيرُ الأرضُ دائرةً صغرى تدخلُ بؤبؤ عيني اليسرى؟!
لا أدري يكفي أن تصلي لأجلي…
(3)
تتعلمُ أمٌّ تَعْشَقُني: إِنَّ المولودَ لا بدَّ أَنْ يسكرَ بخمرِ الساعاتِ الأولى لولادتهِ.أتذوقُ طعمَ الخمرِ أبيضَ ناعساً كان
حليبُ أمٍّ أعرفُها…تصرخٌ أمٌّ: فَلْتُرفَعْ أصابعُ القابلةِ عن طفلي…قابلةٌ ما…تُخرجُني من أحشاءِ حفيدي الثالث
وأنا أبتسمُ،تنهرني القابلةُ…، تبكي أمٌّ ـ يتألمُ هذا المولودُ ـ أنا ـ يصيرُ بوسعِ الأرضِ ـ الشجرِ الوردة
الحمراء يتمردُ…تعزفُ أمٌّ تَعْشَقُني،إِنَّ البردَ لا يغلقُ أذني، ويعرفُ المولودُ أَنَّ البردَ الأبردَ لا يغلقُ أفواهَ الفقراء،
ثمَّ يجتاحُ القحطُّ رأسَ الدبوسِ، يعلو صوتُ عريف الحفلة (فِقْراتُنا الفنيةُ تبدأُ بأغنيةِ المولود الجديدِ)
(4)
يتقدمُ رسول المولودِ يُعلنُ أنَّ المولودَ قدْ ماتَ، ويحلُّ عوضاً عنهُ، يتحدثُ بلغةِ الجمعِ،بضميرٍ يُدعى (نحنُ).رسول
المولودِ هذا مستوردٌ من علبٍ حمراءَ في باريس.أو لندنَ…لا فرق،فكلُّ العواصمِ ـ عفواً ـ أغلبُها تتشابهُ
بصفاتِ الأنوثةِ والرّجولةِ وباقاتِ الزهرِ.
(5)
تبرزُ مشكلةٌ في هذه اللحظةِ أكثرَ وضوحاً وشراسة…كارثةُ العُقمِ، تصوروا، تُصْلَبُ زوجاتي من رحمٍ باتَ
يتدفقُ أطفالاً يحبُّونَ الغثيان،يكرهون حليب (النيدو).وتفقدُ أُمي الفعلَ المنعكسَ.تأتي بهِ حليباً يحملُ أصالتنا،
وتُصابُ ورثتنا بأنماطِ الهجونةِ، فيختلطُ حليبُ(النيدو) بحليبِ الطهرِ.تولدُ فاجعةٌ، مسكينةٌ أمي!!!.
لمْ تتعلمْ من نصيحةِ جَدي، كانَ قدْ أخبرنا:إِنَّ البردَ يُفقدُ ثدييها فَنَ الإدرار…،
(6)
تتجمعُ أشلاءُ البحرِ…، الصحراءِ…، أطفالُ بيروت…، تُذبحُ حبيبتي ليلةَ القدرِ علناً ماتتْ،لَمْ يصرخْ أحدٌ.
الجوقةُ هي التي صرختْ…قالت: لاشيء يجري فهي تكركرُ من فرحٍ طفليٍّ أصابها…يمازحُها فتى الأحلامِ فتغطُّ
بنومٍ عميق.
مساميرٌ حول جسدها المرمى على شاطىءِ البحرِ المتعفنِ بالجيفةِ ورائحةِ الدمِ…،
ارفعْ عينيكَ إِني أسألُكَ…، يُسرقُ القلبُ يتسور…تضيعُ خرائطُنا،وتندثرُ أسماءُ المدنِ واحدةً تلو الأخرى.
ويُصبُّ الزيتُ المغليُّ فوقَ الصدرِ وتسافرُ المرأةُ التي أعشقُ، شهراً أو سنةً، قرناً، أبداً للعسلِ الحنظلِ،
تجيئُنا رسائُلها تكتب باللغةِ(…).
(7)
يتوضحُ للمولودِ المَيْتِ أنَّ الأمَّ قد سُرقَتْ أو فقدتْ أصالةَ الليمونِ الزاخرِ بالطيّبة،ورائحةَ البياراتِ،
يتوضحُ أولاً يتوضحُ للجوقةِ أن الأمَّ قدْ بِيعتْ علناً في سوقٍ مكتظٍّ بالنخاسين وليعرفْ كلُّ أعضاءُ الجوقةِ أنَّ
الطفلَ البكرَ ما مات قدْ ولدَ يحملُ الرمحَ وأسرجَ مهرتهُ نحو الشمسِ،
يعيدُ قصةَ غرامٍ قديمةٍ جديدةٍ.ويفتحُ وجهي نهراً للدمِّ، يوزعهُ على كلِّ الأطفال.
(Cool
يتمددُ هذا الشاعرُ يحتوي كلَّ الصحراء من محيطٍ لمحيط، تدمعُ عيناهُ ثمَّ يحملُ نوارسَ عشقهِ، يقطنُ هذا المستحيل.
وتتبعَهُ عصافيرُ الدوري، بعضُ الفراشاتِ الجائعة،يزورُ عَبْرَ رحلتهِ الطويلةِ القصيرةِ قصوراً وبلاطاتٍ لملوكٍ لازالوا
أحياءَ أموت.
(9)
نقرأُ في الصفحةِ الأخيرةِ لصحيفةٍ مشهورةٍ عالمياً….وباللغة العبريةِ إنَّ في الوطن العربي عادةً تمارسُها أدمغةُ الغربِ
تجتاحُ أشجارَ الزيتونِ /السرو/الصنوبرِ/الكينا،لا تقفُ أمامها إلاَّ الريحُ القادمةُ من خلفِ مداراتِ الثقةِ بالنفس.
(10)
الشاعرُ هذا متعددٌ، يعيشُ كالطحلبِ…ينمو ويتكاثرُ، يطلبُ إلى دورِ النشرِ استهلاكهُ فوراً وتُصادرُ أصابعهُ
ويُعفى من الرسومِ الجمركيةِ.ليتسنى لهُ التنقلُ بينَ خلايا الجسدِ…،ليتفاعل مع كلِّ الحشراتِ والفئران…
خاتمة:
كابوسٌ رهيبٌ كانَ قدْ حطَّ برحالهِ على شابٍ ما.أدْلى بهذهِ القصة عن شاعرٍ ما يعيشُ هنا …هناك، هنالك
لا نعرف بالتأكيدْ .
**** بقلم: عبد الأحد قومي.
الحسكة.


قصص قصيرة للأطفال:2
طفلٌ وحجرٌ وحمامةٌ
(كان متفق مع دار حطين على طباعتها باللغتين
العربية والإنكليزية.ومصورة.عام 1988م.)
القصة الأولى: (آ)
كانت الساحةُ تبدو هادئةً،وشمسُ الصبحِ تخترقُ وجه الظلمة، فتظهرُ معالمُ الحيِّ كأجمل ما يكون،يُغطي ذلك المشهد
سكونٌ يُنذرُ بيومٍ حاسم.حطّت الحمامةُ على كومةٍ من حجارةٍ،وهي ترفرفُ بجناحيها،وهديلها يعلو كي يخرج
الأطفالُ من بيوتهم ولتبدأَ الحياة.هكذا اعتاد الأطفالُ من زمنٍ قريب.
ـ قالتِ الحمامةُ: صباحُ الخير أيتها الحجرة!!!
أدركت الحجرة أبعاد هذه التحية،حاولت متابعة تفكيرها، كررت الحمامة،وبحرارةٍ أكثر هذه المرّة، صباحُ الخير. ـ
ردت الحجرة: أهلاً بكِ.شردت الحمامةُ تفكرُ بالزمن الماضي،فهي كانت تخاف من الحجارة، لأنَّ الأطفال كانوا
يضربونها بالحجارة،فكم من مرةٍ انكسر جناحها، أو جُرحت أصابعها، وقد تُقتلْ أحياناً.قطعة الحجرة شرود الحمامةِ
وهي تداعبها:ما الذي استجد الآن؟!!
ابتسمت الحمامة،لا الآن تغيرت الحالُ تماماً، فالصبية الصغار أخذوا يرمونكِ نحو خوذة الجندي الغاصبْ،
الذي لطالما أصابني كما أصاب الأطفال بطلقاتهِ.
ـ شعرت الحجرة بالاعتزاز وردت، بثقةِ المقاتل الذي خطط جيداً للمعركة،لا تخافي نحنُ والأطفالُ نعدُّ العدّة ضدَّ
الدبابات والبنادق وجنود الاحتلال وأنا باسم الأطفال والحجارة أدعوك للمشاركة…
قُطع الصمت…، ضحكة عالية ، كان عليُّ الطفل الصغير، صديقُ الحجرة واقفاً،والشمسُ تقبلُ جبينهُ الأسمر،
وكوفيتهُ حول رقبتهِ، كان قد سَمِعَ الحوارْ،قال: بنشوة الجندي الذاهب إلى المعركة:مرحى لك أيتها الحجرة،
مرحى لكِ أيتها الحمامة.تلمستْ الحجرة أصابعهُ بدفءٍ،نظر إلى الحمامة بحبٍّ،احتضن الحجرةَ،ركضَ بها، والحمامة
تحلقُ فرحةً فوقَ رأسهِ.كان الأطفالُ رفاق عليٍّ قد وصلوا بوابةَ الحيِّ،كلٌّ يحملُ حجارتهُ،جنود العدو انتظموا
يترقبون بخوفٍ هذا الهجوم.وبدأت الأيدي الصغيرة تقذف حجارتها على حشد الجنود،فكروا بالتقدمْ،لكن أعداء
الأطفال المهاجمين أرعبتهم، تراجعوا، مذعورين يقتلهم الرعب.كانت الحمامةُ تطيرُ فوق أرض المعركة وهي تزغردُ:
بُركت الحجارة.بُركت الأصابعُ التي تقذفُها نحو المحتل الحاقد.غابت الحمامةُ قليلاً، عادت تحملُ حجرة وقرنفلةً
وياسمينة، فتحت جناحيها.احتضنها عليٌّ، همستْ في أُذنِهِ بعشقٍ:خُذْ هذه لكَ،ابتسما معاً.
ـ قال عليٌّ: كي تكون الأزهار والحمائم والأطفال بخير لابدَّ أن نذهب ونعود بحجرةٍ وأخرى وأخرى.
***

القصة الثانية (ب)
في حقيبتي حجرة
كانَ المعلمُ يشرح درس الجغرافية، حينَ انتهى، نظرَ إليَّ قائلاً:بماذا تفكر يا عز الدين؟! لا تشرد يا ولدي!! وقتها
حاولتُ أن أتحدثْ، لكني بقيتُ صامتاً مثل شجرةٍ تعلو أغصانها العصافير،تمنيتُ أن أقولَ للمعلم:إِنَّ الزعتر
الفلسطيني من أهم منتجات بلادنا الزراعية،لأنني أتناوله يومياً وقدْ قالت لي أُمي:بعد استشهاد والدك لا نستطيع
إلاَّ أن نتناول الزعتر.وكعادة أطفال المدارس كُنّا نفتحُ حقائبنا بعد انتهاء الحصة الأولى.هذا يجدُ رغيفاً مفروشاً
بقليلٍ من الزيت والزعتر،وذاك رغيفاً من الخبز وقطعة من الجبنة.والآخر تفاحة كبيرة،وقد يجد البعض قطعة
كبيرة من (الشوكولاته).رن الجرس يُعلن انتهاء الحصة الأولى،فقتُ من شرودي فتحتُ حقيبتي،هكذا فعل جميع
الأطفال…،كانت المفاجأة كبيرة: لمْ أرَ رغيف خبزٍ وزيتٍ وزعترْ…ثلاث حجراتٍ…خيم على الصف سكون
يهددُ بالانفجار…وقف صلاح الدين وهو أكبرنا سناً، يقول: لقد وضعتْ أُمي لي حجارة بدل الطعام.وذلك
رغبة
من لجنة الانتفاضة التي شكلناها مؤخراً من التلاميذ وقد زرنا جميع الأمهات لهذا الغرض،وبسرعةٍ فائقة حملنا
حجارتنا وخرجنا نفتح باب المدرسة المقفل وركضنا صوب المخفر الإسرائيلي المقابل لمدرستنا ونحنُ نصرخُ:
كلوا الحجارة،
بدأت المعركة…الأطفال يقذفون حجارتهم.والجنود يُطلقون رصاصهم،رشقاتٌ متلاحقةٌ وغزيرةٌ…،
عز الدين ممدد على الأرض،لازال يحتضن حجرته الثالثة ودمهُ جدولٌ معطاءٌ يرسمُ على الأرض الحرف الأول من
كلمتنا الأبدية: فلسطين.كان المعلم قد وصل ساحة المعركة والأطفال مازالوا يقذفون حجارتهم،هتف المعلم عالياً:
أنتَ جديرٌ بأن تحمل اسم عز الدين…لم تمت يا عز الدين…
صرخَ الأطفال بقوةٍ، لم تمت يا عز الدين.اقتربت المعلمة دلال خضبت شعرها بدم الطفل عز الدين
وأخذت ترقص تصرخُ…تبكي…تلعنُ..،قالت: يا أطفال: كلٌّ منا عز الدين القسام،كلٌّ منا عز الدين القسام.
***


اسحق قومي
اسحق قومي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 835
العمر : 75
الموقع : https://alkomi.yoo7.com/profile.forum
العمل/الترفيه : معاقرة الشعر والأدب والتاريخ والإعلام والسياسة
المزاج : حسب الحالة
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

https://alkomi.yoo7.com/profile.forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى