هل سألتَ نفسك مرةً كيف أُحققُ إنسانيتي؟!!!اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
هل سألتَ نفسك مرةً كيف أُحققُ إنسانيتي؟!!!اسحق قومي
هل سألتَ نفسك مرةً كيف أُحققُ إنسانيتي؟!!!
بقلم اسحق قومي
منذ بدء الخليقة يُحاول الإنسان أن يُجيب على مجموعة الأسئلة الوجودية التي راودتهُ.نجح في الإجابة على بعضٍ منها. وبعضها الآخر ورغم تقدم العلوم النفسية فلا زالت مستعصية المنال.
والسؤال الوجودي الذي يختصر جميع فلسفات العالم ومناهجها ومدارسها يتمثل كيف ليّ أن أصبح إنساناً؟!!!
سؤالٌ سهلٌ ولكنه أيضاً يحتمل الصعوبة وهو كذلك.
والإنسان بطبعهِ يحمل عنصرين هما الخير والشر. النور والظلمة ، الحب والكراهية. الرحمة والقسوة،فأينَ تجد نفسكَ أنتَ؟!!!
أنتَ، أنا، نحنُ، هم، هذه الكلمات سهلةٌ للغاية ولكن أنتَ منْ أنتَ وأنا من أنا؟
وبماذا تفكر وكيف تقبل الآخر وعلى أية أسس تقوم الإنسانية التي تدعي أنك بها تتميز عن باقي المخلوقات؟!!
من خلال قراءة التاريخ الطويل المزيف للبشرية عدا تلك الصفحات المشرقة التي كتبها الشرفاء نجده مليئاً بالأحداث التي تُثير فينا القرف والغثيان والحزن والألم .فمنذ بدء الخليقة هناك الحقد والكراهية والبغضاء والتآمر والقتل والنهب والسلب...وهناك الجيوش الجرارة الكاسرة التي دكت مدناً وبلداتٍ وسحقت وقتلت بشراً أبرياء.وكان المحتل والمغتصب يزهو بنشوة النصر الذي حققه على حساب وجود شعب آمن .هو يبقى والضحية تُقتلْ. هو يغتني والضحية تفتقرْ...هو يزداد والضحية تتقلص في وجودها وتنقرض لتصبح أقلية ثم أقلية لا تُذكرْ...
بنى الحكام أبراجهم وقلاعهم وإهراماتهم على حساب الضعفاء الفقراء والمساكين والمغلوبين والمسبيين،والإرث الحضاري صادرته القوة لصالحها.وغيرت عناوينه وأسماء المؤلفين الحقيقيين.
ما الذي نقرأُ في سجل ذاك التاريخ؟!!
هل هذا من صنع البشر أم من صنع الوحوش البشرية التي لا تملك من عناصر ومقومات الإنسان أكثر ما تملك من مقومات الوحوش الضارية؟!!!
هل في هذه الأعمال الخسيسة ما يدل على أنهم كانوا بشراً؟ !!!
أين شعارات مثل العدالة والحرية واحترام النفس الإنسانية من كلِّ هذا؟!!
وهل علينا جميعاً تقع مسئولية قراءة التاريخ لأسلافنا وغير أسلافنا ونتعظ منه ونصنع إنسانيتنا؟!!!
لماذا أكرهُ الآخر...لعقله...لماله....لوجوده الذي أشعر بأن ذاك الوجود يُهدد وجودي؟!!
ندعي بأننا بشر ولنا تاريخٌ حافل بالأمجاد والعدل والرحمة والمساواة ولكن الحقيقة أبعد ما نكون عنها بآلاف الأميال ؟!!!!
لماذا لا تسأل نفسك هذا السؤال كيف لي أن أحقق إنسانيتي ؟!!
لماذا تستهويك صنعة قتل الآخر أو تصفيته بشكل حضاري لمجرد أنهُ يُخالفك في الرأي والعرق والدين والمذهب ؟!!
لماذا تريد تصفيته بأيِّ ثمنٍ كان، إما تصفية وجودية أو أنك تُحيك له المؤامرات...حتى مع أعداءك ولا ترتاح إلا إذا أنهيت وجوده؟!!!
لماذا لا تقبل الآخر على حاله وبالطريقة والمدرسة التي ينتمي إليها؟!!
لماذا لا تُحاول أن تطور في تفكيرك وذاتك وفهمك تجاه الآخر لا بل نراك تشعل نيران البغض والكره والشتم والحقد عليه وله؟!!
هل لتربيتك البيتية أو الروحية علاقة فيما أنت عليه؟
حاول أن تقرأ جيداً بأن هذا الآخر هو لخيرك وليس لشرٍ يأتيك...عليك أن تفعّل الجوانب الخيرة فيك وتحاول أن تغير المفاهيم الخاطئة لأن لوجود تنوعنا واختلافنا إيجابية لو استطعنا أن نتفهمها....
هل أنتَ إنسانٌ إذن؟!!!
عندما لا يكون في حياتك غير الكره والنميمة والبغض واستغلال الأقلية أو الضعفاء والفقراء والمساكين بالروح والذين يمثلون المحبة والإخاء والإخلاص والصدق. وأنت تكن لهم كل ما يُبعدك عن صفات الإنسان وتقول عن نفسك بأنك إنساناً؟!!!
لماذا؟
الإنسانية صفة تميز الإنسان عن الوحوش البشرية ..ولا تمثلها الروح التي تسعى دوماً للقضاء على الآخر...
منْ منّا لا يُحب أن يكون مقبولاً عند الآخر؟!!
من منا لا يريد أن يعيش بسلام وهدوء وآمان؟!!
منْ منّا لا يريد أن يتمتع بالحياة كما يجب؟!!
هل سمعت أو قرأت قولاً للسيد المسيح له كل المجد؟!!
القائل( كلّ ما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا أنتم بهم أيضا ؟؟؟؟))
أَتحب أن يضطهدك الآخر....اضطهده؟!!
أتحب أن يكرهك الآخر... اكرهه...أتحب أن يسرقك الآخر.. اسرقهُ..أتحب أن يقتلك الآخر...أقتلهُ....أتحب أن يغتصبك الآخر.. اغتصبه....لكنني على ثقة ٍ أنك لا تريد الصفات والأفعال التي تجعلك منبوذا أو مضطهدا...لهذا عليك أن تفعل الخير...
عليك تقع مسئولية تفعيل الخير ونشر السلام لأن العالم سفينة صغيرة وسط محيط واسع وعلينا جميعاً تقع مسئولية آمنها وخلاصها...
عليك أن تعرف الطريق إلى الله وعليك أن تكف بأنك تمثله وتستغل الضعفاء وأنت تنشر البطش والقتل والدمار والظلمة...ومن يحب الله لا بدَّ أن يترجم تلك المحبة إلى واقع ٍ ملموسْ....عندها يمكن أن تكون إنساناً .وعندها سنعيش بأمانٍ وسلام...
****
اسحق قومي
الأحد 1/3/2009م
ألمانيا
بقلم اسحق قومي
منذ بدء الخليقة يُحاول الإنسان أن يُجيب على مجموعة الأسئلة الوجودية التي راودتهُ.نجح في الإجابة على بعضٍ منها. وبعضها الآخر ورغم تقدم العلوم النفسية فلا زالت مستعصية المنال.
والسؤال الوجودي الذي يختصر جميع فلسفات العالم ومناهجها ومدارسها يتمثل كيف ليّ أن أصبح إنساناً؟!!!
سؤالٌ سهلٌ ولكنه أيضاً يحتمل الصعوبة وهو كذلك.
والإنسان بطبعهِ يحمل عنصرين هما الخير والشر. النور والظلمة ، الحب والكراهية. الرحمة والقسوة،فأينَ تجد نفسكَ أنتَ؟!!!
أنتَ، أنا، نحنُ، هم، هذه الكلمات سهلةٌ للغاية ولكن أنتَ منْ أنتَ وأنا من أنا؟
وبماذا تفكر وكيف تقبل الآخر وعلى أية أسس تقوم الإنسانية التي تدعي أنك بها تتميز عن باقي المخلوقات؟!!
من خلال قراءة التاريخ الطويل المزيف للبشرية عدا تلك الصفحات المشرقة التي كتبها الشرفاء نجده مليئاً بالأحداث التي تُثير فينا القرف والغثيان والحزن والألم .فمنذ بدء الخليقة هناك الحقد والكراهية والبغضاء والتآمر والقتل والنهب والسلب...وهناك الجيوش الجرارة الكاسرة التي دكت مدناً وبلداتٍ وسحقت وقتلت بشراً أبرياء.وكان المحتل والمغتصب يزهو بنشوة النصر الذي حققه على حساب وجود شعب آمن .هو يبقى والضحية تُقتلْ. هو يغتني والضحية تفتقرْ...هو يزداد والضحية تتقلص في وجودها وتنقرض لتصبح أقلية ثم أقلية لا تُذكرْ...
بنى الحكام أبراجهم وقلاعهم وإهراماتهم على حساب الضعفاء الفقراء والمساكين والمغلوبين والمسبيين،والإرث الحضاري صادرته القوة لصالحها.وغيرت عناوينه وأسماء المؤلفين الحقيقيين.
ما الذي نقرأُ في سجل ذاك التاريخ؟!!
هل هذا من صنع البشر أم من صنع الوحوش البشرية التي لا تملك من عناصر ومقومات الإنسان أكثر ما تملك من مقومات الوحوش الضارية؟!!!
هل في هذه الأعمال الخسيسة ما يدل على أنهم كانوا بشراً؟ !!!
أين شعارات مثل العدالة والحرية واحترام النفس الإنسانية من كلِّ هذا؟!!
وهل علينا جميعاً تقع مسئولية قراءة التاريخ لأسلافنا وغير أسلافنا ونتعظ منه ونصنع إنسانيتنا؟!!!
لماذا أكرهُ الآخر...لعقله...لماله....لوجوده الذي أشعر بأن ذاك الوجود يُهدد وجودي؟!!
ندعي بأننا بشر ولنا تاريخٌ حافل بالأمجاد والعدل والرحمة والمساواة ولكن الحقيقة أبعد ما نكون عنها بآلاف الأميال ؟!!!!
لماذا لا تسأل نفسك هذا السؤال كيف لي أن أحقق إنسانيتي ؟!!
لماذا تستهويك صنعة قتل الآخر أو تصفيته بشكل حضاري لمجرد أنهُ يُخالفك في الرأي والعرق والدين والمذهب ؟!!
لماذا تريد تصفيته بأيِّ ثمنٍ كان، إما تصفية وجودية أو أنك تُحيك له المؤامرات...حتى مع أعداءك ولا ترتاح إلا إذا أنهيت وجوده؟!!!
لماذا لا تقبل الآخر على حاله وبالطريقة والمدرسة التي ينتمي إليها؟!!
لماذا لا تُحاول أن تطور في تفكيرك وذاتك وفهمك تجاه الآخر لا بل نراك تشعل نيران البغض والكره والشتم والحقد عليه وله؟!!
هل لتربيتك البيتية أو الروحية علاقة فيما أنت عليه؟
حاول أن تقرأ جيداً بأن هذا الآخر هو لخيرك وليس لشرٍ يأتيك...عليك أن تفعّل الجوانب الخيرة فيك وتحاول أن تغير المفاهيم الخاطئة لأن لوجود تنوعنا واختلافنا إيجابية لو استطعنا أن نتفهمها....
هل أنتَ إنسانٌ إذن؟!!!
عندما لا يكون في حياتك غير الكره والنميمة والبغض واستغلال الأقلية أو الضعفاء والفقراء والمساكين بالروح والذين يمثلون المحبة والإخاء والإخلاص والصدق. وأنت تكن لهم كل ما يُبعدك عن صفات الإنسان وتقول عن نفسك بأنك إنساناً؟!!!
لماذا؟
الإنسانية صفة تميز الإنسان عن الوحوش البشرية ..ولا تمثلها الروح التي تسعى دوماً للقضاء على الآخر...
منْ منّا لا يُحب أن يكون مقبولاً عند الآخر؟!!
من منا لا يريد أن يعيش بسلام وهدوء وآمان؟!!
منْ منّا لا يريد أن يتمتع بالحياة كما يجب؟!!
هل سمعت أو قرأت قولاً للسيد المسيح له كل المجد؟!!
القائل( كلّ ما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا أنتم بهم أيضا ؟؟؟؟))
أَتحب أن يضطهدك الآخر....اضطهده؟!!
أتحب أن يكرهك الآخر... اكرهه...أتحب أن يسرقك الآخر.. اسرقهُ..أتحب أن يقتلك الآخر...أقتلهُ....أتحب أن يغتصبك الآخر.. اغتصبه....لكنني على ثقة ٍ أنك لا تريد الصفات والأفعال التي تجعلك منبوذا أو مضطهدا...لهذا عليك أن تفعل الخير...
عليك تقع مسئولية تفعيل الخير ونشر السلام لأن العالم سفينة صغيرة وسط محيط واسع وعلينا جميعاً تقع مسئولية آمنها وخلاصها...
عليك أن تعرف الطريق إلى الله وعليك أن تكف بأنك تمثله وتستغل الضعفاء وأنت تنشر البطش والقتل والدمار والظلمة...ومن يحب الله لا بدَّ أن يترجم تلك المحبة إلى واقع ٍ ملموسْ....عندها يمكن أن تكون إنساناً .وعندها سنعيش بأمانٍ وسلام...
****
اسحق قومي
الأحد 1/3/2009م
ألمانيا
مواضيع مماثلة
» لمْ أحبّ في حياتي مرةً واحدةً بل عشقتُ أكثر من مرةْ....بقلم اسحق قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» ماذا كتب الشاعر المهندس الياس قومي عن أخيه اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» ماذا كتب الشاعر المهندس الياس قومي عن أخيه اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى