تابع 4 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 13-18
صفحة 1 من اصل 1
تابع 4 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 13-18
تابع 4 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 13-18
شـعر
حقوق التأليف والنشر والترجمة محفوظة
لأبناء الشاعر نور، قومي، نوّار.
الإهـــداء
إلى التي كانت أُغنيتي قبلَ أنْ أكتب مرثيتي
إلى التي رفضت إلاَّ وتشهد على موتي
بكلِّ كبرياء النفس المعذبةْ
إلى ابتسام مراد
وأولادي نور وقومي ونوّار
أهدي ديواني هذا
عبد الأحـــد
أية امرأةٍ مجنونةٍ أنتِ، وأيُّ شاعرٍ ـ إله أنا
كيفَ لنا كلّ هذا الجنونْ؟!
كيفَ لنا كلّ هذا الحبّ
ولا تكون لنا كلّ السموات…؟!!!
عبد الأحد
تتمة القصيدة الثالثة عشر
(تتمة للبيان)
تطلعُ مثل مسحٍ تصنعهُ خليةً خليةً
ونرسلهُ دماً لله من صبحٍ ولا أسنانَ تقضمُ وجهَ برتقالةٍ
تنزفُ،
خابورٌ يتقلصُ في الحلمِ …يكون طويلاً
في العلمِ …يكون قصيراً
بين الحلمِ والعلمِ نصيرّه وجه إلهٍ
نحفظهُ عن ظهر قلبٍ، نتلوه، نصرخُ بهِ،
كرنفالٌ لجديلةٍ متألقة تمتدُ من ناعورةٍ نُقِلُ جثمانها
إلى يدين تزرعان في جثتك
ضجيجٌ يملأُ مساماتِ مدينتك،
مطفأة هي الرئةُ
الجميلةُ في خياشيمِ الأشجارِ الكهلة،
باردٌ كان تكومُنا(والقويق) يخجلُ من أقدامنا
كرتا دفءٍ والواصل باردٌ
لا تقفِ يحتوي أصابعنا، لا محطات
غريبٌ أنتَ!!!
أنىَّ كُنتَ
لا تسعكَ هي ولا تتسع وجهها الطافح
باشتياقِكَ للدفءِ محمولاً على نصلٍ
غَرَسَتْهُ ولم تصرخْ بآهٍ
عامٌ لكَ تعرفُ قبضةَ ليلكٍ
عامٌ لها تحصدُكَ حزمةً معبأةً بالخيبةِ
الخابور:نهر ينبعُ قرب بلدة رأس العين ويجري بالجزيرة .وهو أكبر أنهارها ويصب في
نهر الفرات قرب البصيرة.
القويق: نهر معروف في حلب لكنه قد جف.
جليدٌ يحاصر وهمكَ… يرتقي سنونوةً تعدُّ رياشها
تدفعُ للأعشاشِ بتوبةٍ بيوضها
متى ترتدي
سنونوتكَ ثوبَ زفافها؟!!
كلُّ عامٍ تُزفُ
تستأجرُ سوادَ حدادٍ فَقَدَ يديه
يومَ كان يطرقُ فولاذاً رخواً يصنعُ كذبةً لي.
تزفينَ السوادَ لكِ ليلةَ نتلو فيها أسماء
شهواتنا ولا نسامر الصباحَ الذي لن يأتي
معبأٌ بكِ أحصي غبارَ عهرِنا ذرةً ذرةً
وحينَ أنتهي أرى أنتِ.
زهرة( لوتسٍ) مُبعدةٌ عن عاصفات ريحي
مطرٌ…يجدلُ الحقلَ ينهضُ بنوارةٍ
الصمتُ يفوحُ منكِ،
يشتعلُ بأريجكِ، يوّلدُ آهاتٍ
فرّقتها الرئةُ على أطفالٍ شاكسوا الهواء بأوراقهم
والأسطحُ بأقدامهم
أنىَّ لكَ توقفُ المرايا
عن عكس بلادتنا
ليلةَ جردتنا اللغة من براقعنا!
وقفنا…نُزهقُ اللحظةَ نتلذذُ
بنكوصها العاشق،
نعامرُ بركوب الحافلاتِ التي تذهبُ إلى حيثُ لا نريدْ
وجهُكِ أقسمهُ جداول وأعشاب أو زهرتين
أحفظهُ غيباً
ولا أقدرُ على استرجاعهِ إلاَّ كاملاً
مذْ كان ابتداءك قرنفلةً وطلقةً وليلْ.
أشهقُ بكَ، لكَ، يشربني الخابور جرعتينْ.
يسكرُ في الأولى ويهمُّ في النعاسْ
لا يُغلقُ البابَ على عُرّينا، ننّفذُ رغبتهُ، ينامُ
ونبقى حارسين، يسلينا زعيقُ الناعورةِ المهشمةِ
يسكرُ الهدوءُ بكِ، يحصدكِ الغُبارُ المعلقُ
في صدرٍ ريفيةٍ تشتهي الريحَ ،تشتهي يدها
تضيّعها في خفاياها ،تعبُّ وجهينا
تحفظُ تقاسيمنا، تطرحُ علينا أسئلة
عصفورٌ يكسرني
قبرةٌ تغمغمُ بأسماءِ من نحبُّ ،تبعثرنا الناعورةُ
في الصباحِ نخرجُ للحقلِ يبتلُ بلهاثنا، يتندى
بحروفنا الأولى ويشمرُّ عن ساعديه.
نكتبُهُ للمدى ويروحُ كلٌّ لمدرستهِ،
نتأخرُ عن الدرس الأول،
نُعاقبُ بالطردِ من الدروسِ التي تلي…
نرجعُ للخابورِ نذاكرهُ ولا نرسبْ.
مبدأٌ ومنتهى كُنّا، يظللنا طيفهُ .نستحمُ بالضحكةِ
الوداع…المؤقتِ.
رفقتُكَ للسروِ مكتظةٌ بالوحشةِ، مؤنسةً بالانتظار
دفءُ وحدتكَ يوازي بردَ أعمدتكَ المنسلةِ عموداً عموداً
من موجكَ تنيرُ لكَ عابريكَ
لا يطفىءُ وحشتكَ هذا الزحامُ
مملوءٌ بالتعبِ كما الاطارات مملوءةً بالهواء وملحٍ وماءْ.
منعطفُ ليديكَ…للمدينة الموبوءة بالنعاس.
المصابةِ بشعرك الراقدِ تحتَ رأسكَ
نهرٌ يتحّملُ أعباءكَ يتحّملُ جريانهُ الموقوفِ بتهمةِ السكر
كيفَ لكَ تدلقُ نبيذكَ لشفاهِ النواعير؟
فينتشي المخفر بالموقوفين
لحظةُ سكرٍ مؤرخٍ لرئتيكِ المصوبةِ للناعورةِ البكرِ
عاشقةٌ لا تُقيمُ عُرسَها
فيضانٌ يجرفُ كينونتها المورقة مثل كينا البلاد
مرارة وشمساً وعاشقين و….بلا…
قبلات، مرميٌّ للنهر ـ قافلةَ موتٍ وعكازةَ فرحٍ يتيمة
تستنهضُكَ، تعدُّ ثوانيكَ
كمْ يلزمُكَ لتحصي حباتِ عرقِ فخذيكَ لحظةَ مرور دبابة لحرب؟!!!
كمْ يلزمُكَ لتحصي شهقاتَكَ لحظةَ مرورِ عصفورةٍ لدورةِ شمس …؟!!
تُصابُ المدينةُ بطوفانِكَ
فقراءُ قصيدةُ عامٍ مقبلٍ ـ حينَ تمرُّكَ صديَقَتُكَ
تخبئ النظراتِ بلفافاتٍ مكسورةٍ وفنجانا مهجوراً بحزنُ
صديقكَ الشاعرُ يمرُّكَ ما الذي ستقدمهُ لهُ…؟!
شرابُ زهورٍ ميّبسةٍ كما قتلى حربٍ لا متكافئة يجفون
أمراضُكَ أغنيةُ نورسٍ دائمة.
بارداً يأتيكَ الوقتُ ـ بارداً يأتيكَ النزفُ
منسيٌّ ـ أيُّها الجسر ـ تهشمكَ الإطارات وأنتَ تهشمُ وجهها،
لا يعرفُكَ إلاّها، تقيمُ معها علاقةَ دفءٍ.
أحذيةٌ حبلى تُدركُ همّكَ،
وحدها ترمي عليكَ تحية الصباحِ.
نساءٌ مكتظات يسترحن تحت دفئكَ.
يمارسنَّ في بطنكَ أفعالاً متعددة …
وتذهبنَّ ويبقى الفعلُ.ـ الجسرُ ،
وحدها صديقتكَ تبقى أيقونةَ وقتكَ.
الإنحناءات المتكررة تتفقُ في أعضائكَ والنهر لا يهتمُ
بأصابعكَ التي تخمشُ وجهكَ تسيرُ مطمئناً
إلاَّ من قرفكَ يجرْف أعصابكَ
والأشجارُ تعصفُ بكَ.
دعني ألملمُ يديَّ وأكملُ الرحلةَ.
الألوانُ التي تراها لا يُصيبها الاندثار
الأضواءُ التي تراها لا يُطفئها الظلام.
لكن موتكَ يأتي مبكراً،
ياللصرخة كيف لم تصلكَ؟!
ووجهُكَ الريحُ التي لا تهبُّ
ميتةٌ هي الأرضُ التي لا يصبها هبوبكَ العاصف
الأرضُ التي لا تحتويكَ .هي البلادُ التي شردتكَ
على أرصفةِ الغربةِ وظلتْ أسواط قاتليكَ.
كمْ مرّةً باعتكَ واشترتْ عهرها بدمكَ؟!!!
وأنتَ تُحصي نكوصاتها في شارع الوهم والصرخات
قتلتكَ البلادُ المرّةُ وأنتَ أنتَ…
مازلتَ تشتهي نخلةَ الصحراء،
تكوّرُ نفسكَ في متاهات حلمك المنثني ألفَ مرّةٍ ولا تتوب
هذا المزاد من يشتريكَ ،يأطرُ وجهه بسرِّ خوفكَ
وأنتَ لا تنشدُ إلاّ الموتَ ولفافةَ تبغٍ كسولة.
لا تهاجر فهل ستوزعُ عشقكَ على أشجار البلادِ؟!!
أمْ ستوزعُ خناجر ظهركَ للعصافير كي تذبح بيوضها؟!!
مَنْ أخرجكَ من بلادكَ…وزعكَ على العواصمِ كي تُضيءُ ظلمتها
وبلادكَ تطفو على ظلمةِ قلبكَ؟!!
وليلُ(مارين دورف)1 لا يخافُ (الراين)2 ولا صرختكَ التي تاهت
في أشجار مياهه الخضراء،
مَنْ ذا الذي يهجوكَ بقصيدةٍ قطعتْ
أثدائها خلال الرحلة النوحية الأخيرة؟؟!!
وعيونكَ لا تشبعُ من طعم نهرٍ لا يجيءْ
كيفَ أخرجتكَ القافلة عنها
بعيراً تاه في صحراء عينيها الرماديتين ؟!!
لا توصلكَ المسارات الكسيحةُ
بنوكَ مزقوا أحلامهم ألفوا القصائد
لقد مدحوكَ …كان نكوصاً، كان خوفاً
ثمَّ كانت الهجرة صوب المدى المفتوح مثل بحر…
مثل قلبي.
***
يبدو أنَّ هذه القصيدة كتبها أثناء هجرته إلى ألمانيا في عام 1986م.
أو أنه استحضر الماضي الذي عاشه أثناء هجرته إلى ألمانيا.
==:
1= مارين دورف.المهجع الذي ضمهُ وابن أخته داؤد وأخته صباح وزوجها في ألمانيا.
2= الراين: نهر من أهم أنهار ألمانيا كان قد عاش أياماً على ضفافهِ.
القصيدة الرابعة عشر:
برزخ القصيدة
نص لم يكتمل.ذيلها بتاريخ 14/6/1999م
انثرْ بيوضكَ بيارقَ للمدن المطلة على الضباب
فالوقتُ يمضغُ لسانهُ
ويقطع سرّةَ المولود من رحمِ زوجِكَ.
شتاتُ الزنبقِ يلتهمُ الجمرة
يورقُ بيارق للمدججين بوطن الكسرة الأخيرةِ
مَنْ خبزَ القدّاس المؤجل فينا؟!!
هذهِ لحظةٌ وانسياقٌ لمجرى النهر
مرَّتْ بنا العروش
مترفةً بالنكوصِ وتَمْرُنَا يُقدمُ لضيوف الرحمن
في مزاداتِ لهونا المتتالي يبتلعُ المآذنَ
ويسخرُ في كلِّ مرّةٍ من زهونا الطافي
مثلَ زورقٍ ورقيٍّ كما تطفو الخرافةُ على قلبْ
هي لحظةٌ وانجراف لمنتهى البحرِ
مَرَّتْ بنا الصكوك معبأةً بالسيلان وفحولةِ الرجلِ الأنيقِ
من عشيرتنا.
وبقايا مفرزاتِ قرفِ المرأةِ المتخمةِ بالشخير والفحيحِ
وتضحكُ في كلِّ جماعٍ تُسقطُ دبقها الآدمي
لأسفلِ الجنّةِ القابعةِ في يدينا.
هي المرأة التي لا تزالُ في فراشنا،
نستحم بغيثها
ونطرقُ كما الزرافاتُ وجعاً على أعضائنا المتآكلةِ بفعلِ التوبةِ
أو مراجعَ صمتنا الأزلي.
هي لحظةٌ وتَبْولٌ في تصاعدٍ نحو نجوم تقطنُ فوق
هي لحظةٌ للتعّهر والتجبرّ، والتكبرّ
والتصحرّ والتفلسفِ
والتأسطرِ…وانفتاحِ الرحم لنفايا اللغة المكرّسةِ لسقوطنا
تُزِهقُ فراخَكَ على العواصم
تتلو آياتِ عشقكَ المستباحِ مُذْ كُنتَ
يومَ ولدتَ عاقراً في سجلِ الذاهبين
هي الوجوهُ مكتظةً بالنباح والصراخ والسِفاح
والعراكِ والصهيلِ المرتجع…
تدفعني المدينةُ نحو أرصفة الأمان في سلةٍ.
الأزهارُ ،
الشظايا،
وبقايا النفايات تأكلُها
أنتَ وكلابُ الجيران من عرب الشمال
أسوداً يأتيكَ الورق تكتبُ بالأحمر
لا أحدَ يقرأُ الألوانَ التي تشهيتها
تُدمنُكَ المقاهي فلا تحبلُ بالريحِ
إلاَّ حين تقدمُكَ للمخبرِ المتأخر عن بيتهِ
يدرك أنَّ زوجَهُ ما عادتْ زوجَهُ
فيتدلى الدبقُ بين يديه،
يصعدُ عالياً من الفخذين المقَمرين
بملحٍ وماءٍ وكهرباءٍ ومجارٍ للفضلةِ من دمِ نسائكَ
ساعةَ فتحنا المدينة للهداية والسلام.
نتكورُ، تتهدمُ لأسفلِ الماخور
تقرأُ تفاصيل البركةِ التوأمِ للروحِ
فتتوبُ على لسانِكَ أهازيجَ القبائلِ
لمْ يبقْ إلاّها،
هي القصيدة المُغتصبةُ من كلِّ الأدعياءِ
المتصابينَ، الكذابينَ المترفين بالفشلِ
المترفين بكلِّ أنواعِ السقوط
سقوطٌ في الحب،
سقوطٌ في الجنس،
سقوطٌ في الولدْ،
سقوطٌ في البلد،
سقوطٌ طويل الأمدْ.
قصيدتُكَ المُغتصبةُ هاهي تخرجُ بدمائنا متبرجةً
بهدايا الفاتحينَ للوطن المسند على ظهورنا منذُ ألفِ ألفِ عام…
مسندٌ على سنمٍ يعجُّ بكامل خيباتنا
فيفردُ ذراعيهِ يصطدمُ بالوزن ونكاتِ الخليل
وآياتٍ من التّلمودِ المفرّغِ عنوةً في جماجمِ القومِ
ساعة الركضِ نحو الآخرة
هي قصيدتُكَ والكلُّ يفاخرُ بالرجولةِ والفحولةِ
ويسطرُ اسماً في الإعلام من أسماء العرب
واعرب، واعرب، واعرب.
***
موقعة
عبد الأحد قومي.
دمشق.14/6/1999م.
القصيدة الخامسة عشر:
أية امرأة مجنونةٍ أنتِ وأي شاعرٍ إله أنا؟!!
يسرعُ هذا السائق …
ويطوفُ بي السؤال ـ
متى أقدمُ ذبيحتي في معبد عينيكِ ـ؟!!
الأسطورة …للذي كان شوقي
للذي سيكون باقةَ العمرِ
وكلُّ المدائن التي عبرتها والتي لسوفَ أعبرها
ويطول الطريق،
طيفُكِ يجيءُ الوقت كلّهُ
مَنْ يمهرني سوى وجهكِ ليقبلني هذا العالم؟!!
أعطيك القصيدة تائبة
يصيبها الله بكِ فتكون كأجمل امرأةٍ
ما باحتْ بشجونها
للرجل الذي غادر المكان
وتركَ دفترهُ مفتوحاً لشفاهكِ
والرياح،
متلهفاً لكلِّ الذي ينتمي لعينيكِ.
الفراشات
ويطول الطريق،
للرجل ذاك القبلة الأخيرة.
أية امرأةٍ مجنونةٍ أنتِ …؟!!
وأي شاعرٍ إلهٍ أنا…؟!!
كيفَ لنا كل هذا الجنون…؟!!
كيفَ لنا كل هذا الحب…؟!!
ولا تكون لنا كلّ السموات…؟!!!
***
عبد
القصيدة السادسة عشر:
رسالة لم تُرسل لصاحبتها
موتٌ لهُ أقدام حافية
والبرد شجر يتوق وجهكِ
والجمعُ مفرقٌ بشهوته اللاهبة
ضجيجٌ وهدوء،
صخبٌ وسكينة،
موتٌ وموت.
عام يغلقهُ الموت بيديه ويبارك هذا
الاشتعال الباهت لمرايانا الكسولة.
أحبُّ هؤلاء جميعاً
وأكرهُ أفعالهم القذرة،
قذارة تطفو لوجه النهر
يجتاح الناعورة المكسورة
التي ما تزال تزعق بشبق
في منتصف الليلة الباردة.
موت وموتْ.
ما الذي يجيءُ بالموت هكذا بطيئاً بطيئاً.
متعب هو الموت البطيءُ
مثل وسام تنالهُ خليطاً تلو خليطاً
لكنك لا تحصل إلاَّ على سراب الموت
موت…وموت.
مثلك عليه أن يتوب عن حبِّ امرأةٍ اسمها المدى
فمثلك لن يقوى على حبها الجارف كبحر
أتخاف على مؤخرتك
في زمن أتعبهُ الركض خلف امرأةٍ لن تحبل ؟!
***
القصيدة السابعة عشر:
سويعات ويأتي العام الجديد(1988م)
تقدمة…
إنها الرعشة نُصابُ بها،
نُدركُ سموها…
نفرّقُ مداها على النكوص
المستباح.
المدينة يغلفها ناعسها.
دفءٌ كينونتها،
وشعارها المعلن
لحظة الانطلاق للرؤيا…
محاطٌ أنا
باللغة والمفرقعات لأطفالٍ صرخوا للفرحِ الجميلْ.
يضطرب فينا العام المنصرم
يجرجر الأشياء
يحاول أن يطول ، لكنَّ العام الجديد…88 يُسرعُ في
القدوم إلينا…ماذا يحملُ إلينا..؟؟
بل ماذا نحملُ لهُ..؟!!
أمنياتٌ جمةٌ…
تصميمٌ في أن نكون ،
لابدَّ أن يكون عام فرح…
قف أيها الآتي…
لحظةً أو بعض لحظةٍ
نتعارف نُصبحُ مثل الأصدقاء
قفْ أيُّها الراحل من العمر لحظة
نودع فيك أمنياتنا الفاشلة
قفْ أيُّها الراحل لحظةً نعدُّ على أصابعنا لهاثنا
نعدُّ الذي جاء …
لم نأتهِ
للذي أتى ولم يجيءْ
هذي أحلامنا أزاوجها بالدروب على أرصفةٍ ليديها
فتورقُ ظلنا المنتشي بالتلاصق
ليلةً أبوحها حزن عامٍ لا يجيءْ
ياظلنا الوردي نتأبطكَ
ولا تسامرُ أطراف المواجعِ
مديدٌ هو اشتهاؤنا
لقيلولةٍ نطارحها مزاحنا الأبكم
ونهتفُ لدفءِ سرير عبرته الأنوثة
لم تخصبهُ إلاَّ بالقصيدة
والجسد الموزع بين يديك العاريتين
فراغاً أو بعض اللفافات …
(وفيروز) تطرز الذكريات وتفيق
على بردنا الاعتيادي
هل تشتهي طلقة أمْ حجر؟!
تصوبها اتجاه صمتك الأبدي
ماذا لديك؟!
غيرُ أسئلةٍ…
مصيبتك أنك تجدُ لها أجوبةً
صدورٌ تسيجُ أحلامكَ
وألفُ قبضةٍ تسند رأسكَ
المشنوق بحلمكَ
آن للحبالِ تهتفُ بعصير دمكَ
تنتشي بأطايب الشراب
وتنهض يديك
خارجةٌ من لحافكَ المهترىء
أوساخك يعجُّ بها مداك الثمل
صوب وجهك لحجارة تبوح عشقها
ورفضها تبوح بصمتها
فتولدُ من دمائنا أغانيكَ
وأسواق (عكاظ) تسام قدميك
لا تعطي الريح شراعكَ
أعطِ مداك من دماك قنديلاً
وظلكَ سوّج به الروح
وافرد رؤاكَ…أرفض الحلَّ للمسألة.
***
في الحلمِ جاءت…
زرعتْ في الخلايا حياة
وأشياء لها طعم يدٍ
ما اعتادت سوى أن تكمش وجهَ سرابْ،
وهاهي اليوم تجيءُ في الحلم
حقيقةً زاهيةً مثل أسطورة قلب.
تجيءُ مثلُ فراشات دمي حين تجيءُ صبحَ الفقراءْ(1)
مشتاقةٌ هي الخصلات،
مشتاقٌ هو الوجهُ…
حنونٌ هو الحضور مثل بجعةٍ.
والأصابعُ قرنفلة السنة المقبلة.
حينَ يكتملُ نصابُ العبادةِ
تُصبحُ الثواني راقصةً تجيدُ الإيماءْ
وتصبحُ الكلمات قصيدةً لا تنتهي…ولا تتوبْ.
تصبحُ الأغطيةُ الباردةُ رحلة أوروبي
1: صبح الفقراءْ: هناك اعتقاد عند الفقراء فإذا مازارتهم فراشة بيضاء في الصباح
يعني أنهم سيحظون بالخير
وإذا كانت الفراشة سوداء يعني حظهم تعيس .وهنا أدخل الأسطورة ليزاوجها مع الشعر.
في مجاهلِ أفريقية…
ويضيعُ خطُّ الاستواءْ
حين تصيرُ الأيقونة روحاً تسير
إلى مياسم صدركِ …ينحني ذوو القبعات
وتمنحُ لقب( جنتلمان).
ويبقى( نزار)1 شاعراً عادياً من طبقة الدّهماءْ
وتفقدُ كلّ قاروراتهِ رائحة (كشمير).(وأسبانية).
وقصور( الصين).ومشاوير قبور0التابو).وحدائق(امستردام)
حين تجيءُ في(15/1/1988) ما الذي يدعوك للبكاءْ؟!
وما الذي يدفعُ بكَ لأن تفكر؟!
عليكَ أن تجيد تقديس اللحظات
ولا تفكر بشيءٍ
واحد فقط…هو مدارات وجهك …
وكيفَ تتسعُ لتصير أكون ديمومتك وأزليتك المنشودة…؟!
حينما تأتي لتحصي حبات عرق همومك
خلال(خمس وعشرون عاماً
وتحملك فرحاً موازياً لهمومكَ وحزنك
عليكَ أنْ توقف قلمكَ الأبلهُ عن الكتابة
وتقول: لها بطريقتك الرائعة
كلُّ قصيدةٍ وأنتِ عنوانها.
***
عبد الأحد قومي.15/1/1988م.
الساعة الثانية عشر إلاَّ عشر دقائق.
1=نزار.يعني به الشاعر السوري نزار قباني.
أماتعابير.مثل كشمير.والصين وغيرها مناطق معروفة في العالم.
القصيدة الثامنة عشر:
بيان لوهج امرأة
حبيبة الوقت كلهُّ
أجيءُ إليكِ اليومَ واحداً أمطرهُ غيثكِ فكانْ.
كلُّ أزقة دمشق تسألني عن رائحتك…
وغرفتي تهتف بي، تصرخُ بكِ :
أن تعودي
يشتاقكِ الدرج…
ودوائر الضوء
كلُّ ممالكِ العشق أعلنت الإضراب العام.
حتى مجيئكِ، صغيرةُ دارنا تذبحني
كلما رأتني أين أميرتك يا سيدي …؟!!،
وقدري أن تكوني بعيدة، وأن أكون
جنون الوقت يدركني فأتوحد به
وأتلوكِ على الجزء المتبقي من روحي.
لاشيءَ يدعوني للقصيدة سواكِ.
لاشيءَ يدعو القصيدة لتقيم في فؤاد العمر
سوى حضورك الذي لا اسميه،
فيبقى طليقاً من التسميات.
متعبٌ أنا
أحمل زهرة القلب
يتوسدني هذا العالم الغبي
وقبل أن ينبلج الصبح يطعن بي.
فأسرعُ بغسل دمي وأوزعهُ
قصيدةً هنا، وصرخةً هناك.
يتوه النهار ولا أنسى أن أبتسم
لأشجار دمشق وياسمينها …
وأقرأُ
جزءاً من الروح على زهرات منوليا
التي غادرتني ولم تبقي على عنوانها
فأجهشُ بكِ وحيدةً باقي
انتهى...
مواضيع مماثلة
» تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 5-9
» تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
» تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
» تابع 5 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 19-26
» الديوان الأول - بيان لوهج الروح 1-4
» تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
» تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
» تابع 5 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 19-26
» الديوان الأول - بيان لوهج الروح 1-4
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى