على دربِ الهوى

من طرف الرهاوي الصغير الخميس مايو 20, 2010 12:12 am

على دربِ الهوى قدْ شابَ شَعْري
ومِنْ عشقِ الصبايا كان شِعْري

وكَمْ مِنْ كاعبٍ أسرتْ فؤادي
بنهديها جعلت ضريحَ قبري

كَغُصْنِ الوَرْدِ تزهوفي حُبورٍ
وفي خيلائها قد تاهَ فكري

لها الأطيارُ تشدو في هَيامٍ
و شمسُ الكونِ تلْثِمها و تجري

تبادلنا الهوى مثل السكارى
ومِنْ آهاتِ حُبٍّ كان خمري

فقلتُ لها : هواكِ يا فتاتي
يعذِّبني ، و لا يَرثي لِقَهري

فَإنِّي اليومَ فارسٌ قدْ صادَ مُهراُ
و أنتِ اليومَ يا حوراءُ مُهري

هَوَتْ ، فجذبتُها ، قالتْ حَذارِ
فإنَّكَ قاتلي ، و الحبُّ يغري

فلا تَرجو الحرامَ مِنَ الغرامِ
و حاذَرْ في الهوى تَدْنيسَ طُهري

فقلتُ لها : رويداً لا تُغالي
فلا و اللهِ لم أَسْعَى لغَدْرِ

و يا حوراءُ مهلاً لا تخافي
فإنّي اليومَ أُخْبِرُكِ بأمري

أنا طيرٌ يَحُطُّ على الورودِ
يداعِبُها ، فَتُسْكِرُهُ بعِطْرِ

يُغازِلُها ، فَتَمْنَحُهُ أريجاُ
فَيَتْرُكها بِسُكْر ٍ ثمَّ يجري

أنا طيرٌ يُحَلِّقُ في الأعالي
كنسرٍ طارَ لا يرضى بأسرِ

طليقاً لا أطيقُ الحبس يوماُ
عزيزُ النَفْسِ مَزْهُوّاً بنصري

و ما أحببتُ يا حوراء إلاّ
لأبني في الهوى أبياتَ شِعْري

و أنتِ اليومَ يا حوراءُ مهري
نهيمُ معاً بصحراءٍ و بحرِ

و نبني في أمانينا قصوراً
لأحيا في قصورَ الشِعرِ عمري

و أحكي عن عيونٍ عذَّبتني
و حارَ الحُبُّ في إدراكِ أمْري

و أحكي أنَّ شوقي قد رماني
قتيلاً بينَ أشواكٍ و زهْرِ

و أحكي أنَّ حباً في فؤادي
كسهمٍ قاتلٍ قد شقَّ صدري

و أحكي عَنْ شجوني في هواكِ
و عنْ ليلٍ طويلٍ دونَ فجرِ

فإنّي شاعرٌ أشكو و أبكي
و أحكي عنْ حبيبٍ زادَ قهري

و أنسى ما كتبتهُ في الصباحِ
و أرمي دفتري مِنْ خلفِ ظهري

الرهاوي الصغير
ت - ش
شاعر من سوريا - حلب