قصة بعنوان: وطنٌ وحجارة....عبد الأحد قومي

من طرف اسحق قومي الأحد يوليو 13, 2008 2:17 pm

القصة الرابعة: (د)

وطن وحجارة

استيقظ ثائر باكراً هذا الصباحْ،حمل حجارته التي أعدها البارحة مع أخيهِ جهاد…خرج يُداعب الحجارة بعشقٍ
وطفولةٍ،يتلمسها بدفء…يتمتم:أيتها الحجارة لا تضيعي، كوني كما أريد…كانت المعركة قد بدأت، اقتحمت
جموع الأطفال وأوغلت في حشودات الجنود المدججين بالأسلحة والقنابل والموت،يرمي حجارتهُ وهو يرفع رأسهُ
شامخاً .في الطرف المقابل جندي صوّب باتجاهه،يدٌ تنزف.رفض ثائر إلاَّ أن يتقدم ويرمي بحجارته، مجموعة من جنود
العدو تحيط به،يصفعونهُ، يركلونهُ، وما زال ينزفُ…ويلعنُ ويصرخُ ويرمي بحجارتهِ.وضِعَ في قفصٍ حديدي،
أُخِذَ نازفاً إلى مكتب الضابط. ـ ما اسمكَ؟!ـثائر، عمرك:عشر سنوات.ـ من علمك أن ترمي الجنود بالحجارةِ،؟!
ـ أخي جهاد.الضابط: أريد مجموعات كبيرة من الجنود والعربات وبلدوزراً كبيراً،موجهاً كلامهُ لمساعده.
أين داركَ: هناك…
خذني إليها…انطلقت العربات والبلدوزر ومجموعات الجنود خائفين مذعورين من جهاد هذا
المدبّر…كأنهم يذهبون إلى الموت أمام دارٍ صغيرةٍ، قال ثائر:هذه دارنا.غرفةٌ واحدةٌ…وباحةٌ صغيرةٌ، أشجارُ
ليمونٍ
عديدةٍ.أقتحم الجنود الدار،امرأةٌ تعدُّ طعام الإفطار.طفلٌ صغيرٌ لا يتجاوز الرابعة من عمره،مازال يصقل حجارته
ويعدها….الضابط (موجهاً سؤاله للمرأة):
أين جهاد؟!قفزَ قلبها من صدرها،وقفز بنفس التوقيت الطفل الصغير ابن الرابعة.نعم أنا هو جهاد،ماذا تريد أيها..
ال.
الضابط: ثائر أَهذا أخوك جهاد؟!! الطفل ثائر(بهدوءٍ وشموخٍ)…نعم…جنَّ جنون الضابط وجنودهُ:اهدموا الدار،
اقتلوا الجميعْ، احرقوا الأشجار،مزقوا كلَّ شيءْ.بدأت البلدوزر بهدم الدار،وبدأ الجنود بحرق الأشجار ،
وانكب أطفال الحيّ على حجارة الدار المهدمة، يرمون بها الجنود والبلدوزر تدهس منْ تدهس من الأطفال.
(أم ثائر) تنظر الكتلة الكبيرة التي كانت قبل قليل دارها.كتلة من أجساد الأطفال والحجارة وبلدوزر الموت.
صرخت وهي تقذف الضابط بحجرةٍ:اهدموا داراً لكننا سنبني وطناً.
***
عبد الأحد قومي.