قصيدة مهداة إلى روح الشاعر الراحل عبد الأحد....تعمد بشوق البنفسج عاشقاً...

من طرف اسحق قومي السبت أبريل 17, 2010 12:55 am

قصيدة تعمد بشوق البنفسج عاشقاً

اسحق قومي

16 يناير 2008

مهداة إلى روح أخي وصديقي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي الذي يُصادف على رحيله ثماني سنوات في 16/1/2008م

دع كلَّ آهاتكَ تستريحُ
في مدى القصيدة والمستحيلْ.
أغسل بقايا روحكَ
بضحكة لا يعرفُ المطر فصولها
ولا العصافيرُ المهاجرةُ منابع فجرها…
توحَّدْ مع الضوء ِ زهرة برية
تُعانق فضاءات الحبِّ
كمْ يلزمكَ من الوهج ِ حتى…
تُساوي بين شهقة الروح والقصيدة…؟!!
رتِّلْ مع آلهة القادمين إلى عُرينا
أنشودةً
ودعها
وسافرْ…
المحطات التي مررتَ بها
تُغادرُ بلا مسافريها…
والأرضُ التي اكتويت بنار عِشقها
أصبحتْ تلوّنُ مساءاتها الراحلة..
لمن تكتب أناشيدكَ
وقدْ فرغت مجالس النائمين من أحلامكَ؟!!
****
رســــــــــالة
قبلَ أنْ تغلق نوافذ الأريج
تعمد بشوق البنفسج
والزيزفون يحتويك قامةً
الربيعُ يرحلُ وأنت بين أزهاره
صيفُ الأماني…
سافر ، الضوء والقصيدة حصان طروادة
التي غابت قبل أن تجيءْ
غابة ألوانك تعدُّ أيامها….
ولوحتك في (دلهي) الأرض
هي الأولى بين أطفال العالم…
تستوحش الطيور ليل الصقيعْ
تغَّردُ….لمنْ لا نعرفْ
الجسور العتيقة تعبر رئتيك
قرنفلٌ هو الاشتهاءْ
****
يقولون أنهم سمعوا في بلادٍ لا نعرف اسمها
يردد الصبية أشعارك
وتعشقُ الجنيات قصائدك الرمزية
أما العاشقات فقد ملأنَّ جرارهنَّ من ماء سرابك
سوف يعود نهارك
لك كلّ الاتجاهات
الريح صديقك مرني مرةً
القمر فاجأنا بالغثيان
لم تعدْ المراكبُ تودعك موانئاً للرحيل…
كُنتَ أنتَ وأنتَ وأنتْ
كان الأول مسحورا بجدته
والثاني بصبية لم ْتلد بعدْ…
وأما الثالث أراد أن يسافر عبر زهرةٍ
ماتت قبل ولادتها في حقول الغرباء
أعزف فإنَّ الورد يحتويك شذاً
لو أنكَ تسمعُ صوتي
وتقرأُ آخر رســـائل أرضك
لوزعتُ روحي في مدارات عينيك
كزورق لا يحمل إلآ آهة ٍ ووداعْ…
****
الطريق
مرَّ كما الغريبُ …
يتلفتُ…
بدون أن يهمس
ثمَّ مضى
بقيَّ خيالاً
في الذاكرة المتعبة…
ثلاثة أولادٍ
يستيقظون
لايعرفُ الفرح
طريقهم
ولا الكآبة تُهاجر عشهم
يوزعون الأسئلة
ولا جوابْ
غير صورة مليئة بالحزن والسراب
ولا يعودهم أبٌ أو صوته
ويُنهي العذابْ
***
مرّوا على قبر الحبيب سلِّموا*** فالشوقُ يقتاتُ بصدري يزحمُ
لو كانَ يرضى غربة آهٍ لهُ**** فالغربة ُ تقسو علينا تجثمُ
قدْ فارقَ الأحبابَ من دون الورى*** واستظهرت في أدمعي تُترجمُ
(ياعبدُ أحد) لو دريت ما النوى***قدْ فاضَ بالوجدِ، وشوقي أرحمُ؟
هيهات لو ترجعْ ليالٍ عشتها*** فالروحُ أسكبُ في مقادمها دمُ
آهٍ على عسرِ الزمان قد قسا**** والقلبُ في ذكراكمُ ، يتألمُ
أينَ لنا من جلسةٍ نتحاورُ****** نُقلِّبُ الشعر قصيداً،،، ينعمُ؟
أينَ لنا من ومضة ٍ معسولةٍ*** تتغازلُ الأطيافُ فيها تبسمُ ؟
(هلْ غادر) الشوقُ بساتين الهوى***أمْ حُزنُكَ فيضُ الدموع ِ يُفطمُ؟!!!!!
ياعبدُ راحتْ في ليالينا لكَ**** ذكرى تجولُ في الصدور تُؤلمُ
كنتَ الهوى في مهده فاستبرحتْ*** منكَ الهمومُ في القلوب تسلمُ
***

شعر: اسحق قومي

التعليقات 4 على “قصيدة تعمد بشوق البنفسج”
1. السعيداني الميلودي علق:
17 يناير 2008 في الساعة 1:22 ص
الشاعر المبدع اسحق قومي
شعر ينساب من الأعماق رقراقا كالماء يغسل الخطايا والأرواح
رحمة الله على عبد الأحد وأسكنه فسيح جناته آمين
مودتي
2. فائق الربيعي علق:
17 يناير 2008 في الساعة 2:18 ص
أخي الشاعر المبدع اسحق قومي
أحسست وأنا اقرأ قصائدك وهي فعلا تعمدت بشوق البنفسج لأنها تراتيل اُرددها ما بين نفسي وفضاء القصيد فحلقت بي إلى عالم المقدس عالم الأرواح الطيبة الطاهرة وهي تودع هذا العالم الفاني , وبالرغم من مرور ثمان سنوات لكن الذكرى والذكر لمثل هذا الطيب المرحوم وكأننا اليوم نفقده لما لفقده من فراغ ولوعة وحزن وهذا كله نلمسه من خلال قصائدك أيها الصديق , أخي الصديق الشاعر والأديب اسحق قومي نشاطركم هذه الذكرى الأليمة والحزينة ونسأل الباري عز وجل أن يتغمد صاحب الذكرى بالرحمة والرضوان انه سميع مجيب
فائق الربيعي / السويد
3. صبري يوسف علق:
17 يناير 2008 في الساعة 12:12 م
الصديق العزيز اسحق قومي
تحية
تتمايل أجنحة القصيدة على حنين الروح إلى غمائم الذاكرة البعيدة، إلى حفاوة الفراق، إلى صديق الحرف وأخ من لون نداوة السماء، فتأتي الذكرى معبقة بأريج الياسمين في صباح باكر من صباحات شوقنا المتأجج في تلاوين الماضي، حيث انسياب الدمع تطهر الروح من أوجاع السنين فيولد الحرف بلسماً من رحم مرارة الفراق.
مودة عميقة يا صديقي
صبري يوسف ـ ستوكهولم
4. الشاعر والأديب اسحق قومي علق:
20 يناير 2008 في الساعة 1:58 ص
الإخوة والأصدقاء السعيداني الميلودي وابن العراق الغالي الصديق الشاعر فائق الربيعي والصديق صبري يوسف
مودتي لكم مروركم أسعدني وأتمنى من الله لكم ولكل العالم السعادة والهناء
أخوكم اسحق قومي