تابع للديوان الثاني....أينَ دمي الذي سرقته القبائل؟!!عبد الأحد قومي
إسحق قومي :: الشاعر الراحل عبد الأحد قومي :: الأعمال الشعرية :: الديوان الثاني... أين دمي الذي سرقته القبائل؟!!
صفحة 1 من اصل 1
تابع للديوان الثاني....أينَ دمي الذي سرقته القبائل؟!!عبد الأحد قومي
القصيدة التاسعة:
هي النبوءات المكتظة بالعويل
هي رحلة القادمِ … الراحل…لا فرقَ
تسقطُ تفاحة آدم الآن في يدي
وتضيع قوانين الهندسة الأقليدية
فأبحثُ عن مدينةٍ ما خرّبتها قصائد المدح
أو كومة الدم والنفط.
تلك المدينة ـ التي عرفتها ـ في لحظة سكر
ما عادت تُدخلكَ سروالها ولا عادت تشتهيكَ لأنكَ المشاكسُ
في وجهكَ صليبُها …في يديكَ نثار دمها
وآهٍ أيُّها الشاعر المتكاثر في البلاد
ماذا دهاكِ، أيةُ سنونوة باغتك بالسلام
وآهٍ أيُّها المترف بالقصيدة ـ بي
حين نتقاسمُ الممالك كصفصافةٍ ماضيّعتها الرّيحُ
وحين أتعبُ تراني مثل ياسمينةٍ
أوزعُ عطري
وأُلقي التحية على مدينةٍ موبوءة بالنعاس الثمل.
أحملُ جمجمتي وأسوس الحبل الملتف ألفَ مرّةٍ
وأُغني للرحيل…
العصافير التي لا تراك لا تعرفُ المشوار المسائي
والحديقة التي انتظرتك…لا تعرفُ أنكَ أجردُ من ملابسكَ.
ملابسك الناعسة على الشريط لا تعرفُ أنها الوحيدة.
بائعو الألبسة يعرفونها تماماً،حفظوك
لأنكَ لا تأتيهم أبداً…
***
عبد الأحد قومي.
القصيدة العاشرة:
(بيروت)
في هذه القصيدة نجد أنهُ زاوج بين اللهجة الشعبية وبين اللغة الفصحى.وسنشير للهجة الشعبية ونضعها
بين قوسين.
((ناداك الدم الفاير يا بوعيون تعبانة.
نادَتْك رغفان الحنطةْ، كل نسوان الكاعْ
نادوك الجوعانين…الماي، وكل بقجات الراحو.
نادتك عظام المستشهد.ناداك النجم المتغبي وعيونك نعسانه
تعبانه طال الليل…الليل وعيونك لسه تعبانه))
تُثقبُ ذاكرتي
وأنا أتأملُ كلَّ الإعلانات
وحيداً كنتُ، أتأملُكِ أيّتها الإعلانات
متعبٌ متعبٌ أراقبكَ وجه حبيبتي
أحلمُ بعينيكِ الجميلتينْ
تنتفخ حبيبتي، تُفقأُ عيناها،
وأنا مازلت وحيداً
تتحجرُ جمجمتي
نُباعُ يا رفيقتي
والوطنُ المهجور يُعلن رحيلهُ
تتفرعُ في جمجمتي كل الوردات الحمر.
إنّها القيامة.
قوموا للصلاة،
المنبر الوحيد يصيرُ خابوراً لا ينضبْ
((الباحة الحمرا…تكبر بعيونج يابنة العم تصير بارود وعسكر،
تصير شمس برّية، تصير خيل، رجال، موال بهاي الكاع))
النورُ الأكبرُ ينتظرُ،
وكراسي الأسفنج الفاخر لا تُجدي أبداً.
سأزرعُ نعلي في الزمن الحاضر،
وليصرخ كلبُ الجيران المشبعِ بالدهن، الشحمِ، اللحم.
لن يصطاد الذئبُ غزاله.
لن يصطاد الثعلب وجهي.
لن ينهش ذاك الخوف وجه الأمة.
وبراميل الغاز السائل لن تستعمل ـ بعد اليوم ـ
لتنظيف المعدة.
((دشداشك وعكالك يالمتربعْ فوك الناكهْ ما عاد يتحمل شوفة سروالي)).
