الديوان الثاني للشاعر الراحل عبد الأحد قومي...أينَ دمي الذي سرقتهُ القبائلُ؟!!
إسحق قومي :: الشاعر الراحل عبد الأحد قومي :: الأعمال الشعرية :: الديوان الثاني... أين دمي الذي سرقته القبائل؟!!
صفحة 1 من اصل 1
الديوان الثاني للشاعر الراحل عبد الأحد قومي...أينَ دمي الذي سرقتهُ القبائلُ؟!!
الديوان الثاني
عبد الأحد قومي
أين دمي الذي سرقته القبائل؟!
شعر
حقوق التأليف والطبع والنشر والترجمة
محفوظة لأبناء الشاعر
طُبعَ من هذا الديوان/
الإهــــداء
إلى النبوءات التي ستأتي لعنةً لأجيال القبائل التي لم تأتمن
على وديعتي ودمي وأحرقتني وأنا على قيد الحياة.
إلى كلِّ الشعراء الذين أفنوا حياتهم عبثاً.
وإلى الأرض الطاهرة التي ولدتُ عليها.
أهدي ديواني هذا
عبد الأحــد
القصيدة الأولى:
الخابور يرثي نزار
كتبها في رثاء الشاعر نزار ونشرها في الجزيرة
الخضراء .الجريدة التي كان من أسرتها.
نزار فصيلة عصافير:
1
مترفٌ بالعذوبةِ كان.
مترفٌ بالموتِ والأغنية.
كيفَ لكَ تملأُ العالم بالنحيبِ
والأمنية؟!!
2
مرّةً قررتْ دمشق
أنْ ترثَ الحق والجمالْ
فكانَ أنْ ولدتْ نزارْ.
3
دمشقُ هيّا بنا تحتفل،
بالياسمين والنارنج والكباد
بقاسيون وبردى وبالحارات
القديمة
دمشقُ التي قررت الاحتفال
أدركت أنها تحتفلُ بنزار.
4
اللغة مَنْ يلبسها أجمل الثيابْ!
القصيدة مَنْ يجعلها أطيب ما
تكون!
تلاميذ العشق ماذا سيقولون؟!
شعراء الوطن ماذا سيفعلون؟!
رحلتَ…رحلتَ يانزارْ
5
نزارٌ اختصارا للأماني
انتهاكٌ للخطأِ
اقترابٌ من الله
امتدادٌ للأنبياء
وسورةٌ لمجدِّ الوطن.
6
نزار قبيلة شعرٍ
كتيبة ياسمين
فصيلة عصافير
ولواء مدجج بالحبِّ
7
للمتنبي مدينة تُدعى حلب.
لنزارٌ دمشق وبيروت
وكل العرب.
8
توقفَ قلبهُ عن إدمان الشعر
دمعة من عيون الآلهة…
انسلخت.
كراسات الحبِّ…،
تباعدت.
قصائدُ الأرضِ تناثرتْ
هدايا الأطفال تمزقتْ
وانزوى الموت خجلاً…
ماذا…
فعل؟!!
9
مفرداتي تفرُّ من أصابعي.
عصافيرَ غيبَّ الموت شاعرها
كلماتي مطعونة في كبريائها
قصائدي لا تقوى على الرثاء.
وحده الذي يبقى هذيان الوقت
والموت.
10
الفرشات الملونة بأهداب نزار
جابت البحار.
تبحث عن أنفاسه
لتصنع زرقةَ عينيها…
أينَ نزار؟!
11
قلتَ فيما قلتَ:
(عندما تبدأُ البنادق بالعزف…تموت القصائد العصماء)
وقلتَ فيما قلت (كلُّ ليمونةٍ ستنجب طفلاً ومحالٌ أن ينتهي الليمون)
مرحى للعين التي بكت…
*** عبد الأحد قومي.
العدد 8تاريخ حزيران 1998م.
من نشرة الجزيرة الخضراء.
القصيدة الثانية:
بانوراما الثقافة عام 1999م
وهذا آخر ماكتبه في جريدة الجزيرة الخضراء بعددها
15كانون الثاني من عام 1999م.
1
(عام 1999)
عامٌ يجيءُ مثقلاً بالأمنياتْ
عامٌ نتلوهُ فتخضرُ الأصابعُ بالبكاءْ
عامٌ يقتربُ بنا من سلةِ الوقتِ
نُدركُ أنَّ الحلم يجتهدُ في دروسهِ
كي لا يرسب في صفهِ
2
بيان
قرائي خمسة
أُمي حين تُلامسُ حزني
وتفتش في روحي عن نكسه
وصديقي/ يقرئني كي يتذكر نفسه
ورفيقة دربي حين تُفاجئني خلسة
ورقيباً يتصيدُ أخطائي المندسة
وأنا…آهٍ من ولدٍ أهملَ درسهُ
بيانٌ متأخر …والآن لم يتبق من قرائي
إلاَّ اثنان
(أُمي تركتني كي تنسج حبات الدمع قميصاً
لمكاتيب أخي المغترب النائي…
حتى الإدمانْ.
وصديقي تطحنهُ الدنيا
حتى ما عاد يفكُ الخط
فآهٍ من هذا النسيان
ورفيقةُ دربي
يشغلها عني المرض الداهم
والأقراص
فلم يبقَّ منها إلاَّ الذكرى
والعينان).
مازال على العهد رقيبي
يتلذذُ حين يذكرني
كي يُلقي القبض على أخطائي
من دون توانٍ
وأنا أقرؤني
أتلو علي أمسحُ عن وجه العالم
بعض الأحزان.
***
عبد الأحد قومي.
كانون الثاني.1999م.
القصيدة الثالثة:
بيانات الافتتاح
1…افتتاح الوهج
يستبيحُ المدينة للضياءْ
يتعلقُ الهتاف يصيرُ بيارق
لشابٍ أسمر يكحلُ المدى
بالأنفاس المترفة بالصهيلْ
2…عرقُ الرجال صناع المجد
يغسلُ أسطورة النهر
بنثار من دمٍ وباقات أقحوان
فتضجُ الملامح بالفرح.
3…الخابور يعطر وجه الأرض
يحرث المدى
فتشتعلُ الحسكة بالقصائد
والصبايا
وقصاصات الورق الملون
بألوان زهونا الأبدي
4…(قطف الزهور)1
امرأةٌ تحتضنُ الزمن
تُهدي…(تل حلف)2 قبلاتها
فينتشي عيدنا بالحلوى
وعصافير الدوري.
5…(تل بيدر)3.وضوء البدر.
وقامة الشمس.
==:1=قطف الزهور: ويقصد بها مدينة رأس العين.هكذا كانت تُسمى في العهد السرياني القريب.
2=تل حلف: يقع تل حضارة غويزانا. أو تل حلف إلى الغرب من مدينة رأس العين وكان يبعد في السبعينات بحوالي 3كم عن المدينة.
3= تل بيدر:قرية تقع على طريق الدرباسية الحسكة.45كم ولكن تلها مدينة آشورية تعود إلى العصر الآشوري الجديد 900سنة قبل الميلاد.
ووجد فيه وثائق تعود إلى القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد وهي باللغة الآشورية المسمارية ،اسمه الحقيقي (مملكة ناكار)
6…(تل براك)1
الصارخة بالخصوبة
القابضة لنسيم الهواء
ما تزال تبعث جدائل
وسنابل
وشهقة الولادات
7…الحسكة
توزع شعرائها على أصابع الوطن
(وعامودا)2…قائمة تطول لا تنتهي
وتبقى الأمنية.
8…(تل جميلو)3
مازلتُ أذكر رسائل السنونوات
وغنج التل في المساءات
الناعسات
وباقات الحرمل والقيصوم
وأذكرُ في زحمة الأشياء:
وجه أبي
وحطام فداننا العتيق.
9…عامل النفط يصعد السلم.
يرفع جبهتهُ عالياً
ينظر بعيداً
قلبه كرة نار متدحرجة
وطفلهُ مازال ينتظر.
----:1= تل براك:هو مهد لحضارة آشورية وكان من أهم الأماكن التي كانت للقائد جمدة نصر الآشوري(3100.2900) قبل الميلاد.
2=عامودا: بلدة تقع في شمال سوريا على مقربة من الحدود السورية التركية.
وقد بُنيت في منتصف التسعينات من القرن التاسع عشر وبعد مذابح سفر بلك
التي حدثت خلال الحرب الكونية الأولى في القرن العشرين.
وأول من بناها هم القلعة مراوية.
ومنها السيد سعيد اسحق الذي كان له شأناً في البرلمان السوري
وأصبح رئيساً بالوكالة لمدة تزيد عن 60 ساعة في عهد بشارة الخوري.
3= تل جميلو: قرية اقصورانية تقع في جنوب قرية تل بيدر.
كان يمرها من الغرب رجلة عويج(التي وردا ذكرها في أشعار عبد الله الفاضل).وفي تلك القرية
عاشت أسرة الشاعر عبد الأحد قومي.وفيها لهم مُلكاً وكان الشاعر يزورها دوماً ويعمل بها.
10
بشائر نحملها أوجاعنا
أحلامنا
بشائر الوطن في عينيكَ
انهض بنا أقحوانات تتلو وصاياها
تسيجُ الحلم بحكايات القادمين
ارفع نوارس البحر
ارفع أوسمة الصحراء
سجل قاسيون عنفوان دمشق
شهيقنا الأزلي :
وطن…؟!
***
عبد الأحد قومي.
آب 1999م
القصيدة الرابعة:
الاحتفال
1…تشرين امتدادٌ للدم.
قيثارة الآتي من الأيام.
تشرين قصيدة تومض بالشهقة البكر.
تفجر وجهك بي.
2…(الجزيرة الخضراء)1.تحتفلُ بذكرى زفافها
وتشعل شمعتها
وتمضي في شارع العشق.
3…مرحى للذين يحترقون بعشقهم للأرضِ
ولا يتوبوا عن رؤاهم.
4…طوبى للذين قالوا الحق وعشقوا الحرية.
5…تعالي نقتسم لفافة تبغي
والرصيف
والأغنية.
6…أدعوكَ لتصنع معنا
كعكةً لفرح الأطفال
لتزرع نبتةً خضراء في (الجزيرة).
لتكتب مقالةً أو قصيدةً.
لتقرأ نثار الكلمات
لتكون رسول فرحٍ وأمنية.
7…أضمومة ياسمين للذين غادروا المركب.
وهم يلوحون للرحلة التالية.
1= الجزيرة الخضراء: يقصد بها الجريدة التي تصدر في محافظة الحسكة.
8…في طفولتي
كانت أُمي تصلي صباحاً لأجلي.
وتملأُ محفظتي المدرسية بالكتب والطعام.
وتزرعُ في وردة القلب حب الوطنْ.
9…نوّار القلب
يفتح صفحة جديدة للقصيدة
نوّار القلب
يملأُ الوقت بالأسماء والأغاني.
10…هل ترحل أيها الشاعر؟!!
مَنْ يُداري حراككَ؟!
مَنْ يقطفُ وردة الروح؟!!
هل يشتهي اللغة وساماً للخابور؟!
انثر دمكَ…
قصائدكَ…
أصابعكَ…
لوجه التي تحب.
***
عبد الأحد قومي.
تشرين الأول.1998م.
القصيدة الخامسة:
سرابٌ هو الرحيلْ
هو رحيلٌ طاعنٌ بالسرابِ.
تلَّةً تلّو أخرى
وسرابٌ يسقي المدى
ويتوهُ مدللاً مثل أميرة
منتشياً مثل إلهٍ يطيح المسافات.
أَقْبَلَ .تَدْمَعُ عيناهُ على قدم الرحيل.
فَتَحَ أصابعهُ، فرّتْ قرنفلةْ
راحلٌ وفضاءاتُ روحهُ مفتوحةً لشوقٍ على شكلِ امرأة.
معطوبةٌ هي البلادُ التي تمدُّ ببحارها لدمعِ عينيكَ
باردةٌ هي الشموسُ التي لا تشتهي جبينكَ.
كسولةٌ هي الألوانُ التي تغفو على دمِّكَ المباح.
***
آهٍ يا للمسافة الفاصلةِ بينكَ
ورياحِ صبواتكَ النازفةِ مثلَ وجهٍ
يغتسلُ
بالندى
يتوقُ القبلةَ.
ماينوسُ في روحكَ ليس إلاَّ روحُكَ.
ومايحترقُ في صحراءكَ ليس إلاَّ أصابعكَ الواهمة.
وما يطفو هو خشبٌ ملأتهُ الدّودُ سوساً ونخراً وموتاً.
وحدُكَ تعلوكَ الحياةُ الطافحةُ
لوجهِ قنديلٍ مُدمن الاحتراق
اللامنتهي
وآهٍ منكَ، وآهٍ من فضاءات روحكَ والبلاد…
مساء
المساءُ يهبطُ
وأنتِ تهبطينَ في القلب
القمرُ يصعدُ
وأنتِ تركضينَ باتجاهٍ يوصلكِ لي.
حياتي حجارةُ الدروبْ
كنجمةٍ تسقطُ إليها الأحجار.
الحافلةُ الكبيرةُ أزهقتْ النبضةُ الأولى لقلبي.
ـ نثرت البقيةُ على الطريق توزعتها الماّرةُ ـ
الفتاةُ التي كانتْ تقفُ في آخر الصفِ
تقاسمتِ النبضةُ الأخرى مع الحافلة.
كَمْ من الحبِّ يلزمنا لنغيّرَ لون الإسفلتِ إلى أبيضٍ ناصعٍ؟!!!
كمْ طعنةٍ تكفي لقتل العاشقِ أنا…؟!!
***
الطريقُ المخرّبُ إلاَّ منا
كان يطيرُ في السماءْ
يصرخُ لعبورنا السريعِ.
للمرأةِ
التي تهبُ أصابعها القصيدة
للمرأة المدينة
بعضُ أجنحةٍ من رمادٍ وقلب يطفحُ بي.
أيتها المرأة
من أينَ أعبرُكِ للنهر الذي يلي خاصرتكِ؟!
تسقطين وحيدةً في رمال القلب.
والرمالُ تعلنُ توبتها على يديكِ
البحرُ
يشهقُ باللغةِ نصنعها سوية.
***
للشجرةِ التي أرَّختْ لحظةَ عبورنا
للطريقِ الذي ضاعَ من خطواتنا
للسائقِ الأرعنِ
لكلِّ هؤلاء، أقدمُ حبيبةً وعوسجةً وخنجراً.
الخابور
الذي ما يزال ينظرُ الجسرَ المعطوبَ كماي.(مثلي)
ومطاطُ الإطارات سيهيىءُ المكان إلى احتفال
لأعمدةِ الكهرباءِ المنسلةِ من الروحِ عموداً عموداً
للمنحى السريع أزهقتُ اللحظةَ الأخيرةَ من الوقتِ
الضوءُ الذي يُبدَدُ الكلام الجميل
هو ظلمةٌ قاتلة.
***
عبد الأحد قومي.
القصيدة السادسة:
قولي أنَّ الشاعر لا يموت
مرّةً صعدَتْ الروح فكنتِ
مرّةً توهجَ اللهُ بكِ فكنتِ
أشهقُ بكِ
فتكون أبجديتي لغةً للعاشقين
حروفاً لازمةً للغةِ البحر
حين يخاطبُ (أدونيس)
موجةً تحملُ وجهكِ رايةً لأشرعتي.
مَنْ الذي يصعّد الألم ليصيرَ أرجوحةَ فرحٍ…؟!
مَنْ ذا الذي يمنحني ـ سوى عينيكِ ـ
عاماً آخر أحياهُ.؟!!
فالجسدُ مثقلٌ بالموتِ،
الموتُ الذي يجيءُ مثل طعنةٍ حازمةٍ
مصوبةٌ باتجاه الروح لاتخطىءُ في مسارها
كمْ من الموت يكفي ليموت الموتْ؟؟؟!!!
كمْ منهُ لتحيا ألوان شَعركِ مضرجةً بدمي…؟؟؟!!
وزعيني على الأطفال والبحار والصحاري
والخابور الذي يتوه باحثاً عنكِ.
عن أصابعكِ
كوني مشتهى الروح
قولي أنَّ الشاعر لا يموت
***
عبد الأحد قومي.
القصيدة السابعة:
مســـافةً
مسافةٌ تحتوي عصفورة القلب
وصحراءٌ تباعدُ نخيلها عن بغومها
عند موقف الريح تلتقي شهقاتنا
ثمَّ تفترقَ متوحدةً صوبَ تجلي النار
آهٍ…ياحلم الانهيارِ وزوبعةُ القصيدة الموجعة،
تقتربُ منكِ ساعة الرحيل
وتبتعدُ عنكِ امرأة مشتعلة بزيت روحكِ
لا يطفئها ضوء نهاراتكِ المتسعة المتسعة
كما قلبكِ
***
صرخةُ ريحٍ تعصفُ بوردةِ القلبِ والموتُ مباح.
والنهرُ ينتظرُ
وجهك يأتيهِ بالخفايا والموالِ المترعِ بالأوف
مثلَ بحارٍ تضيّعُ النجومَ والجزرَ ولا تتوه.
آهٍ من جنونكِ، من جنون روحكِ ما الذي تبتغيهِ..؟؟!!
عالماً تسمو فيه روحكِ
عالماً وطناً تشتهي فيه وجهكِ
امرأةً تعلو ثمَّ تعلو وتسقطُ في زنبيل طهارتكِ
أيُّ شاعرٍ أنتَ
والمدنُ علبٌ
والطرقاتُ مفتوحة للإنحناءْ؟!
والخنجرُ صليبكِ تحمّلهُ في قبلكَ تأشيرة توبةٍ وعفاف
أيُّها المكتظُ بالانكسارات ـ بها
دمعةٌ تطرزُ قدميكَ
وقرنفلةٌ تفتحُ أصابعكَ لهديلٍ لا يجيء
والبلادُ بلادكَ تقفُ عند متراسِ الخجلِ
واحدةً لا تصيبها رعشةُ الخصوبةِ وأنتَ
في المدخل الأول تشتاقها في المنتهى …
لا تتوب.
أيُّ شاعرٍ أنتَ ملعونٌ في قصيدة الانتماءْ.
***
حينَ تصيرُ المسافة مدناً للملحِ وخناجر
وتجيءُ العصافير المذبوحة
تحتفلُ بأعيادها
تحرقُ رياشها
لتبعث الدفء في أنهار باردةٍ يكسوها الجليدْ
حينها يسقط القلبُ ويصرخُ مسيحٌ في أعاليه
والعذراءُ تمسحُ وجه طفلةٍ تُدعى(…)
والبحرُ مضاءٌ لحيتان متوحشةٍ …
والكلُّ سرابْ
مباركة بسمات الأطفال
مباركةٌ عيون تتكسرُ في مرايانا البليدة
مباركةٌ أحزانُ الشعراءْ
ووحدكَ من ترسل له البطاقات المترفة بالشوق.
***
عبد الأحد قومي.
القصيدة الثامنة:
والقبائل لها أعرافها لا تحيد عن قتلك
حلمٌ غير مدّجنٍ يأتي
وأصابعي أهزوجة للمطر.
تفيضُ أغانيكِ الراعشاتُ.
يختنقُ المدى، بوجهي فأراكِ
تشعلين المكان…
ولنحتفلُ سويةً بالعتمةِ ونقرأُ الفاتحة…
لكلِّ مسافات التشظي بيرقاً
نصنعهُ من رماد.
والريحُ مثلي تشتهي الانتحارَ
عند النهر الذي لا يتوب من السعال.
ويقذفُ المدينة بالبطيخ الأحمر وشيئاً من دمي.
هل تقفُ عند قدميكَ كلّ الخناجرِ؟!
هل تُعلنُ موتَ اللحظة الحاذقةْ؟؟
هل تصلُ أصابعكَ أرجوحة الشاعرـ
العاشق ـ
معلقاً يتدلى
كما المكان
وحيداً حين تراها الفراشات
مزهواً بنشيدٍ من صباح.؟!
والقبائلُ لها أعرافها لا تحيد عن قتلكَ.
تشرّعُ موتكَ بيارق خصومة وتعبْ.
أزقةٌ لمراثي الموج والبابُ موصدٌ والطبلُ يقرعُ
تعال نشكلُ جسدينا على شكل إله.
هي رقصةٌ للفراغِ بحجمِ جمجمةٍ
تتداخلُ الريحُ بين الفؤاد وعقلُ بائعِ الحلوى
فيتكون المشهد…
وتتساقطُ تفاحة الروح
في سلةِ يتوهمها قاتلك…المقبرة.
يالكَ من تَعِبٍ أيُّها الفادحُ بالحبِّ والبلاد.
والطريقُ لا يوصلك إلاَّ للاسكافي في نهايةِ الزقاقْ
فتدفعُ وتُغادرُ المكان ـ كما جئت ـ معبأ
بالموت البهي
فيلةٌ تحيكُ إكليلا لعامل السيرك من شهقتكَ
فتشهقُ بالبلادِ كلَّ البلاد
ويقصيكَ المرفوضُ نثاراً
لأرض السيركِ فتوصمُ وجه المتفرجين بعارٍ وقنبلةٍ
مَنْ يُبدلُ الألوان
ويشعلُ قوسَ قزحْ
سوى دمي؟!!!
مباركٌ صهيلُ المقصلة.
عاشقٌ جبينكَ لصعود الجلجلة.
تعال نوزع أظافرنا
على بوابات(دمانا المقبلة).
***
عبد الأحد قومي.
القصيدة التاسعة:
هي النبوءات المكتظة بالعويل
هي رحلة القادمِ … الراحل…لا فرقَ
تسقطُ تفاحة آدم الآن في يدي
وتضيع قوانين الهندسة الأقليدية
فأبحثُ عن مدينةٍ ما خرّبتها قصائد المدح
أو كومة الدم والنفط.
تلك المدينة ـ التي عرفتها ـ في لحظة سكر
ما عادت تُدخلكَ سروالها ولا عادت تشتهيكَ لأنكَ المشاكسُ
في وجهكَ صليبُها …في يديكَ نثار دمها
وآهٍ أيُّها الشاعر المتكاثر في البلاد
ماذا دهاكِ، أيةُ سنونوة باغتك بالسلام
وآهٍ أيُّها المترف بالقصيدة ـ بي
حين نتقاسمُ الممالك كصفصافةٍ ماضيّعتها الرّيحُ
وحين أتعبُ تراني مثل ياسمينةٍ
أوزعُ عطري
وأُلقي التحية على مدينةٍ موبوءة بالنعاس الثمل.
أحملُ جمجمتي وأسوس الحبل الملتف ألفَ مرّةٍ
وأُغني للرحيل…
العصافير التي لا تراك لا تعرفُ المشوار المسائي
والحديقة التي انتظرتك…لا تعرفُ أنكَ أجردُ من ملابسكَ.
ملابسك الناعسة على الشريط لا تعرفُ أنها الوحيدة.
بائعو الألبسة يعرفونها تماماً،حفظوك
لأنكَ لا تأتيهم أبداً…
***
عبد الأحد قومي.
مواضيع مماثلة
» تابع للديوان الثاني....أينَ دمي الذي سرقته القبائل؟!!عبد الأحد قومي
» تابع 2 للديوان الثاني....أينَ دمي الذي سرقته القبائل؟!!عبد الأحد قومي
» قصة قصيرة بعنوان: هذيان ..للشاعر الراحل عبد الأحد قومي
» قصيدة بعنوان: سرابٌ هو الرحيلْ...للشاعر الراحل عبد الأحد قومي
» على يديك يتوب الجنون.قصيدة للشاعر الراحل عبد الأحد قومي
» تابع 2 للديوان الثاني....أينَ دمي الذي سرقته القبائل؟!!عبد الأحد قومي
» قصة قصيرة بعنوان: هذيان ..للشاعر الراحل عبد الأحد قومي
» قصيدة بعنوان: سرابٌ هو الرحيلْ...للشاعر الراحل عبد الأحد قومي
» على يديك يتوب الجنون.قصيدة للشاعر الراحل عبد الأحد قومي
إسحق قومي :: الشاعر الراحل عبد الأحد قومي :: الأعمال الشعرية :: الديوان الثاني... أين دمي الذي سرقته القبائل؟!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى