إسحق قومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 5-9

اذهب الى الأسفل

تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح  5-9 Empty تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 5-9

مُساهمة من طرف اسحق قومي السبت يونيو 21, 2008 7:42 pm


تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 5-9
شـعر

حقوق التأليف والنشر والترجمة محفوظة
لأبناء الشاعر نور، قومي، نوّار.


الإهـــداء

إلى التي كانت أُغنيتي قبلَ أنْ أكتب مرثيتي
إلى التي رفضت إلاَّ وتشهد على موتي
بكلِّ كبرياء النفس المعذبةْ
إلى ابتسام مراد
وأولادي نور وقومي ونوّار
أهدي ديواني هذا

عبد الأحـــد


أية امرأةٍ مجنونةٍ أنتِ، وأيُّ شاعرٍ ـ إله أنا
كيفَ لنا كلّ هذا الجنونْ؟!
كيفَ لنا كلّ هذا الحبّ
ولا تكون لنا كلّ السموات…؟!!!

عبد الأحد

تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح  5-9 599154156


القصيدة الخامسة:
تائهاً ونصف عاري

** رحلةٌ لا تُدركُ سرَّ وجودكَ
تدخلُكَ القبراتُ مثلَ معبدٍ يدخلُ سرَّ كاهنٍ
شراعٌ ولا نرحلُ شراعٌ ولا نعود
أيتها المدينةُ الموحشةُ الأليفةُ
قفْ يا مركبُ أمْ أَنَّ الرياحُ تجوبُ بكَ ذاتها؟!
ينفلتُ الموجُ من بطنِ سفينةٍ ما علقتها النجمةُ
بتخومِ وجهك الطافحِ في سماواتِ غباوةٍ وشرود
رقصةٌ في صحراء وترافقكَ المقاصل
تعزفُ لحنَها فيبتدىءُ الصمت
تائهاً ونصفُ عاري
والفيّلةُ تدوسُ أصنامكَ
وأنتَ تدوسُ فكرةً وتدهسُ قافلة
مَنْ يُبطلُ صراخَكَ المبتل على مسامعِ الكسالى ـ
الأصدقاء لقمة، لمجزرة ولا يحضرك
إلاَّ نسيان الموجعاتِ من الذكريات النازفة
***
ـ واحدةً، واحدة ـ
كيف للنهر لا ينسى أقدامكَ تخمشُ وجههُ؟!
في أيامِ الثلجِ ضئيلةِ الدفءِ إلاَّ من توجسِ أصابعكَ
والناعورةُ تزعقُ بكَ والمدى يبيعُكَ للجسورِ المعدةِ
للحافلةِ التي تقطنُكَ بالخوفِ وهاجسِ الانتحار
رحلةٌ…وتطولُ الرحلةُ
ليسَ من خاتمةٍ تقفلُ المهزلة
مَنْ يُعلّمُ الدوريُّ وجهكَ ـ أصابعكَ
ويعلمُ أرضَكَ ـ سواكَ ـ سرَّ المسألة

***
تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح  5-9 Line1

القصيدة السادسة:
إلى اسـحق قومي ـ الشاعر


هكذا جاء في المسودة.
آخر مرة أراهُ فيها حين ودعتهُ في مطار دمشق يوم
الجمعة.صباحاً الساعة الثامنة والثلث 29/9/1988
وأنا في طريق هجرتي إلى أمريكا.وكان في خدمة العلم

للريحِ وجهُ عاقرةٍ
للريحِ وجهُ إلـه
فادفعْ قلَبكَ، اقتحمْ زمنَ المتعبينْ
متعبٌ ، متعبٌ كأنَّ لكَ ألفَ طاحونةٍ تجرُّها لإصبعك
وإصبعك قد أتلفتهُ الوداعات
وداعٌ للوداع…
وداعٌ لقلبٍ مترفٍ بك
وأنت تشهقُ بالرحيلِ صوبكَ.
فيكَ الوداعُ وأنتَ تتلفُ الأصابعَ
تُفجرُّ عينيكَ بالقصيدة
ما الذي يقطنُ وجهَكَ الآن؟!
مسافةٌ للضجرِ، وأخرى للبحار
قامةٌ لبنيكَ …قامةٌ لمجدِ يديك
وأنتَ تصنعُ داليةً وإنجيلَ تعب
ـ يا ملك الغربة ـ تركضُ طفلاً في (جميلو)
وتعشقُ باقةَ (حرمل) تطرزُ بها أخيكَ (جرجس)
تبعثهُ في صدر هبوبكَ الثاني.

1= جميلو: أو تل جميلو.هي القرية التي ولدتُ فيها وفيها تعلمتُ في الصف الأول.
2= حرمل: نبات ينبتُ على تل القرية يُزهر في نهايات الربيع له حبات خُضر كانت
الصبايا تصنع منها أشكالاً رائعة تُعلق على جدران البيوت.
ويُستخدم للتبخر به.
3= أخيك جرجس: ويقصد به أخينا الذي ولد قبلي ومات وهو طفل صغير بعد أن أخذه والدي
إلى طبيب بلغاري في الدرباسية.وفي كنيسة مار آسيا يموت جرجس على صراخ الأم والأب
الذي يصرخ لكل المقدسات.
4= هبوبك الثاني: ويقصد به ديواني الثاني الذي يحمل عنوان.أغنيات لبراعم
النصر.أهديته إلى شقيقي جرجس وشقيقتيَّ ميثى (وراحيل) ونجومه الذين ماتوا صغاراً.


أحلامٌ تؤطرُ مجدَ نهرك
وأنتَ تسبقُ الحلم وتحيا للوطن.
***
هذهِ حجارةُ الشارعِ تدّقُ وجهكَ
لا تبالِ فنصيبكَ من ياسمينِ السورِ يكفي لأنْ تندملَ
وجهُكَ (بالمرايا) تعكسُ شبقَ أتونِكَ
في مرحلةِ الركضِ خلفَ مَنْ لَمْ تحصدْهُ يداكَ إلاَّ خيبةً.
وحلماً مَزّقتهُ فيافي عمرِكَ المنصرمِ قصيدةً قصيدة.
ما أجمل القصيدة التي لا تقرؤها سوى الصفحةُ التي تحملُ
حروفها وأنتَ…؟!
ما بالُ القصيدة لا تفاخرُ بانتمائها لبياضِ قلبكَ؟!
واحمرار شقائقِ النعمان
معبدٌ تحرقهُ
تصنعُ أصابعَكَ أعمدةً لسقوطِ آلهةِ الصباحِ.
شهقَتُكَ بخورَ الكاهنِ المترف بنواياك تمنحُ الزائرين
أسماءَ من مروا بكَ وكتبوا اسمك المبجل فوقَ
راياتهم.حاربوا …فانتصرتْ جيوشُ ياسمينكَ
وخسروا راياتَهمْ، احترقتْ وجوهمْ
صلوّا لكَ
فأنتَ مَنْ يمنحُ التوبة
يمنحُ وسام القبرات ووسامَ النهر ونكوصَ
اللقمةِ التائهةِ صوبَ الشمس.
وجهَكَ تدقهُ حجارةُ الشارعِ
فتندملُ به شمساً وتموزاً وموسيقى حرية الفجرِ.
***

1= المرايا: يقصد بذلك ديواني الأول الجراح التي صارت مرايا.كُنتُ قد طبعته في
عام 1983م


تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح  5-9 Line1

القصيدة السابعة:
على يديك يتوبُ الجنون

كتب في مقدمة هذه القصيدة ( إلى صديقي في الجنون الشاعر حسان عزت
لكَ أنْ تجيءَ نتقاسمُ جنون القصيدةِ لوقتٍ ما)


جنونٌ يستوطنُ القلبَ،
أزقةٌ متداخلةٌ تتوه بي،
صهيلاً أركضُ بكَ صوب الجنون.
جبناً نتلوهُ للهِ في الشهر المنصرمِ
الاحتراقُ يتوبُ على فؤاد الروح
المجزرةُ لبصقةٍ في عهر المدينة تفتحُ بواباتِ أشجارها للانهيار
الحروف تتساقطُ بي تلونُ دمنا، بحبهِ هنا وأخرى هناك
يا للقصيدة تجيءُ بكَ راسمةً طرقاتَ قريةٍ بعيدةٍ
البحرُ ينهضُ اشتهاءٍ لخنجرٍ أو ألفُ رمحٍ ومقصلة.
على يديكَ يتوبُ الجنونُ يغتالُ سلَّ الأمنياتْ
متى كسرّتُ الجنون لدفعتين مترعتين بالروحِ يدركني تماماً ؟
فأشربُ قرنفلةً وقبرةً وبلاداً لا تتسعُ لقبلةٍ
مُرّةٌ هي لحظةُ انفلاتِ الروحِ من سكةِ العمرِ.
تصطدمُ بكَ صخرةً لقبرٍ أو اعتراف.
تصعدُ أسلاكَ غربتكَ، ترتقيها وحيدةً تائبة
زحامٌ منتشياً بعفونةٍ ولفافاتٍ كسولة
ما الذي تعِدُّه طعاماً لهذا اليوم الاستثنائي؟!
لا يجدي لهاثكَ وراءَ المعطوباتِ التي لن تجيءْ
لا تجدي حيلتُكَ بانصهار أصابعكَ في الخلافاتِ
شارعٌ يمتدُ مغطى بكَ وبالآخرين.
الأشجارُ المتناثرةُ على أطرافِ يديكَ تتوخى الصعود لوجهكَ
ضفيرتُكَ تُدركُ أنكَ تهذي بالبقيةِ الباقيةِ من روحُكَ
رياحٌ معطوبةٌ تزدحمُ فيها أشياؤك اللاملونةِ
تكركرُ الوردةُ عندَ سلمِ تلٍ… مصطنعٍ
نجمةٌ أصابها الزكامُ، عطستْ سحابةٌ ممطرةً
الأرضُ تتوحمُ أنفاسكَ
تلدُ بحراً لأصابعك متشظيةً باتجاهٍ لا يعرفُ النمطَ السائد
لانهارٍ تتراكضُ …ننتهي لكفكَ،
تصبُ روحها.تُعلنُ توبتها،
تنامُ على أقدامكَ متسخةً بوباءِ حنينٍ لنهرٍ
يتوالدُ بالنواعيرِ والموحشاتِ والشهقة البكر.
كيفَ أضعتَ شهقاتكَ في المدينةِ التي لا ترقصُ من وهجِ عينيكَ؟!!
وحيدةً تحفظكَ تماماً، لونك، رائحتكَ، قصائدكَ جميعها
إلاَّ قصيدةً واحدة.
جسرٌ معدٌّ لعبورِ حافلةٍ،
هذا السائقُ الخشنُ كمْ فكرةٍ أجهضها…؟!
سقطتْ لعشبِ بلادٍ يابس
أنتَ وحدُكَ مصابٌ بجنون قصيدة الروح
لا تخفْ نسيَّ الشرطي درسهُ
غادر رطباً ـ المكان ـ تركهُ لجرذٍ وفخٍ لفأرٍ لا يُطارد.

***

تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح  5-9 Line1

القصيدة الثامنة

قراءات الحجر

هذه القصيدة الفائزة بالتميز الأول مافوق الجائزة ومستوى
المهرجان للشعراء الشباب في سورية.السويداء.1997م.




**تقديم 1
سلامٌ عليكَ
سلامٌ إليكَ
سلامٌ لمنْ؟!
** تقديم2
تدحرجت دبابةٌ لحجرٍ
وصارت الحجرُ بلاداً
وصارت الدبابةُ كتلةَ حديدٍ يابس
نص شعري:
.هذا ركامُ روحٍ
أضفرُ عنقَ البحرِ،
ضفيرةً لكَ،
وأخرى أُزاوجُها
بليلكةٍ فيتوسدُني نهرٌ ويكونُ الحلمُ بلاداً
عندَ مدخلِ فكرةٍ يتلوكَ إلهٌ،
فتنسلُ من راحة العمرِ
غباراً أو نضوجَ إجاصةٍ،
واهٍ من صعودكَ
يخرُّ نيزكُ حُلمِكَ،
تشتهي حطامكََ،
تدثرُ روحكَ
ينقلبُ مداكَ،
يصبحُ مجدياً في علمِ الرصاصةِ الواحدةِ.
تورقُ الكرمةُ ،
تحبلُ بقبلةٍ،
فتؤجلُ وقوفكَ في نافذةٍ
وتشهقُ بالبلادِ.
ما الذي يدفُعكَ لتؤرخَ عرسَ موتِ الكلمات؟!
** هو اشتهاءُ مفصلٍ حادٍ لفؤادِ البحر…
طريقٌ لا يتوبُ مِنْ خطواتِكَ،
مدينةٌ تسعلُ قصيدتكَ،
تُقصيها سياجَ وجهكَ،
فتنهمرُ ترابَ لغةٍ أو زنبيلاً تُعدِّه للرحلةِ التي تلي…
بمفردكَ تُحصي القبرات.
لا تُخطىءُ في ألوانها،
يُباغتكَ موتُكَ،
فتنثرُ أصابعكَ فراشاتٍ تجيدُ عشقَ الضوءِ ولا تموت
ساعةٌ أُخرى وأقفلُ صندوق الدنيا
والطفلُ المولعُ بحلواهُ ينسى المشهد الأخير من دمكَ.
مَنْ يدلفُ روحهُ في صندوق الدنيا؟!
يرى المشهد الأخير
هي ضحكةٌ أو زكام،
ترحلُ في ساعةٍ مناسبةٍ،
والوقتُ تُوهمهُ أنفاسُكَ،
يخجلُ يتكورُ في لفافتكَ
تُحرقهُ ولا تنتشي ،
يصحو صهيلُكَ،
فتشتعلُ الساحةُ.
تقفزُ لأصابعكَ الياسميناتُ تؤاخي أصدقاءَكَ الذين سقطوا!!
هذا ركامُ روحٍ،
أضفرُ عنقَ البحر،
ضفيرةً لعاشقٍ،
وأُخرى أزاوجُها بليلكةٍ
فيتوسدُكَ نهرُكَ ويكونُ حلمُكَ كلَّ البلادِ.
***
لا تقتربْ هذا زهو العاصفة.
هذه إطاراتك،
هذا نكوصُكَ …
لا تقتربْ والمدُّ لا يأتيكَ
فجِّرْ مَداكَ، لقّمهُ، وارفعْ رتاجهُ الصدى
اقتحمْ رؤياكَ،
وجهكَ مدىً.....
والريحُ تنحني لجديلتكَ الرائحةِ صوبَ قمرٍ موزعٍ بينكَ وبينكْ
افتحْ نكوصَ اللحظةِ، ـ
مَنْ ذا الذي يقرأُ الفاتحة؟!!
عامٌ لرحلةٍ تاليةٍ،تركضُ القرنفلاتِ تشهقُ بالبردِ،
تمتطي شبقَ الآلهة.
هذي نبوءاتُكَ تستبيحُ قمراً،
يسقطُ في يديها يتكورُ،
ينمو خارجاً، يصيرُ شجراً نقطفهُ
مولعاً بالنهرِ المصّوبِ للبحرِ.
عامٌ طويلٌ للفيلةِ، نفتحُ نافذةً للغبارِ،
الشمسُ مَنْ يعرفها يُصححُ اندثارَ ضوئها؟!
يوِّجهُ دخاناً يملأُ وريدها دفقةً كأرضٍ يعشقها اللعاب
ترابٌ لهُ طعمُ نباحٍ،
أشلاءٌ تحاصرها انهياراتُ شاعرٍ وساماً
لطعنةٍ منفردةٍ.
بطيءٌ حبُّوكُ أيُّها المنكسرُ
نفتكَ المرافىءُ مقفلاً،
حاصرتكَ السفنُ بارداً
قتلتكَ الموجةُ وحيداً،
خلفتكَ تزهو غريباً
والعامُ طويلٌ طويلْ
عامٌ قصيرٌ لا يطأُ عتباتِنَا،
وسادتهُ كومةُ أطفالٍ
تتهجى قتل بويضاتها…
افتحْ قلبكَ للعبورِ المحاصرِ
فأنثاكَ لم تتعلمْ كيفَ تشرأب بُعادكَ، تصنعهُ
حضوراً
نهرٌ يبتلعُ نواعيركَ،
يقضمُ الجسر الذي يحبلُ من خطواتكََ
المبّللةِ بأحلامِ صديقةٍ تطرزُ عقلكَ بالقصيدةِ.
هي خطوتُكَ التي تؤكدُ موتَكَ
مَنْ يبعثهُا مديدةً تصهرُ السلك المانعَ المصنوعَ من وردةِ دمِكَ؟!!
وكلُّ مَنْ حولكَ سرابٌ يفرُّ من أضافركَ
سرابٌ مباحٌ للمدى .
والمدى مفتوحٌ للغباءِ.
لا تكنْ عارفاً ينساكَ القطيعُ المولعُ بقتلِ قُبّراتكَ
كنْ أنتَ، قاستكَ الريحُ …
كنتَ بطولها
كُنتَ بعرضِ الشوكة المدببة،
تُرابكَ تحملُهُ زوّادةَ عامٍ لا يجيءُ
ترفعهُ تأشيرةَ دخولٍ.
متعبٌ نهركَ من رحيل خطوتكَ،
شهوتكَ القصائدُ. ـ
القرارُ صنَعتْكَ أضحوكة لمكوكٍ ،
يلفُّ أفكاراً وأصابعَ راتجة
قاتلُكَ يتفوقُ في حرفةِ امتصاص شعركَ يجعلهُ يابساً
كما عظمة كلبٍ يتوه،
يطرّي ثنايا السوط،
يضربُ عنقَ زهرةٍ،
لا تنتشِ هو الآنَ وقتُكَ
هو الآن وقتٌ يؤدي إلى موتكَ
مائلةٌ يمسها الله بكَ،
تنتفضُ يكونُ حلمكَ فراغاً
مَنْ يبعثني سواكَ؟!
يأطِّرُ خوفهُ، يتلو جفونه خيطاً
يعشقُ ـ يعبُّ رائحتي
غرفةٌ …صومعةٌ، تتسعُ
تصيرُ أرجوحةً
ومثلَ إطارات تفتحُ زواياها
تمتدُ.
إلاّكَ مَنْ ذا الذي يوحِّدُ فينا المقصلة؟؟!!
كسيفٍ تطلعُ من جثةِ قاتليكَ،
نصرخُ قتلاً كان توحُّدنا
توجسنا كنتَ ولم تجيءْ
حنانيكَ كيفَ تعودتَ قتلي؟!
وتمرُّ وحيداً من جورب امرأةٍ
هي وطنٌ لجمعٍ مركولٍ في بواباتِ طيفٍ يعبرُنا ولا يعبرُ زهوكَ
مكترثٌ بيديكَ،يعدُّ أصابعها،
يخطىءُ في تقصي عذوبتها
مَنْ يفتحُ المدينةَ؟!!
تتأرجحُ تائهةً كسورةِ إنجيلٍ
حرثناهُ وكانَ الحصادُ ممهوراً بقفةٍ للنّياتِ
لا تعتذرُ الأنصالُ من جراحِها…
ولا تسعْكَ هي ولا تتسعُ
لوجهها الطافحِ باشتياقك للدفءِ محمولاً على نصلٍ.
كمْ مرّةً أَحرقتَ أصابعكَ وأنتَ تعدُّ أَصدقاءَكَ الذينَ رحلوا؟؟؟!!!
مراكبٌ أَدمنتْكَ وأنتَ لا تبحرُ،
ما بالُكَ لا تُغامرُ؟
ما بلُكَ تغامرُ بكلِّ لحظاتكَ المشنوقةِ على بوابةِ القلب
رويدكَ أيُّها المنكسر حتى الثمالة،
تُفاجئُكَ المنحنياتُ السريعةُ
ولا تحظى منكَ ولو بشراعٍ للسفرِ المقدسِ،
لوجهكَ الدفين بين يديك.
وحيدٌ أنتَ…
كمْ قلتَ لنفسكَ( زوربا)
أصابعُكَ تعضُها النوافذُ المزوّرةُ بالمستحيلْ
بردٌ ولفافات،
تصنعُ أيقونتكَ…تتوجسها
فلا يفرُّ من يديكَ إلاَّ يديك.
أَتجيئُكَ اليقظةُ؟!!
ونفسكَ موحشةٌ بالبردِ،
جرعةُ دفءٍ وحصارٌ
يتفتقُ عندَ جبالِ شهوتكَ المباحةِ لكلِّ (كينا) البلاد…،
وأنتَ أنتْ… تكابرُ ـ
ماذا تفعلُ حين تُباعُ أحلامكَ دفعةً واحدة؟!!
ماذا تتوخى أيّها الرجلُ المعطوبُ بالقصيدة وكمشةِ الروح،
أفعىً لمداكَ، أفعىً لرؤياكَ،
عامٌ ينصرمُ ووجهكَ مشرّعٌ
لطعنةٍ قدْ تجيءْ .
أيّها الوارفُ بالقتامةِ،
وتوجس البكاء كنوافيركَ المتفتحة لزهرةِ قلبكَ
بالأصابعِ تبدأُ، حمولتُكَ مَنْ يزنها
يُقدرُ حجومها…
يدركُ سعتها…؟؟؟!!!
عند ركبتكَ منعطفُ البلاد الجميل…
عيونكَ منسوبُ نهرٍ يطفو. ـ
ما الذي تشتهي حين تمرُّكَ القرنفلاتُ؟!
كيفَ تلّون الرائحة بالأصابعِ؟!
دوارٌ يصبُ سمكةً تعشقُ شباككَ الممزقةِ،
حينَ تمرُّكَ أحذيةٌ سميكةٌ، بداوة عسكرٍ…
ما الذي تدهسهُ من أفكاركَ
طفلٌ أمْ همسةُ مدفعٍ ؟!
وعندما لا يمركَ أحدٌ تُصابُ فقراتُكَ بالارتجاف.
حلمٌ تبدأُ، حلمٌ تنتهي، آهٍ منكَ …كمْ تحلمُ؟!!
هو آخر المدى المملوءُ بكَ،
لا تعطي وجهَكَ للريحِ تجتاحُكَ الرماحُ والسيوفُ الصدئةُ.
ساومتكَ المحاجرُ أنْ تتلوها
مرةً أُخرى وأُخرى،
ليتكَ الآنَ تبيعُ دمكَ.
ترى جفنةً من رمال يديكَ،
شاعرٌ
أضاعَ أصابعهُ في جريان نهرٍ لا يحصي …
كمْ من البلاد مرّها؟!
حين كان الجليدُ يتوزعُ شرياناً شرياناً لرُوحكَ…
آهٍ أيُّها المنكسرُ
هل تُدركُ الأرضُ قدميكَ…؟!!
وأنتَ تسبقُ المطرَ المحاصرِ بالثلوج
لا أحدَ يبيعكَ سلةً تحملُ أفكاركَ
هل ستضعها في جيوب سترتكَ المثقوبةِ؟!!
أمْ ستتلوها على مسامع العصافير التي فاجأها القنصُ؟!
والمطاراتُ لا تحملها للبلاد الحارةِ ستموتُ عند متراسِ الجليدِ…
المُعدِّ لقتلها…
لا تفتح يديكَ تَصبْ بالسعالِ
كمْ مرّةً علمتكَ القبراتُ أنْ ترفضَ موتَكَ.؟!
كمْ مرّةً عرفتكَ الهجرة؟
كمْ مرّةً تُهاجرُ؟!
هذا المزادُ ماذا يفيدكَ …
الخنجرُ المغروس في ظهركَ؟
محكمةٌ لا تخافكَ، محكمةٌ لا تخافُ حاكميها
ارفضْ موتكَ قدْ لا تُهاجر!
ماذا أُسّميكَ أيُّها الفصلُ بين التوبةِ وزفاف المقصلة…؟!
وتدخلُكَ البلادُ
تأخذكَ لقمةٍ ليستْ هي الجلجلة.
وحُدكَ تقُصى بالنباح والبلاغات للمزبلة.
احفر صهيلُكَ في جدار الهيكلِ،
افضحْ حُراساً فكروا في حيلةٍ تُنشىءُ لكَ قاموساً ومجزرة.
إذنْ هذا نفيرُ المقصلة…
افتحْ بوابة القلبِ،
مزّق لغةَ المهزلةْ
ابعثْ صهيلكَ
انشر دروعكَ
آن جحيمكَ يشتعل
آن جحيمُكَ يشتعل.
****
تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح  5-9 Line1

القصيدة التاسعة
نشيد سيدة الرماد


نُشرت هذه القصيدة في جريدة الجزيرة
الخضراء التي تصدر في محافظة الحسكة
وكان من أسرة تحريرها (بانوراما الثقافة)
العدد9 تموز 1998م
سيدة الرماد من أي المدن أنتِ؟!
تطلعين ناصعة،
وتدفعين الشجر للبحر.
وتدخلين في الملوحة مثل عشبة طرية.
تلجمين الوقت،
نصحوكِ بالرحيل صوب المدى.
آهٍ سيدة المروءة
متى تكون النكتة بحجم الحزنِ؟
متى تطلق شهوتك الأخيرة
لنعرف كيف يخترقُ الحمام
بتوبةٍ صوب طلقة مجهولة؟
كيف نختصر الطريق للبحر ونعلنُ:
ما مات إلاَّ البجعُ
وما مات إلاَّ الياسمين؟
وأجنحةُ النسورِ المترعةِ بالانكساراتِ
آهٍ سيدة الرماد
سيدةَ الناصعِ من الألوانِ
عشقُكِ رايةٌ للخروجِ نحو أنثاي
وبوابة الموتِ المؤجلِ في خريف العمر
شهقةٌ
وتصبحين
على
موتٍ
بحجمِ
الرماد
مَنْ يرفعُ الراياتِ؟!
مَنْ يقتحمُ لهوانا وإرثنا الدامي؟
أغفو مسترخياً عند بوابة الحلم
وأتلوكِ مدينةَ المدنِ
أتلوكِ سيدةَ الرماد
عبثَ أطفالُكِ بقصاصاتٍ من ورقٍ
لكلِّ الأمكنةِ نكتةٌ من ورق
لكلِّ الأزمنةِ نكتةٌ من ورق

***
يتبع...
تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح  5-9 108741358
يتبع...
اسحق قومي
اسحق قومي
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 835
العمر : 74
الموقع : https://alkomi.yoo7.com/profile.forum
العمل/الترفيه : معاقرة الشعر والأدب والتاريخ والإعلام والسياسة
المزاج : حسب الحالة
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

https://alkomi.yoo7.com/profile.forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى