حصار بيروت....بقلم أديبة عبدو عطية
صفحة 1 من اصل 1
حصار بيروت....بقلم أديبة عبدو عطية
[color=red]حصـــار بيــروت
أديبة عبدو عطية[/color]
أحبائي....
لا اعرف من أين أبدأ وماذا أقول والوطن يعيش المخاض وينتحر للمرة الألف
الأطفال يحرقون بالقنابل
الأبرياء يتضرعون للموت الهادىء لينجوا من هول المتفجرات؟؟؟؟؟؟
العزّل يتمزقون تحت الأنقاض الشاهقة مقابل ابتسامات وتفاءل القادة الذين يعقدون الآمال على المقاتلين الشجعان المحاصرين من كل جهة بعدو شرس ولا يرحمهم إلا بقنابل وقاذفات طائشة جواً وبراً وبحراً
وهذا كله لا يهم , فالمهم بالقضية أن لا تنتهي لتبدأ المؤتمرات وعرض آخر ما أوتي به من حصافة وتلاعب باللغة ومفرداتها والتي أصبحت عويصة وشائبة أكثر من أي وقت وزمن..
المؤتمرات التي ستعطي هؤلاء الذين يسمّوا بالقادة الحجة ليدغدغوا عواطف عبيدهم بمزاد علني وعلى مرأى من الجميع.يبيعونهم آمالاً وأحلاماً طنانة وهم مطمئنين أن حفنة الجنرالات لن تقضي على آخر فلسطيني وإلا لفقدوا ماء الوجه ولا أن المقاومة باستطاعتها الصمود أمام الزحف الصهيوني وفي ذاكرتهم أن جيوشهم مجتمعة لم تصمد أمام هذا الزحف لأيام معدودات
وكيف لا وها هي بيروت تصمد شهوراً !!
الأمة العربية ما زالت بألف خير
الاتصالات مستمرة والخط الأحمر مفتوح بين الأشقاء
وبينهم وبين العرّاب روسيا الكبرى وبين ريغـن والضغوط على بريطانيا العظمى
وما زالت الآمال معقودة على ميتران وهلمـوت وشــميت والخمــيني.
إلــى أن يصــل التــفاؤل بــهم يجمهــوريــات أفريقيـــا, كينيــا, غينيا وأوغندا
وطبعـاً لــن يســكتوا عن حق الأمــة وســيقاومــوا كل عدّوٍ يطمع بأرضهم ويخدش كرامتهمٍ
بعد أن تغتصــب الأمة ويدهس أبناؤها تحت مجنزرة أو يقتــل برصـاص قناّصٍ
أو قاذفـة ثقيلة تائهة تشّله وتطرحه عقيما مقعدا عندها سيهبّ الجميع لإنقاذ الأطلال وتبدأ رحلــة الغزل مـع المستحيــل.
الجميع يهتــف: " لن نقـف مكتـوفي الأيدي في حـال ســقوط بيروت"!!
بالله ماذا تبقى من لبنان وبيروت محاصرة؟؟
هــل بيروت والقضّية عند الأوصـياء تتجسّد بياســر عرفــات؟؟
وهـل سيعلنــوا الجــهاد المقــدس حيـن يعـلن مـوته؟؟
أو عند انتحار المقــاومـة؟؟
مـاذا عـن الشــعب البــريء بمختلف مـذاهبـه, ألم يكـن يومـاً عضـواً نابضــا ًيضخّ بيروت بالحيـاة وجزءا من نسيج لبنان الوطـني المقاوم؟؟
الجيــش العـراقي يتقدم بالأراضي الإيرانية ثم ينكـسر وتترجم الهزيمة إلـى خطة عسكرية ناجحـة!!
صواريخ ســام التي دوّخت العالم وزرعت الإيمان بقلب كل عربيِ بأنها ستصد أي اعتداء الجنوب اللبناني كان أم سيناء نراها تتخاذل أمام أول هدفٍ
القذافي من صومعته يطالب عرفات بالاستقالة الفورية!
حسـين بكرمه المعتاد يسمح لمتطوعين فلسطينيين أن ينضموا للمقاومة عن طريق سـوربا!
مؤتمر وزراء الخارجية يفشل قبل المضاجعة والجماع ويعلن أن لا ضرورة لمؤتمر القمة لئلا تزيد الخلافات بين العشاق وخاصة أن الأم الحنون وعدتهم أن إسرائيل لن تدخـل بيروت
وأعطتهم الضمان أنها لن تسقط من أيديهم الورقة الرابحة وإن كانت ستتحول من يد لأخرى لتستمر اللعبة.
الملك خـالد استشهد بفراشه المخملي انتحارا من ظلم أعداء الله والوطن وعيونه تترقرق بالدموع من فظاعة المشاهد التي أمضى وقت فراغه بمتابعتها في حين معاونيه يهددون باستعمال الفيتو في حال إرسال أية مساعدة لمريض الهستيريا!
يهددوا بوقف النفط, وسحب الأرصدة العربية؟؟
ولا يدركوا أو تناسوا أن ريغـن اتخذ هذا القرار مسبقاً ورفض مضاجعة البترول الليبي وأن الأرصدة مجتمعة لا تكفي طاولات لاس فيغـاس ومونـاكـو ولن تستر عهرهم الخجـول, لا بل تناسوا أنهم لن يقووا على مفارقة الشقراء الفارعة التي تملأهم نشوة وعنفواناً, فإن فعلوا فمن سيضاجع هذا الهيكل المترهل ويدب فيه الرجولة والحياة
الجسد العربي ينتهـك يوميا في شوارع روما وباريس ولندن
ويغتصب الشرف العربي بكل لحظة تدور الأرض حول نفسها
العَرض العربي يتسول بالسوق السوداء بمانهاتن وواشنطن
وما زال القّواد العربي ينادي بالشرف والكرامة والحرية!
يارب ارحمنا وأنعم علينا ببركاتك وأحفظ لنا ماء الوجه
ما زال حكامنا بألف خير وإن انتحر أحدهم خطأً فخلفه موجود
ونحن ما زلنا بخير والدليل هو قمع كل انتفاضة أينما كانت في هذا الوطن الكبير
وما زلنا نطالب بحقوقنا المهضومة والمسلوبة
وها هي الجزائر تطاحن وتقاتل المغرب لبضعة كيلومترات سلبتها!
والعراق ومناوراته ما تزال تتدرج وتتلكأ لأخذ الحصة الأكبر من الفرات وآبار البترول المتاخمة !!!
وتبقى بيروت محاصرة رهان على الشرف العربي المريض.
***
بقلم أديبة عبدو عطية
.تعليق:
يؤرخ لفترة زمنية بكل تنوعها ومفرداتها هو نص شامل رأيت فيه صحفية أو مراسلة صحيفة ما توجز وبغناء المشهد الدرامي للحياة السياسية العربية وعهرها.
مرحى لك في هكذا نصوص.
حبذا لوكنت تكتبين في التجربة الإنسانية( الحب) بهكذا أسلوب وهكذا نفس طويل وتحليلي لمجمل الوقائع
أحييك ...
نص قديم بتاريخه ولكنه يمكن أسقاطه على الوضع الراهن لحصار الشخصية العربية.
مودتي
اسحق قومي
ألمانيا
12/10/2009م
مواضيع مماثلة
» وطني.....أديبة عبدو عطية
» أسطورة رحيلي...أديبة عبدو عطية
» السيدة أديبة عبدو عطية تكتب عن مأساة والدها....
» أهلا بالقادمة إلينا من أستراليا...السيدة أديبة عبدو عطية.
» مهرجان المرأة السريانية الأرثوذكسية في مالبورن. أستراليا....بقلم أديبة عبدو
» أسطورة رحيلي...أديبة عبدو عطية
» السيدة أديبة عبدو عطية تكتب عن مأساة والدها....
» أهلا بالقادمة إلينا من أستراليا...السيدة أديبة عبدو عطية.
» مهرجان المرأة السريانية الأرثوذكسية في مالبورن. أستراليا....بقلم أديبة عبدو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى