لمن أبعثُ آهاتي....بقلم المهندس الياس قومي
صفحة 1 من اصل 1
لمن أبعثُ آهاتي....بقلم المهندس الياس قومي
لمن أبعث آهاتي ؟!!!
بقلم المهندس الياس قومي
إليكِ أيتها النار الأبدية
عبثاً كلَّ ما قد حاولت فعله....
عبثاً كلَّ ما أردتُ أن يكون...
عبثاً وجودي متعذباً طي الأيام والشهور...
وكثيرا ما تعبث الحياة بالذين يعبثون بها!!
لقد صلبتُ مرارة أشواقي...وحرقتُ كلَّ ما في داخلي من عواطف وأحاسيس،
ومزقتُ كلَّ صور الحبِّ وعذوبته وعذاباته.
لكن تُرى ما المنتهى!!
لا... فالأشواقُ والعوطفُ والحبُّ هي من سجايا الله الخالق، والمستحبة لدى نفوس البشر المعجونة من تراب الأبدية، ومنذُ اللحظة الأولى يوم بدء الخليقة.
كم كانت خيبتُ أملٍ وفقدان زمنٍ...لقد ضيعتُ نفسي في ديار الغربة، فأصبحت أبحثُ عنها في كلِّ منعطفٍ وشارعٍ وزاوية، وما وجدتها؟!
كمْ تلاحقني ذكرياتي لتعذبني وأحيانا لتقف إلى جانبي يوم لا أحد مما عرفناهم طيلة هذة الرحلة، أنا أتحملُ عذاباتي، أنا أُحبُّ خمرةَ حياتي، إذن أنا عشتار الجمال والنشوة والفرح الذي قلما يأتيك من فوق إنَّه نبعٌ يتفجرُ من أعماقكَ وليغمركَ أنتَ بالذات، ولكن يا ترى أليست الآلام والنشوة والحب هم من مكونات الوجود ذاته!!
ديكارت يقول:أنا أفكر إذن أنا موجود، أما أنا فأقول:أن التصاقي بتراب الوطن يجعلني أحسُّ بوجودي، وأنا ممن يبحثُ عن هذا الوجد عينه!!
بآلامي هجرتُ وطني – وكم من مرةٍ أحببت آلامي – وبذكرياتي استطعت البقاء جسداً وليس بالروح، بدموعي ملأتُ كؤوس أحزاني، فشربتهنَّ حتى الثمالة، لكنني أعلم علم اليقين إنَّ جلجلة آلامي هناكَ في تلك الديار – وما حباها الله من جمالٍ وروعةٍ في الخلق والإبداع – أنا أراها بأم عيني نعم أنا أراها كلَّ يومٍ من خلف المحيطات والبحار، أرها من خلال الأشعة السرمدية
التي هي الأسرع من كلِّ الأقمار التي تحوم في الفضاء ومن كلِّ التقنيات، أنني أراها من وراء ذاكَ الشعاع المنبعث من على صفحة القمر، برج الاتصالات الذي وضعه الخالق منذ بدء الخليقة لأمثالي ممن يتطلعون بالروح، ولألتقي بممن أحببتُ في كلِّ ليلةٍ. ولأرى صورة أمي وأبي والأهل والأصحاب، لأرى صورة الوطن الذي مازال يكبر ليغطي مساحة الكون كلَّه، الذي مازال يحرقني الحنين إليه حتى ليحولني إلى بقايا من رمادٍ، لتتناثر مابين سهوله ووديانه وهضابه وجباله حيثُ رفاة الآباء والأجداد، وليكون مثل غبار الطلع يحمل الخصوبة إلى حقوله وبساتينه وأنهاره.
فاعبثي أيتها الآهات...وخذي ما تريدين وما شئت من هذا الجسد الزائل، لكن أقولُ لكِ: لن ولم تستطيعي أن تنالِ من روحي التي ستبقى خالدةً خلود دمشق،
شامخةً شموخ قاسيون، صامدةً صمود جبل الشيخ، كريمةً مثل سهول الجزيرة، متدفقةً تدفق بردى والعاصي والفرات والخابور، معطرةً بعطر الغوطتين، ومكللةً بكلِّ صور العشق من بلادي، وحتى آخر نخلةٍ في صحراء الوطن!!
قلبي يعجُّ لوعةً واشتياقا ، والرياح تعصف بما تبقى في حديقتي من ورود ورياحين، ولتختلط نسائم الأريج مع الأشواك والحشائش التي قذفتها يد الإنسان
خارجاً، فيبست وصارت مداسا ًلكلِّ الدابات تنتظر دورها حيث الأودية والقمامة والاضمحلال.
كم أحبُّ الإنسان وهو يحلم، لكن كم أحبُه أكثرَ عندما يرسم أحلامه بيديه.
لقد صقلتني النارُ الأبدية – نارُ شمس بلادي – فرسمت قمراً أسمراً
وإلى الأبد ليعلو جبهتي، فما عدتُّ أخشى حرائق كلَّ الغابات؟!
* * * *
كندا مونتريال لافال.
الياس قومي
بقلم المهندس الياس قومي
إليكِ أيتها النار الأبدية
عبثاً كلَّ ما قد حاولت فعله....
عبثاً كلَّ ما أردتُ أن يكون...
عبثاً وجودي متعذباً طي الأيام والشهور...
وكثيرا ما تعبث الحياة بالذين يعبثون بها!!
لقد صلبتُ مرارة أشواقي...وحرقتُ كلَّ ما في داخلي من عواطف وأحاسيس،
ومزقتُ كلَّ صور الحبِّ وعذوبته وعذاباته.
لكن تُرى ما المنتهى!!
لا... فالأشواقُ والعوطفُ والحبُّ هي من سجايا الله الخالق، والمستحبة لدى نفوس البشر المعجونة من تراب الأبدية، ومنذُ اللحظة الأولى يوم بدء الخليقة.
كم كانت خيبتُ أملٍ وفقدان زمنٍ...لقد ضيعتُ نفسي في ديار الغربة، فأصبحت أبحثُ عنها في كلِّ منعطفٍ وشارعٍ وزاوية، وما وجدتها؟!
كمْ تلاحقني ذكرياتي لتعذبني وأحيانا لتقف إلى جانبي يوم لا أحد مما عرفناهم طيلة هذة الرحلة، أنا أتحملُ عذاباتي، أنا أُحبُّ خمرةَ حياتي، إذن أنا عشتار الجمال والنشوة والفرح الذي قلما يأتيك من فوق إنَّه نبعٌ يتفجرُ من أعماقكَ وليغمركَ أنتَ بالذات، ولكن يا ترى أليست الآلام والنشوة والحب هم من مكونات الوجود ذاته!!
ديكارت يقول:أنا أفكر إذن أنا موجود، أما أنا فأقول:أن التصاقي بتراب الوطن يجعلني أحسُّ بوجودي، وأنا ممن يبحثُ عن هذا الوجد عينه!!
بآلامي هجرتُ وطني – وكم من مرةٍ أحببت آلامي – وبذكرياتي استطعت البقاء جسداً وليس بالروح، بدموعي ملأتُ كؤوس أحزاني، فشربتهنَّ حتى الثمالة، لكنني أعلم علم اليقين إنَّ جلجلة آلامي هناكَ في تلك الديار – وما حباها الله من جمالٍ وروعةٍ في الخلق والإبداع – أنا أراها بأم عيني نعم أنا أراها كلَّ يومٍ من خلف المحيطات والبحار، أرها من خلال الأشعة السرمدية
التي هي الأسرع من كلِّ الأقمار التي تحوم في الفضاء ومن كلِّ التقنيات، أنني أراها من وراء ذاكَ الشعاع المنبعث من على صفحة القمر، برج الاتصالات الذي وضعه الخالق منذ بدء الخليقة لأمثالي ممن يتطلعون بالروح، ولألتقي بممن أحببتُ في كلِّ ليلةٍ. ولأرى صورة أمي وأبي والأهل والأصحاب، لأرى صورة الوطن الذي مازال يكبر ليغطي مساحة الكون كلَّه، الذي مازال يحرقني الحنين إليه حتى ليحولني إلى بقايا من رمادٍ، لتتناثر مابين سهوله ووديانه وهضابه وجباله حيثُ رفاة الآباء والأجداد، وليكون مثل غبار الطلع يحمل الخصوبة إلى حقوله وبساتينه وأنهاره.
فاعبثي أيتها الآهات...وخذي ما تريدين وما شئت من هذا الجسد الزائل، لكن أقولُ لكِ: لن ولم تستطيعي أن تنالِ من روحي التي ستبقى خالدةً خلود دمشق،
شامخةً شموخ قاسيون، صامدةً صمود جبل الشيخ، كريمةً مثل سهول الجزيرة، متدفقةً تدفق بردى والعاصي والفرات والخابور، معطرةً بعطر الغوطتين، ومكللةً بكلِّ صور العشق من بلادي، وحتى آخر نخلةٍ في صحراء الوطن!!
قلبي يعجُّ لوعةً واشتياقا ، والرياح تعصف بما تبقى في حديقتي من ورود ورياحين، ولتختلط نسائم الأريج مع الأشواك والحشائش التي قذفتها يد الإنسان
خارجاً، فيبست وصارت مداسا ًلكلِّ الدابات تنتظر دورها حيث الأودية والقمامة والاضمحلال.
كم أحبُّ الإنسان وهو يحلم، لكن كم أحبُه أكثرَ عندما يرسم أحلامه بيديه.
لقد صقلتني النارُ الأبدية – نارُ شمس بلادي – فرسمت قمراً أسمراً
وإلى الأبد ليعلو جبهتي، فما عدتُّ أخشى حرائق كلَّ الغابات؟!
* * * *
كندا مونتريال لافال.
الياس قومي
مواضيع مماثلة
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» هل يعي الرجال؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» من يُعيد لي طفولتي؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» رتعاشاتْ أخر الحلمْ....بقلم المهندس الياس قومي
» عندما ينسى الكِبارْ...بقلم المهندس الياس قومي
» هل يعي الرجال؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» من يُعيد لي طفولتي؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» رتعاشاتْ أخر الحلمْ....بقلم المهندس الياس قومي
» عندما ينسى الكِبارْ...بقلم المهندس الياس قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى