تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
صفحة 1 من اصل 1
تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
شـعر
حقوق التأليف والنشر والترجمة محفوظة
لأبناء الشاعر نور، قومي، نوّار.
الإهـــداء
إلى التي كانت أُغنيتي قبلَ أنْ أكتب مرثيتي
إلى التي رفضت إلاَّ وتشهد على موتي
بكلِّ كبرياء النفس المعذبةْ
إلى ابتسام مراد
وأولادي نور وقومي ونوّار
أهدي ديواني هذا
عبد الأحـــد
أية امرأةٍ مجنونةٍ أنتِ، وأيُّ شاعرٍ ـ إله أنا
كيفَ لنا كلّ هذا الجنونْ؟!
كيفَ لنا كلّ هذا الحبّ
ولا تكون لنا كلّ السموات…؟!!!
عبد الأحد
القصيدة العاشرة
يملأُني القرفُ سيدتي
سجلْ اسمي،
ابعثْ صوتي،
هَلْ يقوّى الصوتُ عليك…؟
املأْ قارورةَ موتي،
هذا السيفُ يملؤني رطباً
سرٌّ ما تخفيهِ في وجهكَ.
يافطةٌ مقروءة ما تخفيهِ في ثناياكَ.
المدنُ تلوككَ،
ترميكَ خارجاً
تبحثُ عن مخرجكَ الوحيدِ فلا ترى سوى مقبرة.
الحفارون يسرعون بمعاولهم يخُرجون الشاهدةَ
فتضيعُ القِبلةُ ونُحرقكَ في برميلِ كناسة
سيدة المدن ها يدي
زوبعيها في مياسمِ الوردِ،
ينبعثُ الضوءُ
وتكونُ البدايةُ مثلَ امرأةٍ أَحرقها البوحُ …
أَتلفها الوجدُ…أَقلقها الولدُ العاقُ
وما عاد يشهدُ قُبلتها للعاشقِ
ساعةَ موتِ القبرةِ،
سيدةَ المدنِ المطمئنةِ تطيرُ هداياكِ
تحطُّ رحالها وجبةً شهيةً لعرسِ البحرِ المترّفِ بكلِّ نوارسكِ
الجميلةِ المتعبة.
* صديقي أتلفهُ الغنجُ،
أتلفهُ حبلُ مشنقةٍ.
حَبلُ كلماتٍ، أسكنهُ الخَرَفُ قصراً ملكياً في الأحلام
فانقضَّ يملأُ أذني عواءْ
فانقضَّ يملأُ روحي بكاءْ
يملأُني القَرَفُ سيدتي
هلْ أنجو من رملٍ يتكاثرُ كثباناً مترعةً بالتوبةِ؟
هلْ أصلُ أرضاً
أمرّغُ نفسي بتربتها؟!
أدركها أرضاً لا رملاً وأعفرُ جبهتها بحياء
وأُمطِرُ شعري بالحنّاء
هلْ ألدُ وقتاً يكفيني سيدتي
كي أستذكرُ كلَّ الأسماءْ…؟!
هلْ تغزوني الهشةُ
فأنسى الموتَ
معلقاً
على النوافذ والبابُ حذاءْ…؟!
فاخلعْ أفكارَكَ،
اخلعْ أحبابكَ،
اخلعْ أنيابكَ…والبابُ حذاءْ
اخلعْ…
وتموتُ المسافةُ والخابورُ يُفجعُ برحيلكَ
وكلابُ المدرسةِ
تأكلُ الأقلامَ والمقاعدَ والمنابرَ
وزهرةَ العمر الندية.
أينَ تهرّبُ روحَكَ والصالاتُ موصدةٌ؟
ودخانُ الأقبيةِ يسدُّ كلَّ المنافذِ
وأنتَ لا تجيدُ لعبَ الوقتِ والطاولة.
أينَ تهرّبُ وجهكَ وخابورك يهجرُ الشواطىء
تملأُهُ الجيفةُ،
تملأُهُ بقايا دمِّكَ والسكينُ القاتلةُ
أينَ تهرّبُ روحَكَ
وياسمينُكَ معطوبٌ حتى الثمالةِ بالإنحناء؟؟!!
أينَ تهرّبُ روحَكَ
والسفاراتُ لا تُطلقُ ليديكَ هواء التجلي…؟!
أينَ تُهرّبُ روحَكَ
والمطاراتُ لا تسَعْكَ،
تتسعُ لتهريب كلِّ أصنافِ البخورِ والنمورِ والبكور؟!
أينَ تهرّبُ روحَكَ وأنتَ محاصرٌ بالاحتفال والاختفاءْ؟!
بيديكَ تصكُ بيرقاً لنكوص الوطن
آهٍ وطن، آهٍ وطن، آهٍ وطن..
***
___________
1= يصور نهر الخابور الذي ما عاد يجري به أي ماءٍ وتحول إلى بؤرة للجيفة.
القصيدة الحادية عشر
نكوص 86
رقم 1
(منوليا)…أخيطكِ إبرةً إبرةً
حينَ أنتهي…أكون.
2
معبأً بالترابِ أبلعُ كحيّةٍ …
وجهي
أتقيأ المدى…
فأصطدمُ بلهاتي.
3
كانَ مولعاً بموتهِ
غارَ من كفنهِ
أدلفَ نفسهُ في قبضته
أرخى السماء لقدميه
ولمْ يبكِ
4
كانَ يوزعُ الأصابعَ بالتساوي
بينَ خيامٍ لا تعرفها الرياحُ
كانت الريحُ تحصي أشجارها
وكنتُ أخيطُ بدمي الجليدَ المثلم
أصنَعُهُ حصيرةً
وتخطىءُ في زخرفةِ ألوانها
***
5
أبحرتُ في غيبوبةٍ،
وأنا أنظرُ حباتِ رملِ الساعة
تسحبُ وجدَها قلعةً…، قلعة
6
مَنْ يرفعُ الوريقتين لشقْ البذرة ؟!
هَلْ هو المطرُ…؟
قدْ يكون يدي…قد يكونُ الهواءْ
7
مرّةً رأيتُ الثانية تقتلُ حديدَ الساعةِ
لكن…،الدقيقةَ كانتْ تقفُ على الحياد
8
مرّةً طوتني الموجةُ غلفتني
أرسلتني طرداً بريدياً للمحارات اليابسة
9
احتضنتها أصابعي قبرةً
نقرتْ عصبي سيالةً سيالةً
حينْ انتهتْ صُرنا قبرتينْ
10
قارورةَ نبيذٍ أفرغتني الجموعُ
رُميتُ لحدِّ السيفِ بين البحرِ واليابسةْ
مقرفةٌ هي الدفقةُ ـ تناوبتني الموجةُ ـ الرملُ النقيعُ
أوقفتني الموجة الهادئة
***
11
بَقيتُ مرمياً أعدُّ الرذاذَ
كقطراتِ امرأةٍ عاهرةٍ،
حين تشتري بدمها قصعاً حديديةً
تحملُ الجثث الثقيلة
لأجلِ البراميل المصكوكة بختم الملك.
12
حزمتْ بوجهها أصابعي العشرين
كانَ الحبلُ،
كانتْ العقدةُ شفةً مترعةً بالبردِ
كُنا عشرةً،
يحزِمُنا السقفُ العاري الدليف
13
ولولتني الريح .صيرتني عاصفةً
وصحائفُ القلبِ نشرتُها على الحبلِ امرأةً امرأةً
جففتها العيونُ المُحدّقة
ثمَّ استبدلتني بالفراشةِ
رمتني خطوةً للموجةِ
فتحتُ يباساً…وبقيت.
14
للسرابِ قدمٌ واحدة
لذلكَ فهو لا يأتي
مرّة تحدّى المدى فكُسِرتْ قدمُهُ الأخرى
15
أخذتني الشفقةُ قصيدةً لاتصطدمُ بجدار
أنشدتني القافلةُ…كُنتُ مثلها
هطلتُ صرتُ أنا
16
آنَ لكَ أَنْ تمدَّ قبائل الورد للوئام
تحصي فخوذها، تزاوجُ ألوانها
فينفضُ الأبيضُ عاشــــقاً …
لم تعتلني الدهشة!!!
17
تشتهي عكازةَ الأحلامِ
يتكىءُ الرحيلُ على قدميك …
لا تبالي
آن حضورُكَ ،
تفتحُ الشفقةَ تُخْصبُهَا
لكَ أنْ تُبارك
18
(جاء في المسودة…حسين حمزة.)وهذا يكون صديقه في الحداثة الشعرية.
مثُلكَ أَعدُّ المصحفَ سورةً سورةً ولا أهتدي للآية
كما أنتَ تهتدي للكوةِ كيفَ تضيقُ…،
تنفلتُ الجماجمُ من حجومها
تذرُ الترابَ مثلَ أطفالِ المدارسِ على السراويلِ
كُنا نشكِّلُ رتلاً من التلاميذِ، نُغطي سترةً أو حذاء
ولم يلبسْ(حسين) سروالهُ الجديد
معلمُ الصفِ يباغتنُا في الحصةِ الممهورةِ بالذنبِ ليُعلنَ:
إنَّ سترتهُ ـ آهٍ يا تلميذي الكسول ـ
هديةُ المدرسةِ الروؤمِ لابنها هذا الفقيرِ…
كانَ يوزع الرعشةَ بيننا،
نستحمُ من الخجل….
نفقدُ الذكورة
نُدخلُ أيدينا في سراويلنا، أينَ الذكورةُ…
مرّةً ضاعتْ يدي هناك.
نلمُّ نظراتنا صوبَ السقفِ،
صوبَ الأرضِ
حين تندثرُ تصطدمُ بوجهٍ عبوسٍ،
نُصابُ بارتجافٍ
نسمعُ بخفوتٍ صوتَ البيرقِ،
يرّفُ أَظنهُ كان يطيرُ
نفجرُ أفكارنا حزمةً حزمةً:
قصائدَ أو شتائمَ أورسوماً وغالباً صمتاً مقيتاً
***
19
وحيداً تقرأُ الأصابعَ دفعةً واحدةً
تدركُ أنَّ البردَ يؤطرُ وجهكَ الخُرافيَّ
أيّها المتمعشقُ مع الآهِ دونَ رايةٍ للسقوطِ
أوفٍ من ليلةٍ تسربتْ ليلاها غفلةً
وبقيتُ أنشدُ تقاسمَ الخفايا
أَرسمُكَ وعداً للمطايا الذاهباتِ للاجهات
أَينَ الفارسُ يسرجُ الشمسَ مهرةً للقلاعِ
البعيدة في الشمال…؟!!!
وأنا الآتي مزهواً بانكسارٍ يحملُ الجرحَ يغرقُ بالنشيج
قدْ أشتهي البكاء…، الدمُ مباح…الدمُ مباحٌ
***
20
بعيداً عن الخصلاتِ أمدُّ يدي أحصدُ الخيبةَ والسرابِ
ثمَّ أتمددُ بينَ القلبِ والأصابعِ متطاولاً كضوءٍ لا يضيع
آهٍ أيُّها المحاصر فسحةً من الشريانِ يشرخُ خيمةً للقبراتِ
أو موسمَ الطلقةِ النافرة.
21
رحلةٌ موغلةٌ باتجاهٍ يدّونُ الشمسَ
حرفاً صغيراً أو جثةً متناثرة.
22
دَعْكَ من المدى المجدّي وصوّبْ إليَّ
فالطلقةُ لا تقتلُ إلاكَ
وليسَ إلاّكَ يقتلُ الطلقة
أُختاهُ مَنْ قتلَ القرنفلة؟!!!
أنكسرُ أنا!!!
علميهم كيفَ لا أنكسر
أنا المقصلةُ،
كمْ مقصلةٌ تتسعُ أنا
وكم أتسعُ من وهجِ المجزرة
قادمون نحرقُ صمتَ القنبلة ؟!
23
هذا نفيرُ المقصلة
افتحْ بوابةَ القلب
مزّقْ حكاية المهزلة
لا فسحةٌ لطلقتكَ…لا ه
فابعث صهيلك، انشر دروعك
آن جحيمك يشتعل
يؤرخُ لاغتصاب الروح
وردةً تُذبحُ
ويصلبون الذاكرة.
***
24
قفزةً
قفزةً....
أهيمُ مدىً....
أتلفُ أصابعي
ولا أضيعُ.
مدىً
مدىً أشعلني الغبار
كيف توسدتُ البحر
كان نومي غيوماً
كان حلمي مطراً
أشعلتُ الغبارَ …
صارَ مدى…
25
يميلُ العاشقُ مرّةً
يحملُ الأرضَ من معصمها
فتندلقُ البسمةُ من شفتيها بحراً يسكرُ بملحِ توبتها
مرّةً أخرى، يميلُ العاشقُ
يحملُ الأرضَ يلامسُ نهديها
فيكونُ النسيمُ ذكراً، أنثى، أو رئة
لا تقضمْ ضحكتكَ الأخيرة
26
حينَ بكتْ
مسحتْ أصابعي دمعتها
وحينَ بكتْ أصابعي
لمْ
تمسحْ
رموشها دمعتي
27
لمّا تشللتُ للنهرِ،
ما قضمتُ الحصى
فتتُ نفسي بنزقٍ وتوبةٍ واختصار.
28
القبراتُ الوسيعةُ كجراحنا لا تموت
إنما تنهضُ قرنفلةً أو كمشةً من عوسجٍ
29
غيمةً تلو غيمةٍ
يهجرُ البحر الشواطىء
وأنا الوحيد
في يسار القلب
30
صفعةً
صفعةً يسقطُ ملك الموت
وتحيا سنبلة
قبلةً
قبلةً يصعدُ العاشقُ أنا
وتنتهي محرقة
31
هادئاً كان، قضمَ أصابعهُ، أبقى على الأظافرِ،
جرحَ الهواء بيديه فكانت المدفأة،
وسدَّ رأسهُ …كانتِ الأرضُ،
دوّختهُ العصافيرُ …وحين صحا أسكرتهُ القصيدة
عشقَ ألفَ قطارٍ ولم يدفعْ ثمنَ بطاقتينْ أبداً.
***
انتهت القصيدة
ملحوظة:
ورد في هذه القصيدة مقاطع كانت قد وردت سابقاً ولكننا نرى أنهُ وضعها هنا أيضاً
من أجل أهميتها.
وكأنها عنده حجر الزاوية في بناء هذا البرج من القصيدة المطولة.انهُ الشاعر
المتدفقُ دوماً كنهرٍ لازال في أول
عطاءاتهِ…أنهُ الشاعر الشاب الراحل عبد الأحد قومي.
القصيدة الثانية عشر
الخلق
اليوم الأول:
مقصلةٌ ولفتهُ الريحُ داخلاً
تلوى،
تكورَ،
ثمَّ صار
البدءُ مُزاح، نبشتني أظافرهُ
أخرجتني للمدى ورقةً يابسة
اليوم الثاني:
القردُ الأشعرُ يومىءُ بالرحيلِ
رهانٌ يقضي بأنْ…
…تفعلْ
اليوم الثالث:
واجمةٌ هي الساعة الباردة
قلقٌ يسورُها، تقذفُ رهطهَا
لجةٌ تسبقني متوجاً باللا…دهشة
اليوم الرابعْ:
لهاثٌ يطوبُ في دفاتري المغلقة.
اليوم الخامس:
طوبى للذين يحصدون التوجسَّ…
للذين يرقدونْ
اليوم السادس:
أكملُ تقليمَ أصابعي،
أقطعُ أثنينْ
واحدة لنا،
ولنا الأخرى
اليوم السابعْ:
أرشُ المزارعَ،
أغمرُ وجهي…
ثمَّ أنام
هامش: كلُّ الذينَ خلقتهم كانوا لعنةً،
طعنةً
ثمَّ انفجار.
***
طقوس لأيام الخلق
عشقكَ الجبلي، انفراجُ ضوءٍ لا يجيءُ
يداكِ سنونوةٌ تهجرُ دمَها،
بردٌ يُقيّدُ الطيورْ
يقتلها رغبةً،
أكواخي تتنفسُ الغثيان،
لا تهطلُ نباحاً أو مقصلةً
شماهٌ يتوقُ تفتقَ البحر،
يرثي صحراء التقصي
كيفَ عرفتِ أَني أجرفُ الذاكرةَ شجراً يتساقطُ مدينةً مدينةً.
وقرانا لا تنفثُ الوهجَ، كفنٌ وحقيقةٌ وارتجاعُ جرحُكِ
عرائسي المسيَّجةَ بالدخان والموت.
تسمّرْ أيّها اللونُ وشماً لا يبرحُ الشفتين كوكباً قد يدوّرُ
مرّةً أو بعضَ مرّةً
جرحي جُرحكِ، لي البحرُ، لكِ صحراءُ التشظي
كوني القنبلة ـ كوني قرنفلة
كوني ابتداء انبلاجِ دمعةٍ أو بدء المرحلة.
***
آهٍ يا انكساراتي:
أدمنتُ يديكِ وأنتِ مثلي تشتهين الزوبعة
لا أحد وتقتلُ المدائنُ على ركبتيها…
ولا أحد
مثلُكِ مثلي أستجيرُ بالانكسارات يا امرأةً
تقولُ: خذْ وجهي وأمتطي إياهُ للغضبْ
خذْ وجهي الآخر وامتطيني
خذْ ألفَ وجهٍ بدلْ الأقنعة.
***
في آخر الطريق، كانَ لهاثُنا يشقُ المدى
والريحُ تموتُ مثلَ عصفورٍ يقتاتُ الصدى،
فلا الأصابعُ تزغردُ
ولا أنا،
منفرداً وحدُكَ تسابقُ النهرَ والطريقَ لا يوصلكَ إلاَّ
للســــرابْ.
***
رمادٌ هو شوقُنا للثلجِ المفاجىء ليلةَ الحصاد
رمادٌ هو الانتظار، هل يقتلُ الغبارُ مياسمَ الوردةِ
أنتِ…؟!!
حينَ ماتَ وحيداً خلّفَ وراءهُ ألفَ عويلٍ وكلمة
حينَ ولدَ وحيداً خلّفتهُ المشيمةُ ألفَ بسمةٍ
وشهقةٍ.
***
القصيدة الثالثة عشر
بيان لوهج الروح
ماذا أسميكَ أيهُّا الفصلُ
بين التوبةِ وزفافُ المقصلة؟!
تستهويكَ الرطوبة
منشورةً على كتفِ شجرةٍ
تحبلُ بإجاصة موتٍ
وتدخلكَ البلادُ،
آهٍ من صليبكَ هاهو الآن يحملُكَ
لقمةٍ ليستْ بجلجلة.
وحدكَ والليلُ عارٍ من أصابعكَ
وحدكَ تفتحُ عرسَ دمٍ
وتقصي بالبلاغاتِ
وألفَ منشورٍ
لمزبلة
قفْ عن متراس روحك
تمترسَ بكَ وهواجس النخيل تتلوكَ قرأتها أنتَ
وحدكَ والليل مفضوحٌ لحراسٍ فكرّوا في حيلة تنشىءُ
لك دملةً أو مجزرة
فجراً يصحو المصلي وينسى الفاتحة.
أيهُّا المصلي اقرأ علينا من نسيانكَ
وابعث غباءكَ من نار وأقمْ لجموع النائمين محرقة
دوّختكَ لمفردكَ رائحة الطمث
ابقرْ وجه ريحٍ تصب عينيها بعينيك والمعبدُ خاوٍ
لا بخور إلاَّ احتراق شهقتكَ
فاحفر صهيلك في جدار الهيكل لا تتلوه على أحد
إلآّكَ منْ ينتعش بدوّي حجر
زكامٌ أصابنا…ألفُ من الخيل .ومائة ألفٍ من لجام
لا تنتظر آتٍ
وحدك هو الذي جاء
كرسْ أضلاعك للصعود
وإن جاءَ آتٍ فما هو إلاَّ أنت!
تتكاثر كما الوردة نعاسكَ جميلٌ
على خصرك أطرزُ البلاد، قرىً
وقرنفلات وأصحاب السيادة والسمو
ارمِ بخصرك، اصنعْ بلاداً تشبهك تشبهك
ليس إلآّكَ فاحترسْ،
ولا تغفر للذي على يمينك أو يسارك
واجلس لعرش أبيك
من حجارة روحك اصنعهُ.وأعطيه شكلكَ
ولا تدع أحداً للحساب، لأنك الوهج على يديك التوبة
لا تمنح توبتك
لا تكترث بالزحوف تأتيكَ لتشمت بانتصاراتكَ
تصنعُ منهُ العناوينَ العريضةَ للجرائدِ
أنتَ الجريدةُ التي لا تزوّرها الصحافةُ والكاذبون
إملأْ وريدكَ بي، وإملأْ وجهكَ بي
لا تشهد موتهم، دعكَ من المسارات وفن التمترس
وتقاطعِ الخطوطِ وأرفض خطوط التماس
أرفض خطوط الأحمر والأخضر والأصفر
وكلَّ ألواننا
فأنتَ اللون الذي لا نشتهي،
لأنك الأبيضُ
ولأنكَ تُخيفُ الطامحين
لدولةٍ أو يختٍ …وبعضُ عاهرة
اخرج من صفنا لا تقف في طابور التصعلك،
واضحٌ أنتَ فلا يسمونكَ باسمائهم…واضحٌ أنتَ…
فلا تلتفتْ لورائك
لقد خلقتَ العواصم سلةً للمهملاتِ
واضحٌ أنت …
فلا تجرّأ خطوطكَ لتصنعَ سُلَماً للساقطين
واضحٌ أنتَ…واضحٌ
لا تسمي شاعراً لحضرتك
دعهم للتفندق والتخندق
(وحدكَ والليلُ عارٍ من أصابعكَ
وحدكَ تفتحُ عرس دمٍ
وتقصي بالبلاغات
وألف منشورٍ
لمزبلةٍ
وحدكَ
والليلُ مفضوح لحراسٍ فكروا في حيلةٍ
تنشىءُ لك دولةً
ومجزرة(…
***
15/5/1988م.
يتبع...
يتبع...
مواضيع مماثلة
» تابع 2 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 5-9
» تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
» تابع 4 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 13-18
» تابع 5 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 19-26
» الديوان الأول - بيان لوهج الروح 1-4
» تابع 3 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 10-13
» تابع 4 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 13-18
» تابع 5 الديوان الأول - بيان لوهج الروح 19-26
» الديوان الأول - بيان لوهج الروح 1-4
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى