قصة قصيرة المرأة الذكية....بقلم المهندس الياس قومي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيرة المرأة الذكية....بقلم المهندس الياس قومي
المرأة الذكية...!!
بقلم المهندس: إلياس قومي- مونتريال - كندا
سأذهبُ إلى بيت الجيران ؟!
-أي جيران يا أمي، بيت أم جان بيير لشرب فنجان قهوة.
- حسناً يا أماه سأنهي وظيفتي وسأذهب إلى المعهد!!
صباح الخير: جارتنا أم جان ، - أهلاً بجارتنا الجديدة.
تتطلع في وجوه النسوة تجلس بجانب إحداهنَّ،
- اسمي ماري هل تعرفينني ؟
وجهك ليس بغريب.
- تفضلي القهوة جارتنا أنت لم تعرفي ماري!!
أظن سأعرفها ،- إنَّها زوجة أخي سيمون.
- أنا من الحسكة، وأنت من أين؟
- أنها جارتنا يا ماري لقد سكنوا هنا قبل عدة أسابيع،
إنها ريتا وهي أيضاً من الحسكة!!
- إذاً أنت معلمة ريتا كنت تدرسين في الفارعة الشيبانية؟!
نعم يا ماري الآن عرفتك كنت طالبة عندي. تعانقتا وسالت دموع الفرح الممزوجة بالحسرة، لتسقي سنوات الغربة، ورجعنا لسنوات مضت، التي لم يبقى منها سوى علاما ت التعب، والجهد وجد له موضعا على وجه كلتيهما.
يدخل راعي الكنيسة برفقة زوجته ، يبدو أن السيدة ريتا معكم.
هل قد انضمت للجنة الكتاب المقدس؟!
تحمر وجه السيدة ريتا لا يا أبونا ولكن لا مانع لدي، أن أكون بينكم هذا يسعدني. تبتهج السيدات ورحن يشكرن أبونا على السرعة التي أقنع بها ريتا لتنضم إلى اللجنة التي يقودها منذ أن بدأ عمله ككاهن للرعية.
الآن عرفت لما كل واحدة منكم قد أحضرت معها الكتاب المقدس. سأذهب وأحضر كتابي أيضاً .
- لا... لا داعي أنا سأعطيك نسخة من البيت يمكنك أن تستخدميه يارتا.
- سنتحدث اليوم عن مثل العذارى الجاهلات والحكيمات.
- من تريد القراءة، لتكن ريتا أنا أقترح قالها الكاهن؟!
- ما الفرق بين العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات قالتها إحدى النسوة.
لا فرق بينهم في الظاهر فجميعهم قد مضوا لحضور حفلة العرس،
وجميعهم قد لبسنا الجديد، وما يليق للمناسبة، وكلا الفريقين قد أشعلنَّ مصابيحهنَّ. إلاَّ أن الحكيمات قد أخذن زيتاً في علبٍ أضافية لأنهنَّ حسبن فيما إذا طال الطريق، ولم يحضرْ العريس، ماذا سيفعلن.
بينما الجاهلات لم يأخذن زيتاً أضافياً، لم يفكرنَّ ماذا سيحدث لهنَّ !!
إنَّ الرب ومنذ أن قام بإطعام الجياع، طلب من تلاميذه جمع الكسر الزائدة ليعلمنا كيف على الإنسان أن يكون مدبرا ومقتصدا، وأراد أن يعلم الجموع أيضاً بضرورة النظام وعدم التبذير . وما علاقة ذلك بالزيت يا أبونا؟!
الزيت هو ما ندخره من أعمال خلال مسيرة الحياة، كل ما نقوم به من أعمال يعتبر ادخار للمستقبل. وعلينا أن نفكر ماذا ندخر، ليس من أموال، إنما من كنوز لا يأكلها السوس، علينا أن نعرف: هل لعند الرب يسوع ؟!
إن أعمال الخير وتفقد اليتامى والأرامل والمساكين وزيارة المرضى والمسجونين والمعوزين والذين ليس لهم أحد والغريب تعتبر واجب ديني والقيام بها سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي، والله لن ينسى واحدة منها ..
وبعد أن قام بتوضيح وأجاب عن الاستفسارات،
ودعنا الكاهن لأنه على موعد مع عائلة لحل مشكلة عندهم .
ماري ماذا عملت بعد الثانوية؟!
- لقد تزوجتُ يا آنسة ريتا وعندي الآن ثلاث أولاد وبنت.
وأعمل في أحد المحال التجارية أيضاً .
- وزوجي يعمل أيضاً فمن أين سيكون لدينا الوقت لتربية الأطفال؟!
ولا تنسي إنني عضوة في جمعية السيدات التابعة للكنيسة، وقد انضممت لأسرة الكتاب، وأساهم أحياناً بلجنة البر والإحسان حيث أذهب مع زوجي الذي هو عضوا فيها لزيارة العائلات المحتاجة والتي تقوم الكنيسة برعايتها.
تعرفين آنسة ريتا هنا ليس كما في بلادنا هناك كان الأهل يساعدونك والجيران وأهل الحارة . أما هنا كثير من العائلات ليس لها معين، لا أهل ولا أقرباء، فالكنيسة شكلت لجنة البر والإحسان من أجل تفقد العائلات التي ليس لها من يتفقدها.
وفي المساء قصت على زوجها، كل ما جرى معها.
فرح الزوج لفرح زوجته التي تعرفت على بعض من نساء الطائفة،
كم فرحتُ اليوم ريتا وعاد الأمل يجدُ له مكاناً بين جوارحها.
في الأحد التالي أعلن الكاهن بعد أن أنهى صلاة القداس عن تقديم جائزة أول سيدة . وكانت من نصيب ماري تشجيعا لها وتقديراً لما تقوم به في خدمة الكنيسة أيام الآحاد حيث تعمل مع زوجها على تنظيف الكنيسة والصالة
وحتى دورات المياه التي يستخدمها الحضور.
لقد فرحت ماري وزوجها وشاركهم الحضور على هذه الألتفاتة وهي تتقبل التهاني من قبل آباء الكنيسة والعاملين في لجانها والمؤمنين. صحيح أن ما تقوم به ماري وباقي السيدات لايتقدر بثمن إلاَّ أن الجائزة لابدَّ وأن تجعل المرء يشعر بالرضي والامتنان بأن هناك من يرى ويقدر الذين يتعبون.
****
المهندس الياس قومي
شاعر وكاتب سوري مقيم في كندا.
Kawmi56@hotmail.com
بقلم المهندس: إلياس قومي- مونتريال - كندا
سأذهبُ إلى بيت الجيران ؟!
-أي جيران يا أمي، بيت أم جان بيير لشرب فنجان قهوة.
- حسناً يا أماه سأنهي وظيفتي وسأذهب إلى المعهد!!
صباح الخير: جارتنا أم جان ، - أهلاً بجارتنا الجديدة.
تتطلع في وجوه النسوة تجلس بجانب إحداهنَّ،
- اسمي ماري هل تعرفينني ؟
وجهك ليس بغريب.
- تفضلي القهوة جارتنا أنت لم تعرفي ماري!!
أظن سأعرفها ،- إنَّها زوجة أخي سيمون.
- أنا من الحسكة، وأنت من أين؟
- أنها جارتنا يا ماري لقد سكنوا هنا قبل عدة أسابيع،
إنها ريتا وهي أيضاً من الحسكة!!
- إذاً أنت معلمة ريتا كنت تدرسين في الفارعة الشيبانية؟!
نعم يا ماري الآن عرفتك كنت طالبة عندي. تعانقتا وسالت دموع الفرح الممزوجة بالحسرة، لتسقي سنوات الغربة، ورجعنا لسنوات مضت، التي لم يبقى منها سوى علاما ت التعب، والجهد وجد له موضعا على وجه كلتيهما.
يدخل راعي الكنيسة برفقة زوجته ، يبدو أن السيدة ريتا معكم.
هل قد انضمت للجنة الكتاب المقدس؟!
تحمر وجه السيدة ريتا لا يا أبونا ولكن لا مانع لدي، أن أكون بينكم هذا يسعدني. تبتهج السيدات ورحن يشكرن أبونا على السرعة التي أقنع بها ريتا لتنضم إلى اللجنة التي يقودها منذ أن بدأ عمله ككاهن للرعية.
الآن عرفت لما كل واحدة منكم قد أحضرت معها الكتاب المقدس. سأذهب وأحضر كتابي أيضاً .
- لا... لا داعي أنا سأعطيك نسخة من البيت يمكنك أن تستخدميه يارتا.
- سنتحدث اليوم عن مثل العذارى الجاهلات والحكيمات.
- من تريد القراءة، لتكن ريتا أنا أقترح قالها الكاهن؟!
- ما الفرق بين العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات قالتها إحدى النسوة.
لا فرق بينهم في الظاهر فجميعهم قد مضوا لحضور حفلة العرس،
وجميعهم قد لبسنا الجديد، وما يليق للمناسبة، وكلا الفريقين قد أشعلنَّ مصابيحهنَّ. إلاَّ أن الحكيمات قد أخذن زيتاً في علبٍ أضافية لأنهنَّ حسبن فيما إذا طال الطريق، ولم يحضرْ العريس، ماذا سيفعلن.
بينما الجاهلات لم يأخذن زيتاً أضافياً، لم يفكرنَّ ماذا سيحدث لهنَّ !!
إنَّ الرب ومنذ أن قام بإطعام الجياع، طلب من تلاميذه جمع الكسر الزائدة ليعلمنا كيف على الإنسان أن يكون مدبرا ومقتصدا، وأراد أن يعلم الجموع أيضاً بضرورة النظام وعدم التبذير . وما علاقة ذلك بالزيت يا أبونا؟!
الزيت هو ما ندخره من أعمال خلال مسيرة الحياة، كل ما نقوم به من أعمال يعتبر ادخار للمستقبل. وعلينا أن نفكر ماذا ندخر، ليس من أموال، إنما من كنوز لا يأكلها السوس، علينا أن نعرف: هل لعند الرب يسوع ؟!
إن أعمال الخير وتفقد اليتامى والأرامل والمساكين وزيارة المرضى والمسجونين والمعوزين والذين ليس لهم أحد والغريب تعتبر واجب ديني والقيام بها سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي، والله لن ينسى واحدة منها ..
وبعد أن قام بتوضيح وأجاب عن الاستفسارات،
ودعنا الكاهن لأنه على موعد مع عائلة لحل مشكلة عندهم .
ماري ماذا عملت بعد الثانوية؟!
- لقد تزوجتُ يا آنسة ريتا وعندي الآن ثلاث أولاد وبنت.
وأعمل في أحد المحال التجارية أيضاً .
- وزوجي يعمل أيضاً فمن أين سيكون لدينا الوقت لتربية الأطفال؟!
ولا تنسي إنني عضوة في جمعية السيدات التابعة للكنيسة، وقد انضممت لأسرة الكتاب، وأساهم أحياناً بلجنة البر والإحسان حيث أذهب مع زوجي الذي هو عضوا فيها لزيارة العائلات المحتاجة والتي تقوم الكنيسة برعايتها.
تعرفين آنسة ريتا هنا ليس كما في بلادنا هناك كان الأهل يساعدونك والجيران وأهل الحارة . أما هنا كثير من العائلات ليس لها معين، لا أهل ولا أقرباء، فالكنيسة شكلت لجنة البر والإحسان من أجل تفقد العائلات التي ليس لها من يتفقدها.
وفي المساء قصت على زوجها، كل ما جرى معها.
فرح الزوج لفرح زوجته التي تعرفت على بعض من نساء الطائفة،
كم فرحتُ اليوم ريتا وعاد الأمل يجدُ له مكاناً بين جوارحها.
في الأحد التالي أعلن الكاهن بعد أن أنهى صلاة القداس عن تقديم جائزة أول سيدة . وكانت من نصيب ماري تشجيعا لها وتقديراً لما تقوم به في خدمة الكنيسة أيام الآحاد حيث تعمل مع زوجها على تنظيف الكنيسة والصالة
وحتى دورات المياه التي يستخدمها الحضور.
لقد فرحت ماري وزوجها وشاركهم الحضور على هذه الألتفاتة وهي تتقبل التهاني من قبل آباء الكنيسة والعاملين في لجانها والمؤمنين. صحيح أن ما تقوم به ماري وباقي السيدات لايتقدر بثمن إلاَّ أن الجائزة لابدَّ وأن تجعل المرء يشعر بالرضي والامتنان بأن هناك من يرى ويقدر الذين يتعبون.
****
المهندس الياس قومي
شاعر وكاتب سوري مقيم في كندا.
Kawmi56@hotmail.com
رد: قصة قصيرة المرأة الذكية....بقلم المهندس الياس قومي
قصة جميلة وممتعة
راقني قراءتها
أسلوب بسيط غير معقد
وهذا مايجذب القاريء
تمنياتي لك بكل توفيق
راقني قراءتها
أسلوب بسيط غير معقد
وهذا مايجذب القاريء
تمنياتي لك بكل توفيق
تعويذة بوح- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 10
العمر : 56
الموقع : لايوجد
العمل/الترفيه : إداري
تاريخ التسجيل : 14/03/2010
مواضيع مماثلة
» البيت الحزين...قصة قصيرة بقلم المهندس الياس قومي
» قصة :شجرة الورد بقلم المهندس الياس قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» هل يعي الرجال؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» من يُعيد لي طفولتي؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» قصة :شجرة الورد بقلم المهندس الياس قومي
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» هل يعي الرجال؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
» من يُعيد لي طفولتي؟!!! بقلم المهندس الياس قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى