رتعاشاتْ أخر الحلمْ....بقلم المهندس الياس قومي
صفحة 1 من اصل 1
رتعاشاتْ أخر الحلمْ....بقلم المهندس الياس قومي
أرتعاشاتُ آخر حلم ..!!
بقلم المهندس: إلياس قومي
كم من حلمٍ جميلٍ راودني...؟!
حتى الأحلام التي تقلقني أصبحتُ أُحبها...؟!
أبحث عنها ما بين الوجوه، أتطلعُ إليها،
لأجدَ جعبةَ أوراقي الخرساءْ.
استفسرُ العبارات، هلْ حقاً هجرتني!!
أنشدُ شعراً صامتاً غير مكتوبْ.
أرفعُ يداي، أيتها السماء صوتي قد تعبْ؛
ووقعُ أقدام الفارس القديم مازالتْ ..!!
جفتْ شرايين صبري، لم يعدْ بمقدوري أنْ أحرقَ
ما تبقى من أعصابي؛ لم يعدْ بمقدوري...؟!
لقد دفنتها؛ خبأتها في ثلاجة النسيان،
وعلقتُ على باب غرفتي إكليلاً من الصبَّار والعوسجْ.
* * *
أسبحُ في بحور عينيك؛ تجرفني أمواجُ الدمع،
ترميني على ضفاف خدِّيك، كم كنت دافئةً،
أخافُ الغرقَ في مطبات نهر سان لوران!!
ما بين دمشقَ ومونتريالْ، محطاتُ تشابهٍ وتشابكْ،
ووحداتُ تموضعٍ للقلوب: الربيع؛ الصيف؛ البنايات العتيقة؛
وحدائقٌ ونوارسٌ وأنهارٌ ووجوهْ....
وبرغم كلِّ هذه لمْ أعتادْ على اللعب فوق المياه المتجمدة.
أشتاقُ لمياه بردى أسكبهُ جسداً وروحاً يغمرني،
يعمدني ثانية لأولدَ من جديد ، لأتطهر من كلِّ آثام الغربة!!
مازالتْ تُسحرني ضِفَافه؛ أتذكرها جيداً، كم مررتُ بها ،
كم جلستُ إليها، كم همستُ لها عن أسراري؛
كم حدثتها عمّنْ كنت أحبها، آه...لا لمْ أنساها ما حييت!!
* * *
البارحة تحدثتُ إليها؛ كلماتها المتقطعة كم أحرقتني؛
وخفقات قلبها سمعتها جيداً ، متعبةً كانت، وآحرَ قلباهُ!!
كان وقعُ لهيبَ عينيها أقوى من سياط الحرمان والحنين!!
رباه حقاً إنني أحبُّها ، هل أضرمتَ نار حبُّكَ الإلهي في قلبها أيضاً؟!
سرعان ما أعادتني لسنينٍ خلت!! تذكرتُ عينا تلك الصبية التي كانت
تطلُّ عليَّ كلَّ صباح يوم كنت طالباً هناك في دمشق.
مابين تلكَ العيون وضفاف بردى التي كنت أجتازها من فوق جسر
باب توما القديم،وهذا الجسر الذي يفصل بيننا اليوم وهذه العيون،
علاقة حبّ، لا يعرفها سوى من أرمضه العشق.
أوراق الصفصاف وشجر الحور وزهر الفلِّ والياسمين والباعة
والأرصفة ما عدت أشتمها تلك العطور،
برغم الحقول والبساتين و" جاردن بوتانيك ".
* * *
حارقةٌ هي الغربة مثل شمس بلادي
وهي تنضج مواسم القمح وكروم العنب!!
كلماتٌ تتراقص في مخيلتي تروح وتجيء
مثل الأطفال الذين يتأرجحون في ملاعب النسيان.
تبحث عن مأوى، أتعاطف معها من دون قيدٍ أو ترددْ؛
أقتربُ منها ؛ وبسرعةٍ ألملمُ جراحاتها؛ لتندلفَ داخل قلبي،
ولتهدأ قليلاً من تلك الرعشة التي سرت في جسدها النحيل.
أحاولُ أن أجمعها؛ تُفلتُ من بين بنات أفكاري،
مثل عصفورٍ تحاولُ أن تطير، كم هي تعشقُ الألوانَ والرحيل؟!
* * *
بالأمس كان لنا وطن؛ كان لنا بيتٌ وأهلٌ وأصحاب وأشجارٌ
وترابٌ وجناتٌ تعيشُ فيها كلَّ حكاياتِ الحبِّ والطهرِ والبراءةْ.
واليوم كلُّ شيء صار في مهب الريح، أصبحنا مجرد أرقامٍ،
وبطاقاتٍ إلكترونية، أدمغتنا أودعناها خارجاً ، مازالت تنتظر،
لم يُسمحْ لها بالدخول بعد، حتى تفنى الخلايا وتتلاشى التلافيف.
نعم ليس عبثاً ما يفعلون!! لا ليس عن جهل ما تراه أوما تسمعه!!
مجرد حلقات نحنُ في سلسلة البطالة " تكْ تقدمْ؛ تكْ تعلمْ؛ تكْ تقهقرْ..."
نتراكضُ خلفَ الدولار، أبيض أسود، نعم إبليس لا لون له ولا عقيدة،
نلهثُ نتعبُ، عبيدٌ بطالونْ، وشهادةٌ لم تزلْ تنتظر الخبر،
تتصدر وسط الجدار ومن شدة البرد والصقيع،
ما عادتْ هي الأخرى تقطرُ لامنّاً ولا عسلاً.
كمْ كنتُ قلقاً ليلة أمسْ ...!!
أستيقظ ُ من حلمي ،
أرددُ كلماتٍ معبأةً بطعم اليانسون،
وطني وطني ياجزءاً منِّي يا كفني...،
نعم " لكلِّ جوادٍ كبوةْ " يا وطني؟!
* * *
kawmi56@hotmail.com
المهندس الياس قومي
بقلم المهندس: إلياس قومي
كم من حلمٍ جميلٍ راودني...؟!
حتى الأحلام التي تقلقني أصبحتُ أُحبها...؟!
أبحث عنها ما بين الوجوه، أتطلعُ إليها،
لأجدَ جعبةَ أوراقي الخرساءْ.
استفسرُ العبارات، هلْ حقاً هجرتني!!
أنشدُ شعراً صامتاً غير مكتوبْ.
أرفعُ يداي، أيتها السماء صوتي قد تعبْ؛
ووقعُ أقدام الفارس القديم مازالتْ ..!!
جفتْ شرايين صبري، لم يعدْ بمقدوري أنْ أحرقَ
ما تبقى من أعصابي؛ لم يعدْ بمقدوري...؟!
لقد دفنتها؛ خبأتها في ثلاجة النسيان،
وعلقتُ على باب غرفتي إكليلاً من الصبَّار والعوسجْ.
* * *
أسبحُ في بحور عينيك؛ تجرفني أمواجُ الدمع،
ترميني على ضفاف خدِّيك، كم كنت دافئةً،
أخافُ الغرقَ في مطبات نهر سان لوران!!
ما بين دمشقَ ومونتريالْ، محطاتُ تشابهٍ وتشابكْ،
ووحداتُ تموضعٍ للقلوب: الربيع؛ الصيف؛ البنايات العتيقة؛
وحدائقٌ ونوارسٌ وأنهارٌ ووجوهْ....
وبرغم كلِّ هذه لمْ أعتادْ على اللعب فوق المياه المتجمدة.
أشتاقُ لمياه بردى أسكبهُ جسداً وروحاً يغمرني،
يعمدني ثانية لأولدَ من جديد ، لأتطهر من كلِّ آثام الغربة!!
مازالتْ تُسحرني ضِفَافه؛ أتذكرها جيداً، كم مررتُ بها ،
كم جلستُ إليها، كم همستُ لها عن أسراري؛
كم حدثتها عمّنْ كنت أحبها، آه...لا لمْ أنساها ما حييت!!
* * *
البارحة تحدثتُ إليها؛ كلماتها المتقطعة كم أحرقتني؛
وخفقات قلبها سمعتها جيداً ، متعبةً كانت، وآحرَ قلباهُ!!
كان وقعُ لهيبَ عينيها أقوى من سياط الحرمان والحنين!!
رباه حقاً إنني أحبُّها ، هل أضرمتَ نار حبُّكَ الإلهي في قلبها أيضاً؟!
سرعان ما أعادتني لسنينٍ خلت!! تذكرتُ عينا تلك الصبية التي كانت
تطلُّ عليَّ كلَّ صباح يوم كنت طالباً هناك في دمشق.
مابين تلكَ العيون وضفاف بردى التي كنت أجتازها من فوق جسر
باب توما القديم،وهذا الجسر الذي يفصل بيننا اليوم وهذه العيون،
علاقة حبّ، لا يعرفها سوى من أرمضه العشق.
أوراق الصفصاف وشجر الحور وزهر الفلِّ والياسمين والباعة
والأرصفة ما عدت أشتمها تلك العطور،
برغم الحقول والبساتين و" جاردن بوتانيك ".
* * *
حارقةٌ هي الغربة مثل شمس بلادي
وهي تنضج مواسم القمح وكروم العنب!!
كلماتٌ تتراقص في مخيلتي تروح وتجيء
مثل الأطفال الذين يتأرجحون في ملاعب النسيان.
تبحث عن مأوى، أتعاطف معها من دون قيدٍ أو ترددْ؛
أقتربُ منها ؛ وبسرعةٍ ألملمُ جراحاتها؛ لتندلفَ داخل قلبي،
ولتهدأ قليلاً من تلك الرعشة التي سرت في جسدها النحيل.
أحاولُ أن أجمعها؛ تُفلتُ من بين بنات أفكاري،
مثل عصفورٍ تحاولُ أن تطير، كم هي تعشقُ الألوانَ والرحيل؟!
* * *
بالأمس كان لنا وطن؛ كان لنا بيتٌ وأهلٌ وأصحاب وأشجارٌ
وترابٌ وجناتٌ تعيشُ فيها كلَّ حكاياتِ الحبِّ والطهرِ والبراءةْ.
واليوم كلُّ شيء صار في مهب الريح، أصبحنا مجرد أرقامٍ،
وبطاقاتٍ إلكترونية، أدمغتنا أودعناها خارجاً ، مازالت تنتظر،
لم يُسمحْ لها بالدخول بعد، حتى تفنى الخلايا وتتلاشى التلافيف.
نعم ليس عبثاً ما يفعلون!! لا ليس عن جهل ما تراه أوما تسمعه!!
مجرد حلقات نحنُ في سلسلة البطالة " تكْ تقدمْ؛ تكْ تعلمْ؛ تكْ تقهقرْ..."
نتراكضُ خلفَ الدولار، أبيض أسود، نعم إبليس لا لون له ولا عقيدة،
نلهثُ نتعبُ، عبيدٌ بطالونْ، وشهادةٌ لم تزلْ تنتظر الخبر،
تتصدر وسط الجدار ومن شدة البرد والصقيع،
ما عادتْ هي الأخرى تقطرُ لامنّاً ولا عسلاً.
كمْ كنتُ قلقاً ليلة أمسْ ...!!
أستيقظ ُ من حلمي ،
أرددُ كلماتٍ معبأةً بطعم اليانسون،
وطني وطني ياجزءاً منِّي يا كفني...،
نعم " لكلِّ جوادٍ كبوةْ " يا وطني؟!
* * *
kawmi56@hotmail.com
المهندس الياس قومي
مواضيع مماثلة
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» هل يعي الرجال؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» الإزميلُ والمرمرْ....بقلم المهندس الياس قومي
» قامة الأرز ..بقلم المهندس الياس قومي
» لمن أبعثُ آهاتي....بقلم المهندس الياس قومي
» هل يعي الرجال؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» الإزميلُ والمرمرْ....بقلم المهندس الياس قومي
» قامة الأرز ..بقلم المهندس الياس قومي
» لمن أبعثُ آهاتي....بقلم المهندس الياس قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى