أيهما الصحيح؟؟؟؟الصح أم الخطأْ....بقلم اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
أيهما الصحيح؟؟؟؟الصح أم الخطأْ....بقلم اسحق قومي
تعالوا معي نقرأُ كلمة صح وخطأ
أو معتدل وغير معتدل
اسحق قومي
لقد أصبح لي عشرة أعوام وأنا أفكر بكتابة موضوع يُعالج هذا العنوان، وأتردد كلما وجدتني أقترب من الكتابة، فمنذ صغري وأنا أسمع هذه الكلمات كما أسمع كلمة الاختيارات الناجحة، والظروف المحيطة والتربية ومدى قدرات الفرد الذاتية، وها أنا أعيش بالروح في جنوب قرية السيباط الواقعة بالجزيرة السورية حيث كنت معلماً هناك وأنا في درب بين حقول القمح أطالع عصر ذاك اليوم في كتابي الجامعي وإذا بعبارة للفيلسوف الفرنسي ديكارت يقول فيها:
إنَّ الحقيقة ما قبل جبال البرينيه هي خطأ لما بعدها والهاء تعود على كلمة الجبال.وحين يستهويك الطيران في الفلسفة فأنت تقرر فيما إذا كنت من الفلاسفة المثاليين أو الماديين أو ممن يتراوح مابين هذا وذاك،لكن كلمة الحقيقة تجعلني أن أقف وأعد للمليون، إذن هو واضح في قوله ولا يحتمل أية خلفية فهو يقول الحقيقة تتغير بتغير المجتمع والمكان وما يحمله المجتمع من قيمٍ. لقد أدركت قصده تماماً.لكنني لازلت أتحير في ما يعنيه وأية حقيقة أهي الحقائق التي ثبتت وتأكدت بالفرض والطلب والبرهان؟ أم تلك الناتجة عن ما تربى عليه الإنسان من قيم جمالية وأخلاقية وعلمية؟ وهنا تذكرتُ أن اليونان عندما أخذوا بالعلوم التجريدية والتطبيقية لم يأخذوها عبثاً وتركوا علوم السحر لأهله الذين سيتخلفون عن ركب الحضارة فيما بعد.فالعلوم الرياضية علوم عقلية مجردة والرياضيات التي هي وليدة الفلسفة نجدها تفرض ذاتها فلا يمكن أن يكون مثلاً واحد زائد واحد غير أثنين(1+1= 2). ولا يمكن أن يختلف في الزمان والمكان،حتى في نظرية آينشتاين والنسبية ولا في تأثيرات الجاذبية الأرضية .والعلماء لهذا الوقت لا يمكن أن يتخلوا عن استخدام نتاجات العلوم الرياضية في أبحاثهم ومشاريعهم الفضائية.ولكنني أرى نفسي في حقول علم الجمال لو عدت إلى كلمة صح وخطأ.فعلم الجمال علم معياري يقوم في جوهره على المكونات الأساسية للشخصية الإنسانية وتفردها في التذوق للأمور الجمالية،وكلمات الدهشة والروعة والجميل والفاتن والمبهر والألوان والأشكال هي التي تحدد بتأثيرها في النفس تلك القيم ويستهلكها الذوق الإنساني في تجلياتها،فنقول عن الجبال الشاهقة والمحيطات الهائجة مدهشة وعن المناظر الخلابة رائعة.وكلّ منا يرى الأمور بمنظاره الخاص .
وهنا لا وجود لكلمة صح أو خطأ بل الأمر محسوم لصالح الشخصية الفريدة، وما هي عليه من إرث وراثي وتربية ، ولكن القيم والمعايير الاجتماعية تفرض ذاتها في كلمة صح أو خطأ عندما يكون الأمر متعلقا بظاهرة اجتماعية وعادات وتقاليد وحتى هذه لا تبقى على حالها إذْ تتغير من جيل لجيل ومن زمن لزمن،وحتى البديهيات تجد أنها تؤخذ بعين الاعتبار فيما لو عالجنا هاتين الكلمتين( صح وخطأ).
لماذا أجد أنَّ العلوم الرياضية (حجوم أعداد أوزان، مسافة، زمن،) لا يمكن أن نجري عليها التخمين؟
المجتمع يتغير وإن كانت الأعمال العظيمة نراها تبقى خالدة كما في الفن القوطي وما أنتجته العصور الوسطى في أوروبا مثلاً من بناء خلاب ورائع مبنيّ من الحجارة التي ستبقى.لكننا أيضا نؤكد مع الأستاذة الدكتورة عائدة سليمان عارف على ما جاءت في كتابها (مدارس الفن القديم) . لتؤكد لنا أهمية الفنون الشرق أوسطية التي كانت ولا يزال بعضها يُقاوم المستحيل، في الحضارات القديمة، كحضارة بلاد مابين النهرين بمختلف عصورها، فهل كان من أنتج ذاك الفن أو هذا صح أم خطأ، هل كان غير معتدل من وجهة المجتمع القائم آنذاك؟!!! لهذا في الدراسات السيكولوجية للإبداع نجد المبدع دوماً هو شاذ إيجابي. ومتمرد على قيم الواقع يقوم بتحطيمها ومن رمادها يبني قيماً جديدا ويُضيف للقيم الخالدة،
ولكن ليس في الفن المعماري أو الرسم والزراعة فحسب نجد الأعمال الخالدة بل ها هو الجاحظ في كتابة البخلاء يرسم لنا شخصيات اجتماعية فيؤكد على أن سلوك تلك الشخصيات المخالفة لمجتمعها لها عالمها الإبداعي أيضاً. ولو أني أتحاشى القول أن الرسل والأنبياء كانوا بنظر مجتمعاتهم أناس غير طبيعيين.
هنا أستيقظ من حلمي فلستُ الآن في قرية السيباط ولا تلك الحقول للقمح ولا يوم ربيعي بل أنا في غرفتي بألمانيا والثلج والبرد.
فهل هناك من هو صح وذاك على خطأ؟!!!!
أردد مع صديقي الفيلسوف ديكارت( إنَّ نزعة ذاتية مئة بالمئة لا توجد إلا في دار المعتوهين).
***
اسحق قومي
ألمانيا 13/2/2010م
أو معتدل وغير معتدل
اسحق قومي
لقد أصبح لي عشرة أعوام وأنا أفكر بكتابة موضوع يُعالج هذا العنوان، وأتردد كلما وجدتني أقترب من الكتابة، فمنذ صغري وأنا أسمع هذه الكلمات كما أسمع كلمة الاختيارات الناجحة، والظروف المحيطة والتربية ومدى قدرات الفرد الذاتية، وها أنا أعيش بالروح في جنوب قرية السيباط الواقعة بالجزيرة السورية حيث كنت معلماً هناك وأنا في درب بين حقول القمح أطالع عصر ذاك اليوم في كتابي الجامعي وإذا بعبارة للفيلسوف الفرنسي ديكارت يقول فيها:
إنَّ الحقيقة ما قبل جبال البرينيه هي خطأ لما بعدها والهاء تعود على كلمة الجبال.وحين يستهويك الطيران في الفلسفة فأنت تقرر فيما إذا كنت من الفلاسفة المثاليين أو الماديين أو ممن يتراوح مابين هذا وذاك،لكن كلمة الحقيقة تجعلني أن أقف وأعد للمليون، إذن هو واضح في قوله ولا يحتمل أية خلفية فهو يقول الحقيقة تتغير بتغير المجتمع والمكان وما يحمله المجتمع من قيمٍ. لقد أدركت قصده تماماً.لكنني لازلت أتحير في ما يعنيه وأية حقيقة أهي الحقائق التي ثبتت وتأكدت بالفرض والطلب والبرهان؟ أم تلك الناتجة عن ما تربى عليه الإنسان من قيم جمالية وأخلاقية وعلمية؟ وهنا تذكرتُ أن اليونان عندما أخذوا بالعلوم التجريدية والتطبيقية لم يأخذوها عبثاً وتركوا علوم السحر لأهله الذين سيتخلفون عن ركب الحضارة فيما بعد.فالعلوم الرياضية علوم عقلية مجردة والرياضيات التي هي وليدة الفلسفة نجدها تفرض ذاتها فلا يمكن أن يكون مثلاً واحد زائد واحد غير أثنين(1+1= 2). ولا يمكن أن يختلف في الزمان والمكان،حتى في نظرية آينشتاين والنسبية ولا في تأثيرات الجاذبية الأرضية .والعلماء لهذا الوقت لا يمكن أن يتخلوا عن استخدام نتاجات العلوم الرياضية في أبحاثهم ومشاريعهم الفضائية.ولكنني أرى نفسي في حقول علم الجمال لو عدت إلى كلمة صح وخطأ.فعلم الجمال علم معياري يقوم في جوهره على المكونات الأساسية للشخصية الإنسانية وتفردها في التذوق للأمور الجمالية،وكلمات الدهشة والروعة والجميل والفاتن والمبهر والألوان والأشكال هي التي تحدد بتأثيرها في النفس تلك القيم ويستهلكها الذوق الإنساني في تجلياتها،فنقول عن الجبال الشاهقة والمحيطات الهائجة مدهشة وعن المناظر الخلابة رائعة.وكلّ منا يرى الأمور بمنظاره الخاص .
وهنا لا وجود لكلمة صح أو خطأ بل الأمر محسوم لصالح الشخصية الفريدة، وما هي عليه من إرث وراثي وتربية ، ولكن القيم والمعايير الاجتماعية تفرض ذاتها في كلمة صح أو خطأ عندما يكون الأمر متعلقا بظاهرة اجتماعية وعادات وتقاليد وحتى هذه لا تبقى على حالها إذْ تتغير من جيل لجيل ومن زمن لزمن،وحتى البديهيات تجد أنها تؤخذ بعين الاعتبار فيما لو عالجنا هاتين الكلمتين( صح وخطأ).
لماذا أجد أنَّ العلوم الرياضية (حجوم أعداد أوزان، مسافة، زمن،) لا يمكن أن نجري عليها التخمين؟
المجتمع يتغير وإن كانت الأعمال العظيمة نراها تبقى خالدة كما في الفن القوطي وما أنتجته العصور الوسطى في أوروبا مثلاً من بناء خلاب ورائع مبنيّ من الحجارة التي ستبقى.لكننا أيضا نؤكد مع الأستاذة الدكتورة عائدة سليمان عارف على ما جاءت في كتابها (مدارس الفن القديم) . لتؤكد لنا أهمية الفنون الشرق أوسطية التي كانت ولا يزال بعضها يُقاوم المستحيل، في الحضارات القديمة، كحضارة بلاد مابين النهرين بمختلف عصورها، فهل كان من أنتج ذاك الفن أو هذا صح أم خطأ، هل كان غير معتدل من وجهة المجتمع القائم آنذاك؟!!! لهذا في الدراسات السيكولوجية للإبداع نجد المبدع دوماً هو شاذ إيجابي. ومتمرد على قيم الواقع يقوم بتحطيمها ومن رمادها يبني قيماً جديدا ويُضيف للقيم الخالدة،
ولكن ليس في الفن المعماري أو الرسم والزراعة فحسب نجد الأعمال الخالدة بل ها هو الجاحظ في كتابة البخلاء يرسم لنا شخصيات اجتماعية فيؤكد على أن سلوك تلك الشخصيات المخالفة لمجتمعها لها عالمها الإبداعي أيضاً. ولو أني أتحاشى القول أن الرسل والأنبياء كانوا بنظر مجتمعاتهم أناس غير طبيعيين.
هنا أستيقظ من حلمي فلستُ الآن في قرية السيباط ولا تلك الحقول للقمح ولا يوم ربيعي بل أنا في غرفتي بألمانيا والثلج والبرد.
فهل هناك من هو صح وذاك على خطأ؟!!!!
أردد مع صديقي الفيلسوف ديكارت( إنَّ نزعة ذاتية مئة بالمئة لا توجد إلا في دار المعتوهين).
***
اسحق قومي
ألمانيا 13/2/2010م
مواضيع مماثلة
» تحية من القلب للشاعر اسحق قومي. بقلم المهندس الياس قومي
» أُمي والحُكماء.....بقلم اسحق قومي
» إشكالية الوجود المسيحي في الشرق...بقلم اسحق قومي
» قصة قصيرة للأطفال...أيمن والقمر....بقلم اسحق قومي
» لماذا العملية النقدية وماقيمتها عند الشعوب؟!!!! بقلم اسحق قومي
» أُمي والحُكماء.....بقلم اسحق قومي
» إشكالية الوجود المسيحي في الشرق...بقلم اسحق قومي
» قصة قصيرة للأطفال...أيمن والقمر....بقلم اسحق قومي
» لماذا العملية النقدية وماقيمتها عند الشعوب؟!!!! بقلم اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى