إرتحالات صوب الآلهة...شعر المهندس الياس قومي

من طرف اسحق قومي الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:39 am

إرتحالات صوب الآلهة

شعرالمهندس: الياس قومي

تحاربني الأقدار من كلِّ الجهات؛
تقطّع أوصالي،
وتشربُ
من دمي وقتَ الصلاةْ.
* * *
أقرعوا طبول الحرب
في جسدي!
مزقوه إرباً،
وزعوهُ
لا تخجلوا!
ليس من أحدٍ!
* * *

أحاولُ كما
كنتُ وغداً
يعشق كلَّ النساءْ.
لأصبغَ وجهي؛
ألونَ جسدي؛
لأحدّث الكونَ في كلِّ اللغات.
* * *
متعبٌ أنا؛
منذُ أنْ كنت وحيداً
في الضبابْ ؛
يوم وُلدتُ ...
تخاصمتِ النارُ
مع السحابْ
* * *
هل من أحدْ ؟!
صوتي ليس ثغاءً
أو طربْ!
لا تخافوا!
العبور ليس لغزاً؛
واختطافُ الروحِ
ليسَ منْ عجب! ْ
* * *
أحاولُ أن أبُعدَ
هذا الغولُ عنيِّ
لا فرق!
فسميه الغضبْ!
يعمي الطريق،
والروح مني؛
فأرتعب!
لكن حياتي؟
محطاتٌ
وقطارٌ لمْ يغبْ!
* * *
انتظارْ...!
الويلُ للصغارْ!
منْ نُتفتْ ريشهم
في غير مواسم
ومن دون اعتذار
أو عتبْْْْْْْ!
* * *
لا تسلني عن السببْ؟
إنه القدر!
" من ماتَ ماتْ "
إنما لا تضلوا!
بعده تأتي الحياة!
* * *
أيها الشاكي!
لما تسخرُ لآهاتي؟
ومأساتي،
اللهمَّ أعنِّي؛
إنِّي لوحدي إليك آتٍ بذاتي.
* * *
تحاصرني الغربة
من كلِّ الجهاتِ؛
حتى التي أحببتها!
تطاردها خيولُ راياتي؛
بعباءتي تتغطى؛
وتنامُ بعشقٍ فوق َعباراتي!
تعطرُ الأجواء،
وكلَّ حاجاتي!
* * *
يا خسارة!
كيف ارتضيت أن ترسمَ
غيمةً؛ ونهداً؛ ومنارة!
إنه التأنيث:
في الخصبِ
والطهر والبشارةْ!
* * *
تجيءُ حبيبتي
تفيضُ حياءً،
مثلُ الغيومِِ عطاءْ
تصيرُ حكايا
لمن في السماءْ
* * *
كلنا مثلُ المرايا
نعشقُ؛
الضوءَ، ننحني
وننكسرْ!
* * *
في الفضاءات البعيدة
بقيتُ وروحي وحيداً
أحلقُّ؛
من دون ريشٍ أو جناح،
يصيحُ بي، قالَ الإله:
تعالَ
هنيئاً لكلِّ السالكينَ
بسفرِ الحياةْ.
* * *

لافال 10/09/2009

المهندس الياس قومي
شاعر سوري مقيم في كندا