سأغمسُ حنجرتي في عقر ثمودْ
سأغمسُ أنفي بأرغفة البارود
سبحان الرب وما يصنعْ
ينتفخُ (س) من ديكٍ رومي مستورد.
بائعة الكبريت الصغيرة،
بدأت تكبرُ منذ اليوم ، تتطاول
في المدينة الكبيرة.
الصغيرة تصرخُ بارود
أرغفةُ الخبز الجائعة تصرخُ بارود.
العصافيرُ والحمامات الناعسة تصرخُ بارود
وحيدٌ قلبي ، أمدُّ يدي إليكمْ ولنصرخ بارود.
يكفي رفاقي مراقبة الإعلانات الوردية.
طلاقٌ، طلاقٌ، طلاقٌ، طَلِقٌ قلبي والوطنُ الساكنُ فيه ينهزم
ياكلَّ الأبعاد المغمضة قومي،
حان وقت الصلاة.
فلنتوضىء بدّمِ الشهداءْ
يا وطني آتيك
آتيك بصدرٍ يستقبلُ كلَّ الدّمِ المتخثرْ
وُلِدتْ لحبيبتي عينٌ جديدةٌ،تلْبسُني الفقراءُ
ألبسكمْ أيُّها السامعون، البيارات تنتظرُ
دفنتني الإعلانات باللحدِّ
تولدُ مُدنٌ للضجة
وتدور الأرض تدور(يا ناس الدنيا دولاب).
لن تتوقف لحظات الزمن الآتي
ولنصنع تأريخاً أجملْ
ولينهض بحر الدمِ
والسيفِ المهترىء
فكلمات الشعراء لن تُطعم وجهي خبزاً.
(والفيتوري) الأعرج لن يتحمل هيجان الدم.
فلنمتشق البحر النائم، ولنرحل بعيون الأطفالِ
والليمون الذابل، ـ أيُّها الممرغون بالدمِ والملحِ والترابْ ـ
الليمون لابدَّ وأن يكبرْ
وعيون الأطفال تتحدى.
(الآواكس) المزعوم.
لن تنتهي الصلاة،
مادامت طبول الثأر تُقرعُ
انطلقوا نحو الزبد المتجمد
ولنتوحدْ بجراح الشهداءْ.
***
عبد الأحد قومي.
القصيدة الحادية عشر:
آخْرُ العويلْ
هو آخرُ العويلُ
فانهضي يا امرأةً عَبَرَكِ كلُّ الرجالِ المترفينَ بالنباحْ
متشاطئةً مع الروح والشهقةُ الأخيرة،
كُنّا نُحصي انتصاراتنا في سلةِ للوهمِ،
ونُصابُ بارتجافٍ يومَ تسقطُ خيباتنا في يديكِ.
آهٍ (عشتارُ) كيفَ فرقنا الشتاءُ
بلا أمطارٍ أو ثلوج
نلّوحُ لكلابِ البحرِ
تُشاركنا
غيمةً
وغمامةً
ورصيداً هائلاً من القبلاتْ.
مرحى لنا لأننا نعرفُ كلَّ أسراركِ.
مرحى للنرجسِ وهو يَبعُكِ إسوارةَ العُرسِ
مُشتهاةٌ هي الطعنةُ التي تليكِ
وحيداً تأخذني النوارسُ في الزبدِ الأخيرِ.
وأُعلنُ توبتي،
طفلاً ما شاكسَ الهواءَ مرّةً.
أفردُ جناحي…فينهشني الصوتُ الذي يعلو ويعلو.
والمدينةُ تنوء بي،
المدينةُ كلُّها تعلنُ موتي.
الطيورُ وحدها تزفني للمدى أغنيةً.
فلنغنِ إذن هو أخر العويل
لقمةُ خبزٍ وجرعةُ ماءٍ للتيممِ والشراب.
ترابٌ نسفُهُ
ونقرأُ في وجهكِ المزامير.
هي الوصايا
فابحثي عن مدينةٍ أخرى لا تجيدُ النشيدَ.
علميها كي تكون امرأةً متمرسة في الطبخِ وصنعَ (الفطير).
هناكَ في متاهات المنحنى يتوبُ المصلونَ.
والشاعرُ وحدهُ يتوبُ مِنْ أَلاَّ يتوبْ.
تتداخلُ المنحنياتُ
وتختلطُ العطورُ
وتبقينَ رائحةً متفرّدةً
أشتهيكِ وأرسمكِ بلاروح
مَنْ ذا الذي يقودُكِ نحو الخصوبةِ.؟!
صهيلاً يباغتُ الريحَ ويطفىءُ شوكةَ الرأسِ
ومساميرَ يديهِ
صهيلٌ يهبُّ صوب(شارون)…
يفتحُ في الجبلِ نهراً من الغناء نسميه(قاسيون).
مدينةٌ موحشةٌ
تتدلى من مداكِ المعطوب.
هكذا تبدأُ التبول ترضعُ صغيرها فينتشي كبرياءْ.
وأتوهُ في صحراءِ عينيكِ ، أشمُّ الشيحَ.
أقضمُ القيصومَ، وأبتلعُ وجهي،
تقاسيمَ الذّلِ
فينفردُ القارىءُ
يتلو سورةً
فأعبُّ كأساً مترعاً بالمهانةِ.
وحيداً…يتقدمني كلُّ الطامحينَ بعفافكِ المجانيَّ
منكسراً علمتني سنونُ الخوفِ:
أَنَّ الرحلة للوراء
هَلْ أرفعُ القناعَ.أمْ أُصلي كي أُمنحَ قوةً..؟!!
آهٍ بلادَ الروح
أصليكِ وأنثرُ ياسمينكِ في جدائلَ (مريم).
فيسحرني سرُّكِ …
فأبكي …
وأبكي…
وأبكي…
إذن: هو آخر العويلْ…
***
عبد الأحد قومي
القصيدة الثانية عشر:
وجهَ حقٍّ في زمانٍ مُستباحْ
هذا وحامٌ للولادةِ
هتفنا وصيرّنا الشراعُ لغةً وقرنفلاتْ.
ما ذنبنا إِنْ حملنا وجهَ حقٍّ في زمانٍ مُستباح؟!!
طاووسٌ ينكسرُ،
والصرخةُ ملعونةٌ
والصرخةُ كانت رماحْ.
ما ذنبنا إِنْ كانت الطعنةُ أكبرَ من طعمِ الجراحْ.؟!!
ما ذنبنا إِنْ عَشِقنا روح الأقداح؟!!.
يا شاعراً هتفَ فأسكتَ ألمَ النواح.
مرّةٌ قهوتُنا ،والخيلُ أتعبها السفرْ
مَنْ يصنعُ الدرب يأبى الرجوعْ.
مَنْ يصنعُ الحبَّ يأبى الخنوع.
مَنْ يصنعُ الشعر يأبى الحفر.
لكَ أنْ تُعلَّمَ المدججين بالدهون معنى الفِكَرْ
رقصةٌ والمهرجون كُثُرْ.
دَعْ عنكَ رياحَ (ثمودٍ) لكَ المجدُ…انتصرْ.
مَنْ يتوقُ القمة ينسى أشواك الطريقْ.
حقيرةٌ مواطنُ النملِ
والريحُ تهتفُ أكملنا الرسالةَ يا رفيقْ.
فتحٌ لبوابةِ المجدِ …انتصرْ
اعصفْ بسهمٍ يرمى عليكَ
اصنعْ معجزةْ…، أنىّ ذهبتَ رماحٌ
قوّمْ عقلكَ…وأبعثْ صهيلكَ…وانتصرْ.
لسيدة المدارات ياسمينها
ولوردةِ القلبِ ألقُها
ولبذارنا مواسمٌ
لا تأكلهُ الجراد.
***
عبد الأحد قومي.
مواضيع مماثلة
» تابع 2 للديوان الثاني....أينَ دمي الذي سرقته القبائل؟!!عبد الأحد قومي
» الديوان الثاني للشاعر الراحل عبد الأحد قومي...أينَ دمي الذي سرقتهُ القبائلُ؟!!
» تعالوا معي نرحب بنوّار قومي بن الشاعر والأديب الراحل عبد الأحد قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
» الديوان الثاني للشاعر الراحل عبد الأحد قومي...أينَ دمي الذي سرقتهُ القبائلُ؟!!
» تعالوا معي نرحب بنوّار قومي بن الشاعر والأديب الراحل عبد الأحد قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
إسحق قومي :: الشاعر الراحل عبد الأحد قومي :: الأعمال الشعرية :: الديوان الثاني... أين دمي الذي سرقته القبائل؟!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى