قصيدة في ذمة الله يا طيب القلب...للشاعر يوسف عبد الأحد

من طرف اسحق قومي الإثنين مايو 03, 2010 8:22 am

في ذمة الله يا طيّب القلبْ

للأستاذ الشاعر
يوسف عبد الأحد

الإهداء:إلى روح الغالي عبد الأحد ووالدته، وإلى زوجته الأخت ابتسام
وإلى الطير:قومي ، نور، نوّار.أهدي هذه القصيدة.
يوسف عبد الأحد
(القاها في حفل التأبين)

رحلْتَ أبا قومي، لمغفرةً /// لا تجزع اليومَ طيبٌ فيكَ يُفتكرُ
قدْ رحّلتْكَ نيوبُ الموت غادرةً /// والغدرُ طبعُ اللِئامِ أيُّها العُمُرُ
يابنَ الحداثة ِ شعراً كنتَ تنثرهُ///في جانبيه ِ سهولُ الحبِّ تزدهرُ
بالأمسِ كنتَ وكان الشوقُ يجمعُنا /// وروحكَ السَمْحُ باللألاءِ تأتزرُ
بالأمسِ كُنتَ تُناجي الحظَّ مبتهلاً /// أنىّ التقينا يلفُّ الملتقى السفرُ
كنتَ الوفيَّ لمن صادقتَ من نُزلٍ /// فيكَ النقاءُ، تباهى.بات يفتخرُ
لولا رماحُ الجوى آذتكَ في كبدٍ /// ماهدَّكَ النافذُ القتّالُ والخـورُ
وراعني أنْ رأيتُ الزُغبُ باكيةً /// أحسستُ أنَّ شغافَ القلبِ تنفطرُ
كانتْ خصالُكَ نفحاً من قرنفلةٍ /// آهٍ ، فكيفَ طيوبُ المرءِ تندثرُ؟!!
ياطيّبَ القلبِ قد أودعتنا حزناً /// تبكي لهُ وارفاتُ الظلِّ والزُهرُ
من أجل عينيكَ خطَّ الشعرُ مرثيةً /// يرثي شباباً بعمرِ الوردِ يُختصرُ
إنْ أبعدَ الموتُ طيباً عن منابتهِ /// يبقى الأريجُ فيزهو نفحُكَ العطِرُ
يا أمَّ قومي.حباكِ اللهُ تعزيةً /// والمرءُ في قسوةِ الأقدارِ يُختبرُ
فالأصدقاءُ تباروا في مودّتهم /// عُربونَ حبٍّ فلا زلفى ولا هذرُ
والموتُ حقٌ على الإنسانِ من أزلٍ /// كلُّ ابن إنسٍ إلى الأجداثِ ينحدرُ
تبكي النساءُ على الأمواتِ ناحبةً/// من طبعهنَّ سيولُ الدمعِ تنهمرُ
أما الرجالُ إذا انهلتْ مدامعُهمْ /// فاعلمْ بأنَّ سنيَّ العمرِ تنتحرُ
أحببتُ فيكَ سناءَ الروحِ تحملهُ /// والأصفرين لديكَ الطيبُ والدُررُ
في ذمّةِ اللهِ أودعناكَ في جدثٍ /// كلُّ الأنامِ لهُ والموتُ منتظرُ
***
شعر الأستاذ الشاعر يوسف عبد الأحد.
***