الطبيب سامر أصلاني يكتب لي رسالة.....

Plastic surgeon كتب:



كانت الساعة قد عبرت الواحدة
منهكا تعبا ...
من خياطة جروح لطفلة واعدة
حوادث سير ومرضى ...
في هذه الدنيا الماردة
صعدت إلى غرفتي
هربت إلى فراشي
من هذه المشفى الجاحدة.
وهاهو النوم يقترب
إنه يطأ أجفاني
آه ما أحلاه وما أشقاني
أخاف من هاتف يرن ..
فاليوم دوري في المناوبة
حسنا أقول في نفسي
تصفح قليلا في المحمول
حتى تعبر الثانية
وفجأة بدون انتظار
تنقر نافذتي عصفورة حانية
تقفز إلى سريري
ترمقني بنظرة صافية
فأجدني أبحث في الجوجل
عن أصلاني وبئر الشركل
وتعود أنت ...
بنظرتك التي تتأمل في البعيد
ترقب منا الولادة الماجدة
طار بعيدا مايسمونه النوم
أيقظت جوارحي
كما توقظ الأمة بالجماهيرالحاشدة
وأخذت أقرأ , أقرأ وأقرأ ...
قبائل وعوائل ...
سد مأرب وجبلة بن الأيهم ...
القصور ومغلوجة ...
الحسكة والناصرة ...
العمات والخالات
الأعمام وأولاد الأعمام
تذكرت الأجداد والجدات
حتى استحالت الدنيا نهارا
وكأني أعيش تلك الذكريات
يا الله ماأروع سردك ..
ما أجمل كلامك ..
يدغدغ القلب بكل انسياب
يرمي كل التعب عند الباب
بساطة لاتضاهيها بساطة
نقاء لايماثله نقاء
والله ستصيحين قرناو ..
انطلقت ضحكاتي جميعها
لأول مرة أشعر بكلام يخصني
رغم كل مافيه من العموم
حديث يقصدني ويخبر عني
دون ان يذكرني
والله قلت في قلبي :
سلمت يداك يا عم اسحق
دام حبك ياشاعر العشاق
ملأت قلوبنا إلى حدود الإغراق
وأنت تروي قصة القصور والأعراق
بيوت واسماء
قرى وأنحاء
جدات وأبناء
وأنا أقرأ ..
بنهم صائم بعد نينوى
نغمات دارت في رأسي
لحظات حزينة مرت في خاطري
لا اشعر بشيئ حولي
عيناي شاخصتان
ترقبان الأسطر التالية
تذكرت وأحسست
كأني أعيش في زمان ليس زماني
في كلمات لها أبهى المعاني
حزنها وفرحها
طيبها وجبروتها
تلميحاتها ووضوحها
وكلما تصفحت أكثر
كلما اتسعت صورتك أكثر
لقد كنت كبيرا جدا في ناظري
لكنك أصبحت اليوم أعظم وأكبر
حرارة تسري في يدي
وقشعريرة تجتاحني
آه إنه صراخ المحمول !!
فأنا أتصفح من خلال المحمول
أشعر بحركة غريبة قربي
نعم نعم
هاهي العصفورة نائمة
عندها نظرت من خلال النافذة
إنه صباح يوم جديد
قفزت من سريري
لأتنشق هواءا صباحيا منعشا
وإذ بها تطير بعيدا
بعد أن همست في أذني كلاما
قالت لك :
ماقرأته في سطورك ياشاعرالعشاق
جعلني أولد من جديد ..
فقد آن الأوان لهذا الشعب
أن ينطلق نحو السماء الواعدة.
ودمت لي.

بقلم الدكتور سامر أصلاني
سوريا