نافذتي الخلفية....الأديبة ناديا خلوف
صفحة 1 من اصل 1
نافذتي الخلفية....الأديبة ناديا خلوف
" نافذتي الخلفية "
أ:ناديا خلوف
أطلُّ على فناءٍ واسعَ الأرجاءِ من نافذةِ صغيرة
هي خلفيةٌ لا ينفذُ منها الضياءُ . قصتُها مثيرة
أرى على مساحتِها أضواءَ جاثيةً مبعثرةً صغيرة
لم أكنْ أعرفُ ما هي ؟ ظننتُها فوانيسَ للبصيرة
عرفتُ فيما بعد أنها الأشباحُ خلفَ نافذتي أسيرة
تحتمي بي . جعلتني لها وطناً ، وهي بي جديرة
لا أخافُ الأشباحَ ،ولا تخافُني . أنا مثلُها منيرة
أشباحيَ تعودُ إلى الحياةِ كلَّ يومٍ
تشربُ معي الكؤوسَ والأنخابَ
أنا الدنيا لها ، وما فيها
وهيَ أنسي
معها تتجلى لي الأبديةُ
كانت مثليَ في الأمسِ
لكنها صعدتْ مع النورِ
إني أراها في نفسي
عصافيرٌ تنقرُ على بابي
تذكرُني بأحبابي
بموسمِ العرسِ
هل تدري أني أدمنتُ حبَّها ؟
تبادلني الحبَّ وأبادلُها
البؤس
في لحظة تضمُني إليها
أغفو بين يديها
قلبي متيمٌ بها
لم يذقْ طعمَ الحبِّ
إلا معَها ومعَها
يصبح ويمسي
تضمُني في لحظةٍ .
ضعيفةٌ أنا أمامَ الضمِ
واللمسِ
هربتُ من عالمي إليها
كانت أرقَّ من الهمس
نافذتي الخلفية مغلقةٌ أبداً
عاليةٌ صغيرةٌ
أتوا إليَّ منها أرواحاً .
أشباحاً
ثم ناموا قربَها .
فوانيسَ
تتبعُ أثري وحسّي
يريدونني وطناً
فيه ضجيجُ الحياةِ
هربوا من السكونِِ
لم يعدْ يخافُهم أحدٌ
أينَ هم الناس هنا ؟
لا نرى إلا أنتِ
وأنتِ مثلُنا
أو ربما نحنُ مثلك
هل فعلاً أنا مثلهم ؟
هل أنا أشباحٌ تخيفُكم ؟
قولوا لي :
كنتُ أعتقدُ أنني الحياةَ
لماذا تتهمونني بالموتِ ؟
نافذتي الخلفية تطل أحياناً فقط على السماء
تأخذُني روحاً من الليلِ ، ثم تعيدُني مع الضياء
أرى كل ساحاتي من الأعلى . يحلُّ بها الفناء
ترغبُ أن تحدثَني . انظرْ إلى أعلى نحوَ الفضاء
نافذتي قد أغلقُها
لا أرغبُ في فسحتِها
مكانُها فيهِ موتٌ
يعمُها السكونُ
روحي ترى في الضجيجِ حياةً
لكنها صامتةٌ أبداً
يضجُّ في داخلها سكونٌ قاتلٌ
يصرخُ دونَ صوتٍ
صراخٌ صامتٌ .
هو صحوةُ الموتِ
أراقبُهم . أعددُهم . أيامي
أحلامي
عالمي الثاني
أرى الأشباحَ تسكنُني
تعلمُني فنَّ الهربِ
تطلبُ مني أن أسألَ
كيف تكونُ الدنيا
هي الدنيا ؟
كيف تضمُّني أمي ؟
كيفَ أضمُّ أولادي وأحفادي ؟
نافذتي الخلفيةِ تطلُّ
على كلِّ العواصمِ
أرى الأمواتَ وهم ينحنون
لأشباحٍ من البشرِ
تهربُ منهم
تعاتبُهم
تقولُ لهم :
لم تتزلفُ الأشباحُ ؟
نافذتي الخلفيةِ تطلُّ أحياناً على الفصولِ الجميلةِ
تسألها أين الشتاء ؟ وأينَ كل أشجارِ الخميلة
تعاتبُها فصلاً. فصلاً ، ولا تجدُ فيها أزهارَ الربيعِ
أرغبُ في ربيعٍ . دموعي أمطارُه تفيض على الكون
أشباحيَ. عليَّ أحياناً تثورُ
أنا مثلُها منذُ دهور
تهربُ من حياتِها إليَّ
غيرُ راغبةٍ في النور
قد ألغي نافذتي في مرةٍ
وعلى تلك الأشباحِ أثور
أ: نادية خلوف
أ:ناديا خلوف
أطلُّ على فناءٍ واسعَ الأرجاءِ من نافذةِ صغيرة
هي خلفيةٌ لا ينفذُ منها الضياءُ . قصتُها مثيرة
أرى على مساحتِها أضواءَ جاثيةً مبعثرةً صغيرة
لم أكنْ أعرفُ ما هي ؟ ظننتُها فوانيسَ للبصيرة
عرفتُ فيما بعد أنها الأشباحُ خلفَ نافذتي أسيرة
تحتمي بي . جعلتني لها وطناً ، وهي بي جديرة
لا أخافُ الأشباحَ ،ولا تخافُني . أنا مثلُها منيرة
أشباحيَ تعودُ إلى الحياةِ كلَّ يومٍ
تشربُ معي الكؤوسَ والأنخابَ
أنا الدنيا لها ، وما فيها
وهيَ أنسي
معها تتجلى لي الأبديةُ
كانت مثليَ في الأمسِ
لكنها صعدتْ مع النورِ
إني أراها في نفسي
عصافيرٌ تنقرُ على بابي
تذكرُني بأحبابي
بموسمِ العرسِ
هل تدري أني أدمنتُ حبَّها ؟
تبادلني الحبَّ وأبادلُها
البؤس
في لحظة تضمُني إليها
أغفو بين يديها
قلبي متيمٌ بها
لم يذقْ طعمَ الحبِّ
إلا معَها ومعَها
يصبح ويمسي
تضمُني في لحظةٍ .
ضعيفةٌ أنا أمامَ الضمِ
واللمسِ
هربتُ من عالمي إليها
كانت أرقَّ من الهمس
نافذتي الخلفية مغلقةٌ أبداً
عاليةٌ صغيرةٌ
أتوا إليَّ منها أرواحاً .
أشباحاً
ثم ناموا قربَها .
فوانيسَ
تتبعُ أثري وحسّي
يريدونني وطناً
فيه ضجيجُ الحياةِ
هربوا من السكونِِ
لم يعدْ يخافُهم أحدٌ
أينَ هم الناس هنا ؟
لا نرى إلا أنتِ
وأنتِ مثلُنا
أو ربما نحنُ مثلك
هل فعلاً أنا مثلهم ؟
هل أنا أشباحٌ تخيفُكم ؟
قولوا لي :
كنتُ أعتقدُ أنني الحياةَ
لماذا تتهمونني بالموتِ ؟
نافذتي الخلفية تطل أحياناً فقط على السماء
تأخذُني روحاً من الليلِ ، ثم تعيدُني مع الضياء
أرى كل ساحاتي من الأعلى . يحلُّ بها الفناء
ترغبُ أن تحدثَني . انظرْ إلى أعلى نحوَ الفضاء
نافذتي قد أغلقُها
لا أرغبُ في فسحتِها
مكانُها فيهِ موتٌ
يعمُها السكونُ
روحي ترى في الضجيجِ حياةً
لكنها صامتةٌ أبداً
يضجُّ في داخلها سكونٌ قاتلٌ
يصرخُ دونَ صوتٍ
صراخٌ صامتٌ .
هو صحوةُ الموتِ
أراقبُهم . أعددُهم . أيامي
أحلامي
عالمي الثاني
أرى الأشباحَ تسكنُني
تعلمُني فنَّ الهربِ
تطلبُ مني أن أسألَ
كيف تكونُ الدنيا
هي الدنيا ؟
كيف تضمُّني أمي ؟
كيفَ أضمُّ أولادي وأحفادي ؟
نافذتي الخلفيةِ تطلُّ
على كلِّ العواصمِ
أرى الأمواتَ وهم ينحنون
لأشباحٍ من البشرِ
تهربُ منهم
تعاتبُهم
تقولُ لهم :
لم تتزلفُ الأشباحُ ؟
نافذتي الخلفيةِ تطلُّ أحياناً على الفصولِ الجميلةِ
تسألها أين الشتاء ؟ وأينَ كل أشجارِ الخميلة
تعاتبُها فصلاً. فصلاً ، ولا تجدُ فيها أزهارَ الربيعِ
أرغبُ في ربيعٍ . دموعي أمطارُه تفيض على الكون
أشباحيَ. عليَّ أحياناً تثورُ
أنا مثلُها منذُ دهور
تهربُ من حياتِها إليَّ
غيرُ راغبةٍ في النور
قد ألغي نافذتي في مرةٍ
وعلى تلك الأشباحِ أثور
أ: نادية خلوف
مواضيع مماثلة
» على حدود زمن...بقلم الأديبة ناديا خلوف
» قصيدة بعنوان: لا تسألْ!!!! للشاعرة الأديبة ناديا خلوف
» السيدة الأديبة ناديا خلوف تكتب لكم. عيدا سعيداً....وأنت ياعزيزتي
» أهلا بالقادمة إلينا السيدة الأديبة المحامية ناديا خلوف...أهلا
» ســـــــــــــــــــــــــرُّ الوجود ِ..........ناديا خلوف
» قصيدة بعنوان: لا تسألْ!!!! للشاعرة الأديبة ناديا خلوف
» السيدة الأديبة ناديا خلوف تكتب لكم. عيدا سعيداً....وأنت ياعزيزتي
» أهلا بالقادمة إلينا السيدة الأديبة المحامية ناديا خلوف...أهلا
» ســـــــــــــــــــــــــرُّ الوجود ِ..........ناديا خلوف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى