في مرآتِهم.....للأديبة ناديا خلوف
صفحة 1 من اصل 1
في مرآتِهم.....للأديبة ناديا خلوف
في مرآتِهم
للأديبة : ناديا خلوف
يتحدثونَ عن عذاباتِهم أمامَ مرآةٍ
هي عذاباتٌ من قصصٍ ركيكة
يؤلفونَها . يطلُّون بها من النوافذِ
وجوهُهم ملمعةٌ نظيفةٌٌ كعصرهِم
قلوبُهم تخفقُ بالظلمةِ. تتعلقُ بالأنا
يقولون : لا تعرفينَ معنى الألم
أرحلُ منهمُ إلى زمني
هم لحظةٌ عابرةٌ في نظري
يقولون لي : أنني بريةٌ
يديرون لي مرآتهم لأرى نفسي
كيف أرى في تلكَ المرآةِ ؟
مساحاتي أكبرَ منها
تربتها طرية ٌ يشوُبها
بعضُ الحجارةِ ، والجصِ
فيها بريقٌ من حبٍ
وبعضُ ألوانِ الفجرِ
يخافونني لأنني
أضيءُ في عتمةِ الليلِ
لكنني أحسدُهم
على نظافةِ وجوهِهم
أرغبُ أن أذهبَ مثلَهم
إلى أماكنِ التجميلِ
أماكنِ التدليكِ .
أماكنِ التأملِ
حتى إلى أماكنِ العهرِ
عطورُهم نفاذةٌ
وأنا دونَ عطرِ
يحسدونني . يستفزونَ عالمي
يقولون : تأخرَ التكريمُ لهم
على عذاباتِهم
لكنه آتٍ لابد بينَ يومٍ أو شهرِ
أهربُ . أديرُ لهم ظهري .
إني أخافُهم من دهرٍ
ليكرِّمُهم الوطنُ
. سأكرِّم أنا نفسي
سيغسلني الطيبُ
على مدى عمري
مهزومةٌ من عصرِهِم
خارجةٌ على قانونِهِم
بسببِ طُهري
أرغبُ في وطنِ يعطيني
في أرضٍ تضمُ أحلامي
تبرئني من الدهرِ
يعتذرُ الوطنُ . يغطيني
يهدهدُ لي
ومن أياميَ السود يعفيني
أراهُ حزيناً في السِّر يبكيني
يقولُ : أنا غريبٌ .
إليكِ ُضميني
ومثلُكِ مصنوعٌ
من الحجارةِ ، والطينِ
سأهاجرُ إليكِ.
أشعرُ بنزفٍ في شراييني
وحيدٌ أنا ٌ بينَهم .
إلى عالمكِ خذيني
أنحني إجلالاً لكَ
يا موطناً يداويني
سأطلُّ عليكَ من نافذتي
أعطيكَ هويتي
أعانقُك
أحكيكَ كلُّ همومي
وتحكيني
كلانا في غربتهِ ينزفُ
نزفُك من شراييني
يلوِّحُ لي بالسِّر
يقولُ: سنلتقي قربَ السماءِ
هناكَ لاقيني
***
نادية خلوف
للأديبة : ناديا خلوف
يتحدثونَ عن عذاباتِهم أمامَ مرآةٍ
هي عذاباتٌ من قصصٍ ركيكة
يؤلفونَها . يطلُّون بها من النوافذِ
وجوهُهم ملمعةٌ نظيفةٌٌ كعصرهِم
قلوبُهم تخفقُ بالظلمةِ. تتعلقُ بالأنا
يقولون : لا تعرفينَ معنى الألم
أرحلُ منهمُ إلى زمني
هم لحظةٌ عابرةٌ في نظري
يقولون لي : أنني بريةٌ
يديرون لي مرآتهم لأرى نفسي
كيف أرى في تلكَ المرآةِ ؟
مساحاتي أكبرَ منها
تربتها طرية ٌ يشوُبها
بعضُ الحجارةِ ، والجصِ
فيها بريقٌ من حبٍ
وبعضُ ألوانِ الفجرِ
يخافونني لأنني
أضيءُ في عتمةِ الليلِ
لكنني أحسدُهم
على نظافةِ وجوهِهم
أرغبُ أن أذهبَ مثلَهم
إلى أماكنِ التجميلِ
أماكنِ التدليكِ .
أماكنِ التأملِ
حتى إلى أماكنِ العهرِ
عطورُهم نفاذةٌ
وأنا دونَ عطرِ
يحسدونني . يستفزونَ عالمي
يقولون : تأخرَ التكريمُ لهم
على عذاباتِهم
لكنه آتٍ لابد بينَ يومٍ أو شهرِ
أهربُ . أديرُ لهم ظهري .
إني أخافُهم من دهرٍ
ليكرِّمُهم الوطنُ
. سأكرِّم أنا نفسي
سيغسلني الطيبُ
على مدى عمري
مهزومةٌ من عصرِهِم
خارجةٌ على قانونِهِم
بسببِ طُهري
أرغبُ في وطنِ يعطيني
في أرضٍ تضمُ أحلامي
تبرئني من الدهرِ
يعتذرُ الوطنُ . يغطيني
يهدهدُ لي
ومن أياميَ السود يعفيني
أراهُ حزيناً في السِّر يبكيني
يقولُ : أنا غريبٌ .
إليكِ ُضميني
ومثلُكِ مصنوعٌ
من الحجارةِ ، والطينِ
سأهاجرُ إليكِ.
أشعرُ بنزفٍ في شراييني
وحيدٌ أنا ٌ بينَهم .
إلى عالمكِ خذيني
أنحني إجلالاً لكَ
يا موطناً يداويني
سأطلُّ عليكَ من نافذتي
أعطيكَ هويتي
أعانقُك
أحكيكَ كلُّ همومي
وتحكيني
كلانا في غربتهِ ينزفُ
نزفُك من شراييني
يلوِّحُ لي بالسِّر
يقولُ: سنلتقي قربَ السماءِ
هناكَ لاقيني
***
نادية خلوف
مواضيع مماثلة
» قصيدة للأديبة المحامية ناديا خلوف...عن الهوى...
» ســـــــــــــــــــــــــرُّ الوجود ِ..........ناديا خلوف
» لأنني أنثى....ناديا خلوف
» قصيدة بعنوان:لما رحل..شعر ناديا خلوف
» نافذتي الخلفية....الأديبة ناديا خلوف
» ســـــــــــــــــــــــــرُّ الوجود ِ..........ناديا خلوف
» لأنني أنثى....ناديا خلوف
» قصيدة بعنوان:لما رحل..شعر ناديا خلوف
» نافذتي الخلفية....الأديبة ناديا خلوف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى