لن يضيع تعبع أحد...بقلم المهندس الياس قومي

من طرف اسحق قومي الثلاثاء مارس 23, 2010 11:50 am

لنْ يضيع تعب أحدْ...؟!
بقلم المهندس : إلياس قومي

أصبح محامٍ ذو شهرةٍ وجاه وثراء. ذاع صيته في أرجاء المدينة. زوجة وبنين، وبيوت وعبيد يعملون في مزارعه، التي كانت تتزايد عاماً بعد عام .
ذات يوم كان يتفقد إحدى تلك المزارع . جاءه أحد عماله طالباً المساعدة لنقل زوجة جاره إلى المشفى في المدينة، فالوقت عصراً والسيارات على الطريق الرئيسي تعود إلى المدن والقرى في مثل هذا الوقت.
لم يطيل الوقت في الرد ، فقد أدعى إنه: سيزور مزرعة ثانية ومن ثم سيعود لبيته.
ولم يمضِ وقت طويل وإذ بالمحامي يعود بسيارته إلى منزله في إحدى ضواحي تلك المدينة لكنه استغرب فلم يشاهد أحد في المنزل.
تردد قبل أن يقرع الباب المجاور، لكن ليستفسر ما الأمر..؟!
عفواً يا سيادة المحامي لن أريد أن أزعجك قالها الجار؟
لقد صدمت سيارة مسرعة لولدكَ واختفت، لكن لحسن الحظ إن سيارة عابرة كانت موجودة فأسعفته على الفور...
تسأل في داخله، حاول جاهداً أن يربط مابين ما حدث له هناك، وما حصل لولده.
راح في دوامة وهو يسعى للوصول إلى المشفى.
كان ولده ممداً على السرير. لقد تم اتخاذ كافة ما يلزم من صور إشعاعية وضمادات قالتها زوجته، حيث تبين وجود كسور في عظام الصدر وقد يستدعى الأمر بقاءه لمدة تزيد عن الشهر من دون حراك. لكن كم كانت دهشته، يوم شاهد عامله بجوار زوج تلك المرأة: فقد تم نقلها بجرار إحدى القرى المجاورة. وقد بدت عليها علامات التحسن بعد إعطائها الدواء اللازم ،ويمكنها مغادرة المشفى في الغد حسب ما أشارة الطبيب.
ظل المحامي في ذهولٍ وهو يردد: رجائي أن لا تغلقوا أذانكم عن فعل الخير؟

**********************