الفيلسوف والنوتي...ترجمة محمود عباس مسعود...
صفحة 1 من اصل 1
الفيلسوف والنوتي...ترجمة محمود عباس مسعود...
يحكى أن فيلسوفاً متبحراً في الفلسفة والمنطق، كان ينوي الانتقال من إحدى ضفتي النهر إلى الضفة الأخرى، فنادى نوتياً كان يملك قارباً صغيرا يستعمله لنقل الناس عبر النهر.
استقل الفيلسوف القارب وراح النوتي يجدّف به مقاوماً تيار الماء القوي.
بعد مسافة قصيرة سأل فيلسوف الزمان النوتي قائلا:
يا نوتي: هل حفظت الجزء الأول من مبادئ الفلسفة ؟
أجابه النوتي: لا يا سيدي لم أحفظه.
فقال له الفيلسوف: يؤسفني إذاً أن أخبرك بأنك ضيّعت 25 بالمائة من عمرك دون فائدة تذكر.
ابتلع النوتي هذه الإهانة وتابع التجديف.
عندما بلغا منتصف النهر، فتح الفيلسوف فمه اللاسع ثانية وقال:
يا نوتي: هل حفظت الجزء الثاني من مبادئ الفلسفة؟
أجابه النوتي: يا سيدي، لا أعرف شيئا عن كتاب مبادئ الفلسفة هذا.
فأطلق الفيلسوف تصريحا جديداً قائلا: يا خسارة! يؤسفني أن أعلمك أنك ضيّعت 50% من حياتك في اللاشيء.
امتعض النوتي لهذه الوقاحة لكنه لم يقل شيئاً بل واصل التجديف بأكثر من معنى، لاعناً الساعة التي قابل فيها هذا الفيلسوف الفضولي.
وعندما بلغ القارب ثلاثة أرباع النهر، وجّه إليه الفيلسوف سؤالاً ثالثاً، قال:
يا نوتي: هل حفظت الجزء الثالث من مبادئ الفلسفة؟
أجابه النوتي المسكين بصبر نافد: قلت لك يا سيدي أنني لا أعرف شيئا عن الفلسفة ومبادئها.
هنا ابتسم الفيلسوف ابتسامة (الاهتمام والمواساة) قائلا: للأسف الشديد فقد ضيّعت بذلك 75% من عمرك وتلك خسارة لا تعوّض.
لم يجب النوتي على هذا التعليق بل أسرع في التجديف على أمل بلوغ الضفة المقابلة والتخلص من تلك اللزقة الزنخة.
فجأة أبرقت السماء وراحت ترعد وتبعث المطر مدرارا بزخات مدارية في غاية القوة ، فحدثت عاصفة شديدة راحت تتقاذف القارب في كل اتجاه.
إذ ذاك جاء دور النوتي كي يوجّه للفيلسوف سؤالا، فقال له:
سيدي الفيلسوف، منذ انطلقنا في رحلتنا هذه وأنت تمطرني بوابل من الأسئلة، الواحد تلو الآخر، فهل بإمكاني أن أسألك سؤالاً واحدا فقط لا غير؟
أجاب الفيلسوف: نعم يمكنك ذلك.
فقال النوتي:
يا حضرة الفيلسوف المتبحّر في الفلسفة والحافظ لكتبها عن ظهر قلب، هل تجيد السباحة؟
أجاب الفيلسوف بصوت متهدج: لا يا طويل العمر، لا أعرف السباحة.
فابتسم النوتي وقال له: إذاً خاطرنا عندك، ويعز عليّ أن أخبرك أنه بعد لحظات من الآن ستصبح حياتك مائة بالمائة في خبر كان!
في تلك اللحظة لطمت موجة عاتية القارب فقلبته رأساً على عقب مما أدى إلى إرسال فيلسوف الدهر إلى قاع النهر، في حين استنجد صديقنا النوتي بذراعيه القويتين وبخبرته الطويلة في مجال السباحة وراح يقاوم الموج بثقة وطمأنينة حتى وصل إلى الضفة الأخرى سالماً.
والسلام عليكم
المصدر: East-West Magazine
الترجمة بتصرف: محمود عباس مسعود
استقل الفيلسوف القارب وراح النوتي يجدّف به مقاوماً تيار الماء القوي.
بعد مسافة قصيرة سأل فيلسوف الزمان النوتي قائلا:
يا نوتي: هل حفظت الجزء الأول من مبادئ الفلسفة ؟
أجابه النوتي: لا يا سيدي لم أحفظه.
فقال له الفيلسوف: يؤسفني إذاً أن أخبرك بأنك ضيّعت 25 بالمائة من عمرك دون فائدة تذكر.
ابتلع النوتي هذه الإهانة وتابع التجديف.
عندما بلغا منتصف النهر، فتح الفيلسوف فمه اللاسع ثانية وقال:
يا نوتي: هل حفظت الجزء الثاني من مبادئ الفلسفة؟
أجابه النوتي: يا سيدي، لا أعرف شيئا عن كتاب مبادئ الفلسفة هذا.
فأطلق الفيلسوف تصريحا جديداً قائلا: يا خسارة! يؤسفني أن أعلمك أنك ضيّعت 50% من حياتك في اللاشيء.
امتعض النوتي لهذه الوقاحة لكنه لم يقل شيئاً بل واصل التجديف بأكثر من معنى، لاعناً الساعة التي قابل فيها هذا الفيلسوف الفضولي.
وعندما بلغ القارب ثلاثة أرباع النهر، وجّه إليه الفيلسوف سؤالاً ثالثاً، قال:
يا نوتي: هل حفظت الجزء الثالث من مبادئ الفلسفة؟
أجابه النوتي المسكين بصبر نافد: قلت لك يا سيدي أنني لا أعرف شيئا عن الفلسفة ومبادئها.
هنا ابتسم الفيلسوف ابتسامة (الاهتمام والمواساة) قائلا: للأسف الشديد فقد ضيّعت بذلك 75% من عمرك وتلك خسارة لا تعوّض.
لم يجب النوتي على هذا التعليق بل أسرع في التجديف على أمل بلوغ الضفة المقابلة والتخلص من تلك اللزقة الزنخة.
فجأة أبرقت السماء وراحت ترعد وتبعث المطر مدرارا بزخات مدارية في غاية القوة ، فحدثت عاصفة شديدة راحت تتقاذف القارب في كل اتجاه.
إذ ذاك جاء دور النوتي كي يوجّه للفيلسوف سؤالا، فقال له:
سيدي الفيلسوف، منذ انطلقنا في رحلتنا هذه وأنت تمطرني بوابل من الأسئلة، الواحد تلو الآخر، فهل بإمكاني أن أسألك سؤالاً واحدا فقط لا غير؟
أجاب الفيلسوف: نعم يمكنك ذلك.
فقال النوتي:
يا حضرة الفيلسوف المتبحّر في الفلسفة والحافظ لكتبها عن ظهر قلب، هل تجيد السباحة؟
أجاب الفيلسوف بصوت متهدج: لا يا طويل العمر، لا أعرف السباحة.
فابتسم النوتي وقال له: إذاً خاطرنا عندك، ويعز عليّ أن أخبرك أنه بعد لحظات من الآن ستصبح حياتك مائة بالمائة في خبر كان!
في تلك اللحظة لطمت موجة عاتية القارب فقلبته رأساً على عقب مما أدى إلى إرسال فيلسوف الدهر إلى قاع النهر، في حين استنجد صديقنا النوتي بذراعيه القويتين وبخبرته الطويلة في مجال السباحة وراح يقاوم الموج بثقة وطمأنينة حتى وصل إلى الضفة الأخرى سالماً.
والسلام عليكم
المصدر: East-West Magazine
الترجمة بتصرف: محمود عباس مسعود
مواضيع مماثلة
» محمود عباس مسعود كتب لنا...اسحق قومي
» الصديق محمود عباس مسعود يكتب
» عجائب الدنيا السبع...محمود عباس مسعود
» المبدع محمود عباس مسعود يترجم أضحى التنائي...نقلا
» الغجر بين الهند والمجر بقلم محمود عباس مسعود...نقلاً عن موقع واتا
» الصديق محمود عباس مسعود يكتب
» عجائب الدنيا السبع...محمود عباس مسعود
» المبدع محمود عباس مسعود يترجم أضحى التنائي...نقلا
» الغجر بين الهند والمجر بقلم محمود عباس مسعود...نقلاً عن موقع واتا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى