هجرة السريان إلى كندا كتبها المحامي نوري إيشوع.نقلا عن موقع القامشلي
صفحة 1 من اصل 1
هجرة السريان إلى كندا كتبها المحامي نوري إيشوع.نقلا عن موقع القامشلي
kamishli.com
(قصائد وهمسات)
هجرة السريان الى كندا
المحامي نوري إيشوع
كندا / 20 02 2010
ما هي الهجرة و لماذا نهاجر؟
الهجرة ظاهرة كونية, تاريخية و هي قديمة قدم الأنسان على الأرض. و تعتبر سنة من سنن الحياة, لأستمرارية البقاء. ليس الأنسان و حده الذي يهاجر بل هناك هجرة داخل البحار كهجرة الأسماك, و كل ما يدب على الأرض و يطير في السماء, كهجرة النحل و الطيور و غيرها. أما هجرة الأنسان فهي مختلفة لأن هدفها ثقافي و فكري طوعي أحياناً كالهجرة لأسباب أقتصادية, مادية, واحياناَ أخرى تكون قسرية لأسباب سياسية, عنصرية, دينية, عرقية أو أمنية و ذلك بهدف الصراع من أجل البقاء, و على هذه الفئة أطلقت صفة اللاجئين السياسين, أو الاجئين لأسباب أنسانية, كالهاربين من الحروب. و نتيجة للأعداد الهائلة من المهاجرين الى جميع أصقاع العالم, و للحالة المعيشية و النفسية التي يعيشها هؤلاء , عقد في مدينة جنيف مؤتمر دولي عام 1951 وقعت بموجبه معاهدة دولية اعطت للاجئين حقوقاً خاصة و ذلك لدوافع أنسانية بحتة. فالأنسان لا يهاجر الى الأماكن الجرداء, و لا الى الدول الفقيرة التي يسودها الظلم و الأستعباد, بل جميع الذين يتركون أوطانهم, ينشدون الدول التي يعم و يسود فيها الأمن و الأمان, حيث العدل و المساواة و الديمقراطية و الحرية.
ففي القرون الماضية, كانت قوافل الهجرة تتجه الى أوروبا, أمريكا الشمالية, و حتى دول الخليج, و كانت أغلبية المهاجرين من سكان دول الشرق الأوسط.
مع بدية القرن الحالي و نتيجة للمتغيرات الدولية اصبحت الغالبية العظمى من المهاجرين من دول كباكستان, الهند, سيريلانكا, الصين دول المغرب العربي و غيرها من الدول خاصة بأتجاه بأتجاه كندا.
هجرة السريان الى كندا
تعتبرهجرة السريان الى كندا هجرة تاريخية بكل معنى الكلمة, لأنها بدأت في بدايات القرون الماضية و تواصلت دون أنقطاع و لازالت مستمرة حتى أيامنا هذه, و سوف تستمر في المستقبل. و كانت هذه الهجرات تتم موجات:
الموجة (الدفعة) الأولى من عام 1880-1940
في نهاية القرن 19 التاسع عشر و بداية القرن ال21 الحادي و العشرون و صل الى مدينة مونتريال اعداداً كبيرة من المهاجرين السريان القادمين من بلاد الشام (دولة سوريا الكبرى), جغرافياَ و تاريخياً و التي كانت تضم : سورية الحالية, لبنان, الأردن و فلسطين,و قد توجه قسم منهم الى مدينة شربروك التي تبعد ما يقارب ال150 المائة و الخمسون كيلو متراً عن مدينة مونتريال و كان ذلك في عام 1895, وفي هذه المدينة الصغيرة بنيت أول كنيسة سريانية. و في عام 1915 أي أبان الحرب العالمية الأولى و صلت دفعة أخر و كان يقدر عددها هؤلاء ب 6000 , ستة ألاف شخص, حسب الأحصاءات الكندية الرسمية و لكنهم سجلوا كعرب, و قد هاجرت أغلبيتهم الى الجارة امريكا, كذلك دخل الى كندا ما بين الأعوام 1915-1940 ما يزيد عن 2400 الفان و أربعمائة شخص سجلوا تحت أسماء سوريين و اتراك في السجلات الكندية.
اما الأسباب الرئيسية لهذه الهجرات, فكانت الصعوبات الأقتصادية في بلاد الشام و ذلك بهدف تحسين الأحوال المعيشبة للعائلة, و المذابح التي تعرض لها السريان و الأرمن على يد السلطنة العثمانية و اعوانهم من بكوات الأكراد أبان الحرب العالمية الأولى و أيضاً الهجوم التركي العثماني على المسيحين في ماردين و المناطق المجاورة اليها و كان ذلك في الأعوام 1895-1896.
أما الشروط التي كانت مفروضة على المهاجرين الذين يودون الدخول الى كندا حسب القوانين الكندية آنذاك, فكانت الدولة الكندية تشترط عى كل مهاجر عند دخوله الى كندا, أن يكون في حوزته مبلغا لا يقل عن 50 خمسون دولاراً كندياً, و أصبح هذا المبلغ بعد عام 1918, 200 مائتي دولار. بعد هذا التاريخ أعتبرت الدولة الكندية كل المهاجرين القادمين من بلاد الشام (سوريا الكبرى أنذاك) كأسيويين (من سكان آسيا).
بعد أنتهاء الحرب العالمية الأولى أستمرت هجرة السريان الى كندا و لكن كانت باعداد قليلة جداً.
بعد الحرب العالمية الثانية بدأت ثانية هجرة السريان و كان هذه الهجرة على دفعات:
***الدفعة الأولى بين أعوام 1956-1970
أما السريان القادمين الى كندا بين الأعوام 1956-1970 فكانوا من حاملي الشهادات الجامعية, و المهنين و الأختصاصين و غالبيتهم جاؤوا من مدينتي دمشق و حلب.
***الدفعة الثانية 1970-1980
المهاجرين من هذه الدفعة كانوا من المهاجرين المستقلين و كانوا أيضاً من أصحاب الأختصاصات و خاصة في التجارة و الأقتصاد و لكن البعض منهم كانت هجرته للم شمل العائلة.
***الدفعة الثالثة بين أعوام 1981-1986
هذه الدفعة كانت من اصحاب الأختصاصات في مجال البيع و المعامل و كانوا من أصحاب الأموال و من المستثمرين
***الدفعة الرابعة بين الأعوام 1987-1996
سجلت هذه الأعوام أعداداً كبيرة من المهاجرين السريان الذين دخلوا الى كندا, مقارنة مع الأعوام الماضية, و كانت غالبيتهم من أصحاب الشادات العالية و من رجال الأعمال و كان عدد الأناث يمثل فقط 1 من 7 من عدد الرجال.
***أما الدفعة الخامسة فكانت بين الأعوام 1997-2001
كانت أغلبية المهاجرين من هذه الدفعة من الأناث و من المختصات بالأقتصاد
***أما الدفعة السادسة من عام 2001 -2008
كانت أعداد المهاجرين السريان قليلة خلال هذه الأعوام و كانت أغابيتهم من المختصين في الهندسة بمختلف أختصاصاته و كانت هجلرة عائلية أكثر ما تكون فردية (أي هجرة العائلة بكاملها الزوجين و الأولاد).
**** السريان في مدينة مونتريال
حسب الأحصاءات الكندية لعام 1921, كان ما يقارب ال 1500 الالف و خمسمائة شخص, يعتبرون من النشطاء في التجارة على مستوى مدينة مونتريال ( من سوريا و لبنان) و أغلبيتهم أصبحوا من اصحاب المحلات و الأملاك. أما في عام 1925-1926, كان عدد اصحاب المالكين من السريان (سوريين و لبنانيين) يزيد عن 200 مائتي ملاك, و كان هؤلاء اصحاب محلات تجارية, مكتبات, محلات خياطة و معامل و مصانع, و كانوا يعتبرون بحق من أصحاب الدخل العالي في حينه. و كان كثير من أبناء تلك العائلات يعملون كموظفين في البلدية, أطباء, محامين, اصحاب شركات تأمين, و كان لهؤلاء المهاجرين دوراً كبيراً في تطوير السينما في مقاطعة كيبيك بشكل خاص وفي كندا بشكل عام , و على سبيل المثال عائلة لاوند التي كانت تملك عدة دور سينما.
اما لأناث منهم فقد أنخرطن في الحياة الأقتصادية و كن يعملن مع أزواجهن جنباً الى جنب في التجارة, أدارة الأعمال, عملن أيضاً كبائعات, و في الخياطة في المعامل و المصانع التابعة لمالكين سوريين و لبنانيين.
****سورية الصغرى (((la petite Syrie) :
في بداية القرن ال 20 العشرون و حتى عام 1940, كان شارع نوتردام في مونتريال يعتبر بحق سوريا الصغرى, على غرار أيطاليا الصغرى (la petite Italie ) اليوم الممتدة على طول شارع سان لوران بعد شارع جان تالون بأتجاه الجنوب,و كان شارع نوتردام ينبض بالحياة الشرق أوسطية و كان فعلاً قلب الحياة التجارية, و الثقافية و التراثية للمهاجرين السوريين و اللبنانيين
فكنت تشتم من مسافة بعيدة رائحة العطورات و رائح الخبز الطازج من أفران السيد ابو عيسى( سوري) و رائحة أشهى و أطيب المؤكولات و الطبخات اللبنانية من مطابخ عائلة عفيفي((لبنانية)). كل شيْ كان سورياً لبنانياً (الجرائد, المجلات التي كانت تفرش الارصفة, المحلات بأكملها و حتى الضجيج و المحادثة.
لقد كان المهاجرين الأوائل, يمارسون شعائرهم الدينية في دور عبادة خاصة أو في كنائس الكاثوليك التى كانت مبنية و عامرة آنذاك, و كان لتلك العائلات دوراً كبيراً للمحافظة على العادات و التقاليد حتى ما كان يتعلق بعادات الزواج الذي كان محصورا بين أبناء و بنات الطائفة الواحدة, و بين أيناء البلد الواحد. و قد كانت حتى العلاقات العائلية محصورة فيما بينهم, و لكن قليلاً فقليلاً توسعت هذه العلاقات و تشعبت بعد أنفتاحهم على المجتمع الكندي, فتجاوزت هذه العلاقات العائلة و من ثم الطائفة الواحدة لتأخذ منحاً أوسع و أشمل فأصبحت علاقات مونتريالية , كيبيكية و كندية.
ماو رد ذكره في هذه الرحلة التاريخية للهجرة كانت تشمل كل السريان بمختلف طوائفهم, ضمناً السريان ألأرثوذكس, الذين كانوا من المهاجرين الأوائل الى كندا, و خاصة مدينة شيربروك و كان ذلك في عام 1895, كما ورد ذكره.
اليوم يوجد في كندا ما يزيد عن ألف عائلة من السريان الأرثوذكس, ما يقارب ال 600 ستمائة عائلة تقطن في مدينة مونتريال و يقارب ال 300 ثلاثمائةعائلة في تورنتو و توابعها و العشرات من العائلات موزعة من بين شيربروك, أوتاوا و غيرها من المقطعات الكندية.
و لا زالت العائلات السريانية تصل الى كندا و خاصة مونتريال حت يومنا هذا, و لكن بأعداد قليلة وهي تعد على الأصابع.
المحامي نوري اٍيشوع
كندا مونتريال في 09/11/2009
مواضيع مماثلة
» المحامي نوري إيشوع من كندا يكتبُ لنا. مرحى لك
» القطيع الصغير...بقلم المحامي نوري إيشوع
» لا تقتلوا براءة الأطفال. بقلم المحامي نوري إيشوع.
» أقدم مصور في مدينة القامشلي (كوكو)...من يعرفهُ؟!! نقلاً عن موقع جزيرة كوم
» من موقع القامشلي أخترنا لكم
» القطيع الصغير...بقلم المحامي نوري إيشوع
» لا تقتلوا براءة الأطفال. بقلم المحامي نوري إيشوع.
» أقدم مصور في مدينة القامشلي (كوكو)...من يعرفهُ؟!! نقلاً عن موقع جزيرة كوم
» من موقع القامشلي أخترنا لكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى