كتابات على نسيج مطري.للشاعر والأديب الراحل عبد الأحد قومي

من طرف اسحق قومي الجمعة أبريل 23, 2010 3:04 am

كتابات على نسيج مطري
للشاعر والأديب الراحل
عبد الأحد قومي

(في العدد 6.من صدى المعاهد .تصدر عن الاتحاد الوطني .فرع الحسكة.
تاريخ ت2.وكانون 1 لعام 1979م.أي عندما كان عمره 16 سنة.
كتب مايلي على الصفحة الخامسة

عندما خيم الظلام بأكداسٍ رهيبةٍ على مدينتي النائية،…شعرتُ برهبة الأشياء العظيمة،…وقد تثاقلت على كاهلي
المعذب كل الحروف في لغتنا السامية القديمة…الأضواء مطفأة…إلاّ أنواراً خابية تنبعثُ من شقوق دارنا الهرم…
كمْ هو جميلٌ هذا المنظر الشاعري الخلاب.نقلني إلى عالمٍ مبهم يبعث موسيقى أو سيمفونية عجيبة…فاقت موسيقى
بتهوفن وباخ وشوبان.
دمدمات بطيئة، دمدمات،أصوات متبعثرة بالهوينة في سماء هذا العالم الممطر…دمدمات أسرع…دمدمات بطيئة.
رائحة الأرض المبللة بدموع السماء السخية.ملأت أجواء غرفتي التعيسة بأنشودةٍ زرقاء رائعة.
أوراقي البيضاء تنتظرني بفارغ الصبر…لأرسم عليها وجهي وضميري…، دفتر أشعاري ـ الذي بللته قطراتك
أيتها العطاءات الخريفية الشاحبة ـ لايخدعني مطلقاً فأنا أحبه كثيراً ونتبادل العشق سوية.
صورة ما على جدار غرفتي تتلوع بمطر السقف الآتي سريعاً، تتلوع…، تضحك..، تبكي أيها المطر ياقاموس المحبة
في أعماق أرضنا الخيرة. أحبك…وأشتاق إليك…شجيرات صنوبرية توزعت على حافتي الشارع المؤدية للمدينة.
راحت ترقص الدبكة عوضاً عن(الجيرك)…شابٌ مايسير ببطء.ينتعل الأرض المبللة حذاء جميل.
سروال فضفاض على الطريقة الفرنسية الحديثة.معبأ بأنواعٍ شتى من الهدايا…ثقوب كثيرة…راحت تداعب
مخيلتي بألوانها الزرقاء والصفراء و…
سرقني التفكير إليه، لاحت على جبهته ابتسامة ما…
ما هذا التيار يجري في أوعيته الكهربائية،؟ تتنور غرفتي المظلمة…يجري التيار إليه ها هوذا يرقص فرحاً أم حزناً
لا أحد منا يدري…
***
عبد الأحد قومي.