المقابلة التي أجرتها مجلة الجسر معي...في سنتها الثالثة وعددها 24و25عام 2007م
صفحة 1 من اصل 1
المقابلة التي أجرتها مجلة الجسر معي...في سنتها الثالثة وعددها 24و25عام 2007م
مجلة الجسر
تُجري حواراً مع الأستاذ الشاعر والأديب اسحق قومي في ألمانيا
*ثلاثة يستحقون العبادة.الله .والوطن الذي يتساوى فيه الجميع وأماً صالحة تُضحي من أجل أسرتها.* نُخطىءُ إذا تصورنا أنَّ أوطان العالم هي البديل عن وطننا الأم.
القصيدة الكلاسيكية هي الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر.
*وقصيدة التفعيلة هي السماء الرحبة التي أُحبُّ أنْ أطير عبر فضاءاتها.
*دمشق محطة لكلِّ المسافرين عبر دروب الوطن.
*أخاف المستقبل رغم ثقتي بذاتي.
أنا لم أعد أرغب في أن أرقص إلاَّ في عرس والدتي التي اغتصبها القتلة.وحولوا جناتها إلى صحارى لذلك قررتُ أنا أدرس التاريخ لأعرف من أنا. أنا هو العالم والعالم أنا.
س1: من هو اسحق قومي؟! اسحق قومي من مواليد قرية تل جميلو التابعة لمحافظة الحسكة. سوريا.عام 1949م.رحلتُ مع أسرتي إلى شطآن الخابور للعمل في زراعة القطن.وهناك تتكون أبجدية الآلهة التي ترتل أناشيدها لحقول الحب والروعة والجمال ويولد عبر تلك المساحات الرائعة نبع الأبجدية الشعرية والأدبية.ولتبدأ عملية الرحلة الطويلة منذ عام 1966م.
س2:لماذا اخترت كتابة الشعر والقصة والرواية والتاريخ؟! لستُ أنا الذي يختار بل الطفل القروي والشخص الآخر الذي أحمله معي منذ البدء.والذي كان يتمرد عليَّ دائماً وكان يخلق بيني وبين الواقع نوعاً من الطلاق إنْ لم يكن سوء تفاهم وكنتُ أحاول أن أجمع بين رغباته وأحلامه وطموحاته وبين الواقع المادي والاجتماعي والنفسي.إنهُ متمرد ولكنهُ متمرد مثقفٌ ويمتلك رؤية مستقبلية مزودة بالوعي وغالباً ماكنتُ أقدر طموحاته وأعمل معهُ في خندق واحد تجاه القضايا السلبية.ثمَّ لستُ أنا الذي أقررُ وعلى مزاجي أكتبْ شعراً أم روايةً أمْ قصةً أم أرحل مع عاشقتي الخالدة (التاريخ).إنما لهذه الأعمال العظيمة طقوسها ومقوماتها وعناصر وتاريخ وأزمنة الحمل والولادة.وحين تريد أن تولد لاتنتظر منك أن تُعطيها الشكل أو تُكملُ خلقها أو تعمل على تناسق مفرداتها.بل تلد كائناً متناسقاً جميلاً ومفيداً وخالداً في مدى تأثيره .كما قال: بوالو الفيلسوف الفرنسي (إذا أردت أن تُسيلَ مني الدموع عليك أن تبكي أولاً)وهذا أيضاً لم يأتي دفعة واحدةً.لأنَّ الإلياذة واوديسة لم تكن أول أشعار هوميروس.فما أقسى الحياة عندما تكون خالية من الأعمال العظيمة.
س3:كتبت القصيدة الكلاسيكية وقصيدة التفعيلة لماذا؟
أن تقفز على أسوار الحدائق المعلقة على برج بابل وتقطف طاقة من زهورها لحبيبتك التي وعدتها فهذا هو الخطأ.عليك أن تعرف أسس وقواعد وقوانين العمل الذي تعملهُ.كتبتُ القصيدة الفراهيدية لأنها الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر.وأنا مؤمن أن لكل علمٍ بداياته التاريخية ومراحل اكتمال نضجه وعلينا أن نتمثلها.والقصيدة الكلاسيكية سواء أكانت رجعية كانت أم تقدمية أو تراثية كانت أم حدثية كما يراها بعضهم فهي ليست انتماء لمرحلة دون أخرى بل هي الشاعر القادر على طرح رؤياه المستقبلية واستجاباته المعاشة في إطار شكلي موروث ومضمون معاصر في الصور والخيال واللغة والأسلوب.والقصيدة الكلاسيكية مدرسة ذات تأثيرٍ قوي على مسار الحركة الإبداعية في مجال الشعر.وهذا جاء من خلال الكم الهائل الذي قرأتهُ للشعراء في الجاهلية وصدر الإسلام والعصور المتتابعة حتى اليوم. بالإضافة لهذا كتبتُ قصيدة التفعيلة لأنها السماء الرحبة التي أُحبُّ أن أُحلق بها.وتلبي طموحاتي الفلسفية ومايعتري النفس الإنسانية من مخاضات .وهي قادرة على تلبية مفهوم اللغة الرمزية التي تكشف عن الخبرات والمشاعر والأفكار الباطنية.ولأن اللغة الرمزية هي لغة عالمية لهذا رأى الشاعر في داخلي أن يسلك على تلك الدرب.وحاولتُ تقديم الأصالة والتجذر وفي اليد الأخرى حاولتُ تقديم الاستجابة الحضارية والحدثية على المؤثرات الواقعية.القصيدة الكلاسيكية تمثل الجانب الوطني الإقليمي.بينما التفعيلة تمثل العالمية.
س4:متى بدأت كتابة الشعر والقصة والرواية والتاريخ وأين وصلت؟!
منذ منتصف الستينات من القرن العشرين بدأت الرحلة .ولكن الجانب الشعري كان الأوفر حظاً لأنهُ كان السبيل لتقديم الشاعر المتمرد إلى الجمهور في مدينتي الحسكة ثمَّ تتسع دوائر التواصل لتصل إلى دمشق التي أسميتها في أول مقابلة تلفزيونية وفي برنامج قناة 99للسيد الياس حبيب.عندما سألتني المذيعة باسمة الزنبقة بماذا تعرف دمشق قلتُ: يومها( دمشق محطة لكل المسافرين عبر دروب الوطن).فالرحلة تبدأُ منذ السبعينيات من القرن الماضي والثمانينيات .ومعاقرة الكتابة لازالت .وتبدأُ رحلة الكتابة في مجلة الطليعة السورية.ثمَّ حصاد الطلبة وجريدة المسيرة والثورة والبعث وبرنامج الشبيبة ومجلة المعلم العربي ومجلة الخابور الدورية ثم طباعة ديواني الأول الجراح التي صارت مرايا عام 1983م والديوان الثاني للأطفال أغنيات لبراعم النصر عام 1984م.وهناك مجموعة دواوين قيد الطباعة: مواويل في سجون الحرية.مواسم الحصاد.العاشقة القديمة منى.قمر ياقمر. نبوءات العهد البابلي.تراتيل لآلهة الخابور القديمة.الشاعر والمقصلة.نغني للبشر.وهناك مجموعة قصص قصيرة للأطفال بعنوان (الأزهار تضحك مرتين).وكتاب بعنوان ممنوع القراءة.وروايات .دموع تأكل بقايا صمت.عاشق أختي.المستحيل كان جنونا.المسافر إلى الفراغ. أنا وأهلي على ضفة الهاوية.في الطريق إلى الزللو.كان اسمها سونا.المحطة.وغيرها.وهناك مجموعات شعرية تعود للبدايات بعنوان (فاديا.معزوفة الحصاد.البنفسج المبلل بالدموع.الحصار قبل الميلاد.).كما لدي ثلاث أناشيد للطفل (وطني.نغني للبشر. عيد الأم).
أما في التاريخ هناك كتاب منجز بعنوان (القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية.وكتاب عبارة عن أبحاث فكرية وفلسفية ودينية وقومية بعنوان .ابتهالات لمن خلق الوجود.منجز.وأعمل على كتاب مائة عام على بناء مدينة الحسكة.وكتاب أعلام الأمة السريانية الآشورية الكلدانية.وكتاب المسيحيون في الجزيرة السورية.والكتابة التي تنبجس من قلب الصخور فهي كالنبع الثر لايمكن أن تتوقف سيما إذا كانت مطلب نفسي وعقلي وإنساني وقومي.فأنا لازلتُ أعاقرها الكأس إلى أن يشاء من له الإرادة.لكن أستطيع أن أقول حددتُ تخوم شخصيتي منذ زمان وعملتُ منذ البداية على موضوع الكم والكيف كتعبير عن أصالة وموهبة متجذرة في وجداني .
س5: أين كان الشعر والأدب وأنت تعيش في أمريكا أولاً وفي ألمانية ثانياً؟! أتذكر حين ودعتُ وطننا الحبيب سوريا.زرتُ الأستاذ الشاعر سليمان العيسى أطال الله في عمر.في مكتبه بوزارة التربية بدمشق ويومها كان بجانبه الأستاذ فالح فلوح والأستاذة ندوة النوري.وعندما أخبرته بالرحيل قال: إنَّ صديقنا سيذهب إلى بلاد المهجر وهناك سيكون له فتوحات شعرية.ومنذ وصولي شاركتُ في مناسبة عيد الجلاء التي أقامها صاحب جريدة الاعتدال السيد عبد الله الطحان.وكانت قصيدتي (ياشام ظلي للمدى بركاني).كان لها وقعاً خاصاً في نفوس أبناء الجالية السورية والجاليات العربية والأجانب.وحررتُ في نفس جريدة الاعتدال (الصفحة الأدبية والثقافية).نيوجرسي.كما حررتُ في صحيفة الهدى اللبنانية في نيويورك.وعندما كنت أقدم السيدة دلال الشمالي في حفلٍ فني أقامته لتلفزيونها الشرق الأوسط.يستقبلني بعد التقديم الأستاذ باهر شعراوي نائب مدير البرنامج الإذاعي العربي(كروان.القافلة في إذاعة ساوث أورنج بنيوجرسي.)وهو من مصر العربية وهناك أنضم إلى أسرة البرنامج مدة ثلاث سنوات.وكان الأستاذ مدير البرنامج جان عبجي من حلب والأخت طبيبة الأسنان يومها علياء جبارة هي الأخرى من حلب.وبعد مدة يُقدم لي عرض من إذاعة(صوت أميركا)إلاَّ أن التحاقي بأسرتي في ألمانيا أحال دون تحقيق ذاك الحلم الرائع.كما شاركتُ في مسابقة الشعر باللغة الإنكليزية في أمريكا وقصيدتي كانت أي ول ستل سنك.أنا سوف أبقى أُغني نُشرتْ في كتاب ترجرد بويمس أوف أميركا لعام 1992م.أما في ألمانيا ومنذ وصولي أقمتُ أمسية عن اللغة السريانية في هولندا ونشرت في مجلة التقدم(شوشوطو السريانية) زاوية بعد أن نلتقي,وفي المجلة التراثية السريانية(أرام ) التي كانت تصدر بالسويد.وفي ألمانيا عملت الكثير من الدراسات والأبحاث وأعمل باستمرار على متابعة القراءة والكتابة وانتظر الصيف القادم لطباعة المجموعات الشعرية الكاملة والكتب المنجزة والتي سبق ذكرها.
س6:لماذا أحببت النوم إلى الآن ولم نقرأ لك جديداً في الشعر بعد ديوان الجراح التي صارت مرايا عام 1983م وأغنيات لبراعم النصر 1984م ؟
النوم حالة صحية جسمياً ونفسياً ،في النوم تعمل الأعضاء الهضمية ويسترد الجسم الطاقة والقدرة ويحصل الدماغ على تروية كاملة.ثمَّ الجانب النفسي تستيقظ الرغبات المكبوتة وتكون الأحلام بوابة للتنفيس عن تلك الرغبات وبذلك يتم التنفيس عن الشحنات الانفعالية.والتوقف الذي حصل كانت هناك عدة أسباب له ولكنني قررت في نهاية عام 2006م أن أطبع المجموعات الشعرية الكاملة وكتاب ابتهالات لمن خلق الوجود.وممنوع القراءة.ولكن كتابي(القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية).أحاول أن يكون رسالة دكتوراه من معهد الاستشراق في مدينة لايبزغ وبعدها يُطبع.
س7: علمنا أنك مولع بالتاريخ ماذا يعني للشاعر والأديب اسحق قومي ؟!
التاريخ من أقوى وأروع الشخصيات التي أُحبّ محاكاتها باستمرار .يجذبني دوماً إلى واحاته الغنية وفي السنوات الأخيرة غدت مطالعاتي وكتاباتي التاريخية حاجة نفسية أكثر منها قراءة .حيث طغت على مطالعاتي للكتب الإنسانية والفلسفية والنفسية لأنني أجد أنَّ هناك لصوص يعملون على طمس الهوية لشعبنا السرياني الآشوري الكلداني خاصة في الجزيرة السورية حيث أنَّ شعبنا لايمكن ولا أتصور بأنه يفكر يوماً ما بطرح قضية يخون فيها أمه وحاميته وراعيته سوريا الحبيبة الخالدة خلود القائد الراحل حافظ الأسد.ولأنني أجد أنَّ العالمية الجديدة تؤيد دوماً الأقوياء لذلك أخاف من المستقبل رغم ثقتي بذاتي وأنَّ أوطان العالم لن تكن البديل عن الوطن الأم سوريا بالنسبة لي وللكثيرين من شعبنا.نحن إحدى الشعوب التي تعيش على تراب الوطن الحبيب سوريا يجب أن نؤكد دوماً على تميزنا واندماجنا مع الشركاء الشرفاء في الوطن وأن نكون سفراء شرفاء في المهاجر.وأن نعارض تحت سقف الوطن لا خارج محرابه المقدس.نحن مع الإصلاح والديمقراطية والحرية المؤطرة وليست الحرية الفوضى فلا أفهم حرية أو حياةً عبثية مضطربة هناك حق المواطنة للجميع دون استثناء ولكن هناك في الجهة الأخرى نبذ التطرف والأفكار التي تدعو إلى الانفصال فهذه إحدى الجرائم والخيانة الوطنية لا لكل فكرٍ يهدم روعة سورية شعباً وتاريخاً وأمنيةً.فالوطن أحد الآلهة التي تستحق العبادة.كما عملتُ وحرصت عندما أكتب في التاريخ أن تتمتع كتاباتي بالمنهجية التاريخية والوصفية والتحليلية.وأن لاتكون خالية من النقد البناء لأنه هو الضامن لتحقيق مقولة القائد الخالد حافظ الأسد(لارقابة على الفكر سوى رقابة الضمير).وهذا الأمر موجود في كتابي الذي سيصدر القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية.وحتى من خلال الكتب التي لم تنتهي منها مائة عام على بناء مدينة الحسكة وكتابي المسيحيون في الجزيرة السورية.
س8: الكثير من الناس يرغب في معرفة اسحق قومي المدرس لماذا كان التدريس بالذات؟ أحببتُ التعليم لأنه أشرف المهن وكان البديل الوحيد للتعامل مع الأرض التي أنتمي إليها وتعاملت معها.عملت في تعليم للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية وأخيراً مدرساً في المعهدين المعلمين والمدرسين لمادة التربية وعلم النفس وأصبحتُ رئيساً للدروس المسلكية في معهد إعداد المدرسين ومدرساً لمادة علم النفس .
س9:أستاذ اسحق تغربت منذ فترة طويلة عن الوطن ماذا يعني لك الوطن؟
الوطن قلتُ إحدى الآلهة التي تستحق العبادة .والوطن ليس كلمة مجردة سيبقى الحب والهواء والماء والطعام المقدس والحبيبة والأم والأخت والأب والعزة والكرامة.سيبقى أخي عبد الأحد الذي مات فيه لأنه كان يرفض الانتهازية .التي رفضت أن تدون اسمه في الكتب التي كُتبت عن الجزيرة السورية فهذا أيضاً قرصنة ولاتتمتع تلك الكتب بالواقعية والشفافية فمن يستطيع أن يُغيبنا عن تاريخ الحركة الثقافية والشعرية والمسرحية والشبيبية إلاَّ ذاك الذي يشبه فقاعات الصابون .وإن غادرته فهذا يحملني مسئولية أكبر مما أنا في الوطن لأكون سفيراً شريفاً وإن قال عني الكثيرون أنك رومانسي وأنك غير قادر على أن تكون براغماتي.لا أنا أعرف البراغماتية قبل هؤلاء ولكن في مجال الوطن فهو كما قلتُ آلهة لكن ما أتمناه أن يتساوى فيه الجميع بدون أن ننظر إلى هذا على أساس العرق أو الدين أو المذهب .والوطن يعيش معنا في غربتنا لغةً وحنيناً وصبحاً لاتشرق فيه شمس وطني فليس بصبحٍ.نعيشه حُلماً وأحبةً ينتظرون عودتنا على أرصفة المحطات المهاجرة.والهجرة ليست دوماً حالة سلبية بل تتحول لتلك الحالة إذا نظرنا إلى أن ننمي فقط الجانب المادي وننسى القيم والأخلاق التي توارثناها بهذا أستطيع أن أقدم نفسي وأن أطرح شخصيتي الوطنية بدون أن أخاف الملوك والسلاطين إذا كنت عاشقاً لوطني فكيف يخون العاشق معشوقتهِ؟! ومن سيمنعني من أن أنتشر كضوء الشمس إذا حان وقت شروقي؟
س10:ماذا تعني لك الكلمات التالية.المستقبل.شرقنا.الآخر.الكتابة؟
*المستقبل أخاف منه رغم ثقتي بذاتي ورغم معرفتي بأنه يمثل الفعاليات الإنسانية الماضية والحاضرة.المستقبل مظلمٌ في شرقنا لأنَّ هناك من يتعامل معنا على أننا سبب شقاء شرقنا رغم أننا نحن أصحاب الأرض الحقيقيين وكنا ولانزال مشاعل نور وإخلاص لوطننا سندفع الثمن غالياً إذا لم تعالج المشاكل الجوهرية التي هي مطلب تاريخي وإنساني ولأن بعضهم ينتقم منا عندما لايحدد المواقع الحقيقية لما يتعرض له شرقنا.
*شرقنا أرض طاهرة ومهد الديانات السماوية تعمدَّ بدماء الأبرياء من قبل الحاقدين لصوص التاريخ على مدى آلاف السنين أخاف إذا سيطر عليه فكر واحد هدام.
الآخر: قاتل الحق والعدل والسلام هو الذي يحرق حقول المحبة في داخلنا إنه مَنْ رَكِبَ فرس غيره وحارب بسلاح غيره واغتصب حضارة غيره وبناءً على ما تقدم فهو التنين والوحش الكاسر إذا لا قدر الله غابت عيون الساهرين على تراب وطني سيكون الدمار والخراب كما حدث في العراق.
*الكتابة؟ .الكتابة كانت ولا تزال إحدى البوابات التي تفرج عن النفس وهي ستبقى خالدة إذا كانت صادقة وموضوعية وتراعي الحقائق والتاريخ والإنسان.أنا أزعم القول ما أقسى الحياة عندما تكون خالية من الأعمال العظيمة.وهناك الكتابة باللغة العربية وكتابة باللغة الإنكليزية كما لدي مجموعة قصائد باللغة الإنكليزية قد تُرجمت للغة الألمانية بعنوان (سوف أبقى أُغني).
سؤال أخير سمعتُ أنكم تقومون على إدارة المعهد الاستراتيجي للبحوث والدراسات السريانية الآشورية الكلدانية بألمانيا لماذا وما هي الفائدة المرجوة من عملكم هذا؟!
المعهد فكرتي أنا وأعمل مع أساتذة لهم باع في الثقافة السريانية الآشورية الكلدانية وهو مؤسسة تاريخية ثقافية اجتماعية وحقوقية.له نظامه الداخلي وأهدافه. أهمها توثيق وإحصاءات تتعلق بالشعب السرياني الآشوري الكلداني في الأوطان والمهاجر.ولازال وليداً .تبقى سوريا التي اسمها مستمد من اسم شعبنا قلعة في وجه كل المعتدين غربيين أم محليين.سوريا التاريخ والمجد والعزة والكرامة.سوريا حافظ الأسد وبشار الحرية والديمقراطية والتقدم .
في الختام نتمنى لمجلة الجسر الازدهار والتقدم وللقراء الأعزاء كل الخير.
أجرى اللقاء بيير إيليا البازي
ألمانيا في 29/4/2006م.
تُجري حواراً مع الأستاذ الشاعر والأديب اسحق قومي في ألمانيا
*ثلاثة يستحقون العبادة.الله .والوطن الذي يتساوى فيه الجميع وأماً صالحة تُضحي من أجل أسرتها.* نُخطىءُ إذا تصورنا أنَّ أوطان العالم هي البديل عن وطننا الأم.
القصيدة الكلاسيكية هي الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر.
*وقصيدة التفعيلة هي السماء الرحبة التي أُحبُّ أنْ أطير عبر فضاءاتها.
*دمشق محطة لكلِّ المسافرين عبر دروب الوطن.
*أخاف المستقبل رغم ثقتي بذاتي.
أنا لم أعد أرغب في أن أرقص إلاَّ في عرس والدتي التي اغتصبها القتلة.وحولوا جناتها إلى صحارى لذلك قررتُ أنا أدرس التاريخ لأعرف من أنا. أنا هو العالم والعالم أنا.
س1: من هو اسحق قومي؟! اسحق قومي من مواليد قرية تل جميلو التابعة لمحافظة الحسكة. سوريا.عام 1949م.رحلتُ مع أسرتي إلى شطآن الخابور للعمل في زراعة القطن.وهناك تتكون أبجدية الآلهة التي ترتل أناشيدها لحقول الحب والروعة والجمال ويولد عبر تلك المساحات الرائعة نبع الأبجدية الشعرية والأدبية.ولتبدأ عملية الرحلة الطويلة منذ عام 1966م.
س2:لماذا اخترت كتابة الشعر والقصة والرواية والتاريخ؟! لستُ أنا الذي يختار بل الطفل القروي والشخص الآخر الذي أحمله معي منذ البدء.والذي كان يتمرد عليَّ دائماً وكان يخلق بيني وبين الواقع نوعاً من الطلاق إنْ لم يكن سوء تفاهم وكنتُ أحاول أن أجمع بين رغباته وأحلامه وطموحاته وبين الواقع المادي والاجتماعي والنفسي.إنهُ متمرد ولكنهُ متمرد مثقفٌ ويمتلك رؤية مستقبلية مزودة بالوعي وغالباً ماكنتُ أقدر طموحاته وأعمل معهُ في خندق واحد تجاه القضايا السلبية.ثمَّ لستُ أنا الذي أقررُ وعلى مزاجي أكتبْ شعراً أم روايةً أمْ قصةً أم أرحل مع عاشقتي الخالدة (التاريخ).إنما لهذه الأعمال العظيمة طقوسها ومقوماتها وعناصر وتاريخ وأزمنة الحمل والولادة.وحين تريد أن تولد لاتنتظر منك أن تُعطيها الشكل أو تُكملُ خلقها أو تعمل على تناسق مفرداتها.بل تلد كائناً متناسقاً جميلاً ومفيداً وخالداً في مدى تأثيره .كما قال: بوالو الفيلسوف الفرنسي (إذا أردت أن تُسيلَ مني الدموع عليك أن تبكي أولاً)وهذا أيضاً لم يأتي دفعة واحدةً.لأنَّ الإلياذة واوديسة لم تكن أول أشعار هوميروس.فما أقسى الحياة عندما تكون خالية من الأعمال العظيمة.
س3:كتبت القصيدة الكلاسيكية وقصيدة التفعيلة لماذا؟
أن تقفز على أسوار الحدائق المعلقة على برج بابل وتقطف طاقة من زهورها لحبيبتك التي وعدتها فهذا هو الخطأ.عليك أن تعرف أسس وقواعد وقوانين العمل الذي تعملهُ.كتبتُ القصيدة الفراهيدية لأنها الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر.وأنا مؤمن أن لكل علمٍ بداياته التاريخية ومراحل اكتمال نضجه وعلينا أن نتمثلها.والقصيدة الكلاسيكية سواء أكانت رجعية كانت أم تقدمية أو تراثية كانت أم حدثية كما يراها بعضهم فهي ليست انتماء لمرحلة دون أخرى بل هي الشاعر القادر على طرح رؤياه المستقبلية واستجاباته المعاشة في إطار شكلي موروث ومضمون معاصر في الصور والخيال واللغة والأسلوب.والقصيدة الكلاسيكية مدرسة ذات تأثيرٍ قوي على مسار الحركة الإبداعية في مجال الشعر.وهذا جاء من خلال الكم الهائل الذي قرأتهُ للشعراء في الجاهلية وصدر الإسلام والعصور المتتابعة حتى اليوم. بالإضافة لهذا كتبتُ قصيدة التفعيلة لأنها السماء الرحبة التي أُحبُّ أن أُحلق بها.وتلبي طموحاتي الفلسفية ومايعتري النفس الإنسانية من مخاضات .وهي قادرة على تلبية مفهوم اللغة الرمزية التي تكشف عن الخبرات والمشاعر والأفكار الباطنية.ولأن اللغة الرمزية هي لغة عالمية لهذا رأى الشاعر في داخلي أن يسلك على تلك الدرب.وحاولتُ تقديم الأصالة والتجذر وفي اليد الأخرى حاولتُ تقديم الاستجابة الحضارية والحدثية على المؤثرات الواقعية.القصيدة الكلاسيكية تمثل الجانب الوطني الإقليمي.بينما التفعيلة تمثل العالمية.
س4:متى بدأت كتابة الشعر والقصة والرواية والتاريخ وأين وصلت؟!
منذ منتصف الستينات من القرن العشرين بدأت الرحلة .ولكن الجانب الشعري كان الأوفر حظاً لأنهُ كان السبيل لتقديم الشاعر المتمرد إلى الجمهور في مدينتي الحسكة ثمَّ تتسع دوائر التواصل لتصل إلى دمشق التي أسميتها في أول مقابلة تلفزيونية وفي برنامج قناة 99للسيد الياس حبيب.عندما سألتني المذيعة باسمة الزنبقة بماذا تعرف دمشق قلتُ: يومها( دمشق محطة لكل المسافرين عبر دروب الوطن).فالرحلة تبدأُ منذ السبعينيات من القرن الماضي والثمانينيات .ومعاقرة الكتابة لازالت .وتبدأُ رحلة الكتابة في مجلة الطليعة السورية.ثمَّ حصاد الطلبة وجريدة المسيرة والثورة والبعث وبرنامج الشبيبة ومجلة المعلم العربي ومجلة الخابور الدورية ثم طباعة ديواني الأول الجراح التي صارت مرايا عام 1983م والديوان الثاني للأطفال أغنيات لبراعم النصر عام 1984م.وهناك مجموعة دواوين قيد الطباعة: مواويل في سجون الحرية.مواسم الحصاد.العاشقة القديمة منى.قمر ياقمر. نبوءات العهد البابلي.تراتيل لآلهة الخابور القديمة.الشاعر والمقصلة.نغني للبشر.وهناك مجموعة قصص قصيرة للأطفال بعنوان (الأزهار تضحك مرتين).وكتاب بعنوان ممنوع القراءة.وروايات .دموع تأكل بقايا صمت.عاشق أختي.المستحيل كان جنونا.المسافر إلى الفراغ. أنا وأهلي على ضفة الهاوية.في الطريق إلى الزللو.كان اسمها سونا.المحطة.وغيرها.وهناك مجموعات شعرية تعود للبدايات بعنوان (فاديا.معزوفة الحصاد.البنفسج المبلل بالدموع.الحصار قبل الميلاد.).كما لدي ثلاث أناشيد للطفل (وطني.نغني للبشر. عيد الأم).
أما في التاريخ هناك كتاب منجز بعنوان (القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية.وكتاب عبارة عن أبحاث فكرية وفلسفية ودينية وقومية بعنوان .ابتهالات لمن خلق الوجود.منجز.وأعمل على كتاب مائة عام على بناء مدينة الحسكة.وكتاب أعلام الأمة السريانية الآشورية الكلدانية.وكتاب المسيحيون في الجزيرة السورية.والكتابة التي تنبجس من قلب الصخور فهي كالنبع الثر لايمكن أن تتوقف سيما إذا كانت مطلب نفسي وعقلي وإنساني وقومي.فأنا لازلتُ أعاقرها الكأس إلى أن يشاء من له الإرادة.لكن أستطيع أن أقول حددتُ تخوم شخصيتي منذ زمان وعملتُ منذ البداية على موضوع الكم والكيف كتعبير عن أصالة وموهبة متجذرة في وجداني .
س5: أين كان الشعر والأدب وأنت تعيش في أمريكا أولاً وفي ألمانية ثانياً؟! أتذكر حين ودعتُ وطننا الحبيب سوريا.زرتُ الأستاذ الشاعر سليمان العيسى أطال الله في عمر.في مكتبه بوزارة التربية بدمشق ويومها كان بجانبه الأستاذ فالح فلوح والأستاذة ندوة النوري.وعندما أخبرته بالرحيل قال: إنَّ صديقنا سيذهب إلى بلاد المهجر وهناك سيكون له فتوحات شعرية.ومنذ وصولي شاركتُ في مناسبة عيد الجلاء التي أقامها صاحب جريدة الاعتدال السيد عبد الله الطحان.وكانت قصيدتي (ياشام ظلي للمدى بركاني).كان لها وقعاً خاصاً في نفوس أبناء الجالية السورية والجاليات العربية والأجانب.وحررتُ في نفس جريدة الاعتدال (الصفحة الأدبية والثقافية).نيوجرسي.كما حررتُ في صحيفة الهدى اللبنانية في نيويورك.وعندما كنت أقدم السيدة دلال الشمالي في حفلٍ فني أقامته لتلفزيونها الشرق الأوسط.يستقبلني بعد التقديم الأستاذ باهر شعراوي نائب مدير البرنامج الإذاعي العربي(كروان.القافلة في إذاعة ساوث أورنج بنيوجرسي.)وهو من مصر العربية وهناك أنضم إلى أسرة البرنامج مدة ثلاث سنوات.وكان الأستاذ مدير البرنامج جان عبجي من حلب والأخت طبيبة الأسنان يومها علياء جبارة هي الأخرى من حلب.وبعد مدة يُقدم لي عرض من إذاعة(صوت أميركا)إلاَّ أن التحاقي بأسرتي في ألمانيا أحال دون تحقيق ذاك الحلم الرائع.كما شاركتُ في مسابقة الشعر باللغة الإنكليزية في أمريكا وقصيدتي كانت أي ول ستل سنك.أنا سوف أبقى أُغني نُشرتْ في كتاب ترجرد بويمس أوف أميركا لعام 1992م.أما في ألمانيا ومنذ وصولي أقمتُ أمسية عن اللغة السريانية في هولندا ونشرت في مجلة التقدم(شوشوطو السريانية) زاوية بعد أن نلتقي,وفي المجلة التراثية السريانية(أرام ) التي كانت تصدر بالسويد.وفي ألمانيا عملت الكثير من الدراسات والأبحاث وأعمل باستمرار على متابعة القراءة والكتابة وانتظر الصيف القادم لطباعة المجموعات الشعرية الكاملة والكتب المنجزة والتي سبق ذكرها.
س6:لماذا أحببت النوم إلى الآن ولم نقرأ لك جديداً في الشعر بعد ديوان الجراح التي صارت مرايا عام 1983م وأغنيات لبراعم النصر 1984م ؟
النوم حالة صحية جسمياً ونفسياً ،في النوم تعمل الأعضاء الهضمية ويسترد الجسم الطاقة والقدرة ويحصل الدماغ على تروية كاملة.ثمَّ الجانب النفسي تستيقظ الرغبات المكبوتة وتكون الأحلام بوابة للتنفيس عن تلك الرغبات وبذلك يتم التنفيس عن الشحنات الانفعالية.والتوقف الذي حصل كانت هناك عدة أسباب له ولكنني قررت في نهاية عام 2006م أن أطبع المجموعات الشعرية الكاملة وكتاب ابتهالات لمن خلق الوجود.وممنوع القراءة.ولكن كتابي(القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية).أحاول أن يكون رسالة دكتوراه من معهد الاستشراق في مدينة لايبزغ وبعدها يُطبع.
س7: علمنا أنك مولع بالتاريخ ماذا يعني للشاعر والأديب اسحق قومي ؟!
التاريخ من أقوى وأروع الشخصيات التي أُحبّ محاكاتها باستمرار .يجذبني دوماً إلى واحاته الغنية وفي السنوات الأخيرة غدت مطالعاتي وكتاباتي التاريخية حاجة نفسية أكثر منها قراءة .حيث طغت على مطالعاتي للكتب الإنسانية والفلسفية والنفسية لأنني أجد أنَّ هناك لصوص يعملون على طمس الهوية لشعبنا السرياني الآشوري الكلداني خاصة في الجزيرة السورية حيث أنَّ شعبنا لايمكن ولا أتصور بأنه يفكر يوماً ما بطرح قضية يخون فيها أمه وحاميته وراعيته سوريا الحبيبة الخالدة خلود القائد الراحل حافظ الأسد.ولأنني أجد أنَّ العالمية الجديدة تؤيد دوماً الأقوياء لذلك أخاف من المستقبل رغم ثقتي بذاتي وأنَّ أوطان العالم لن تكن البديل عن الوطن الأم سوريا بالنسبة لي وللكثيرين من شعبنا.نحن إحدى الشعوب التي تعيش على تراب الوطن الحبيب سوريا يجب أن نؤكد دوماً على تميزنا واندماجنا مع الشركاء الشرفاء في الوطن وأن نكون سفراء شرفاء في المهاجر.وأن نعارض تحت سقف الوطن لا خارج محرابه المقدس.نحن مع الإصلاح والديمقراطية والحرية المؤطرة وليست الحرية الفوضى فلا أفهم حرية أو حياةً عبثية مضطربة هناك حق المواطنة للجميع دون استثناء ولكن هناك في الجهة الأخرى نبذ التطرف والأفكار التي تدعو إلى الانفصال فهذه إحدى الجرائم والخيانة الوطنية لا لكل فكرٍ يهدم روعة سورية شعباً وتاريخاً وأمنيةً.فالوطن أحد الآلهة التي تستحق العبادة.كما عملتُ وحرصت عندما أكتب في التاريخ أن تتمتع كتاباتي بالمنهجية التاريخية والوصفية والتحليلية.وأن لاتكون خالية من النقد البناء لأنه هو الضامن لتحقيق مقولة القائد الخالد حافظ الأسد(لارقابة على الفكر سوى رقابة الضمير).وهذا الأمر موجود في كتابي الذي سيصدر القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية.وحتى من خلال الكتب التي لم تنتهي منها مائة عام على بناء مدينة الحسكة وكتابي المسيحيون في الجزيرة السورية.
س8: الكثير من الناس يرغب في معرفة اسحق قومي المدرس لماذا كان التدريس بالذات؟ أحببتُ التعليم لأنه أشرف المهن وكان البديل الوحيد للتعامل مع الأرض التي أنتمي إليها وتعاملت معها.عملت في تعليم للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية وأخيراً مدرساً في المعهدين المعلمين والمدرسين لمادة التربية وعلم النفس وأصبحتُ رئيساً للدروس المسلكية في معهد إعداد المدرسين ومدرساً لمادة علم النفس .
س9:أستاذ اسحق تغربت منذ فترة طويلة عن الوطن ماذا يعني لك الوطن؟
الوطن قلتُ إحدى الآلهة التي تستحق العبادة .والوطن ليس كلمة مجردة سيبقى الحب والهواء والماء والطعام المقدس والحبيبة والأم والأخت والأب والعزة والكرامة.سيبقى أخي عبد الأحد الذي مات فيه لأنه كان يرفض الانتهازية .التي رفضت أن تدون اسمه في الكتب التي كُتبت عن الجزيرة السورية فهذا أيضاً قرصنة ولاتتمتع تلك الكتب بالواقعية والشفافية فمن يستطيع أن يُغيبنا عن تاريخ الحركة الثقافية والشعرية والمسرحية والشبيبية إلاَّ ذاك الذي يشبه فقاعات الصابون .وإن غادرته فهذا يحملني مسئولية أكبر مما أنا في الوطن لأكون سفيراً شريفاً وإن قال عني الكثيرون أنك رومانسي وأنك غير قادر على أن تكون براغماتي.لا أنا أعرف البراغماتية قبل هؤلاء ولكن في مجال الوطن فهو كما قلتُ آلهة لكن ما أتمناه أن يتساوى فيه الجميع بدون أن ننظر إلى هذا على أساس العرق أو الدين أو المذهب .والوطن يعيش معنا في غربتنا لغةً وحنيناً وصبحاً لاتشرق فيه شمس وطني فليس بصبحٍ.نعيشه حُلماً وأحبةً ينتظرون عودتنا على أرصفة المحطات المهاجرة.والهجرة ليست دوماً حالة سلبية بل تتحول لتلك الحالة إذا نظرنا إلى أن ننمي فقط الجانب المادي وننسى القيم والأخلاق التي توارثناها بهذا أستطيع أن أقدم نفسي وأن أطرح شخصيتي الوطنية بدون أن أخاف الملوك والسلاطين إذا كنت عاشقاً لوطني فكيف يخون العاشق معشوقتهِ؟! ومن سيمنعني من أن أنتشر كضوء الشمس إذا حان وقت شروقي؟
س10:ماذا تعني لك الكلمات التالية.المستقبل.شرقنا.الآخر.الكتابة؟
*المستقبل أخاف منه رغم ثقتي بذاتي ورغم معرفتي بأنه يمثل الفعاليات الإنسانية الماضية والحاضرة.المستقبل مظلمٌ في شرقنا لأنَّ هناك من يتعامل معنا على أننا سبب شقاء شرقنا رغم أننا نحن أصحاب الأرض الحقيقيين وكنا ولانزال مشاعل نور وإخلاص لوطننا سندفع الثمن غالياً إذا لم تعالج المشاكل الجوهرية التي هي مطلب تاريخي وإنساني ولأن بعضهم ينتقم منا عندما لايحدد المواقع الحقيقية لما يتعرض له شرقنا.
*شرقنا أرض طاهرة ومهد الديانات السماوية تعمدَّ بدماء الأبرياء من قبل الحاقدين لصوص التاريخ على مدى آلاف السنين أخاف إذا سيطر عليه فكر واحد هدام.
الآخر: قاتل الحق والعدل والسلام هو الذي يحرق حقول المحبة في داخلنا إنه مَنْ رَكِبَ فرس غيره وحارب بسلاح غيره واغتصب حضارة غيره وبناءً على ما تقدم فهو التنين والوحش الكاسر إذا لا قدر الله غابت عيون الساهرين على تراب وطني سيكون الدمار والخراب كما حدث في العراق.
*الكتابة؟ .الكتابة كانت ولا تزال إحدى البوابات التي تفرج عن النفس وهي ستبقى خالدة إذا كانت صادقة وموضوعية وتراعي الحقائق والتاريخ والإنسان.أنا أزعم القول ما أقسى الحياة عندما تكون خالية من الأعمال العظيمة.وهناك الكتابة باللغة العربية وكتابة باللغة الإنكليزية كما لدي مجموعة قصائد باللغة الإنكليزية قد تُرجمت للغة الألمانية بعنوان (سوف أبقى أُغني).
سؤال أخير سمعتُ أنكم تقومون على إدارة المعهد الاستراتيجي للبحوث والدراسات السريانية الآشورية الكلدانية بألمانيا لماذا وما هي الفائدة المرجوة من عملكم هذا؟!
المعهد فكرتي أنا وأعمل مع أساتذة لهم باع في الثقافة السريانية الآشورية الكلدانية وهو مؤسسة تاريخية ثقافية اجتماعية وحقوقية.له نظامه الداخلي وأهدافه. أهمها توثيق وإحصاءات تتعلق بالشعب السرياني الآشوري الكلداني في الأوطان والمهاجر.ولازال وليداً .تبقى سوريا التي اسمها مستمد من اسم شعبنا قلعة في وجه كل المعتدين غربيين أم محليين.سوريا التاريخ والمجد والعزة والكرامة.سوريا حافظ الأسد وبشار الحرية والديمقراطية والتقدم .
في الختام نتمنى لمجلة الجسر الازدهار والتقدم وللقراء الأعزاء كل الخير.
أجرى اللقاء بيير إيليا البازي
ألمانيا في 29/4/2006م.
مواضيع مماثلة
» المقابلة التي أجراها معي الصحفي عادل محمود من العرب اليوم
» اليهود في الكويت ...نقلاً عن مجلة الكترونية (زون)
» الدعوة التي وجهها لي اتحاد الكتاب العراقيين ونادي بابل الثقافي بالسويد..لتأبين الصديق الشاعر سركون بولص.
» قصيدة سوناتا التي سرقت بهجة القصيدة....للشاعر اسحق قومي
» من كتابنا القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية...اسحق قومي
» اليهود في الكويت ...نقلاً عن مجلة الكترونية (زون)
» الدعوة التي وجهها لي اتحاد الكتاب العراقيين ونادي بابل الثقافي بالسويد..لتأبين الصديق الشاعر سركون بولص.
» قصيدة سوناتا التي سرقت بهجة القصيدة....للشاعر اسحق قومي
» من كتابنا القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية...اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى