إسحق قومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حبّ امرأة ٍ مصرية. المهندس الياس قومي مع فضاءات الروح

اذهب الى الأسفل

حبّ امرأة ٍ مصرية.   المهندس الياس قومي مع فضاءات الروح Empty حبّ امرأة ٍ مصرية. المهندس الياس قومي مع فضاءات الروح

مُساهمة من طرف اسحق قومي الإثنين يوليو 20, 2009 4:18 am



" حبُّ امرأة مصرية "



"رغم إنك عنيدة؛سأظل أحبك "

* إلى السيدة: د. أ. أرفع مؤلفي هذا


بقلم: المهندس الياس قومي




ما هذا الشلال الذي يتدفق من عينيك بهجةً وحبوراً؟ وليأخذني إلى
عالم غير الذي عهدناه؛ولا من قبل عرفناه؛ هو خارج أطار الزمان
والمكان؛ لا مشرق لديه؛ولا مغرب .حيث تستحيل فيه الأشياء إلى ما لم نراه من قبل؛لا ولا سمعناه غير مرّة؛وقلّةٌ همْ من استطاعوا الوصول إليه....إنه عالم الروح يا سيدتي؛العالم الذي يعيش داخلي وأعيش فيه من دون بواطن أو خفايا.
* * *


كم من مرة حاولت أن أتلمسك؛ كمن يتلمس النار الأبدية؛ التي
لا تحرق ولا تؤذي. ومن دون ضجيج ٍ؛ كم حاولت أن أهمس في
أذنيك بعبارات دون أن تعبثي بها؟!!.
أنت ِ يا من في الوقت الضائع تعبثين في صوفية "بنلوب " وتنشرينها
على ضفاف نهر " سانت لوران " ومن دون أن تعلمي؛ إنَّ هنالك
شخصاً يبحث عنك من الضفة الأخرى خلف سياج المحبة التي لابدَّ
أن تزهر يوماً؛ لكن اعلمي إن المستحيل بعينه لن يرتضِ أن يحيلني
إلى بعض من رماد بعد اليوم.
* * *


وهل من العيب حقاً إن نطقت شفتاي بما يردده القلب منّي كلّ حين
من غير تعب أو ملل.ومن دون أيّ تجنّ ٍ؟!!!؛ أَما قرأتُها في عينيك…
لا تفزعي لن ندع إرث الماضي يثقل كاهلنا ؛ فما عاد يدفئنا؛
ومازال الكثير من الحطب كاف لإذابة الصقيع من حول قلبينا.
سأظل أحبك مهما طال الزمن ؛ الزمن هذا الذي نحن صنعناه؛
لإشباع رغباتنا؛ نتاج قراءاتنا؛ إنه التاريخ؛ وعاء أفعالنا.
أما الحبّ فهو من عالمٍ آخر…لم تستطع أن تدركه البشرية من خلال
ذاتها؛ إنّه من صنع الآلهة؛تلك الجذّوة التي أودعتها فينا من دون أن تحرقنا .
الزمن: هو من يحاول جاهداَ أن يشدّنا إلى الأدنى؛يجهدُ لحرق البراعم التي تحاول أن تعلو برؤوسها؛ إِنه إلى الأعماق السفلية يسعى ليأخذنا.
أما الحبّ: فذاك يسمو بنا إلى أعلى درجات الاصطفاء؛ وليحلق بنا في سماء السموات. لا يخضع إلى قانون ِ؛لا ولا إلى جاذبيةٍ…ولن تجد مهما
بحثت له أيّ موضعٍ في جداول الكيمياء أو الفيزياء؟؟؟
إنه من عالمٍ أخر…
عالم الروح التي لم ولن تستطع قوى الكراهية والبغض والشر أن
تخدشه؛أو أن تنال منه؛ لكنّ هو من يترك آثاره عليها.
* * *

ومن هنا فقد قررت أن أرحل مع ضياء عينيك...؟؟؟
نعم لأبحث عن تلك المعاني المخبأة بين تلك المفردات التي نطقتها
شفاهك؛ ولأقتات منها وعليها أحيا ولأعدّ الأيام؛عسى أن تشفع
وتخبرني؛إن أجازت لي بالرحيل؛ نعم الرحيل إلى مصرَ؛ هي إحدى
أحلامي ؛ خذيني إليها؛ لأطوف حول الإهرامات تماماً مثل أحد الشعانين.
كان حلمٌ يراودني منذ زمنٍ؛ يومها كنت قد قررت أن أزور أديرةٌ ومعابد .
من منّا لا يعرف شفيع مصر ؟؟ البابا كيرلس السادس ؟؟!! وكنيسة الزيتون؛ من منّا لا يتذكر السيدة العذراء وبركتها التي منحتها أثناء ظهورها الآلهي للمصرين أوخر عقد الستينات من القرن الماضي.
ولنقف معاً لجانب النيل العظيم الخالد؛ وحاراتٍ أصبحنّ مدناً غالياتٍ إلى قلبي.
أولست مصرية أنت يا سيدتي…؟؟؟
مصر هذه التي أحببتها منذ طفولتي؛ بلدي أيام الوحدة ؛
أول وحدةٍ عربيةٍ في تاريخ أمتنا؛
إنني وما زلت أحبها ؛ أوتعلمي كم نحب مصر ؛
مصر العروبة؛ مصر التاريخ؛ كم كنا قد أحببناه ذاك القائد؟؟؟
أما ترين كيف أيادي الله تعمل؟؟؟
نعم إنّ الله يعمل من خلال كلّ الأشياء.
والآن هاهو الحلم قد صار أقرب إلى الحقيقة؛
وهل حرامٌ أن نعيش لحظات
حُرِمنا كلانا منها ؟؟
* * *
والآن قولي لي يا سيدتي:
لِمَ أضيعُ بينَ رموش عينيك...!!
لِم َتحت خمائل شعرك أبتني ليّ قصراً...!!
ولِمَ أرسمُ كلّ قصائدي من دفء جبينكِ الممتلئة شوقاً ونعمةً...!!
ولِمَ أنثرُ جميع َ أوراق َ دفاتري ...!!
وأحلم كلّ أحلامي ...من دون أن يوقظني أحد...!!
ولحين أن يجئ الوقت الذي أنتظره ؛ وتترحمي عمّن عرف قدرك ؛
لتأخذينني بين ذراعيك النحيلتين إلى معارج الحبّ الصادقة
حيث الملائكة الأطهار وأنبياء الحبّ ورسلهِ...!!
* * *

أنت يا من أحببتها من أعماقِ الفؤاد ؛على مدارج تلك الكنيسة المقدسة
في مدينة لافا ل ...هناك ولِدَ لقاؤنا الأول ...؛ ومن دون أن أعرفكِ؛ كنتِ عاريةَ القدمين؛مثلُ باقي النسوة وهنّ يتقدمنّ لنيل البركة المقدسة.
آنذاك شيءٌ غريبٌ أحالني إلى عالمٍ آخر. خطفَ منّي الأبصار؛أصابني
الدوار؛ لكنّ سرعان ما أسعفني ذلك المقعد فجلستُ حائراً...؛ يا إلهي ماذا
حلّ بي ؛ما عسى أن يكون قد حدث داخلي؛
ولِم َ هذه الخفقات المتواترة السريعة من قلبي...؟!!
وبرغم ما ناله الزمن منكِ؛ وليقسو عليكِ ولأكثر من عشرين عاماً؛
سأحاول أنّ أردّ ما أفقدتهُ الأيام منكِ؛ ولكنّه قد نال منّي أنا أيضاً
وأتعبني؛ فلا تيأسي.
أريد منكِ تلكَ الروح ؛ الروح التي لابدّ أن تنضم إلى روحي يوماً ما؛
ولأظلّ مثل عصفورٍ ينقرُ على نافذتكِ كلّ صباحٍ ؛لعله من خلال الحانة وموسيقاه وأصواته الشجية؛أن يدخل السعادة إلى جوارحك ؛ وليطمئنّ عليكِ؛ وليبوح لكِ ببعض من تباريح الهوى التي تجول مثل نزيفٍ في خبايا الفؤاد.

* * *
يا ذات الوجه الملائكي!!!...أما ترين وجمالكِ قد فاق جمال ملكات العالم ؛
فاق كلّ الوجوه!!! يقيني إنّ وراء هذا الوجه ـ ما منحه الخالق فقط لبعضٍ من خلائقه ممن أحبهم ؛ وميزهم عن غيرهم في مكوناتهم ـ عبقريةٌ خالدةٌ لا تزول مع مرّ السنين؛ لقد أحببتكِ وقد تجاوز كلّ منّا من الطريق منتصفه !!
لكنّ وبحقّ السماء والأرض أريد أن تجيبني؟؟
كيف عاد هذا الذي يخفقُ في داخلي؛ هذا القلب منّي؛ تماماً مثل أولى
لحظاتٍ لفتىً عاشقٍ في مطلع شبابه؛ وفي بواكير حكايات الحبّ
التي بدأت تنمو وتبتني أعشاشها وإلى الأبد.
لا تفزعي لن أتخلى عنكِ؛ومن دون أن تقلقي؛ سأحتفظ بكِ مهما
طالت سنوات العجاف. لن أفرطَ بكِ؛ لا تستغربي! سأفعل مثل ذاك
البخيل كيما يحافظُ على مقتنياته ودراهمه.
لا لن أريد أن افتقدكِ بعد اليوم؛وليس سهلاً لمن أفتقدَ قلباً آخر أحبّهُ حقاً؛
لكنّ هي السماءُ ما شاءت فعلتهُ؛ وكان الفراق؛ فافترقنا؛
لن أرغب ـ سامحيني ـ في أن أثير مشاعركِ؛ ولن أحاول أن أقحمك في أمورٍ قد تتعبكِ!!!

* * *
كم تعبتُ ...؟!!!
كم من ليلةٍ ثرثرتُ ؟!!!
كم كنتُ قلقاً في وحدتي وتغربي داخل نفسي؟!
ترى هل فكرتِ بهذا الذي وُلِدَ في قلبينا؟؟
أنتِ يا أصغر كلّ النساء وأجملهن روعةً وبهاءً؟؟!!
أو تعلمين كم من الحراس لديّ للدفاع عمّن يحاول أن يقتحمَ أسوار حديقتي!!
بالله قولي لا تخجلي: كم من الوقت استغرقتِ لإزالة أكوام الثلج والصقيع من أمام أبوابي الموصدة!! ألستُ أنا من رميتُ وبهاتين اليدين مفاتيح تلكَ الأقفال
في بحرِ النسيان؛ لفؤادٍ هجرَ الحبّ؛ وهجرهُ الحبّ بعيداً.
لكن أو تدركين كيف استطعتِ فعل ذلك؟!
ولكي لا أتعبك ولا أدع أفكارك تنال منكِ فترهقك؛ إنّها تلك الإشعاعات النورانية التي تنسابُ من خلال نظراتكِ السماوية.


* * *
إنكِ تحيينَ في داخلي!!
ومن هو القادر أن يبعدكِ عن مخيلتي؟!
ومن هو القادر؛ أن يوقف هذه الخلايا المتدفقة مع كرات الدم في وعاء ذاكرتي
سامحيني! لربما في الأمر بعضٌ من الجنون!!
هذه الكلمات لا أحد لديّه القدرة كي ينتزعها من وعاء أفكاري .منذُ أن سمحت
لي الآلهةُ كي أحفر صورتكِ؛ بإزميلها على جدران هذا الذي يدعني
حيّاً ألا وهو قلبي؛ حيث تعيشين هنالك ليل نهار من دون حيرةٍ أو ارتباك.
وبكلمات الحبّ التي مازالت طريّة يوم سمعتها بإذنيّ من فمكِ المقدس
حين رحتِ تداعبينَ ما تبقى لي من خصلاتِ شعري.
وتمسحين بتلك الأنامل الناعمة
ما أنسابَ من عرقٍ فوقَ جبهتي المُخضّبة بالتعب والشقاء؛
حين راحت يداكِ توسدان أكتافي المثقلة
بالحزن والمرارة والأسى.

* * *

أيّ امرأةٍ عظيمةٍ أنتِ؛ تعالي قبلَ أن يفلت الزمن من بين أصابعنا؛ فالطيور
الجارحة كثيرة؛ ولا رحمة ولا أية شفقةٍ في قلوبِ الناس التي ما عادت تفكر إلا بذاتها هذه الأيام؛ لا بل ومما يؤسف له؛ لقد فقد الكثيرون من هؤلاء
ما يميزهم عن باقي المخلوقات.

تعالي كي أتمكن وأفرش الورود طريقا سالماً لقدميكِ؛ ولأنسج من العبير والرياحين تاجاً ملوكياً وليغطّي رأس أعظمِ امرأة؛ أكنّ لها كلّ الودّ والاحترام أنتِ التي مازلت تكابرين على من أراد أن يمنحك الدفء المخبأ في ثناياه؛وهذا عرفٌ يا سيدتي عند بعض النساء؛ وهو من حقكِ؛ولا شيء يمنعكِ؛لكن عليكِ أن تعلمِ جيداً؛ ومن دون أن أخشاك...!!
وها أنني أقولها لكِ من فوق السطوح؛ وليسمع من يسمع؛ إنَّ عنادكِ هو لمزيج من عناد آلهة مصر؛ وعنادُ تلك الآهرامات التي لم يستطع كائناً من كان أن يمسها؛ وأما شموخ جبينك ذاك إلا لأنه إرث أولائك القديسين العظام لجانب قامات فرعون الباقية حتّى هذا اليوم. كم هي عظيمةٌ من أنجبتك؛ أليس لكِ الحقّ أن تفاخري بهذا الإرث الرائع؟!!!
ومن واجبي أن أعترف بهذه الذخائر والكنوز المخبأة في أعماقك؛ التي تسلكين بها واليها تعودين؛ لا بل هي القوة الدافعة لك في كلّ الأوقات.
لكن ثقي ! ومهما حاولت أن تحاوري من أردت من النجوم؛ ومهما قفزت ولعبت من وراء درب المجرات...سأظل الحقُّ بكِ أينما كنت .
وإلى اليوم الذي فيه تعتادين على رجلٍ أحبّكِ وبصّدقٍ وقَدُمَ إليك من دون
استئذان ولا أيّة مقدمات.
إلى أن تنبت خبايا الأرض؛
وتورق الأشجار؛
ونصغي من كلّ أعماقنا؛ لتغاريد البلابل؛
ويزغرد الحسون في سماواتنا فرحاً؛
أقولُ لكِ:أحبّكِ
* * *

كندا مدينة لافال 19/أيار/2009














اسحق قومي
اسحق قومي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 835
العمر : 74
الموقع : https://alkomi.yoo7.com/profile.forum
العمل/الترفيه : معاقرة الشعر والأدب والتاريخ والإعلام والسياسة
المزاج : حسب الحالة
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

https://alkomi.yoo7.com/profile.forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى