أقلدكِ الياسمين أنشودة ....اسحق قومي

من طرف اسحق قومي الثلاثاء يناير 12, 2010 3:22 am

أُقلدك ِ الياسمين أنشودة ً

اسحق قومي

كنتُ أبحثُ في عمق الضياع ِ،رأيتُك ِ، ما أجمل أن نحتفل اليوم معاً...غداً ذكرى مرور ستون عاماً على ولادتي، سنسهرُ مع النجوم التي غادرتنا منذ زمن ٍ..ونقرأُ الحكاية من جديدْ، وربما نُعيدُ ترتيب الأبجدية، والأحرف اللينة ،وباقي مفردات الجمل، جملتي أسمية، أوجاعها المبتدأ والخبر، وجملتك فعلية...سنرتبها مع باقي تراتيل السهر على دروب قرية ٍ بعيدة ٍ من هنا، ولكنها تعيش في دمي،
أَتصدقين َ بأنني أكتبُ لك ِ أنشودة ً؟!!!
أنا فارس الخيبات قبل ولادتي، ومحارب طواحين الهواء ، كنتُ مع الشيخ والبحر، همنغواي ، ومع حنّا مينة والشمس لا تشرق في يوم غائم،ربما نسيتُ أسماء أخرى، ومرايا محطمة، ووجهي الذي لوحته شمس الجزيرة ذات يوم،لكنني كنتُ قد خبأتُ لك وللربيع القادم من خلف صقيع غربتنا....وقستُ المسافة بين الروح ودهشتها....ورغم أنني لم أستعن بأقليدس ولا بالهندسة الفراغية ولا حتى بمعارف الكلدان في قياس المسافات بين النجوم....رددي معي من عمق ذاكرتنا المتخمة بالشوق....أتذكر ذات ليلة صيفية كنتُ على مقربة منكِ....رعيتُ من أجلك سبع سنوات عِجاف خراف أوهامي، وأكملتها حين غدر بي القدر إلى سبع ٍ أخرى....وغبتُ عن وجه أُمي ثلاث سنوات وكانت أُمي قدْ أحضرت لعرسنا بقايا خبز تنورها المقمر...وبقايا سمنها العربي الممزوج بالدبس العراقي،أما جدي ناسج الثياب في قريته فقد ذهب للولاية وعند أفضل الصاغة صنع لك قلادة مزركشة بالياقوت والعسجد،
كان فرحاً كسكير ٍ عاقر خمرته حتى نخاع الفجر،لا القصائد التي كتبتها تكفي ولا النثر يملأُ رغبتي...
متى تسافرين عبر دروب الغربة وتأتين إليَّ؟!!!
وكأنك صبية في العشرين من مراهقتها،
أَتعلمينَ أنَّ الألوان كذبة...والمواسم عجاف ، والأغاني لا تروي ظمأ الروح....أنت امرأة تشبهين الأسطورة الهاربة من عمق التاريخ...رقمك هو العاشر، ورقمي هو السابع ومابينها يتوهم المرء أنني أضعت عناوين قصائدي،
كلّ عام وأنت بخير أيها المراهق في رغبتي، أتذكر أنك قلتَ لي: أنكَ ولدت في الليل وكانت الداية جدتك بهية ....وقد قطعتْ حبل سرتك بالمنجل....وحين ولدت كان السراج يملأُ الغرفة بدخانه الملون..
تعالي قاسميني بقايا العمر....فأنت من رحلت بعد ولادتي...

رأيتك .....
لم تكتمل
اسحق قومي
مودتي
وألف زهرة لصباحاتك

ألمانيا
22/12/2009م