رسالة إلى الأستاذ حسين العسّاف في رده على بطاقة معايدة...بقلم الياس قومي...ورد الأستاذ حسين الرائع

من طرف اسحق قومي الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 12:56 pm

رسالة إلى الأستاذ حسين العسّـاف في رد ه على بطاقة معايدة‎.

الياس قومي/كندا:
الأستاذ حسين العساف :قرأت ماأرسلته لذاك الذي يدعي أنه شاعر عربي مصري وردة الفعل نتيجة المباراة الرياضية التي جمعت فريقي القطرين الشقيقين المصري والجزائري في السودان الشقيق، أولاً اشكرك على ماكتبته له، ونتمنى من الله أن يتعظ من كلامك، فنحن العرب أمة واحدة شاء أم لم يشأ أولئك الذين ما زالت العصبية والتعصب المقيت يلفهم، وأظن ياأخي أن النظامين أيضاً ساهما في تأجيج النار لصرف أنظارالشعب عما يعاني منه النظامان وخاصة المصري الذي فقد السيطرة على الشارع المصري ليسلمه للغوغاء الذين يشتمون الشعب الجزائري هذا من جهة، ومن جهة أخرى تبين أنّ أمن النظام المصري عاجز أوعلى الأقل هكذا يبدو في عدم قدرته على حماية إخوتنا الأقباط في مصر من يد اخوتهم الذين إنساقوا وراء غرائزهم تحت ستار الدين، والدين منهم براء. إنني من خلال موقعكم الكريم، وما تتمتعون من صدق في الرؤية والتحليل، وما تملكونه من ححج الإقناع أن تكتبوا وبصوت عال لهؤلاء الذين لايردعهم أحد ممن يسيئون لإخوتنا الأقباط الشريك الوحيد في بناء مصر عبد الناصر ومصر سعد زغلول، الرجاء - ولي كل الثقة إنكم لقادرون- أن لاتغلقوا قلوبكم وعيونكم عما يحدث لهؤلاء إلا لسبب عقيدتهم وإيمانهم، والكل يعلم أنهم من السكان الأصليين في البلاد، وليسوا هم لاجئين.

أطلب منك يا أخي أن تكون الصوت المدوي الذي يدافع عن إخوته سواء في مصر أوفي العراق أوفي فلسيطن أولبنان وبمقدار مانستطيع ان نقول كلمة الحق نكون نبني لوطن ولأمة قادرة على النجاح والوقوف في وجه التحديات. ويقيني إنه ما من أمة عربية من دون المسيحين والمسلمين لأنّ أمتنا إن أرادت التقدم لاتستطيع تحقيقه دون أن ترفرف بجناحيها الخفاقين: الصليب والهلال. وأقول بصراحة إنه لمن العيب ان نكتب في قضايا متفرعة، ولانفكر في أن نفضح الدور الهدّام الذي تقوده بعض الجماعات الإسلامية الأصولية المتطرفة التي لأأدري عما تستند إليه في تكفيرنا نحن المسيحين، وكما يقال الدين لله والوطن للجميع. سامح الله الأخ الذي أزعجك في إنه لم يرسل بطاقة تهنئة للجزائرين، ولتكن لك الشرارة وبداية التطرق لمواضيع حقا هامة والتي هي بحاجة إلى رجالات كبار مثل قاماتكم وليبارككم الرب في مسعاكم وما نحن إلا أبناء أمة واحدة، إنما لكل منا معتقده، ومن هنا تأتي جمالية الوطن والأمة التي ننتسب إليها، والله ولي التوفيق.
kawmi56@hotmail.com

المسيحيون العرب جزء أصيل من نسيج الأمة وعماد نهضتها. رد على رسالة المهندس الياس قومي.
حسين حمدان العسّـاف:
أخي الياس تحية لك وللأهل الكرام كافة.
أشكرك على ماورد في رسالتك، وأ قدرعالياً مشاعرك القومية الصادقة ونزعتك العربية التي أعرفها عنك منذ الصبا، وما أنت ممن يهجرون عروبتهم لمجرد أن يهجروا ديارها ليستبدولوها بنزعات دينية أو إثنية ضيقة، ويأسروا أنفسهم في أنفاقها المظلمة التي تحجب عنهم رؤيا الآفاق الإنسانية الرحيبة. فأنت عربي ابن عربي أصيل، تنحدر من سلالة أجدادك العرب المسيحيين، ونحن عرب قبل أن نكون مسيحيين ومسلمين. المسيح مسيحنا، ومحمد محمدنا، وأرضنا العربية أهدت العالم بالمسيحية والإسلام نورالقيم السامية والمثل الإنسانية الرائعة. وأنا واحد من الناس أرى أن إسلامي، لا يكون حقيقياً، ولا يكتمل إلاّ إذا دافعت عن المسيحية، ووقفت إلى جانب إخوتي المسيحيين في سرائهم وضرائهم، كما أرى أنّ المسيحي العربي، لايكون مسيحياً حقيقياً إلا إذا دافع عن أخيه العربي المسلم. وكم يؤلمني مايحدث لإخواني المسيحيين في العراق ومصرمثلما يؤلمني ما يحدث لإخوانهم المسلمين أيضاً على أيدي الإرهابيين الظلاميين ، أعداء الإسلام والمسيحية على السواء!!
المسيحيون ـ أخي إلياس ـ ليسوا دخلاء على المجتمع العربي، ولا على الوطن العربي كغيرهم، وإنما هم جزء أصيل من المجتمع العربي ، الأرض أرضهم، والوطن العربي وطنهم، هم روّاد نهضة الأمة العربية وصناع حضارتها، أسهموا إسهاماً فاعلاً في تقدم الأمة ورقيها، وهم حماتها والمدافعون الأشداء عن كيانها وعزتها، وهذا شيء لايحتاج إلى إثبات. نحن جميعاً ـ مسيحيين ومسلمين ـ مستهدفون من المتطرفين الذين لايريدون الخيرلنا ، ولا لتماسكنا الأخوي، ولا لعروبتنا، فلنتعاون جميعاً للوقوف بوجههم، والتصدي لأفكارهم التي تهدم، ولا تبني ، تفرّق، ولا توحد، التطرف، لايبني وطناً، ولا يوحّد أمة ولا يجمع شعباً، ولا ينشرحباً. وأنا في الوقت الذي أعتزفيه بمواقف الأب شنودة الوطنية والقومية فإنني أندد بمواقف سيد طنطاوي، مفتي مصر وشيخ الأزهرالذي صافح في القاهرة من رفض مصافحته الأب شنوده، صافح مَنْ تلطخت يداه الآثمتان بدماء الأبرياء اللبنانيين والفلسطينيين في قانا والأرض الفلسطينية المحتلة، ولامجال للمقارنة بين هذا الأب الشهم الأبي الوطني العربي وهذا المتخاذل المتقلب، المدافع عن النظام المصري العميل الذي أساء إلى الإسلام ،. وقد احتضن موقعي الأقلام التي عرّت شيخ الأزهر أمام الرأي العام الإسلامي والعربي . وحين زرنا القاهرة قبل سبع سنوات احتفالاً بالذكرى الخمسين لقيام ثورة عبد الناصرفي مصر، كان البابا شنودة، وليس شيخ الأزهر، أول شخصية قررّنا زيارتها في برنامج عملنا بعد زيارة ضريح عبد الناصر، وذهبنا إلى كاتدرائية الأقباط في القاهرة المطوّقة بحراسة أمنية مشدّدة، وحين علم الأمن المصري أننا سوريون نرغب في زيارة البابا، وسألنا عن السبب: فأجبناه: نريد توجيه الشكرله على مواقفه الوطنية والقومية الصلبة، سمح لنا بالدخول، ومن سوءحظنا كان برنامج عمله حافلاً يومذاك بالزيارات المحددة بناء على مواعيد مسبقة، ولم يكن لنا متسع من الوقت في الإقامة بالقاهرة يسمح بأخذ موعد مسبق من غبطته، وبذا لم تتحقق رغبتنا في زيارته.
أخي إلياس:
موقعي يكتب فيه الأقباط والمسيحيون والمسلمون والقوميون والوطنيون والماركسيون والليبراليون، يحترم الرأي والراي الآخر، لكن بابه موصد بوجه المتطرفين المنغلقين على ذواتهم من مسلمين ومسيحيين، وهو يرحب بأقلام إخواني الأقباط غيرالمتطرفين، وأتمنى أن يظل إسهامهم في موقعي وتواصلهم معه مستمراً.
إنّ موقعي معني قبل غيره بالدفاع عن الأقباط في مصر وعن المسيحيين في العراق وفلسطين من أي أذى ينالهم، أو عدوان يتعرضون إليه في وطنهم العربي مثلما هو معني بالدفاع عن قضايا أمتنا العربية وإنساننا العربي في التحرروالتقدم والوحدة. دمت بخير.
أخوكم:
حسين حمدان العسّـاف
صاحب موقع الكاتب حسين حمدان العسّـاف:
http://www.h-assaf.com/assaf/
البريدالألكتروني:
hussienalassaf@hotmail.com