أَشهدُ إِني أُحبُها.....اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
أَشهدُ إِني أُحبُها.....اسحق قومي
أشهدُ إِني أُحبُها
اسحق قومي
منذ أن كانت الأرضُ خربة ً وخاوية.كنتُ هُناكْ،اغتسلتُ بمياه الأنهار الأربعة وتعمدتُ بأشعة الشمسْ.تعريتُ أمامَ الآلهة كيما تبدأُ مواسم الهجرة إلى الذات....قبل ولادتي كنتُ قد تعلمتُ أبجدية عِشقها وقرأتُ نصوص كينونتها...فجازتْ في نفسي عواصفٌ وصواعقٌ ..وحينَ مالت الشمسُ للغروب رأيتُ كوناً مظلماً لولا الكواكب والنجوم والمجرات....أنا مبدأُ الأوجاع والموت..الولادة أنا سِفرُ الحياة والتكون....صعدتُ أكثر من مرة ٍ إلى أقاصي السماء...فكانت أضواءُ الكواكب والمجرات تأخذني إليها زائراً...هناك سجلتُ اسمي ومفردات العناوين السبعةْ،
إلى أعماق المحيطات نزلتُ وساقني قدري إلى امرأةٍ مسربلةً بالجمال حورية البحر هي....كانت متسربلة بثياب عرسها المؤجل منذ مليون عام....وسألتها هل فقدت حبيبها..!!!
كانت تتجول في أعماق المحيطات على فرس ...لها أجنحة كأنها فراشة عبر الغمام....وذات الفرس قُدّت من إرجوان البحار وتزين بقلادة ٍ صنعتها الجنيات من (دلمن)...دلمن التي سيأتيها (جلجامش) من بعدي ويحصل من نبات الحياة الدائمة،هناك سمعتُ صوت مزمار ٍ حزين...كان المنشد يُنشد مقطوعة حزينة كأني سمعتها قبل ولادتي....أصوات عاشق ٍ وعاشقة...أصوات الفارين أمام جحافل الأجلاف والقتلة..أصوات الأبرياء وهم يُضطهدون في أرضهم....سألتُ الصدى عن هؤلاء...أخبرني أن العرس قادمٌ ولكنه لن يبدأَ إلاَّ إذا صليتُ للجهات الأربعة..ورفعتُ رأسي إلى الأسفل...وانحنيتُ على خاصرتها المكتنزة...وقبلتُ جدائل شعرها الأسود ...ولامستُ جفونها بأناملي ....صوتٌ آخر جاءني قائلاً لا لا...... العرسُ قادمٌ.....
ودماءُ الأبرياء لن يجفَّ حتى تأتي ساعة المخاض العجيب...يوم تجف الأنهار الأربعة وتتصحر الأرض وتعلو السماء سحابة الدخان الأسود....
ستمارس معهم طقوس البراءة وتأكل معهم المنَّ الثاني وهو الأول....سـتأتيك الكروم محملةً ً بالزبيب الأصفر...وأما التمر فهو أفضل أنواع الهدايا في صحراء غربتك....
ورأيتُ نهراً قالوا: أنه الخابور...سألتُ معنىً له...فقالوا أنه رفيق الأرض...التي لم تُفلح...هناك سمعتُ صبية آشورية تصيح وقد التف على ساقها عربيدٌ كأنه حبل دلوٍ ...لكن جمعاً من الشباب فكّ أسرها وقتل العربيد....وحين لمحتها وجدتها تعرفني...كان شعرها بلون سواد الليل وعيونها سوداء...ووجهها قمرته شمس بلادها...أظنها في العشرين من عمرها...قامتها باسقة كالحور...البراءة في عينيها.وحين سألتها من أيِّ القُرى أنتِ؟!! قالتْ: من قرية أم غركان أنا من تخومنايا...الله كأني أعرفها....
دعتني مع هؤلاء الشباب لزيارة قبر جدتها العجوز...هناك رفعنا التقدمة....ويا للغرابة فقد صلينا كأننا نعرف بعضنا منذ أكثر من مليون عام....انفك الجمع وبقينا لوحدنا..أنا وهي...سألتها أتعرفين من أنا ؟!!!
ضحكت وقالت: ألستَ أنت سيزيف العصور؟!!!! يا للعجب...
تعرفينني حقاً....ضحكت وقالت: أنا ولدكَ في كبري واسمك معناه الضحك...الحبل بك دام عصوراً وعصور...وأزمنة توارت فيها نجوم ونجوم....وحين ولدتك....ابتهج الكون كله....
ضحكتُ منها طويلاً وقلتُ: أَأنتِ من ولدتني؟!!!!
أنت صبية صغيرة لا زلت غير مجربة ولا تعرفي معنى العشق ..
والهوى....قالت: عليك أن تصدق ما أقول...
أنا أُمك وعشيقتك وحبيبتك...تعالى إليَّ فقد مللتُ غربتك...
يا للعجب..هل أنا في حلم ٍ؟!!!
وضعت يدها على كتفي وقبلتني :
تعالى هناك محراب حبي....تعالى إليه وأقسم أنك تُحبني...
ذهبتُ معها ..هناك فوق تل صغير كان محراب حبها...وعلى أبوابه السبعة أقسمتُ لها قائلاً....أشهد إني أُحِبُكِ.....
****
اسحق قومي
ألمانيا
6/9/2009م[/b]
[/size][/center]
مواضيع مماثلة
» أشـــــــــــــهدُ إِني أُحبُها..........اسحق قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» ماذا كتب الشاعر المهندس الياس قومي عن أخيه اسحق قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» ماذا كتب الشاعر المهندس الياس قومي عن أخيه اسحق قومي
» في الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي....اسحق قومي
» سوناتا مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي وابتسامه مراد...اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى